أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد مطلك الربيعي - ازاهير الحب لكنيسة سيدة النجاة














المزيد.....

ازاهير الحب لكنيسة سيدة النجاة


خالد مطلك الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 6 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


أنطفأت الشموع. وغابت الشمس ورحل القمر .وخيم الظلام .ودقت أجراس الكنائس.مكبرة حزينه.وطارت الطيور محلقة خائفه .وهلعت القلوب مرتعشه راجفه .وانكسربريق اللقاء امام الخالق المعبود في الصلاة.وتمزقت اجنحة الفراشات . ونعق البوم اللئيم. وحلت االفاجعه.وحلت الكارثه .وفجر الحاقد الشوؤم حزامه اللعين.في بيت الله المقدس . كنيسة سيدة النجاة .
صرخت (ليلى) الطفلة الصغيره في عامها الرابع. أ ماه اين انت ؟ وشعرها الذهبي الاشقر الجميل .يتطاير على خديها . فلا صدى لصراخها الا بقايا الشظايا تتساقط على جسدها الغظ النظير.
وصراخ ( احمد ) على ذراع امه. اماه اين انت؟ عيوني .عيوني. اني لا اراك . وقد فقد عيناه . وتقطعت اشلاء امه الا الذراع . الحامل الطفل الرضيع .ابى ان يترك ولده.
وزاد الصراخ وكثر العويل.وكبرت المنائر . الله اكبر .الله اكبر .وفي زاويه شيخ كبير في سنه التسعين . ينادي مريم . مريم .ولدي وحيد .قطعت اطرافي اين انتم ؟ فلا مجيب .الا قطع الزجاج المهشم يتساقط عليه .
والام ( بشرى ) تحتضن اولادها وقد قطعت رؤوسهم اليانعه. قائلة اهرعوا اهرعوا لنعد الى البيت .ولما انقشع الظلام .ذهلت من اثر الفاجعه . اخذت تشم هذا وذاك وفقدت جوهرة العقل الجميل .
قتلت حمامات السلام .وتفجر الحقد الدفين.وتقطعت الاجساد .وتهدلت النساء .نصف عاريات .في كنيسة سيدة النجاة .سالت الدماء.ونثرت السماء .عطرا سرمديا .على الارواح الهائمه .وتلبدت غيوما كالحه . وتوقف تغريد الحمائم فوق القباب بكت الطيور . وانحنت اغصان الشجر . وضاع الفجر والافق والقمر .ومات النشيد الموسيقيي اللطيف .وتوقف حفيف الاشجار .وتجمد خرير المياه .واظلمت الديار .وثكلت وترملت النساء .واسودت محاجر العيون .صرخت قيثارة سومر .وبكت جنائن بابل. وحزنت جبال كردستان .عانق دجلة الفرات صارخا حزينا . مناديا ياعراق. دارت طواحين الرحى قتلت الطفولة في المهد .وحرقت النحل والشهد . ومزق الربيع والورد .وذبح القمر والسعد .ومات العصفور والشجر .وغاب النجم وأفل .وسال الدمع وانهمر .وهطل المطر .حزينا نادبا ياعرا ق.ياعراق. لماذا دمك يراق ؟ لماذا الشقاق .؟وزاد النفاق وهرب البراق.
انطفات البسمة الجميله من على الشفاه .ودوت تراتيل القران الحكيم في الجوامع .وصدحت الصلوات في المساجد .ونصب العزاء .حزن عميق .توقفت الكلمات في الحناجر .وارتعش القلم .وذهلت العقول .سحقا لكم ايها الغادرون .انكم مجرمون .كاذبون مارقون .رحماك ايها الطفل البرى .لروحك العطر يانساء.ولك الصبر يا ( وفاء ) قتلوا اليد الحنون .ومزقوا العيون .ذبحوا الوفاء وحجبوا الضوء والسناء .انهم واهمون .اننا لسعادة الغد قادمون ...سيخضر الضياء وتعود البسمه والهناء ويعم الرجاء .وينبري سوادكم الكالح اللئيم .ويعود زورقنا الجميل .وتنشرالرايات .سلاما .سلاما ياعراق.صبرا جميلا ايتها الامهات .شهدائنا في جنان الخلد قائمون .ومن مياه الكوثر شاربون .وفي النعيم باقون .ارواحهم طائرة مع ملائكة السماء .في فضاء سرمدي .واسمائهم خالدة في قاموس البقاء . و المسيحي معانقا اخاه المسلم . مرددا انشودة الحب والبقاء...توهموا توهموا..ان يخلقوا الفتنة . ويمزقوا الطيف الجميل .نسوا وتناسوا ان ابناء العراق . يشدهم سعف النخيل . وتربطهم سنابل الجنوب .وتهب عليهم نسمات الجبل .وترضعهم مياه دجلة والفرات .انهم تحنوا بغرين شط العرب...وحاكوا قلائدا من زهور بابل .وتعطروا من نرجس اربيل .وغردوا اناشيد بادية الانبار .وشدوا العزم والوثاق لرفعة العراق .ياشعبيه الابي الخالد النقي ...ياصاحب الحضاره . ياسومر واكد .ياقلعة اربيل .يا لقاء دجلة بالفرات عند جنة عدن .لا تهزك المصائب ولا يثنيك القدر .فمرحبا لعظمتك وسلاما لرفعتك .واريجا لنخوتك .وهديلا لصبرك . كفى يا جبابرة اللئام . كفى يا اقزام .يا مارقة الزمان .كفى يا هولاكو كفى ايها التتر.انزعوا وجوهكم الكالحه .واظهروا على حقيقتكم الباهته .فانكم مارقون .وعراقنا رغد سعيد .وشهدائنا في رياض الخلد والنعيم .وكنيسة سيدة النجاة اسطورة الزمن ...اسطورة الزمن .
خالد مطلك الربيعي



#خالد_مطلك_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان كلود مونيه ولوحته الشهيرة
- فراشة واسطية تحلق في سماء الشعر الكاتب خالد مطلك الربيعي
- بيكاسو أمير عصره وكبير زمانه في الفن التشكيلي
- ضفائر من أزاهير الأقحوان للدكتورة اعتقال الطائي
- في الليلة الظلماء يفتقد البدر
- دموع الشموع لكامل شياع في ذكرى رحيله
- رينولدز Reynolds الرسام الاصم
- الفنان فؤاد الميرزا العازف والشاعر على سطح اللوحة
- الفنان علي ألعبادي الأمل والمثابرة والطموح


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد مطلك الربيعي - ازاهير الحب لكنيسة سيدة النجاة