أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاكر شبلي - قنديل الشاعر عبد الأمير الشيباني يضيء من جديد















المزيد.....


قنديل الشاعر عبد الأمير الشيباني يضيء من جديد


محمود شاكر شبلي

الحوار المتمدن-العدد: 3175 - 2010 / 11 / 4 - 02:03
المحور: الادب والفن
    


من بين الخرائب والأطلال المترامية لبلادنا,ومن بين الجثث لمتناثرة والدماء المسفوحة , ينهض الأدباء والمبدعون واحدا اثر أخر ليطلوا برؤوسهم على بلدنا المذبوح و ليصيحوا بصوت جهوري وببلاغة مفعمة وشاعرية أخاذة .. أن أنهض ياأدب العرب.. أن ابزغ يافجر ديوان العراق بعد أن طال الغروب . أنهض ونوّر دروب اليائسين وطرز ثياب القانطين...
عبد الأمير الشيباني شاعر آخر ترك الكهف وخرج ليؤكد أن أمة العرب هي أمة شعر وأدب وسلام وحب .. وأن ماأصابها من تدهور و من تكاثف سحب الرعب في سماءها ماهو إلا لاتفاق بين رعاعها وأعدائها لتدمير روحها الشفافة وتلطيخ شرفها الرفيع .. خرج ليؤكد إن في العراق خاصة وفي أمه العرب عامة مازال هنالك كلم طيب وشعر بليغ وخلق حسن.
لقد انتبه عبد الأمير وهو الشاب اليافع والشاعر المرتجى في سبعينيات قرن النكسات , كما انتبه كثير من المثقفين غيره آنذاك لهول مايحدث في العراق, فصرخ حينما كان الطاغية يتهيأ لتبوأ مقعد ماوضع له وما فصّل لقدّه , وكان المنتفعون والمخدوعون آنذاك يهزجون للمغول الجدد وقائدهم ( صدام لنك) (هلهولة للبعث الصامد )..
صاح عبد الأمير آنذاك ..
دم.. على نهد السماء مخضّب
ورحيل موت, قد جناه الملعب

سحب طريدة قد أطاح بها الظما
سرب السحائب للرواء تخرّب

بغداد , أعمدة الضياء مشانق ...
.
عرف عبد الأمير أن الظلام قد أقبل وأن السحب السوداء الطريدة القادمة ستقتل زرعنا وتخرب روائنا . عرف أن الدماء ستلطخ أرضنا والمشانق سترتفع لتلتف حول رقاب العراقيين العالية .
عرف عبد الأمير ان الظلم كان دين القادمين , والمقابر ديدنهم لاعتلاء صهوة العراق, وأنهم ماضون لتشييد سلطانهم المرعب ودولتهم المخيفة , تحت راية باطل تحمل شعارهم الذي طالما تغنوا به ..

( بعث, تشيده الجماجم والدم... تتهدم الدنيا ولا يتهدم )

فترجل عبد الأمير مثلما ترجل غيره من الأدباء والشعراء .
ترجل لأنه أبى أن ينشد لصدام ويطبل لدولة الخوف كما فعل بعض منتحلي الأدب وشعراء السلاطين.
وترك ساحة الشعر ودخل الكهف خوفا من رصاصة في الرأس أو سم بكأس هي من أسهل الحلول التي كان البعثيون يتبعونها للخلاص ممن لايرقص لأسوأ طاغية عرفه التاريخ.
صمت عبد الامير طويلا ولكنه تكلم أخيرا وأفصح ..
مـِــن صـَمــْتي ... مــــا أ ُسـْــدي بــِه ِ وَ أقــُــــــــول ُ
كـَيـْمـا يـَسِح ّ ُ عـَن ْ الـبـَـليـغ ِ غــَـليـل ُ

صـَمـْـــــت ٌ... يــُبـَعـثــِــرُه ُ الـبـَيـــان ُ قــَصــِــــيد َة ً
وَ الـنـَّـفــْس ُ مـُـثــْخـَـنـَة ٌ الـيه ِ تـَـؤول ُ

