أسرة التحرير هآرتس
الحوار المتمدن-العدد: 3180 - 2010 / 11 / 9 - 14:22
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
هآرتس – 8/11/2010: رئيس بلدية كرميئيل، عدي الدار، أعلن في نهاية الاسبوع عن تنحية نائبه، اورن ملشتاين، بعد أن عزيت له سلسلة من التصريحات ضد سكان كرميئيل العرب. الدار قام بالامر السليم. في ذات اليوم اجرت "هآرتس" مقابلة مع زميل الدار، رئيس بلدية صفد، ايلان شوحط الذي قال ان صفد هي "رمز التعايش بين اليهود والعرب".
التباهي العابث في اقواله جاء بعد سلسلة احداث عنصرية جسيمة في مدينته. 500 طالب عربي يتعلمون في كلية المدينة كانوا ضحية هجوم جماهيري بشع، ذروته في عنف ضد ثلاثة منهم. حاخام المدينة، شموئيل الياهو، اصدر مؤخرا فتوى تحظر على اليهود تأجير الشقق للعرب في المدينة وانطلقت دعوة مشابهة من اجتماع طوارىء بمشاركة 18 حاخاما ونحو 400 عاطف. نائب رئيس البلدية أيد الاجتماع. ايلي سفئيلي، من سكان المدينة، ابن 89، تلقى تهديدات على حياته بعد أن أجر شقته لطلاب بدو.
ولكن رئيس البلدية شوحط يفضل تزيين الواقع وطمس حقيقته. خلافا لنظيره من كرميئيل لم يفكر بتنحية نائبه الذي أيد اجتماع الحاخامين وكذا حاخام المدينة بقي في منصبه. اعضاء الحكومة، رئيس الوزراء ووزير التعليم على رأسهم، يملأون افواههم بالماء في ضوء الاحداث المخزية في صفد، مثلهم كمثل اتحادات الطلاب الذين لم يخرجوا لحماية رفاقهم المعتدى عليهم في المدينة. منظومة فرض القانون لم تعمل حتى الان ضد حاخام المدينة. قبل نحو أربع سنوات ونصف السنة رفعت ضده لائحة اتهام على تصريحاته العنصرية. وقد الغيت التهمة فقط بعد أن التزم الحاخام بالتراجع عن أقواله. اما الان فقد عاد الى عادته ولم تتخذ بحقه أي خطوات.
هذا الصمت مقلق حتى أكثر من الاحداث نفسها. رئيس الوزراء، وزراؤه، رئيس البلدية ومنظومة فرض القانون ينقلون الرسالة في أن كل شيء عادي في المدينة الشمالية. بالضبط مثلما هو الغاء لائحة الاتهام ضد الحاخام الياهو ظهر الان كخطأ جسيم، هكذا سيصدح الصمت الصاخب هذا من جانب الواقفين على الحياد، وموجة العنصرية ستتسع وتحتدم في ظله فقط. المسؤولية ستقع عندها ليس فقط على من يقوم بها، بل وأيضا على من يسكتون ولا يتخذون أي فعل.
#أسرة_التحرير_هآرتس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