|
في عيد - الملائكة - / حتى الشيطان رقص وشرب خمراً
سيمون خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3181 - 2010 / 11 / 10 - 22:09
المحور:
الادب والفن
في عيد " الملائكة " حتى الشيطان رقص وشرب خمراً..؟! شئ جميل أن تحتفل " الملائكة " بعيدها ، فالإحتفال والفرح شئ حضاري . في 9 / 11/ من كل عام تحتفل الملائكة بعيدها ، تكسر التابو وكل تقاليد السجن الفضائي ، وتسرح وتمرح في هذا اليوم الجميل . " عيد الملائكة " هو عيد حقيقي ، تحتفل به الكنيسة من كل عام ، ويشمل الترويكا الأربعة من النخبة الكبار " جبراييل وخارس " عزرائيل وميكاييل ، وإسرافيل . بإستثناء " الشيطان " كما ورد في العربية نقلاً عن الفارسية " سيدان " . أو " ديافولو " باليونانية . بيد أن الشيطان لا يحتفل به في الكنيسة ، بل يحتفل به القرويون في الأرياف الى جانب الأربعة الكبار . حيث يرتدي أحدهم قبعة ذات قرون ماعز صغيرة ، وطبعاً الإحتفال الفلكلوري هذا يتخلله إحتساء النبيذ والرقص . أما على صعيد الكنيسة فهو عيد رمزي لمن يحمل إسمه أو إسمها تشابهاً مع أحد أسماء الملائكة مثل " جبريل " مثلاً وميكاييل أو ميخالي . ولا أدري ما السبب لماذا لا يسمى أحدهم نفسه باسم " عزرائيل " أو خارس حامل المنجل . طالما أن رؤوس الأبرياء يطاح بها بهذه السهولة الباردة ؟ تخيل نفسك ،أن يقدم أحدهم بطاقة التعريف الشخصية له قائلاً لك : أهلاً بك ياصديقي أنا عزرائيل بن كذا ... وهذا غير عيزرا أو عاذر الأسم المتداول في الديانة الموسوية . المهم من المؤكد ، أن صدفة من هذا النوع تجف لها الدماء في العروق . أو أن أحدهم يكتب تعليقاً باسم " عزرائيل المتمرد " أو عزرائيل السفاح . ربما لوقف شعر أصدقائنا في إدارة موقع الحوار قبل أن يقف شعر أبداننا . ولا يمكن لأخي رزكار أو أحد الأخوة المناوبين شطب تعليقة لأنه إسم ثلاثي أو ثنائي . كل شئ ممكن إلا أن يدعى أحدهم أنه الشيطان فهذا من الصعب توقع حدوثه . لماذا ..؟ لأن البشرية تدين بوجودها الحالي حسب الأساطير الى الشيطان . وبفضله هبطنا من الفضاء . نعود الى إحتفالنا الجميل ولعن الله السياسة . في كافة ديانات الشرق القديم كم هائل من الفنتازيا الجميلة التي تعبر عن تطور إبداعي في القدرة التخيلية لأصحاب هذه الأساطير . وتعكس مستواً متطوراً من الإبداع الفلسفي . فالفن المسرحي على سبيل المثال ظهرت بداياته في حضارة وادي الرافدين وفي بابل . لكنه لم يتطور. وإنكفئ على نفسه وإندثرت معالمة النصوصية البدائية . فيما تطور في بلاد الأغريق نصاً وعرضاً وعرف وإنتشر بفضلهم . المسرح فناً يقوم على تخيل فكرة . في الحضارات القديمة نظرأ لطبيعة العلاقة المباشرة بين الإنسان ومعبوداته . كان يحتفل بطقوسة من موقع تكريم الألهة التي هي بدورها كانت تحتفل بدورها بأعياد الإنسان تمرح معه وتشرب النبيذ وتغازل وتمارس الحب . دون وسيط بشري أخر أو وكيل عنها في العلاقة مع البشر. لذا شكل العيد أو الفرح كطقس إحتفالي عامل مشترك بين الألهه المتعددة وبين الإنسان . وفي الحضارة البابلية أضربت الألهة الصغيرة عن العمل ضد حالة البذخ والكسل التي تعيشها الألهة الكبيرة كان إضراباً طبقياً الأول من نوعة كفكرة عبر التاريخ . كانت الألهه تأكل الثمار وتشرب الخمر . فيما الألهة الصغيرة تحصد الغلال لصالح الألهة الكبيرة . كيف إنتهى الإضراب هذا موضوع أخر . بالمناسبة حسب رأي أخي الحكيم البابلي في مقال قديم له عن الخمر في وادي الرافدين أنه كان من أجود أنواع الخمور . اتفق معه هنا وربما لهذا كانت هذه الحضارة رائدة ساهمت في خلق حضارت الشرق القديم . لكننا ندين ونستنكر بشده هجرة " أب رام " فهو ليس مسؤلاً عن الجرائم التي إرتكبت باسمة . لكنها جرت علينا طوفان من الحروب لم ينتهي بعد منذ حربة مع القبيلة التي نافسته على الكلأ والماء في أرض الرافدين. احيانا يشذ المرء عن الموضوع ، ولا تدري كيف تحدث عمليات التسلل ، ربما عبر جيراني الذين يقطنون في الطابق السفلي . لنعود للموضوع ،حتى في الديانات الفضائية إستجابت لهذة الفكرة دخلت العديد من الطقوس الإحتفالية كجزء من الطقوس العبادية ، وتم تقليمها ، بما يساير الى حد ما العقائد والتعاليم الجديده ودون نسف القديم . لنقل شكل من أشكال " المهادنة " أو المصالحة القائمة على