صـَـــمـْت ٌ... تــَحــَــد َّر َ مـِن ْ عــَمـِيـق ٍ ســـــاكــِـن ٍّ
سرَّا ً.. وَ في عـُمْق ِ السـّـُكُون ِ ذ ُهـُول ُ

إنــّي أغــُـــــــــص ّ ُ بــِـه ِ فــَتــَنــْـضـَح ُ أحــْــــــرُفـي
ألــَمـَـا ً يـَـمـِـج ّ ُ بــِه ِ الأسى وَ يـَسـِيـل ُ

فــَإذا نــَطــَــقــْت ُ ... جــَــــلـَد ْت ُ نــَفــْسـَـا ً حــُــــرَة ً
مـا لا يـُطاق ُ..عـَـلى العـَزيـز ِ ثــَقـِيل ُ

وَ إذا كــَتــَمـْت ُ... قــَـــد َحــْت ُ قــَـلـبـَـــا ً مــُــوقــَــدا ً
وَ لـَشـَد َّمـا أذ ْكى بــِـه ِ الـتــَّــأويــــل ُ

آثــَــرْتــُــه ُ صـَبـْـــــرا ً... فـَـأ يــَقـــَــظ َ نــَـــــــز ْفــَه ُ
غــَبـَشـَا ً.. فــَعـُرِّج َ في المـَدى قـِنـْد ِيل ُ

هجر عبد الأمير الكهف وخرج ليساهم في درء الفتنة وليواجه بكلمه المنظوم أعتى هجمة بربرية موجهة لاغتيال شعب وتدمير أمة.
وعاد عبد الأمير بعد أن وجد أن العود لعالم أحبه, أحمد, فلا الحبيب مفارق ولا المحبوب مقتول.
أنه يقول ( ربما تشفع لي بغداد وانا اتهاوى عند ترابها لاقبله بشغف ٍ ولذة ٍ...فغمرتني بودها و وقارها معا ًلتهـوّن علي هـــول الخطوب وتحلق بي في فضاءات ٍ غبت عنها وعيناي مشدودتان صوبها وقد احتشدتا بحزن ٍ عميق)

عاد لأن العود لابد منه , بل هو واجب للتصدي (لأشباح رباط لجامها محلول )..
سـَــــــــأشـُد ّ ُ راحـِــــــلـَتي إ ِليـــــــــك ِ كـَــــــــريـمـَة ً
وَ يــُشـَد ّ ُ في رَحــْـل ِ الرِّ كـاب ِ قــَبيـل ُ

فــَأنــــا الـَّـــــذي زاولــْــــت ُ بــُعــْــــد َك ِ مــُــكـْـرَهــا ً
وَ بـَـلــَغــْت ُ أعـْتى أن ْ يـُـقـال َ عـَـلـيـل ُ

مـَهـْجـُــــورَة ٌ طـــُـــــرُقي وَ يـَـلـْهــَـث ُ خــَـلـْـفــَهــــــا
شـَـبـَح ٌ ر ِبــــاط ُ لـِجــــامـِه ِ مـَحـْـلـُول ُ

تــَمـْشي عــَــلـيهـا غــُـــــــرْبـَتي ... فــَـتــَوَعـّــَـــــرَت ْ
أعـْوام ُ عـُمـري... والـمـَسـِير ُ يـَطــُول ُ

تــَرْنــُــــــو الى خــِـــيـــم ِ الـسَّــــــــراب ِ لــَعــَـــــلــَّها
تــَدنـُـو لـِيــَـلـْعــَق َ بالـرِّمــال ِ رحـَيــل ُ

حــَـمـَـلـَت ْ بــِـهــُـــــن ّ َ خــُطـــــاي َ عــِبــأ ً مـُـجـْـهـِدا ً
ألــْقـى عـَـليهـا غــَيـْبـَـه ُ , المـَجـْهــُول ُ

فــَبـِأيــِّـــــما دَرْب ٍ وَطــَـــــــأ َت ُ ... تــَـــــــرَوَّعـَـت ْ
فــَبـِكـْـل ِّ دَرْب ٍ.. قــاتـِــــل ٌ وَ قــَتــِيـــل ُ


