أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سليم يونس الزريعي - الإرهاب : أشكال مختلف ومسمى واحد














المزيد.....

الإرهاب : أشكال مختلف ومسمى واحد


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 956 - 2004 / 9 / 14 - 10:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بين الفلوجة ورفح وخان يونس وبيت حانون وغزة وأوسيتيا الروسية تتوحد أشكال المعاناة ، وتتعدد أسبابها لكن المسمى واحد " الإرهاب " ، غير أن الفرق هنا ، أن من يمارس هذا الشكل من العنف في فلسطين والعراق ، هي دول أعضاء في الأسرة الدولية ، وأحدها لها مقعد دائم في مجلس الأمن ، والدولة الأخرى أكدت التجربة على مدار عدة عقود أنها فوق القانون الدولي وبالتالي المحاسبة ، فيما الشكل الآخر من العنف ينفذه أفراد أو مجموعات إما لأهداف سياسية أو أيديولوجية تحاول اختصار الطريق إلى تحقيق أهدافها بهذا الشكل الدموي .

ورغم أي مظاهر قد تبدو للعيان حول تناقض وصراع الطرفين ، إلا أن أي قراءة في جوهر هاتين الظاهرتين تتعدى الشكل تؤشر إلى تماثل المنابع الإيديولوجية لهما ، فكلاهما ينطلق من إطلاقية " حقه وواجبه " في أن يرى العالم كما يتصور، على اعتبار أنه هو وحده حارس الحقيقة ، وهو من اختارته العناية الإلهية لتجسيدها في الواقع ، فهو يقف دائما عند نهايات الأشياء دون أن يترك للآخر أي مساحة للوجود بمعزل عما يعتقد .

على أننا نستطيع أن نميز رغم كل ذلك بين عمل "إرهابي " يقوم به فرد أو مجموعة ، وبين عمل "إرهابي " يقوم به نظام سياسي أي دولة ، فالفرد أو المجموعة مهما كان مستوى عنفهما فإنه يبقى عنفاً يرتبط حضوره باستمرار وجود الفرد أو المجموعة التي تتبناه إن قوة أو ضعفا أو عدماً ، فيما يستمد العنف الذي تمارسه الدولة من حضور المؤسسة التي تبني عقيدتها الفكرية والسياسية على ثنائية ( القوة ـ الحق ) ، ومن ثم فهو يرتبط بوجود الدولة ، لا وجود هذا الفرد أو ذاك ، وهذا الشكل من الإرهاب هو الأشد خطراً .

أما أعمال العنف التي يقوم بها الأفراد أو المجموعات فإنها تتأسس على ثنائية ( الحق ـ الضعف ) ، ولهذا توجه عنفها " إرهابها " ضد أناس ليسوا طرفا في معادلة الصراع المفترضة ، وإنما يجري استهدافهم دون أن يكونوا معينين بذاتهم من أجل التأثير على الطرف الآخر في تلك المعادلة، لأن تلك المجموعات أو الأفراد لا تملك مفردات القوة التي تمكنها من مواجهة ذلك الطرف المتعين بشكل مباشر، يذهب ضحيتها أناس أبرياء ، لا جريرة ارتكبوها إلا كونهم مواطنين في هذه الدولة أو تلك التي يجري العنف ضدها .

وفي خضم صراع الإرادات بين الدولة المستهدفة وتلك المجموعات أو الأفراد ضمن ميزان القوة القائم ، لا يمكن إلا أن يكون المشهد دموياً ، لا يمكن تبريره تحت أي عنوان ، وهو لا يقف عند حد دموية فعل يسقط جراءه الضحايا ، لكن الدموية تعود بالضرورة ، لتسم أولئك الأفراد أو المجموعات وتلك الأفكار والأيديولوجيات بميسمها ، لتكون عامل تنفير وترهيب بدل أن تكون عامل جذب وترغيب لقطاعات واسعة من الناس .

