أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - من المحرق أتى التغيير














المزيد.....

من المحرق أتى التغيير


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 3180 - 2010 / 11 / 9 - 01:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


فوز السيدة فاطمة سلمان بعضوية المجلس البلدي في المحرق يحفز على التفكير في عدة أمور، وفي مقدمتها ان التحولات في الوعي وفي جاهزية المجتمع لقبول البديل تشق طريقها موضوعياً، وترسم لنفسها مسارات قد تكون خارج التوقع، فبينما كانت التوقعات أن يأتي اختراق المرأة لأحد المجالس المنتخبة عن طريق الجمعيات السياسية صاحبة التأثير، أتى عبر فوز سيدة مستقلة، لا يعرفها الكثيرون خارج دائرتها الانتخابية.
هذا الفوز هزم كل مساعي عدم تمكين المرأة، وفند كل الذرائع التي تسوقها بعض الجمعيات السياسية لاخفاء موقفها المعادي لانتخاب المرأة، بحجة أن المجتمع غير مستعد لقبول ذلك، فيما تتبارى هذه الجمعيات على كسب أصوات النساء، وحشرهن في الباصات نحو مراكز الاقتراع، وتهديدهن بالويل والثبور إن هن لم يصوتن للمرشح الذي فرضته هذه الجمعيات.
وحققت فاطمة سلمان هذا الفوز في المقام الأول بارادتها وعزمها وتصميمها، خاصة حين عرفنا انها المرة الثالثة التي تترشح فيها للانتخابات البلدية منذ عام 2002، دون أن يثنيها اخفاقها في المرتين السابقتين عن تكرار التجربة مرة ثالثة، معولة على أن الأمور تتغير نحو الأفضل، وأن ما تعذر بالأمس سيكون ممكناً في المستقبل، وفعلت ذلك بهدوء، بعيداً عن أي «هيلمان» اعلامي، أو ضجيج سياسي.
وفي هذا تقدم فاطمة سلمان، من حيث لم ترد، درساً بليغاً لا للنساء وحدهن، وانما للرجال أيضاً، بما في ذلك للجمعيات السياسية التي أخفقت حتى الان في احداث الاختراق الذي قامت به هذه المرأة بجهدها الذاتي قبل كل شيء.
الأمر الثاني الجدير بالوقوف أمامه هو أن هذا التحول الأهم أتى من المحرق تحديداً، من المدينة التي عرفت بأنها قدمت نموذجاً يحتذى به في الانفتاح على الأفكار الجديدة وفي قوة ورسوخ الوحدة الوطنية للمجتمع، وفي اندماج كافة مكوناته في نسيج مديني ووطني واحد، كان أبعد ما يكون عن أشكال الفرقة، قبل أن يدخلها من هيمنوا على شارعها في غفلة من الزمن في التجاذبات الفئوية والطائفية، ولكن مؤشرات الصحوة بدأت تظهر من جديد لا في المحرق وحدها، وانما في مناطق مختلفة في البلاد، وجدير بالمحرق أن يكون لها سبق الريادة في ذلك هذه المرة أيضاً.
لو أن فاطمة سلمان انتظرت أن تتبناها واحدة من جمعيات الاسلام السياسي، فتشملها برعايتها الانتخابية، لطال انتظارها دون أن يتحقق ذلك، وربما لو حدث هذا التبني لأضعف فرصها في الفوز، لأن المجتمع البحريني يسعى لاستعادة عافيته، بأن يعود الى سويته التي كانت يوم كان الاعتدال الديني، البعيد عن كل غلواء، هو سمة هذا المجتمع.
ولولا مزاج الاعتدال والتسامح هذا لما امكن للبحرين أن تكون ما كانت، حيث بات المثل يضرب بها في الانفتاح على الجديد، وفي تفاعل الأقكار والاراء، وتوليد قيم الحداثة المنبثقة من حاجات المجتمع، والمنسجمة مع روحه وديناميكيته الداخلية المنفتحة على الآخر بدون خوف أو عقد.
لا أريد أن أفتعل لفوز فاطمة سلمان أبعاداً ليست فيه، ولكن لا يجب عدم رؤية ما يحمله هذا الفوز من بشارة لتحولات مقبلة، إن وجدت من يثابر في سبيلها.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات وتداعياتها – 4
- الانتخابات وتداعياتها - 3
- الانتخابات وتداعياتها – 2 & 1
- حبل الكذب قصير
- شاركونا الأمل
- في القوة والضعف
- حول إزالة الإعلانات الانتخابية
- كتلة البديل الوطني
- كيف نتدبر شؤون الوطن؟
- سماد الطائفية!
- نعم يوجد بديل
- الروية وليس الفزعة الطائفية
- الحفاظ على الحريات العامة
- بين «البيت الشيعي» و«الشارع السني»!
- لماذا يغيظهم المنبر التقدمي؟
- عن تمكين المرأة
- عابرو الطوائف
- وقف العنف مقدمة للحوار
- غازي القصيبي
- ترشيد الخطاب السياسي


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - من المحرق أتى التغيير