عاد عبد الأمير الشيباني من غربته لكي يسير في درب شقه عمالقة شعر العرب الأوائل وعبّده مبدعيهم اللواحق , ..
أنه شاعر من معشر شيبان..
( يامعشر شيبان .... هل مرّ بذي قار حبيبي ؟ )

شاعر له من فخر أبي تمام نفس, ومن كبرياء أبي الطيب نبض, ومن رقّة نزار نسمة , ومن حنين ألجواهري لمحة , ومن أنين السياب نفحة .
انه شاعر فحل ارتشف أفانين الشعر ارتشافا , فخفقت جوانحه محلقة تحمله في سماء الشعر فأتحفنا بقصيد من شعر العرب , جميل.

فاز عبد الأمير قبل فترة بالجائزة الأولى للشعر العربي في مسابقة نظمها أحد المواقع العربية عن قصيدة
خـَـــطـْـفـَة ُ بــــارق

خـَـفـَـقـَـــت ْ بــِمـِسـْـك ٍ ... نـَسـْمـَـــــة ٌ مـِــن ْ سـَــــعـْـفـِه ِ
أسـْــرى بــِها شــَط ُ العــِـراق ِ بــِجــُرْفـِه ِ

عــَــــــرَجـَــت ْ مـُـحَـلــِّـــقــَة ً... بــِقــَيـــظ ِعــَشــيــّـَـــة ٍ
هــَـــــزَّت ْ بــِصـَيـِّبــِها غــَمامــَة َ وَكــْـفـِه ِ

فـاسـْـتــَمـْطـَـرَت ْ بالأ ُفــْـــــــق ِ دَيـْمـَـــــــة َ كـَــــــــوْثــَر ٍ
وَ تـَنـَـفــَّسـَت ْ صـُبـْحا ً يَـفـُوح ُ بــِلـُطـْفـِه ِ

وَ كـَـأ نــَّمــــــــا ... نـَـفــَحـاتــُـه ُ عـُـطـَـفــَـت ْ بــِهــــــا
فـَـتـَضـَـوَّعـَت ْ بـَغـْــداد ُ نـَبـْـضـة َ عـَطـْفـِهِ

وَ تــَــــــزَيـَّـنـَت ْ أبــْهـــــــى الـــــــــبـُرود ِ صـَــــــــبابـَة ً
وَ اسـْـتـَبرق َ الـفــَيـروز ُ روْعـَـة َ ظــَرْفــِه ِ

عـُـقــَـــــدَت ْ بــِقـامــات ِ الــنـَـخـِـيــــل ِ قــِبـابـُـهـــــــــــــا
فـَاستـَوطــَّـَـنـَت ْ نــُزُل ُ الهــِلال ِ بــِسـقــْـفـِه ِ

يــَسمــــو عـَمـُـــــود ُ الـنــّـُـــــــور ِ تــَحـْت َ خــِبــــــائــِهـا
وَ تــَزاحـَمـَت ْ شــُـهـُب ٌ تــَـــؤود ُ بــِصـْـفـِه ِ

حـُسـْــــــــن ٌ تــَوشـّـَـــــح َ في خـِمـــــــــار ِ أهــِـــــــــلـَّـة ٍ
فـَـتـَألـَّـقــَت ْ بالعــِـــــــز ِّ ر ِفــْعـَــة ُ أنـْـفـِــــه ِ

أرْخــَـــت ْ عـَــــناقـِيـد ُ الـسـَّــــــــماء ِ قــُطــُـوفـَـــــــــــها
حـَـتـَّى تـَـدلـّى الـنـَجـْـم ُ بــِضـْـعـَة ُ قــَطـْفـِه ِ

نــُـظـِــــمَت ْ لآلـِـئـُــــــــه ُ... فــَـنـِــــــيط َ بــِجـِـيـد ِهــــــا
عـِــقـدا ً فـَــريـدا ً مـِـن عـَـقـائـِـق ِ حـَرْفـِـه ِ

يـُسـْـــــتـَـل ّ ُ مـَمـْـشــــوقـا ً... يـُضـِـــيء ُ بــِد ُجـْـنــَــــة ٍ
قــَـــمـَر ٌ .. تـَعـَــلـَّـَـق َ في ذ ُؤابـَـة ِ ألـْــفـِه ِ

غـَـــــــرَفــَت ْ بــِدجــْــــــلـَة َ والـفـُــــــــرات َ يـَمـِـيـنــُــــه ُ
حـَصْـباؤهـــــا شـَـفــَّتْ زُلالـَــــة َ غـَـرْفـِـه ِ

لـَـــــمـَسـَت ْ بـِــــــــرأس ِ الأرْض ِ... وهــــْيَ يـَـتـِـيــمـَة ٌ
فــَـتـَبـَهـَّجـَت ْ غـِبْـطـا ً بـِلـَمـْسـَة ِ كـَـفـِّـــه ِ

وَ تـَسـَــــــلـََّـلـَت ْ للـــــــــــروح ِ وَهــْـــــيَ عـَـليلــــــــــة ٌ
كـَصـَـبا المـُوَّد ِع ِ حـِـين َ عـاد َ بــِلـَهـْفـِه ِ

لـِتـَلـُـــــــوذ َ مـِـــن ْ شـَــــــغـَف ٍ بــِحـُضـْن ٍ دافـِــــــــيء ٍ
وكـَأنــَّـــها طـِــــفـْـل ٌ بــِنـَشـْـوَة ِ أ ُلـْــــفـِه ِ

مـَسـَــحـَت ْ عـُـــــــيونا ً... حـُــــــرِّقــَــت ْ آمـــــاقــُــــــها
عـَبَراتـُها... أجْـتـَرَحـَتْ بــِرَمـْشـَة ِ طـَرْفـِه ِ

وَ كـَـأنــَّـــــه ُ نــُــــــــــورٌ تــَدْفــَّـــــــقَ فـَيـْضـُـــــــــه ُ
خـَفـِقـــا ً فـَـتـَلـْـتـَهـِفُ القــُـلوب ُ لـِرَشـْـفـِه ِ

وَ تـَصـَــــد َّعـَـت ْ مـِــــن ْ ضـَعـْـــــفـِها بـِسـَواكـِـــــــب ٍ
فالعـِشـْــــق ُ فــَـتـّاك ٌ بـِساعـَــة ِ ضـَعـْـفـِه ِ

نـصـْـــــف ٌ مـِـــن ْ العـُـــــــمـْر ِ إنـْـقـَضى في نـَحـْــــبـِه ِ
وَ قـَضى الـتـِـياعـا ً مـا بـَقى مـِن ْ نـِصْـفـِه ِ

تــُطــْــــغي بــِه ِ الأيـــــــــام ُ .. تــُـخـْـلف ُ عــُـقــْبـَهـــــــا
أطـغى .. فـَحـْن َّ لما انـْطــّوى مـِن ْ خـَـلـْفـِه ِ

وَ كـَأنــَّهــــــا حــِقــَـب ٌ يــَـطـُــــــــول ُ بـَــــــــــــلاؤهـا
وَ بـَهـاؤهـــــا سـِنـَة ٌ تـَمـُــــرّ ُ بــِطـْيـفـِه ِ

مـَه ْ يـا فــُــؤادي... هـَــــــل ْ تــُقـاسـِمـُـــني الجـَــــوى
أم ْ نــاح َ وَجـْدُك َ عـَن ْ سـَـرائـِر ِ شـَغـْـفـِه ِ

كـَحـَمـامـَـــــــة ٍ وَكـَـــــرَت ْ عـَـــــلى غـُصــــن ٍ هـَــــــفا
تـَــرْتاب ُ مـِـن ْ فــَـــزَع ٍ بـِلـَحـْـظـَة ِ هـَيـفـِه ِ

أم ْ شــــــاخ َ عــُــــودُك َ وَهــْــــوَ غــَضّ ٌ , مـِنْ لـَـظى
تـُـذ ْوي بــِه ِ الــرّ َمـْضاء ُ إن ْ لـَم ْ يـُـطـْـفـِه ِ

