الفرق بين كردستان الجنوبية وبين جنوب السودان

علي هسني

الحوار المتمدن-العدد: 3176 - 2010 / 11 / 5 - 22:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من يقرأ أو ينظر إلى العنوان قد يستغرب من ذلك لكني تعمدت اختيار العنوان لكي أقوم ببعض المقارنة بين كردستان الجنوبية (كردستان العراق) وجنوب السودان حيث يوجد بعض التشابه بينهما وذلك من حيث إن كردستان الجنوبية وجنوب السودان كلاهما يحاول ومنذ زمن بعيد (بالذات كردستان الجنوبية) الحصول على حقوقه بل الأصح أن ينتزع حقوقه من السلطة الحاكمة لهما.
فكردستان الجنوبية تحاول ومنذ استقلال العراق الحصول على حقوقه من خلال العديد من الثورات والانتفاضات وأستطاع أن يحقق مكاسب متعددة كان أبرزها الحكم الذاتي في شهر آذار من العام 1970 ولو أنه لم يطبق، وصولًا إلى الإنجاز الأكبر الذي تحقق كنتاج للانتفاضة التي حدثت في شهر آذار عام1991 التي انطلقت من مدينة رانية الكردية.
بعد هذا التاريخ وفي العام 1992 تحقق للكرد شبه دولة من حيث المؤسسات الرئيسة لقيام دولة من برلمان وسلطة تنفيذية وتشريعية وقضائية وما إلى ذلك وهذا مازال قائمًا إلى يومنا هذا.
بالنسبة لجنوب السودان وبعد استقلال السودان من الاحتلال المصري _ البريطاني حدثت بين الجزء الشمالي الذي يحكم والجنوب المحكوم حرب تعرف بحرب أنانيا (1955_1972)، انتهت هذه الحرب بعقد اتفاقية أديس أبابا للسلام في العام 1972، بعد هذا التاريخ ظهرت حركة الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجنوب التي بدأت بقيادة الكفاح السياسي والمسلح وصولًا إلى حقوق الجنوبيين كاملة.
وبعد العام 1983 كانت توجد في السودان حكومة ائتلافية تتكون من الأحزاب التالية (الحزب الاتحادي الديمقراطي، حزب الأمة، حزب الجبهة الإسلامية)، وفي منتصف شهر تشرين الثاني 1986 قام الحزب الاتحادي الديمقراطي بالتوقيع مع حركة الجيش الشعبي لتحرير السودان على اتفاقية سلام في أديس أبابا، وعندما جاء عمر حسن احمد البشير على رأس الانقلاب الذي أطاح بالحكومة الائتلافية في حزيران 1989، أنهى الاتفاقيات التي كانت قد عقدت بين الحكومة الائتلافية وحركة الجيش الشعبي لتحرير السودان.
وفي نيسان عام1997 تم أعطاء الجنوبيين حكم ذاتي الذي لم يطبق بدوره حاله حال اتفاقيات السلام الأخرى التي لم تطبق، ثم جاءت اتفاقية السلام الموقعة بين الشمال والجنوب في العام 2005، لكن الانجاز الأكبر بالنسبة للجنوبيين ولحركة الجيش الشعبي لتحرير السودان هو الاستفتاء المزمع إجرائه في كانون الثاني من العام 2011.
إن القصد من وراء ذلك كله هو أمكانية السماح للجنوبيين بإجراء استفتاء إما بالوحدة أو الانفصال وبموافقة الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية وجامعة الدول العربية، في حين من غير الممكن التحدث في ذلك فيما يتعلق بكردستان الجنوبية حيث بمجرد ذكر هذا الأمر تثور ثائرة الكثير من الدول والمؤسسات والشخصيات التي ترفض حتى التفكير في هذا الأمر.
والذي أُريده هنا عزيزي القارئ أن ترى الفرق بين كردستان الجنوبية والجنوب السوداني، حيث تمتاز كردستان الجنوبية بثقافة مشتركة وتاريخ مشترك ولغة مشتركة يجعل لها الحق في تقرير المصير وبالنتيجة لها الحق أن تطالب بانفصال أو استقلال، في الوقت الذي نجد فيه الجنوب السوداني على النقيض، الجنوب خال من أي ثقافة مشتركة حيث هناك تعددية في التجمعات العرقية الرئيسية والأكثر شهرة من الناحية الأنثروبولوجية هي النيلوتك والدينكا والنوير والتوبوسا واللاتوكا والزاندي والشلك، وكل واحدة من هذه الجنسيات أو التجمعات الثقافية المكتفية ذاتيًا والمنعزلة لها لغتها الخاصة ومعتقداتها الدينية.
على ضوء ذلك أسأل..........
هل النضال في جنوب السودان أطول عمرًا من النضال في كردستان الجنوبية؟
هل المجتمع في جنوب السودان أكثر تجانسًا من المجتمع في كردستان الجنوبية؟
هل جنوب السودان أكثر سكانًا من كردستان الجنوبية؟
والكثير من الأسئلة المماثلة..................
فلماذا يحق الاستفتاء لجنوب السودان ولا يحق هذا الحق لكردستان الجنوبية؟

أترك الإجابة لك عزيزي القارئ

#علي_هسني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات