أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - الاء حامد - أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) ج4 الطريق إلى جهنم














المزيد.....

أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) ج4 الطريق إلى جهنم


الاء حامد

الحوار المتمدن-العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 - 21:29
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    




انتهى بـــ(كريم ) إلى جهنم الكبرى ( الشعبة الخامسة )وزج به إلى إحدى زنزاناتها التي لا تتسع لأكثر من شخص ثم أوصد الباب عليه بداخلها .. فلما لبث إلا قليلا داخل هذا التابوت فوقع نظره على عبارة حفرا على احد جدرانها ننقلها لكم كما هي ( الداخل فيها مفقود ,, والخارج منها مولود ) فواضح إن الضمير يعود لهذه الشعب التي تركت جروحا لا تندمل في نفوس الضحايا الناجين وواضح أيضا إن حالة اليأس والقنوط دفعت بأحد المعتقلين ليصوغ هذه العبارة التي تطابق الواقع.

كان كريم متماسكا غير انه هذه العبارة استفزته وأدخلت الرعب إلى نفسه فأخذ يتصبب عرقا من الهول وشدة حرارة الطقس . فخلع قميصه والحق به بنطلونه ثم جلس على بطانية افترشت بها أرضية الزنزانة .
كان عرضها لا بأس به إلا إن طولها صمم بحيث إن اقصر الرجال لا يمكنه إن يتمدد فيها بحرية بل لابد له أن يثني رجليه وهنا قد ندم كريم ندما جارحا وعاتب عواطفه عتبا لاذعا وهامت به خواطره إلى تلك السنين الخوالي فيذكر لنا منها كيف كان عصيا على هذه الزنزانات وممتنعا عليها وها هو إذا ألان وقع بين أيديهم بهذه السهولة ومن دون مقاومة بل ويحسبون انه جاءهم طوعا فمن عز الحرية الى ذل القيود والأغلال!!

ولكن هو لم يكن أول من يقع في الخطأ ولا أخر من يقع فيه وان كان قاتلا ولا أول من تشط به عواطفه فالأسف لا يغني ولا يفيد فعله إن يعرض عما مضى وعليه ان يتهيأ لما سيأتي ويكون بمستوى المحنة وعلية ان يستجمع قواه وان يكون ذهنه حاضرا يقضا فلا شك انه يستغلون هفوات الألسن وشرود الأذهان وانكسار النفوس ليحصلوا على ما يبغون وكذلك يستغلون مشاعر البعد والفراق التي تنهال ضربا على النفس حتى تهشمها!!

فيا للعجب لما لهذه الأيام تمر وكأنها دهور ولماذا تتغير معايير الزمان والمكان في تلك الزنازين ففي هذه الشعبة التي تقع على الضفة الشمالية من نهر دجلة وبالقرب من جسر الأئمة والتي لا يجهلها عراقي يشعر المرء وهو بين جدرانها السميكة انه ابعد ما يكون عن أهله وذويه حتى وان كانت منازلهم على الضفة الأخرى ويخيل له انه قد فارقهم منذ عقود حتى وان كانت أيام معدودات وربما مروا من على هذا الجسر فلا يخطر ببالهم إن فقيدهم المغيب يئن ويستغيث إلى جانبه في تلك القبور التي أعدت للإحياء لا تعرف الزيارات واللقاءات ولربما مر السائح من على هذا الجسر فأعجبته واحات النخيل الجميلة والتي تزيدها جمالا وبهجة أمواج دجلة المتلاطمة بجانبها فلا يخطر بباله إن في هذا الموضع تتواتر وتتصل كل إحزان الدنيا وآلامها ولو إن هذا النهر الذي يتدفق بالخير والعطاء قد حباه الله بلسان وشفتين فكان من أهل النطق لشهد بالحق على الجرائم والآثام التي ارتكبت على ضفافه ولعله الشاهد الوحيد الذي اطلع على كل تفاصيلها واستمع ملأ إذنيه لصراخ المعذبين وأهات المضطهدين لبعده عن عيون الرقباء ولو انه من ذوي الإحساس والشعور لكان قد غير اتجاهه احتجاجا واستنكارا على ظلم الإنسان لأخيه الإنسان !!

إن أقسى ما في تلك الزنازين الصمت المتصل والوحدة القاتلة التي تستثير كامنات الشجون وتملأ النفس ضجرا وضيقا حتى يكاد النوم إن يكون اثر إلى المرء من اليقظة.
ولا توجد في تلك الزنزانة سوى فتحة صغيرة في وسط الباب يدخل من خلالها الطعام وكانت أبواب الزنزانات تفتح بعد كل وجبة طعام ولدقائق معدودة وويل لمن يتأخر قليلا في قضاء حاجته فأولئك النفر من الجلادين لا تفارق الهروات الغليظة اكفهم فكأنهم يرعون إبلا او أبقارا !!!

للحديث بقية انتظرونا في الجزء الخامس



#الاء_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) الجز الثالث
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) الجزء الثاني
- أوراق مهربة (( ضحايا حسن النية )) ج الأول
- وزارة النفط الارهابية
- المرأة في زمن الكيكية!!!
- عيني على ابن الكوت وشرطيه!!


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - الاء حامد - أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) ج4 الطريق إلى جهنم