نـَسـَـــب ٌ لـَعـَمـْــــــــريْ شــــاقــَــــني ... أوَ كـُلـَّــــــمـا
نـَـزَف َ الـجـِـراح َ تــَراني رَعـْـفـَة َ نـَزْفـِـه ِ

تــَبـْــــقى لــِحـَوبـَـتــِـه ِ الــنـُـفــُـــــوس ُ كــَـظـِـيمـَــــــة ً
والـقــَـلـْب ُ يـُشـْهـَـق ُ مـِن ْ جـَريرَة ِ حـَيـْـفـِه ِ

أوَ لـَيـس َ تـَشـْـــــريـفا ً.. لـَــه ُ تــُـــــهـْمى الـد ِّمـــــــــا
أوَ لـَيسَ لي أغـْــــلو بـِوابـِــــل ِ وَصـْـــفـِه ِ

أوَ لـَيـس َ تــَــــــكـْريـما ً.. لـِـــــــــــكـُل ِّ مـُــــــــــروءَة ٍ
يـَوْمـَــا ً تـَـذود ُ بــِنـَفـْسـِهـا عـَـن ْ حـَـتـْـفـِه ِ

أنـِــــــــف ٌ أشـَـــــم ٌ شــامـِـخ ٌ مـِـــن ْ فـِطـْـــــــــــرَة ٍ
وَقـِـــرٌ كـَــــريـم ٌ وَ الــــعـُلا مـِن ْ عـُـرفـِـه ِ

وَ يـَـــشــْـدّ ُ في بـــأس ِ الـنـُفـُـــــــوس ِ إذا ارتــَـخـَـتْ
يـَــوما ً الى رَهـَب ِ الـز َّمــــان ِ وَ صـَرْفـِـه ِ

مـَـــــــرَّت ْ بــِــــــه ِ أعـْـــــــتى الـرِّيــــــاح ِ بـــــــوابــل ٍ
وَ كـَأنــَّــــــــه ُ طـــَـــودٌ يـَصـُــــد ُ بـِكـَـتـفـِه ِ

جـَـــــــــدَفــَتْ بــِأمـْـــــــواج ِ الـبــِحــار ِ مــَـــــــواخـِـر ٌ
وَ إذا أمـــــــاج َ فــإنــَّـــهـا في جــَـــدْفــِه ِ

حـَمـَـلـَت ْ لــِــــــواءَ الـبـَـــغيَ فــَـوق َ مـِتــُـونـِهــــــــا
وَ عـَبيدُه ُ خـَـفــَـقــوا بــِــــرايـة ِ زَحـْـــــفـِه ِ

لـَبـَسـوا الــــــــــــزّرودَ عـلى ظــُــــــهــُور ٍ لــُسـِّــعـَـت ْ
أسـْــلابـُهـُم ْ مـُــز ِعـَت ْ بــِقــَبــضـة ِ كـَـفـِه ِ

صـَحـَبــــوا الـلــَـــدود َ لـغــِلــَّـــــة ٍ في شــَـمـْـــــلـِـهم ْ
فــَـتـَشـتــَّتـوا نـِحـَـلا ً بـعـُصـْمـَة ِ زَيــْــفـِه ِ

رَهــْــــــــــط ٌ بأذيــــــــال ِ الـــــــــرزيءِ تــَعــَــــلــَقــُوا
وعــُـــذارُهـُم ْ يــُطـْـوى بــِمــَوطأِ خــُـفــِّـه ِ

أوَ كــُلــَّـــــمــا زَبــَـــــدَت ْ لـِســــــا ن ُ لــَـــــواغـِـب ٍ
للـدَهـْـر ِ إنـْـتـَخـَت ِ الــجـّـُمـُـوع ُ لـِحـِلــْـفـِه ِ

ما اسـْـتــَجـْـفـَـل َ الـغــُـــــــرَبـاء ُ قــَــــلـْب َ شـَــــكـِـيمـَة ٍ
لـكـِـن ّ َ وَخـْــــزَ الاقــْرَبيـن َ بــِجـَـوْفــِـــــه ِ

