أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد تركي - من أين تأتي رصاصة الموت؟














المزيد.....


من أين تأتي رصاصة الموت؟


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 - 10:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تلجأ، عادة، الأمم والشعوب إلى وسائل وآليات تحميها في حال الأزمات والمحن والمآسي التي لا قبل لها بمقاومتها، وسائل تبقي على الشعب حيّاً ـ على الأقل ـ في مواجهة موت وعنف وعذاب يستمر زمناً طويلاً.. بعضها يتخذ من السخرية طريقاً يهزأ فيها من همومه وعذابه ومن ذاته أيضاً، وأخرى تذوب وتضمحل وتتلاشى في جلد شعب أو جلود شعوب أخرى.. وبعضها ـ ربما ليأسه المطبق ـ لا يجد أمامه حلاً سوى الموت والوقوع في غيابة العدم.
من بين أكثر من حل جرّبناه، بصفتنا شعب ولد الشقاء والعذاب معه كالتوأم، توصلنا إلى أن نتغابى ونعطي عقولنا وأفئدتنا إجازة مفتوحة على زمن مجهول قد لا يحل أبداً.. نجحنا في البقاء شعباً يواصل حياته وعاداته على الرغم من عظم المآسي والمصاعب التي لو مرّ أهونها خطراً على شعب آخر لفني وذاب وتلاشى كالأقوام البائدة.. تغابينا إلى حد أن كلّ من حكمنا، ظن أننا أغبياء فعلاً وأنه قائد ذكي عبقري وملهم!!
كان الطاغية المقبور يسمرنا أمامه، أو أمام الشاشات التلفزيونية ساعات طويلة ينثر على مسامعنا هراء الكلام والحديث وكلماً احمرّت أكفنا والتهبت تصفيقاً زادت حماسته وتأكد يقينه إننا على هذه السذاجة والبلاهة والغباء كي نصدق ونتوهم خسائر الوطن وهزائمه، في الحروب العبثية، انتصارات.. نصدق أن خرابنا وموتنا وفقرنا وتأخرنا تقدم تحسدنا عليه الأمم.. نصدق أن أخوتنا وأبناءنا الذين غيبتهم السجون والمقابر والمنافي هم أعداؤنا وأعداء الوطن.. تغابينا حتى أدمنا التغابي وصار صعباً جداً العودة من جديد إلى عقولنا لنمسح عنها ما علق من الصدأ لكثرة الإهمال.
يوصف العراقي دوماً بأنه( مفتح باللبن)، وتلك حقيقة على القادة الجدد الذين وجدوا في أنفسهم أو قدرهم، أنهم يصلحون حكاماً أن يعرفوها ويعطوها حق قدرها، عليهم أن يتعظوا من أكاذيب وأوهام سابقيهم فلا يوزعوا الأماني والأحلام وينثروها على بساط من الرمال، عليهم ألا يهزأوا من قتلانا وأيتامنا والأرامل من نسائنا، عليهم ألا يسمّوا هزائمهم انتصارات، ولا مغامرات أجهزتنا الأمنية التي وزعت، من دون عدالة، رصاصها ـ في لحظة طيش ومغامرة غير محسوبة ـ على المجرمين والأبرياء.. عليهم ألا يخبرونا أن دماء 119 من أطفالنا ونسائنا ورجالنا، جرحى وشهداء، أضاح ندفعها للاقتصاص من عشرة مجرمين!!
عودنا الإرهابيون أن لهم في كل مدة وسيلة وطريقة جهنمية للقتل يستمرون عليها ردحاً طويلاً من الزمن إلى أن يبتكروا أسلوباً آخر.. وبالأمس كان الأسلوب جديداً غير مألوف عن سالف الأساليب والطرق.. بالأمس أخذوا رهائن آمنين يضرعون إلى الواحد الأحد في بيت للعبادة.. بالأمس كان رد الفعل أكثر إيلاما ووجعاً.. بالأمس توزع رصاص من يفترض بهم حمايتنا على القاتل والقتيل.. اليوم خشيتنا وخوفنا ورعبنا صار أضعافاً مضاعفة، فما يدرينا ـ لو أخذنا رهائن ـ برصاص من سنموت.. رصاص القتلة أم رصاص إخوتنا..



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطأ ممنوع، لكنه شائع
- جدوى التغيير
- الممرض.. طبيب بجميع الاختصاصات!!
- عالم سيارات.. سيارات
- أنا أكره الأرقام!
- تراجيديا بلا ذنوب!
- خراب
- تمهلوا، فإني مستعجل!
- دورة الفساد.. في الطليعة!!
- نأمل، نحلم دوماً
- صحف ومجلات وزارية
- مترفون بلا حدود
- ثلاثة كراسي!!
- فصل عشائري!!
- سلاحنا المشلول!!
- صير سبع!!
- وإذا مرضت.. فمن يشفيني؟
- وإذا أوتيتم المنكرات..
- مسؤولونا لا يقرأون!!
- علّمتنا تجارب سابقة


المزيد.....




- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد تركي - من أين تأتي رصاصة الموت؟