أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - القوانين الاجتماعية والتشريعية- القضائية تُصنّع المجرمين بدعم المواد التمييزية














المزيد.....

القوانين الاجتماعية والتشريعية- القضائية تُصنّع المجرمين بدعم المواد التمييزية


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3181 - 2010 / 11 / 10 - 19:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تتشبث العادات والتقاليد المجتمعية بحياة الأفراد تشبثاً يصعب التحرر منها على مدى زمنٍ ليس بالقصير.
وبهذا، تتحول هذه التقاليد إلى قوانين مجتمعية تكون في العديد منها أقوى من قوانين القضاء والتشريع، فتغدو عملية التعديل في القوانين القضائية الوضعية مسألة شاقة وشائكة، تحتاج زمناً طويلاً لتتغلب على قوانين التقاليد والأعراف الاجتماعية.
وإحدى أهم هذه القوانين أو العادات، القتل بدافع الشرف التي مازالت منتشرة في معظم البيئات الريفية والمحافظة، تلك العادة التي أدانتها جميع الأديان، كما نفى العديد من رجال الدين أن يكون هناك نصاً دينياً يشرعنها.
كما رفضتها معظم الاتجاهات المجتمعية المتنوّرة والمثقفة، غير أنها بقيت في حالة تشبث شديد بمفاهيم القيم المجتمعية، لاسيما تلك الراضخة أبداً لقوانين العشيرة أو القبيلة، ولم تنفع معها تشديد العقوبة(على هزالتها) عبر تعديل بعض مواد قانون العقوبات(المرسوم 37)، أو ما شابه من رفض ديني- ثقافي، وذلك بسبب سيطرة العقلية الذكورية على القيم الاجتماعية من جهة، وعلى ذهنية المشرّع القانوني في القضاء من جهة أخرى، إضافة إلى حصر مفهوم الشرف في حيّز ضيّق للغاية من جسد المرأة وكيانها، رغم أن الرجل دوماً هو الفاعل والمرأة مفعول به في هذه الحالات، بمعنى أن أية ممارسة على هذا الصعيد يكون الرجل فيها المحرّض الأساسي للفعل، لكن المرأة تتحمل نتائج فعلته حتى عندما تكون مرغمة على ذلك(الاختطاف أو الاغتصاب مثلاً).
إذاً، وكما أسلفت، فإن القيم الاجتماعية التي تُحرّض على قتل النساء بدافع الشرف، تعمل بشكل غير مباشر على خلق مجرمين في المجتمع من خلال دفع البعض(فتى أو رجل) إلى القتل بل والاحتفاء به وكأنه حرر كل المقدسات العربية، لأنه بنظرهم خلّص القبيلة من عارها كما يزعمون. وليست القوانين التشريعية والقضائية بمنأى عن خلق هؤلاء المجرمين بل وحمايتهم عبر المادة/548/ المعدّلة بالمرسوم/37/ للعام/2009/ وكذلك المادة/192/ من قانون العقوبات، هاتين المادتين اللتين تساهلتا جداً تجاه القاتل بتخفيف عقوبة القتل عن طريق العذر المحل في المادة/192/ ورفع مدة السجن إلى سنتين فقط في المرسوم/37 المعدل للمادة548/ وبالتالي فإن القاتل يخرج من جريمته منتصراً على أكثر من صعيد وفي أقصر مدة ممكنة.
من هنا نجد أن القوانين المجتمعية والقضائية التشريعية تساهم إلى حدٍّ كبير بخلق مجرمين في المجتمع، لاسيما المجرمين الأحداث الذين لم يبلغوا سن النضج، وبهذا نحكم على هذا الحدث ليس فقط بالجنوح، وإنما بالإجرام عندما يتم دفعه لارتكاب الجريمة بدلاً عن البالغين المتهربين من أبسط العقوبات، لاسترداد شرف مزعوم، إضافة إلى ما يكتسبه من عناوين عريضة لجرائم أخرى أثناء وضعه في السجن مع الكبار الذين لهم سجل حافل بانتهاك القوانين الاجتماعية والقضائية.
والمسألة الأهم، هي تدريب هذا الفتى/ الحدث باكراً على قتل كل مشاعر إنسانية- أخوية، وبالتالي تحويله لحيوان مفترس ماتت لديه إنسانيته، فلم يعد مكترثاً بأي شيء بدءاً من خرقه لقوانين وهيبة الدولة طالما أنه خرق رابط الدم والأخوة والأواصر الأسرية، وأيضاً خرقه وبطلب من المجتمع والقانون أهم محرّمات الدين والذي حرّم قتل النفس البشرية إلاّ بالحق، طالما نفى رجال الدين أي نص يوجب جرائم الشرف، وأعتقد أنه إذا ما ألقينا نظرة عامة على ملفات القضاء نجد أن ما هو موجود من مجرمين يخرقون القوانين يكفي لزعزعة أمن وسلام البلد، ولا هناك من داعٍ لخلق مجرمين من نوع مختلف.
من هنا أرى أنه على جميع المعنيين بالمنظومة القيمية- الاجتماعية، والمعنيين بشؤون التشريع والقضاء أخذ طروحاتنا تلك على محمل الجد والنظر إلى الموضوع من عدة زوايا تسيء للفرد/ القاتل والأسرة وتخلخل أمن المجتمع، والابتعاد عن الرؤية الضيّقة للشرف الاجتماعي المتمثل فقط بالمرأة، لأن القتل بحد ذاته انتقاص من الشرف والرجولة، وتزييف فاضح لهما.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام مضى على اغتيال القضاء السوري لزهرة العزو
- مسألة المواطنة... كرامة قبل كل شيء
- جائزة ابن رشد جديرة بالحوار المتمدن
- هل نحن مواطنون حقاً...!!؟؟ أجل... لكن مع وقف التنفيذ.!!!
- التبرعات هل تحلُّ مشكلات الفقراء..؟
- ظاهرة تسوّل الأطفال ظاهرة منظمة في سورية
- احذروا الشجار أمام الأبناء
- تأجير طفلات صغيرات كخادمات، وأسئلة برسم المعنيين
- أمومة المرأة وأنوثتها ليست أساساً للتمييز.
- - يا رضا الله ورضا الوالدين- دعاء تلاشى على إيقاع الثقافة وا ...
- محامية تلوذ بالصحافة بحثاً عن حلول وتستجدي الإنصاف من القضاء
- الرجل والمرأة.. أيهما أكثر إخلاصاً..؟
- إجرام المرأة أصيلاً أم مكتسباً..؟ في الرقة أم تقتل طفليها.!! ...
- تعاليم القبيسيات في المدارس ضرورات أم محظورات.!؟
- الجنسية... دموع ومعاناة وأبناء مقهورين
- مؤتمر المنامة والعودة لأسوار الحرملك والوأد
- وأخيراً... عيادة حديثة لفحوصات ما قبل الزواج
- عندما تتحوّل الأخوّة لافتراس
- باقة حب وياسمين لروح أبي
- قضايا المرأة بين الواقع الاجتماعي والتشريعات


المزيد.....




- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - القوانين الاجتماعية والتشريعية- القضائية تُصنّع المجرمين بدعم المواد التمييزية