لاحـَــــــت ْ حــَـــوائـِمـُهـُم ْ تــَـــــــر ِف ُ نــُحـُــــوسـَهـا
تــَرنو وَ ما لــَمـَحـَت ْ تــَـقــَـلـّـُب َ طــَرْفـِه ِ

وَ قـَبائـِــــــــل ٌ في الـتــِّيـه ِ ... يـَـنـْـــــــأى رَكـْـــــــبـُها
لـَيـــلا ً وَ ما اسْـتـَهـْدتْ بـِوَمْضَة ِ سَـيْـفـِه ِ

ظـَــــــنـّـُوه ُ خـَـــــطـْـفـَة َ بـــــــار ِق ٍ .. لا يـُـنـْــتـَضـى
وإذا أنـْـتـَضـاه ُ فإنــَّـَـــهـُم في خـَـطـْــفـِه ِ

تــُسـْـتـرجـِف ُ الــدُنــْيــــــا بهــَولــَـــــــة ِ هـــــــاتـِف ٍ
لو كـَـبـَّرت ْ في الارض ِ هـَمسـة ُ هـَـتـْـفِه ِ

فــَغــَــدا ً... إذا ذ َكـَــــــروا العــِــــراق َ...تــَطــَــيـّـَروا
كـُــل ٌ تــَعـَـلـّـَق َ في تـَمِـيـمـَة ِ خـَــوْ فــِه ِ
.................


أما رقيم الكهف فأنها ملحمة شعرية أخرى سطرها يراع عبد الأمير الذي عاد يغرد للعراق..للأصالة والكبرياء وللشرف الرفيع ..



قــَدْ كـُنـْت ُفـِيـهـْمْ أ َغـِـضُ الـطـرْفَ.. إنْ عـَـكـَفــُوا
مـا عـادَ سـِـرا ً.. رَقـِـيمُ الـكـَهـْـف ِ.. قــَدْ عـُر ِفـوا

إنــِّي لـِـــــــر ِقــَةِ قــَـلـبي.. كـلـَّـمـا هــُـلـِعــُـــــــوا
أحْـني عـــَراجيـن َ أضلاعــي .. ليــَـكـتـَهــِـفوا

وَ كـُـلـَّـمـا عـَسَّ لـَيـْــــل ٌحـَـوّ لـَـهـُمْ.. بــِـد ُجــَـــىًّ
أفــَـاضَ قــَـلـْبي لــَهـُـمْ.. نــُورا ً لـِـيـَـغـْــتــَر ِفــُـوا

فــَـأ نـْـكـَـــؤوا.. فـي شــُــــغـا ف ٍ كـُـلـّـُه ُ ألــَـــــم ٌ
حـَـتى تــَــــد َفــَـقَ يــَنـْـبـُوع ٌ بـــِــــه ِ الـشـَـغــَـفُ

كـَـأ نـَّـه ُ.. قــَــــلـْبُ طــفــْـل ٍ شـَـفــَّـه ُ لـَــــــــبـَـن ٌ
يـَـحـْـبـو إلـيـهــِـم ْ.. وَ فــِـيـه ِ الــو ِدُ واللَـَطــَـــف ُ

نــَبـْـضـي.. فــُـرُات ٌ بــِــماء ٍسـائــِـغ ٍ عـَـــــذ ِب ٍ
فيه ِ تــَوضـَّأ َ نـور ُ الفــَّجر ِ.. فاغـْـتــَرفـوا
قــَـلـبيْ.. من َالحــُزن ِ.. كــَـنز ٌ فيه اِدّ ُخـِـــرَت ْ
نــَفا ئــِس ُ العــز ِّ .. لا تــَنضـَــبْ وإن ْ ســَرَفـــوا

وكــُلــَّــما ..ألــَقـــت ْ عــَينـــاي َ فــي غــَســَق ٍ
أطفأ ْت ُ قــِنديل َ دَمــْـعي .. قا ئــِــلا ً كــُشــِفــــــوا