تبادل المنافع . ولسنا هنا في وارد تفسير بعض الشعائر الدينية الراهنة ودلالاتها . من ضمن التقاليد القديمة كان الرقص والغناء وشرب الخمر . فالتراتيل الشرقية الحالية تعود إصولها الى الغناء القديم . وأقدم شاعرة معروفة في الشرق القديم بإستثناء الأغريق هي " شيفري بنت ستطروق الثاني " الأشورية أو السريانية العام 138 ق. م . وإذا تخيلنا شكل العظات الدينية الجماعية ، فنحن أمام مسرح حقيقي . حتى الحركة في الصلوات هي جزء من الرقص القديم للإلهة القديمة . أما الخمر فهو شراب الألهة ، في الديانة الموسوية حرم الخمر على بقية أفراد المجتمع بينما كان يغض النظر عنه للطبقة الحاكمة وطبقة الكهنوت تمشياً مع تقاليد فرعونية قديمة حين كان يقدم الخمر على مذبح الإله " رع " . وفي العقيدة المسيحية نقل عن السيد المسيح قوله ، قليل من الخمر يحيي قلب الإنسان ، وفي العقيدة الإسلامية ما جاء في سورة النحل الأية 67 : ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاًُ حسناً إن في ذلك لأية لقوم يعقلون . صدق الله العظيم . راجع تفسير الجلالين الذي يعتبر " سكراً " وتعني الخمرة . كما ورد في كتاب الأقرن لأبي حيان ص 4 ، وكذلك في كتاب " الترمذي ، أن السيدة عائشة كانت تمزج في نبيذ الرسول قبضة من الزبيب تلفظ حموضته . وهي رواية تتفق مع روايه أخرى شبيه للفضل بن عباس . في ديانات جنوب شرق أسيا تقدم للإلهة أطيب أنواع الثمار والفاكهة ، وبعض الحلي والنذورات تقديراً أم خوفاً ..؟ لكن الأصل في إعتقاد الناس أن الألهه تأكل وترى وتراقب وتفعل الخير . نصب " ممثل الشر " يستحوذ على القدر الأكبر من النذور والطعام خوفا ورهبة منه . بينما إله الخير ، المسكين ، لا يجد ما يأكله ..ترى ما تعني هذه الفكرة ..؟ بل وحتى تعزف الموسيقى لممثل " الشر " وترفع اليه الدعوات والصلوات . المهم في كافة ديانات الشرق القديم شكل الفرح والإحتفال طقساً جميلاً ، لكن لكي تتقبل الناس العقائد الجديدة الوافدة كان لا بد من مزج جزء من تقاليد وثقافة المجتمع مع الديانة الجديدة القادمة كشكل من أشكال الدعاية القديمة لهذه الديانات وتحضير الرأي العام لتقبلها . من خلال إختصار وتضييق شقة التعارض بين الديانة الجديدة مع تقاليدهم الحياتية المعاشة . وعملياً كانت العقائد الفضائية تعبيراً عن ثقافة المجتمع الذي نشأت في كنفه أنذاك وليس عن روح العصر الحالي . في التراث اليوناني العديد من الإحتفالات القديمة " تسربت " الى الديانة الجديدة القادمة من الشرق ، وإمتزجت معها الى درجة أصبح من المعتذر فيه أحيانا الفصل بين ما هو ذي منشأ إغريقي قديم أو من منشأ ديني شرقي . هناك العشرات من الأعياد الجميلة التي تبعث على الفرح والسرور وتدهش الصغار وتجلب الإبتسامة الى محياهم منها عيد النبيذ ، وعيد الحب . وأيضاً عيد العمال العالمي لكي لا ينزعج رفاقي الأحباء . فما أجمل أن تحتفل الملائكة بعيدها لتشرب الخمر وترقص وتعلن يوم التمرد العالمي ؟ في عيد الملائكة كل عام وأنتم بخير وأخي رزكار والزملاء الأعزاء وموقعنا الجميل في تقدم مستمر .
#سيمون_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الناخب اليوناني يوجه / صفعة قوية لأحزابه ..؟!
-
الدجاجة التي باضت بيضة مربعة ..؟!
-
هروب أحد - الملائكة - / الى خمارة - تو كوتوكي -
-
خربشات - مرغريتا - الصغيرة ..!
-
هل - الإله - مؤلف كتب ..أم خالق الحياة ..أو قاتل للإيجار ..؟
...
-
موقع الحوار المتمدن / هذا الملاك الجميل ..
-
من بحر عكا.. الى بحر أثينا ؟
-
صراع - القات - والأيديولوجية / في اليمن - الديمقراطية - ؟!
-
من يستيقظ أولاً ...يصبح بطلاً قومياً ..؟!
-
سقوط أخر سلالة - الملكة بلقيس - / هيلاسيلاسي .. أسد أفريقيا
-
إنه .. عصر الزهايمر الفكري ..؟!
-
- كارلا بروني - ليست عاهرة / منظمات ترميم الصمت هي العاهرة ؟
...
-
تأملات ..قيثارة ..وبيانو .. وعود
-
الصيف .. صديق الفقراء والعشاق / والمهاجرين والمتعبين ..
-
ملائكة - الحوار المتمدن - تغني للفرح ... ولنكهة الحناء .
-
ملاءات بيضاء ...وقمرُ أحمر ..؟
-
أسطورة خلق أخرى/ في عشرة أيام ..!؟
-
ماذا يريد الإنسان من الحياة ..؟
-
أبو مين ..حضرتك ..؟!
-
لماذا يعشق البحر النساء ..؟
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|