|
الدجاجة التي باضت بيضة مربعة ..؟!
سيمون خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3176 - 2010 / 11 / 5 - 13:36
المحور:
الادب والفن
الدجاجة التي باضت بيضة مربعة ..؟!
سيمون خوري
نعم .. دجاجتي باضت بيضة مربعة ..؟ ما الغريب في الأمر .. قال " أبو عبدة الكذاب " .. نظر إليه أصدقاءه بعين الريبة ... أبو عبده .. هل أنت بكامل قواك العقلية ..؟ ترى هل يمكن أن تبيض دجاجة ما بيضة مربعة ..؟ أذكر كان يقال قديماً أن الديك قد يبيض " بيضة ذهبية " كنوع من الإعجاز في عملية الخلق .. وأذكر أيضاً أن التماسيح يمكن أن تطير .. وفي المستقبل ، قد تجد " حماراً " في المقعد المجاور لك على الطائرة .. حماراً .. ! كلا .. لنقل قرداً .. ربما هو المناسب أكثر من الحمار ، بإعتبار أن أصل الإنسان قرد أو أن أصل القرد إنسان حسب الأسطورة الدينية . طبعاً هذه ليست من حكايا الأطفال .. لكن لا أتذكر على الإطلاق أن أحدهم قال أن الرئيس يمكن أن يتنازل عن السلطة طوعاً في بلادنا ...؟ كل شئ جائز بإستثناء هذا الإفتراض الإعجازي . كل شئ جائز بإستثناء موضوع الرئاسة حتى لو كان على " خازوق " حسب التعبير " التركي " . مرة قال لي صديق يوناني ، أن على الكنيسة أن تشكر الأمبراطورية الرومانية على إحتلالها لفلسطين أيام السيد المسيح .. لأنه لوكانت فلسطين محتلة في حينها من قبل الأمبراطورية العثمانية ، لما جرى صلب المسيح ، بل على " الخازوق " حسب التقليد العثماني التركي . وبالتالي فإن إشارة الصليب هنا لن يعد لها وجود ..؟! ما العمل إنه شخص ملحد .. هذا الصديق .. أيام الأمبراطورية الرومانية جرى وصف المسيحيين الأوائل بالإلحاد ، وتعرضوا للإضهاد والقتل بناء على هذا الوصف . ثم بعد ذلك تطورت الأمور على نحو مغاير . وأصبح عدد " الملحدين " أكثر من عدد المؤمنين بإلهية الأمبراطور . إنه عامل التطور والزمن . قبل 2500 عام تقريباً إتهم سقراتس بالإلحاد ومعاداة الإلهة .. ثم أصبح أتباع سقراتس أكبر من أتباع تلك العقيدة . وعودة الى موضوع " أبو عبده " . أبو عبده ،عمل على أحد مراكب الشحن ، تنقل بين مختلف مومسات الموانئ والبارات والمواخير الدولية ، تحول الى قاموس محيط لمختلف كلمات المتعة بكافة لغاتها . عاد الى قريته بعد رحلة إستمرت سنوات طويلة . عاد الى قريته ، الرئيس في مكانه ، أكوام القمامة في مكانها ، حتى الحجر لا زال في مكانه .. لم يتغير شئ سوى أن أطفال أصدقاءه شاب عقلهم قبل أن يشيب شعر رؤوسهم . تجمع أصدقاءه حوله مرحبين به بعد هذا الغياب الكبير ولسماع قصص العالم الآخر . ترى هل هناك عالم آخر غير عالمهم المحاط بالرئيس وأعوانه وكهانة . قال أبو عبده موجهاً حديثه لإصدقاءه الذين لم تتيح لهم الظروف فرصة العمل على سفن الشحن ، والتعرف على موانئ العالم الأخر: يا إخوان ، عندما وصلت الى إستراليا زرت مزرعة ومصنع دجاج .. وقد وجدت هناك ، أنهم يضعون البيضة في آلة خاصة تخرج من الناحية الثانية فروج محمر جاهز للإكل.. وصدقوني بلا يمين ولا قسم بالذي خلق من علق .. مرة أخرى نظر اليه أصحابه .. يا أبو عبده هذه المرة " تخنتها " هل تعتقد أننا الى هذه الدرجة " هبلان " أو " مساطيل " ..؟ جمع أبو عبده حوله حواشي دشداشته ، وإعتدل في جلسته قائلاً : إحدى المرات ، ساعدت فتاة فلبينية على الهجرة من بلادها ، كانت قصيرة جداً حوالي عشرين سنتم ، وضعتها في جيبي لكي لا يراها قبطان السفينة اللعين صاح الشباب .. يا أبو عبده .. حسناً طولها نصف متر .. مرة أخرى صاح الشباب يا أبو عبده .. ياعمي ، خلصونا ، طولها متر ونصف تختبئ نهاراً تحت السرير ، وليلاً فوق السرير . إنفرجت أسارير الشباب .. الأن أصبح للقصة نكهة ومذاق برائحة السكس المنعنع .. وبعدين .. قال أصدقاءه .. وبعدين ، كانت الرحلة طويلة إستغرقت ثلاثة شهور بحالها في البحر . وبهدوء غير عادي اضاف : ثم أنجبت لي سمكة صغيرة في نهاية الرحلة ..؟! هنا صرخ الشباب الله أكبر .. معقول يا أبو عبده .. نعم معقول .. كل شئ جائز . لماذا وهل تصدقون أن أخونا " موسى " تحولت عصاه الى أفعى تسعى ، وأنه بعصاه شق البحر .. أجابوا بصوت واحد .. نعم . وهل تصدقون ، أن يونس إبتلعه الحوت وتنفس داخله الأؤكسجين ثم لفظه الحوت عارياً على شاطئ مهجور ؟.. وأن أخونا الأخر صعد الى الطابق السابع على صهوة حصان مجنح .. وأن عائلة لوط المحترم تحجرت بصرخة مدوية .. وأن حجم سفينة نوح كانت كافية لنقل كافة الحيوانات والطيور في العالم .. وأن العفريت بنى قصر السيدة بلقيس بناء على الطلب وبمواصفات خاصة .. وإذا كان جلالته ، قد مسخ اليهود والنصاري قروداً وخنازيراً .. ثم قال أحدهم أن أصل الإنسان قرداً ، يعني أن كلامه منطقي فمن هذه القرود والخنازير ، ربما ولدت البشرية في عملية تطور أخرى مثلما تقزم الديناصور وأصبح " حرباء " ..هل تؤمنون بكل هذه القصص على أنها حقيقية ..؟ تكررت النعم وتحولت الى نغم وغنم . ولا تصدقوا أبو عبده إذا قال أن دجاجته باضت بيضة مربعة ..؟! وأن الفلبينية ولدت لي سمكة صغيرة .. ما الغريب في الأمر .. نعم دجاجتي باضت بيضة مربعة .. عندما يبرهن لي أحدكم كيف شق البحر بعصاه ؟، أقول لكم كيف باضت دجاجتي بيضة مربعة .. بيد أن أحداً لم يسأل أين كانت هذه الدجاجة ..؟! نعم .. فقد باضت دجاجة " أبو عبده الكذاب " بيضة مربعة ..ويمكن أن تبيض أخرى مستطيلة في المستقبل .
#سيمون_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هروب أحد - الملائكة - / الى خمارة - تو كوتوكي -
-
خربشات - مرغريتا - الصغيرة ..!
-
هل - الإله - مؤلف كتب ..أم خالق الحياة ..أو قاتل للإيجار ..؟
...
-
موقع الحوار المتمدن / هذا الملاك الجميل ..
-
من بحر عكا.. الى بحر أثينا ؟
-
صراع - القات - والأيديولوجية / في اليمن - الديمقراطية - ؟!
-
من يستيقظ أولاً ...يصبح بطلاً قومياً ..؟!
-
سقوط أخر سلالة - الملكة بلقيس - / هيلاسيلاسي .. أسد أفريقيا
-
إنه .. عصر الزهايمر الفكري ..؟!
-
- كارلا بروني - ليست عاهرة / منظمات ترميم الصمت هي العاهرة ؟
...
-
تأملات ..قيثارة ..وبيانو .. وعود
-
الصيف .. صديق الفقراء والعشاق / والمهاجرين والمتعبين ..
-
ملائكة - الحوار المتمدن - تغني للفرح ... ولنكهة الحناء .
-
ملاءات بيضاء ...وقمرُ أحمر ..؟
-
أسطورة خلق أخرى/ في عشرة أيام ..!؟
-
ماذا يريد الإنسان من الحياة ..؟
-
أبو مين ..حضرتك ..؟!
-
لماذا يعشق البحر النساء ..؟
-
كتالونيا
-
مطلوب دولة حضارية .. تستقبل / اللاجئين الفلسطينيين من لبنان
...
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|