أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - النهر والتوتة














المزيد.....

النهر والتوتة


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 6 - 22:35
المحور: الادب والفن
    


النــــــــــــــــــــــــــهــــــــــر والتــــــــوتــــــة

شعر محيي المسعودي
... كان قماط طفولتنا
والماء الغرين فيه , نلبسه ظهرا
كقمص واقٍ
يمنع في الصيف رصاصات الشمس ......
وهو الترياق
اذا عضّتنا "ريح سموم"
نهر .........
كنا في حضرته ..
نعوم عراة , وقداسته اثوابا نلبسها
نغطس تحت الماء
نشرب ماء ممزوجا بالرمل
" ماء عروس"
نروي احلام طفولتنا
نتمنى اشياء واشياء ......!!!!
ذات حريق , غادْرنا النهر سنينا ....
بحثا عن سنبلة القمح وغصن الزيتون ...
فتجرعنا كأس الغربة علقما ...
ظلَّ النهر هنا ...
يجري ... يجري ... يجري ...
ابدا ما غادَرنا !
فقد النهر جميع رفاقه .. الّا اياي
كنت اراقبه , اداعبه ,
اجري قسطرة القلب له, لو ضعف نبض الماء بشرايينه
واذا غص .. بيدي ادفع لقمته
لمّا كبر رفاق النهر ..
وصاروا .. آباء اولاد .. ارباب بيوت
قذفوه بالاحجار وبالازبال وبـ "حفاظات" الاولاد
طعنوه بخواصره
بمياه آسنة من حمامات الدور
دفعوا حُجر الحمامات على النهر
ارقوا فيه خزائنها
ولشدة طهارته هرب النهر ..
لكن, لمّا يجد, أي مفر ..
الّا داري ...
صار النهر يلوذ بجدار الدار
والجيران
تقذفه بالطمم بالاحجار ...
انقض عليه رفاق الامس بكل مقابحهم ...
خنقوه ....
اندفع , مخذولا, مندهشا, يلوذ تحت جدار الدار
هربا من حقد اصابعهم
من زنخ مباولهم
من خُلق دنس كان يلبسهم
كنت اعرف ان النهر
يحب الاشجار وليس جدار الدار
فصرت كلما قذفوا النهر بحجر
او زحفوا عليه بأشر
ضمّدت جراحه بشُجيرة
صفصاف او توت
تفيئ على النهر وتهدهده
واردّ بها على زحف الجيران
لكنْ .. ما ابكاني
انّي رأيت النهر يقتل اشجاري
ويبكي عليها ويقول :
لا مندوحة لي
لا مندوحة لي
ثمة اصابع عُمْيٍ تخنقني ........
ظلّ النهر يزحف هربا
من نفايات حضارتنا
من نفايات علاقتنا القذرة
ببيئتنا ... بهذا الكون .
حتى وصل النهر اسفل – شِجْرة - توت
كانت قد ولدتني امي في فيئها الوارف
ذات ظهيرة من "آب اللهاب " قبل 6 عقود
خجل النهر من التوتة
احترم عمرها الطويل وتجاعيد السنوات على جسدها
وتوقف معتصما , انحى لجذورها العتيدة اكبارا
لكن الجيران سخروا منه .. شتموه
عرّوا جذور التوتة
اغتصبوها . هتكوا كل حياء فيها .
وبلؤم دفعوا النهر ليغتصب التوتة
وما ان حدث المكروه
انتحرت توتنا خجلا, من فعلتهم
وتوقف قلب النهر عن النبض
فانقض الجيران وحوشا
قضموا جسدا التوتة
وعلى قلب النهر اقاموا حفلة عرس



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب -مراتب الحب عند العرب واشهر محبيهم - محاولة لم توغل في ...
- امريكا ترد بوثائق - ويكيليكس - على لعبة ايرانية في العراق
- ليبقى الحوار المتمدن, حوارا متمدنا, يرتقي بوعي الانسان وثقاف ...
- فرصة العراقية في تحقيق ما تعلنه من اهداف وطنية
- مقامرون سياسيون بمصير ومستقبل العراق !؟
- أثرياء وشرفاء العراق القادمون .. لصوص .. فاسدون .. مجرمون .. ...
- -رادار الاختراق الارضي- يدخل الكفل لحسم النزاع بين المزارات ...
- لماذا المالكي وحده قادر على تشكيل الحكومة العراقية القادمة . ...
- صفقة شراء خمسة آلاف سيارة جديدة في بابل تُثيرجدلا واسعا وانت ...
- مقامات زمن ردئ ...
- امّا ان نترك الصحافة ونعمل زبانية لهم , او ينزعون عنّا عراقي ...
- ثلاث قراءات في رسالة باراك أوباما للسيستاني
- الكفل تُثير صراعات جديدة بين المسلمين واليهود ,, واخرى بين م ...
- الحرب على الأرهاب والطائفية في العراق من دفع الثمن .. ومن قط ...
- إضاءة على هامش السياسة العراقية
- سقط الحكم الدكتاتوري من العراق, وبقيت عقيدته تتحكم ...!
- سمبوزيوم بابل الفني ... حلم ولد صدفة - وقبل ان يحبو - لقي حت ...
- من وراء تظاهرات البصرة وما اهدافها ..!؟
- أبغض الحلال ... المالكي رئيسا للوزراء - مرة اخرى –
- الفضائيات العراقية .. اعلام امتلك الحرية وغابت عنه المهنية


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - النهر والتوتة