رُوحي .. حــَمامــَة ُ غــار ٍ .. آية ٌصَـد َقــَـت ْ
فــَكلــَّما حــلــَّـقــَت ْ .. من ْ خــَوفــِهم ْ هـَتـَفــــــوا

وَقــَفــْت ُ كا لنـَّخــْـل ِ في كــِبـَر ٍ.. أ ُهيب ُ لـَهمْ
ومــِن ْ نــُضود ِ جــَني ِّ التــَّمـــــر ِ يــَقــتــَطــِــفوا

تــطــَيــَّروا .. كـُلــَّما ريـــــــح ٌ تــَهــِف ّ ُبــِهــــا
راحــَتْ تــَمـــُر ّ ُعــَلى أضـغا ثــِهــِم طــِـيَـف ُ

حَـتى استـقـَمْت ُ بــِظهري .. ما انحـَنيت ُ لهــا
غــَدقيْ لـهـُمْ.. بـَـلــَح ٌ .. إن ْ هــُـــزَّت ِالســَّــعـف ُ

شـاخـَـت ْعـُروقي .. بعـُمق ِ الأرض ما انـْطـَفأت ْ
ظـَمئي .. رُضابُ ســَراب ٍ .. كــان َ يـَرتـَشــِـــف ُ

نــَعـْش ٌ من الخـَّوف ِ .. طول َ الدَّهر ِأحملـُهمْ
مـا كـَـلّ َ كـَـفــَّيْ .. ولا أنـّـَت ْ لـي َ الكــَـتـِـف ُ

تــَعـَـكـّـَـز وا بــِرُفـاتي .. ما انـْـثــَـنى قــَـدَمـي
بــيـَدي الـكـِتاب ُ .. بـِعزم ٍ صـَــــادق ٍ .. أقــِـــف ُ

إنــّي اصــطــَفيتُ.. من َالأخــلاق ِ أكرَمـَهــــا
كأ نــََّـها.. وكأ نــّـي ْ الســَّيــف ُ والشــَّـــــــــرَف ُ

لي أن ْ أقول َ .. كأ ُفق ِ البَـحر ِ قد ْ طــُمـِرَتْ
بــِهِ اللآلئ ُ .. ما يــَقــَذفْ بــــــه ِ الصــَّـــــد َف ُ

ويــَهمــِس ُ القــَـلب ُ خوفـا ً فـي سـَريــرَ تـِه ِ
فأ ُوهـِم ُ القــَلب َ .. إن َّ القــَوم َ مــا انعــَطــَفــوا

أذ ود ُ عن ْ عــِفــَّة ِ الصــَّحراء ِ.. أرشـِدُهــا
طــُرقا ً من الهــَدي ِّ .. والصــَّـحراء ُ تـنحـَــرف ُ

واغسِل ُ الذ َّنب َ في وَدْق ٍ.. يـَـزم ّ ُ لـَهُم ْ
فــَيـَنـْطـِق ُ البــِئـْرُ..لا يــَغفر ْ..لما اقــتــَرَفوا

انصَفـتـُهـُمْ. . قــُلت ُ إن َّالعــَفو َ من ْ شيـميْ
لــَكنــَّهـُم ْ.. بــِِحــِـراب ِ الغــَـــدر ِ.. انتــَصــَــــفوا

فــَطـَعنـَـتي .. تملأ ُ الدُّنيا بــِصـَرخــَـتـــــها
لو أنــَّــــها .. بــِجــِبال ِ الأرض ِ تــَــــــرتــَعــِـف ُ

إنــِّي نــَزَفـْـتُ لـَـهـُـمْ.. والـكـِبرياءُ د َمــــي
فـاسْـتـَـكـْـبـَروا ومـَضـَوا.. ما إنْ مـَضوا نـَـزَفوا

مـا زالَ دَار ُ أبــي جــَهـــل ٍ .. ونــَدوَ تــُـهُ
يــَـتواعــَــد ون َ علــى غــــي ٍّ .. ويأ تــَلــِفـــــــوا

