أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناحوم برنياع - تصويت حجب ثقة














المزيد.....

تصويت حجب ثقة


ناحوم برنياع

الحوار المتمدن-العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 - 15:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يديعوت – 2/11/2010: أمريكا التي تتوجه اليوم للانتخابات ليست امريكا التي عرفتموها. من بلاد الامكانيات غير المحدودة التي اعجب بها العالم وقلدها، من معقل التفاؤل، الحرية، الثقة بالنفس، الامل، اصبحت دولة مضروبة، معذبة، عديمة الثقة. لقد شهدت امريكا أزمات كهذه في الماضي – الازمة الاقتصادية الشديدة في الثلاثينيات، هزائم بداية الحرب العالمية الثانية، اضطهادات فترة مكارثي، حرب فيتنام. الازمة الحالية ليست أقل منها.
ظاهرا، هذه انتخابات عادية لمنتصف الولاية: في مثل هذه الانتخابات حزب السلطة بشكل عام يخسر اصوات وحزب المعارضة ينتصر. ولكن هذه الانتخابات مختلفة. بمفهوم معين، الناخبين صوتوا منذ الان: صوتوا لحجب الثقة عن كل ما رمز لعظمة امريكا في الماضي – حجب الثقة عن السياسيين والمؤسسات السياسية، حجب الثقة عن المنظومة التجارية، الاتحادات، وول ستريت، حجب الثقة عن الحصانة الاقتصادية للطبقة الوسطى، حجب الثقة عن القوة العسكرية وقدرة امريكا على قيادة العالم.
الناخبون من الوسط – اليسار، اولئك الذين دفعوا الى الامام بحماسة جارفة انتخاب براك اوباما قبل سنتين، سيصوتون بارجلهم. حسب كل الاستطلاعات، فان الكثيرين منهم لن يكلفوا انفسهم عناء التوجه الى صناديق الاقتراع. اما الناخبون من الوسط – اليمين، ممن دفعتهم خيبة أملهم من بوش للتصويت قبل سنتين في صالح اوباما، فسيصوتون في صالح مرشحين جمهوريين. هذا ما يسميه المستطلعون "فارق الحماسة": عندما تستطلع اراء الجمهور كله يتبين ان تفوق الجمهوريين على الديمقراطيين لا يزيد عن 3 في المائة. ولكن عندما يتقلص الاستطلاع لاولئك الذين سيكلفون أنفسهم عناء الوصول الى الصناديق، فان الفارق يزداد الى 15 و 20 في المائة.
الازمة الاقتصادية دفعت امريكا الى اليمين: فهم يريدون حكومة اقل، ضرائب أقل. في الطرف اليميني من الطيف يتوجهون الى الوراء، الى امريكا التي كانت ولن تعود بعد اليوم، امريكا بيضاء، مسيحية افنجيلية، متزلفة للجمهور، مناهضة لليبرالية، مناهضة للبلدية، معادية لغير البيض حتى حافة العنصرية. حول هذه الامنية نشأت حركة حفلات الشاي. مرشحوها، بعضهم غريبو الاطوار تماما، سيتركون أثرهم على الكونغرس القادم.
المهمة الاولى للجمهوريين في الكونغرس القادم، كما يدعي موقع "بوليتيكو" استنادا الى محادثات مع استراتيجيي الحزب، ستكون التخلص من سارة بيلين، الشخصية الاكثر تلونا في اليمين المتزلف للجمهور. فمعها لا يتم الانتصار في الانتخابات. المهمة الثانية ستكون منع اوباما من الوصول الى اي انجازات في السنتين القادمتين، الاغلبية الجديدة في الكونغرس لن تتعاون معه: ستحقق معه، ستندد به وستشله.
هذه الانتخابات هي ايضا قرار في زعامة اوباما. هناك ناخبون غاضبون عليه بسبب قراراته. وهم لن يغفروا له بانه قدم الاصلاحات في التأمين الصحي على الصراع ضد البطالة. في نظر الكثير من الطبقة الوسطى هذه تعتبر خطوة من رئيس أسود قرر ان يمول العاطلون عن العمل من البيض من أموالهم السود الذين لا يريدون أن يعملوا.
آخرون يرون فيه شخصية منقطعة عن الواقع، مغرورا وبعيدا. في الحملة الانتخابية في أمريكا يتخذ المرشحون صورة الامريكي البسيط من الشارع: فهم ينزعون البدلات، يشمرون عن اكمامهم، يعدون بوعود متزلفة للجمهور لا ينوون الايفاء بها ويعانقون ناخبين ليس لهم مصلحة حقيقية بمصيرهم. هذه المرة سار المرشحون بيأسهم خطوة واحدة اضافية: اتهموا الواحد الاخر بانهم مثقفون أكثر مما ينبغي، ناجحون أكثر مما ينبغي، اغنياء أكثر مما ينبغي. تعبير "خريج هارفرد" (في حالة اوباما) او "خريج ييل" (في حالات اخرى) صار شتيمة. في الماضي توقع الامريكيون من الرئيس وعائلته ان يعيشوا كالملوك. ليس في هذه الايام: عندما اختارت ميشيل اوباما الاستجمام في مزرعة اعتبارية في اسبانيا اجتذبت اليها انتقادا عاما شاذا في حدته.
وهناك من لم يسلم للحظة بانتخاب رئيس أبوه مهاجر اسود، رئيس تعلم في مكان ما في آسيا، رئيس اسمه ليس امريكيا جدا.
السؤال كم سيستثمر اوباما في الشرق الاوسط في السنتين المتبقيتين حتى الانتخابات القادمة مفتوح. اتفاق في الشرق الاوسط لن يضيف له الاصوات، ولكنه سينقله الى التاريخ. السؤال هو ماذا سيكون أهم بالنسبة له: الاصوات أم التاريخ.
ولكن اهتمام اسرائيل بامريكا يتجاوز جدا هذه الخطوة الدبلوماسية او تلك. أمن اسرائيل ومستقبلها متعلقان بقوة أمريكا. امريكا ضعيفة سيئة جدا لاسرائيل.
يروى انه دخل ذات مرة على رئيس الوزراء ليفي اشكول احد مساعديه وعلى لسانه نذر: هذه السنة سيكون جفاف. فذعر اشكول: "اين سيكون الجفاف"، سأل. "في الشرق الاوسط"، أجاب المساعد. فتنفس اشكول الصعداء. وقال: "خفت أن يكون في الغرب الاوسط".



#ناحوم_برنياع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناحوم برنياع - تصويت حجب ثقة