وإذا كان عمل تلك المجموعات أو الأفراد " الإرهابي " يمكن محاصرته وتجفيف منابعه ، فإن " إرهاب " الدولة الذي يستند إلى القوة هو أخطر ما يواجه المجتمع الدولي راهنا ، خاصة وأن من يمارس هذا العنف المغلف بكثير من الدعاوى الأخلاقية الكاذبة يمتلك القوة العسكرية والاقتصادية والعلمية ، في ظل ممالأة البعض ، وضعف البعض الآخر ، وغياب المؤسسات الدولية الفاعلة ، بعد أن تم مصادرة قرارها بوضع يد الدولة الأمريكية عليها مع انتهاء ما سمي بالحرب الباردة .

ومن ثم فإن "هوس " القوة والأيدولوجيا الذي يشكل الناظم الوحيد في سياسات الدولة الأمريكية ، والكيان الصهيوني نجد ترجماته " الإرهابية " فيما يجري في أكثر من مكان من العالم في العراق وفلسطين وأفغانستان والسودان وليبيا ، سواء بالفعل المادي كما يجري في العراق وفلسطين أو فيما قامت به المؤسسة السياسية والعسكرية الأمريكية من اعتداء مباشر على ليبيا والسودان منذ سنوات أو عبر التلويح المستمر باستخدام القوة ضد الدول التي تحاول أن تكون ذاتها ، ولعل أبرز مثال على ذلك ، الموقف الأمريكي ـ الإسرائيلي الراهن من سوريا ولبنان .

هذا الفعل الأمريكي الذي لا يمكن توصيفه إلا على أنه إرهاب دولة ، إنما يستهدف في المطلق كل ممانعة ، تعترض على ما ترسمه الإدارة الأمريكية من سياسات لا تقيم وزنا ولا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعوب الأخرى ، إذا كانت تتعارض مع الرؤية الأمريكية السياسية والأيديولوجية الشاملة للعالم .

ومع ذلك فإن هناك " حبلا سُرَّياً " يربط بين هذا الإرهاب الأعمى الذي يستهدف الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وينفذه أولئك الأفراد أو تلك المجموعات ، وبين الإرهاب الذي يقوم به الكيان الصهيوني صباح مساء ويستهدف كل مظاهر الحياة في فلسطين ، أو ما تقوم به المؤسسة السياسية العسكرية الأمريكية في العراق من تقتيل وتدمير تحت لافتة الديمقراطية التي يرفعها اليمين المسيحي ـ الصهيوني ، رغم الاختلاف الظاهر في اللافتات التي يرفعها أيا منهما .

ومن ثم فإنه من نافل القول التأكيد على أنه مهما اختلفت أشكال العنف الذي تمارسه تلك الأطراف ، وكذلك الأهداف التي يعمل كل طرف على فرضها ، فإنها تلتقي على استهداف الإنسان بفعلها العنفي المدجج بالإيديولوجيا كواقع وفكر ، مهما ادعوا بغير ذلك ، و بالتالي فمهما تعددت أشكال ذلك العنف أو مصادره فإن المسمى واحد " الإرهاب " .



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمليات الاختطاف في العراق : استعداء مجاني لشعوب العالم
- الإدارة الأمريكية: والتباكي على الدستور اللبناني
- شعث من لقاء شالوم إلى خيمة الاعتصام : اللى استحوا ....!!!!
- القدس تصلي وحدها
- حمى السوبر ستار وتغييب الوعي
- حق العودة والتعويض : في ميزان القانون الدولي
- الوطن : بين القسمة على واحد والقسمة على الجميع
- رأي محكمة العدل الدولية في جدار الفصل العنصري: انتصار للشرعي ...
- أحياء ...أموات
- الفجر يأتي... ولومتأحراً
- الفجر يأتي ... ولو متأخراَ
- الدم الغض ... وأضعف الإيمان
- اللغة والمفاهيم : بين شرط اللحظة وشرط الحق والتاريخ
- المبادرة الأمنية المصرية: بين النوايا الطيبة وإرادة شارون
- استفتاء الليكود : غير الشرعي يستفتى ...على غير المشروع


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سليم يونس الزريعي - الإرهاب : أشكال مختلف ومسمى واحد