مازالــَـت ْ اللات ُ فيهــِم ْ.. والنــُحور ُ لـَها
مـِن ْ كل ِّ أندَلــُــس ٍ .. مـِن ْ دمــِّــها اجترفـــــــوا

مازال َ زوج ُ أبي لـَهـَب ٍ.. ومــا مــَسـَدَت ْ
في جيدِها.. منْ حــِبال ِ النــَّار ِ.. تــَلـتـَهـف ُ

مازال َ حــِلف ُ قــُريش ٍ.. رُقعة ٌ نـُخــِرَتْ
فــَـتـَـقطـَع ُ الوَصل َ .. من ْ أرحامــِها النــِطــَـف ُ

حيِّوا .. حـُيَـــي َّ نـَضيــر ٍ .. حـِلفـُه ُ قــَدَر ٌ
حـَـتى نــَرى المـَوت َ .. في أبوابــِنا يــَـقــِـــف ُ

في غـُرّ َة ٍ .. منْ شــُهور ِالحُرم ِ وَيحـَـكـُمو
هـذا هو َ العـارُ.. ما يــأ تي بـِه ِ الصـَّـلـَـف ُ


أكـُلـَّمـــــا أزَفــَـــــــت ْ للدَّهــــر ِ كــــــارثة ٌ
جــُند ُ المـَغول ِ .. من َ الـصـَّحراء ِ قد ْ زَحـَـفوا


ما عاد سـِرَّا ً.. ليـُخفى أمـر ُ مـَنْ عـَكـفـوا
في باطــِن ِ الغـار ِ .. أحجار ٌ لـهــا اعتـَكـفـــوا

كـَذِبـــا ً تـَشـَبَّهتـُمـو .. فـي فـتـيـــة ٍ دَرأت ْ
عنْ نـَفــســِها فــِتــَنـَـا ً.. فا لعـَصــر ُ مـُختـلـف ُ

وكــَلـَّما عـَصـَفـَــت ْ.. ريـــح ٌ بناز ِلــــــة ٍ
تــَزمـَّلوا .. بــِظــلام ِ الكـَهـــــــف ِ والتحـَـفـــوا

زاغوا بأبصار ِهم ْ.. في خــَزرة ٍ .. فزعاً
عـن ْ أي ِّ بـــــارقة ٍ.. خـَوفــــــا ً سـَينكـَشـِفـــوا

هـلْ عارض ٌمُـمطـِرٌ في كــل ِناصيـة ٍ
أم ْ ريـح ُمـن ْصرصـر ٍتعـتي بمن حقـَــفوا

شــَرف ٌ رَفيع ٌ لــَكمْ .. مـِن ْ جـانبـيه ِ دَم ٌ
نـَهر ٌ أ ُريــق َ .. أيبقى يـَنــــــزف ُ الشــَّـــرَف ُ

قــُمْ يا بــِلا ل ُ.. وكبــّرْ..في مـَساجــِدِهـم ْ
فالقــَـتل ُ في أرْضـِـنا .. والكــَهف ُ يــرتـَجف



#محمود_شاكر_شبلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقامة البرزخية
- حكايات من الزمن الرديء
- قصة الشهيد شاكر
- أياد جمال الدين .. متنبيء سياسي جديد
- الشيخ معروف الكرخي ..مثال التعايش بين الأديان والمذاهب
- الأخوّة السنية - الشيعية
- عثمان العبيدي يغرق لينجو العراق
- شخصيات من بلادي ..(هرقل العراق)
- رسالة مفتوحة من مواطن عراقي الى كل العرب
- نصيحة الى العلمانيين الجدد
- المقامة اليهودية
- المقامة العمياء
- المقامة القماشية
- المستكشف( فاليه ) يقع في غرام ( معاني ) البغدادية
- الوسطية ضرورة العصر
- نخلة لها تاريخ تربط بين جامعة أريزونا وكلية زراعة أبوغريب في ...
- قائد النعماني ..
- المقامة الحزينة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاكر شبلي - قنديل الشاعر عبد الأمير الشيباني يضيء من جديد