|
دورة الشوارب قي الحياة
مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 07:52
المحور:
كتابات ساخرة
دورة الشوارب في الحياة اللحية والشوارب في الثقافة الأيزيدية لهما مكانة خاصة ( ربما لأنهما من أهم وأقدم العلامات الفارقة التي تميز الرجل عن المرأة ) وبقي البعض متمسكا بعادة المحافظة عليهما معا أو بالشارب وحده حتى عهد قريب " بالنسبة لبعض رجال الدين فرض وليست عادة " وكان الفرد الأيزيدي مستعد أن يضحي بحياته إذا تطلب الأمر في سبيل المحافظة على شواربه لذلك قيل قديما بما معناه ... إذا حشرت شعرة من شاربك بين أسنانك قم بكسر سنك لتخليص تلك الشعرة ، ولا يخفى أن شعيرات الشارب كلما كانت طويلة ومهملة ولا يعتنى بها تعلقت بين الأسنان أكثر وهذا القول دليل على الحرص المتزايد للمحافظة على شعر الوجه من لحية أو شارب بل التباهي بذلك بعكس الفريق الذي يحبذ التخلص من شعره بدلا من الاحتفاظ به وحجتهم في ذلك إن الجنة لو كانت معدّة للمشعرين لدخلها التيس أو ربما كل أنواع المعز قبل أي مخلوق آخر ، وكان الرجل وربما لا يزال إذا أمسك بشاربه وتعهد بشيء أوفى ولا ينكث وعده وقد يقسم به ولا يقسم به كذبا وإذا أراد العدو أن يذلّ الأيزيدي عمد إلى قص أو حلق شاربه كما فعل الفرس بأسرانا في حرب الخليج الأولى فبعد أن عاد القسم الأكبر منهم عندما انتهت الحرب أول جملة قالوها بعد السلام والعناق والتقبيل والبكاء ... لقد حلقوا شواربنا عنوّة ... وكانوا يشعرون بالخجل والضعف والإهانة وتغرورق عيونهم بالدموع . قلت ... بعد أن عاد القسم الأكبر منهم ... نعم فلا يزال هناك أسرى في إيران ومن سيباى لوحدها عشرة "وهذا نداء إنساني إلى كل الخيّرين أينما كانوا الرجاء الاستفسار كل بطريقته واسلوبه عن مصير عشرات الأسرى الأيزيدية في ايران منذ العام 1981-1988 وإلى يوم الناس هذا " المهم . لا شك إن البعض مستعد للاحتفاظ بشاربه بل التضحية بالكثير من اجل المحافظة عليه وما يترتب على ذلك من سمعة حسنة وسيرة طيبة لشخصه ولعائلته ولعشيرته وخاصة في بعض القرى والأرياف والتي لا تزال تحافظ على روح العشيرة وطبعها وهناك قصة تروى عن أحد شباب آل حمو من طبقة الفقراء في كرعزيركان قد تخرّج من الدراسة الإعدادية العام الماضي وقبل في كلية الشرطة ولكنه لم ينخرط فيها لأن قوانينها تمنع الملتحين من الدراسة فيها ففضّل الاستغناء عن منحته الدراسية للمحافظة على لحيته وكسب بذلك احترام وتقدير رجال الدين ووجهاء العشيرة من وجهة نظره الشخصية . قد نكون ورثنا هذه العادة من البدو نتيجة جيرتنا لهم فالبدوي بدون لحية أو شارب يعتبر ناقص رجولة أو ربما تأثرنا برجال الدين بطريقة أو بأخرى لذلك نجدهم إلى جانب أنصار الشوارب في صراعهم مع خصومهم الذين لا يكتفون بتخفيفها في الوقت الحاضر بل يعمدون إلى (ضربها صفرا) هناك قصة تروى عن آمر أحد أفواج الجيش والذي ما أن نقل إلى وحدته الجديدة حتى أمر أن تكون أفراد حمايته من الأيزيدية فقد كان قد خبرهم في حروب ومعارك ومواقف سابقة وما أن التقى بهم حتى صرخ على رأس عرفاء الوحدة قائلا ... قلت لك أريد أيزيدية ... فأجابه ر . ع . و ... ولكنهم أيزيدية يا سيدي . فرّد عليه الآمر ... أيزيدية ... وأين شواربهم .؟ قبل سنوات استمتعت بالاطلاع على موضوع كاريكاتوري في مجلة ألف باء عن دورة الشوارب في الحياة حيث إن المسؤول الإداري شواربه عقربية الشكل أمام موظفيه صباحا وتشبه ذيل الفار أمام الزوجة مساءا وبالمناسبة هناك إهمال وفراغ واضحين في تناول هذا الفن الراقي في معظم مطبوعاتنا المحلية . في بعض المجتمعات يعتبر إطلاق الشوارب واللحى موضة تظهر وتختفي حالها حال الموضات الأخرى وتوجد أندية للحى والشوارب بوسع المرء الانضمام إليها والمشاركة في بطولاتها المحلية والعالمية أما الموضة عندنا فكانت تخفيف الشارب قبل سنوات والآن حلقها بعد أن كان الفرد يحتفظ بشاربه ربما خوفا من طرده من مجتمعه المنغلق نوعا ما والتنكر له ، ومن يدرينا فقد نرى في المستقبل القريب أندية في كوردستان يمنع الدخول إليها لغير أبو الشوارب . مراد سليمان علو [email protected]
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آخر نكتة / قصة قصيرة
-
مواسم الهجرة
-
رجل من الشمال / قصة قصيرة
-
غدا ساحزن
-
نشيد الجوع / قصة قصيرة
-
يوميات مهاجر
-
قصة قصيرة
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|