جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3178 - 2010 / 11 / 7 - 13:31
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
هناك مفردات في العربية باتت تستخدم للتعبيرعن فكرة الحسنة و الجودة والاعمال الطيبة و لكن من زويا مختلفة فمثلا كلمة (خير) التي تشير في الاساس الى الاختيار و الانتقاء (كنتم خير امة اخرجتم للناس) و التفضيل لربما من الناحية الاخلاقية او الدينية (الصلاة خير من النوم) و التي تشكل ثنائية مع مفهوم (الشر) اصبحت تقابل في (صباح الخير) عبارة good morning الانجليزية رغم ان كلمة (خير) تختلف عن good الانجليزية لان العبارة الانجليزية تصف الصباح بصفة مثل (طيب) او (جيد) او (حسن) او (زين) و غيرها من الصفات المشابه و لكن العبارة العربية هي في الحقيقة اضافة اسماء لاجل الوصف كما في اسماء اخرى تستعمل مع كلمة صباح ( صباح النور/ الفل / الياسمين / الورد) مما ادي الى اطلاق خيال العرب لاختيار اللغة المزخرفة الوردية المناسبة و شجع احد العمال ان يقول (صباح اليورو) لرب العمل الالماني آملا انه اتي بمزيد من النقود في الصباح.
السلام و التحية في العقلية الشرقية هي مسألة التقرب الى الله و الخير و الفضائل والابتعاد عن الشر و الرذائل و لكن تطورت لكلمة (خير) معاني اضافية في عبارات مجمدة ثابتة لا تتغيير كما نراها في عبارة (خيرات البلد) و(كل عام و انتم بخير) و (تصبح على خير) و (عمل خيري) و (انشاءالله خير) و (خير على خير) و تحولت اخيرا الى اسماء (خيرالله) اضافة الى ان هذه الكلمة و مفهومها دخلت لغات معظم الاقوام الشرقية.
اما كلمة (طيب) التي هي صفة فهي تشير في الاساس الى السعادة و الصحة و العافية (هي طيبة او طابت) تحولت الى صفة اخلاقية و لذة غذائية تختلف عن كلمة (جيد) التي تشير الى النوعية و التقييم وكلمة (زين) التي تشير الى الجمال و الزخرفة و النقش خاصة زينة (المجوهرات) التي هي استعارة من الفارسية و كلمة (حسن) التي تشير الى الجمال.
اما في دول شمال افريقيا او ما يسمى بالمغرب العربي فان عبارة (لا بأس) التي هي في الحقيقة نفي للسلبي طغت بعكس العبارات الايجابية التي ذكرناها لربما تحت تأثير الفرنسية (pas mal)
www-jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