خالد عبد القادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 3182 - 2010 / 11 / 11 - 20:23
المحور:
القضية الفلسطينية
لا ارى في استشهاد ابو عمار إلا عملية ارتقاء الى خصوصية علياء حضارية فلسطينية انسانية, ولا ارى في استشهاده إلا حالة انتصار مكتملة في الصراع مع الصهيونية والاستعمار, وحالة رفع مستوى ثقافي سياسي فلسطينية, وحالة ترسيخ وتعزيز وتحديد معنى لخصوصية الهوية الفلسطينية.
البعض يقول ان ابو عمار لم يمت. وهذا كالذي يقول ان ابو عمار لم يوجد, البعض الاخر يسرق ابوعمار حين يقول انه لا يزال حي فينا. فيحاول ان يشاركه قدسية البقاء والخلود في العلياء, البعض ايضا يحاول ان يجعل من ابو عمار شاهد زور حين يقول انه باق على العهد. وكأن ابو عمار تعهد ان يوصل الوضع الفلسطيني الى السوء الذي هو عليه الان, والبعض الاخر يتقاسم في ابو عمار البندقية وغصن الزيتون, فيجعل من ابو عمار جزءا من حالة الانقسام والانشقاق المرفوضة.
ربما كان ابو عمار الوجود يحمل كل ما يقولون, لكن ابو عمار الانفصال عن الوجود والصعود الى العلياء, ليس فيه شيء مما يقولون, فابو عمار بات حالة اكتمال غير قابلة للنثر على الفسيفساء الثقافي السياسي الفلسطيني, وهو قطعا ليس لوحة لمجموعة رسامين هواة لمدارس رسم متباينة, هذا يريد ابراز اللون وهذا يريد ابراز المساحات وذلك يريد ابراز الظلال, واخر يريد ابراز الحركة والسكون, وليس ابو عمار لعبة رسم طي الورقة لمجموعة عابثين في فراغ الوقت,
ان الرمزية التي ارتقى اليها ابو عمار في استشهاده, هي من مستوى رمزية جغرافيا فلسطين, في الثقافة القومية الفلسطينية, لا يهم من تملكها سياسيا فهي فلسطينية في موضوعية العفوية القومية وهي لا تستطيع إلا ان تكون فلسطينية تحت اي مسمى كانت. فابو عمار بات حالة غير قابلة للافناء ولا التجديد, كما انها حالة غير قابلة للفصل عن اصلها. فابو عمار لن يختفي إلا اذا غرقت فلسطين في البحر, وحتى في هذه الحال لن يختفي كلاهما, فلسطين وابو عمار.
فكيف وقد كان ابو عمار حالة ادراك لخصوصية الذات الفلسطينية. وحالة استعادة لوعينا, وابراز لتميزنا, وحالة نفي للاغتراب وحالة توحيد للاسم والمكان والانسانية؟
لقد اخذ ابو عمار صيغة نهائية لوجوده في شكل الرصاصة الاولى, التي اطلقت على برنامج عداء صيغة خصوصية الوجود الفلسطيني. ليس الصهيوني فحسب بل والعالمي والاقليمي ايضا, فقتلت تغييب شعبنا عن قضيته وقتلت فينا وهم انتظار ان يحررنا الغير,
ابو عمار اذن مهما كانت ايجابيات وسلبيات حركته فقد كف عن ان يكون فاتورة سياسية قابلة للتدقيق, وهو ليس بحاجة لشفافيته وصدقيته سلما يرتقي عليه لهذا الشرف, ففي الاول من يناير ولد جاهزا هكذا وفي هذا الموقع وفي هذه الهالة .....
#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