أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 3 ) - من يُطلق الرصاص ؟!.















المزيد.....

خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 3 ) - من يُطلق الرصاص ؟!.


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 - 02:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الله يعلم كل شئ ومعرفته وعلمه يكونا بلا حدود .. هكذا تُطرح الرؤية عن الذات الإلهية .. والحقيقة إنها يجب أن تكون هكذا لأننا لو قلنا أن الله يعلم أكثر من الإنسان بمليون مرة مثلا ً فسيجعله هذا نسبى ومحدود مثلنا وإن تفوق فى سعة المعرفة بمقدار ليصير فى النهاية كمفردة من مفردات الوجود كالإنسان , مما سيخرجه من ألوهيته .

على هذا الأساس يطرح الفكر الإيمانى مقولة معرفة الله الغير محدودة وبالفعل هذه الصفة بكينونتها تلك تجعله إلها ً ولكن ستثير بالضرورة الكثير من التناقضات والجدل ولن تمر هكذا بدون أن تطرح علامات إستفهام كبيرة لن تمر بسهولة .
دعونا نطرح عدة أسئلة ونحاول أن نتلمس أعماقها وتضاريسها ...

* السؤال الأول : مامعنى المعرفة المطلقة وما جدواها ؟!!

مفهوم المعرفة الكلية والعلم اللانهائى لله يعنى أن لا يكون مكتفياً بتسجيل مدونة لكل إنسان مُسطرا ً فيها كل أعماله وأفعاله التافهة والسلذجة .. مدونا ً سقوطه من على دراجته ذات يوم أو هروبه من مدرسته أو كذبه على أبيه .
فالمعرفة الكلية لا تقف عند أى حد يحدها لتمتد وتشمل كل مفردات الطبيعة بالضرورة .. فعلم الله سيخوض فى كل همسة ولمسة يقوم بها الإنسان وينساها من فرط تفاهتها وعدم أهميتها .. ومعرفته لن تترك أى كائن حى دون أن تعلم كل التفاصيل والأحداث التى مرت وستمر به .. فلا تندهش عندما نقول أن المعرفة المطلقة ستشمل تاريخ كل حيوان من يوم مولده وحتى موته مرورا ً بأوقات تناسله و تكاثره ولحظات توحشه وإفتراسه !!! .. سيعلم الله تاريخ مئات المليارات من الحشرات والديدان والطفيليات على وجه الأرض .. نعم سيتيح مفهوم العلم والمعرفة المطلقة الولوج فى أحشاء سمكة أو حشرة وإدراك عدد البيض التى فى بطنها وكم بيضة ستهلك وكم سيكتب لها الحياة .!!

:" اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَىْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ {8} عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ". (سورةَ الرعْد / الآيتين8ِو9 ).

لاتتصور أننى أبالغ بمقولة أن الله على علم ومعرفة بعدد البيض فى بطن السمكة أو الحشرة ومواصفات كل بيضة !! .. فهذه المعرفة لابد أن تتواجد لتحقيق مفهوم العلم الإلهى اللامتناهى ... لذا لنا أن نسأل ما المغزى من هذه المعرفة وماذا تفيد الله و ما أهميتها ؟!! ..

فإذا كان الإنسان لا يعنيه مثل هكذا معلومات , بل عندما يخوض فيها فيكون لديه هدف وغاية من معرفتها للإستفادة منها.. فهل الله له هدف وغاية من المعرفة وهل يستفيد منها ؟! .. فإذا كان لديه غاية وحاجة فهذا سيخرجه من كَونه إلها ًً ..أما إذا تحرر من الغاية والهدف والمنفعة فنكون هنا أمام اللامعنى والعبثية بعينها .

الإنسان يسعى للمعرفة ليس لحشو دماغه بمعلومات .. بل يسعى لرغبته فى أن يصل إلى إحتياجاته الأساسية بتوفير الراحة واللذة و متجاوزا ً فى الوقت ذاته دروب الألم والمعاناة .
من خلال هذا تطورالإنسان لتتراكم لديه المعارف والعلوم ولتستجد حاجات جديدة تطلب المزيد من المعرفة والعلم . ولتستمر الحياة ونمارس فيها هذا الجدل الرائع مع الوجود متغلبين على عبثيتها وعدم جدواها .

المعرفة والعلم هما من طورا الإنسان من البدائية إلى العصر الحديث ... لذا من حقنا أن نسأل فى المقابل ما أهمية المعرفة بالنسبة لله ؟!! ..وهل المعرفة تطوره ؟!
الله كما يتم تصويره هو ذات غير قابلة للتطور بحكم إكتماله فوقوعه تحت قانون التطور ينتقص من ألوهيته حيث يجعله فى طور ومرحلة يأمل أن ينتقل فيها من حالة إلى حالة مما تنال من ألوهيته وكماله .
يضاف إلى ذلك أن المعرفة الإلهية حسب معطياتها هى معرفة كاملة ليس فيها جهل ومجهول .. ليس لديها رغبة فى الإستزادة ..هى بالضرورة تتنزه عن الحاجة ولا تصعد أيضا ً سلم التطور بحكم إكتمالها ...كما أننا أمام ذات لا تأمل فى أن تستزاد فلديها كل المعرفة والإدراك .!!

فلنكرر نفس السؤال ثانية.. مامعنى هذه المعرفة وماجداوها بالنسبة للإله ؟!!.. مامعنى أن يتحول العلم لدى الله إلى أرشيف كبير يحتوى على كم هائل من المعلومات غير قابلة للإضافة أو الإستزادة أوالتعديل أوالتطوير !!..معرفة غير قابلة للإستفادة منها أو إهمالها أو تجاوزها .!!!

إذن هى معرفة أرشيفية أو بمعنى آخر c .d كبير يحوى كل معلومات الوجود فقط .. ويقتصر الدور الإلهى على مراجعة مافيه من معلومات مدونة مع مايحدث فى الواقع .
مامعنى , وماقيمة , ومامتعة ,وماهدف , مثل هكذا معرفة .؟!!

إنه العبث بعينه .!!

* السؤال الثانى : هل وجودنا عبثى ؟!!.

بناء على صفة المعرفة والعلم الإلهى الغير محدودة نستطيع القول بأن الله يعلم مصير أى إنسان قبل موته .. وأين سينتهى به الحال .. هل فى أحضان الحوريات أو فى الجحيم الملتهب ... هذه المعرفة هى معرفة مستقبلية للحدث وتصل فى أسبقية وجودها أنها تكون قبل الوجود !!... أى أن الله يعلم ماهو المصير النهائى لكل إنسان قبل أن يتواجد فى الحياة .!!

هذا ما يردده المؤمنون بناء على معطيات فكرة المعرفة والعلم الإلهى الغير محدودة .
وبالطبع سيفرض السؤال نفسه على هذا المشهد لنقول : ولما هذه الجلبة ووجع الدماغ طالما كل هذه الأمور محسومة سلفا ً .!!!!
وماذا حققت بوجودى طالما مصيرى محسوم ومعروف ؟!! .. ولماذا أتواجد ؟!..هل لأحقق المعرفة الإلهية على أرض الواقع .؟!!

ثم نأتى لسؤال لا يقل أهمية : ماذا يستفيد الإله ذاته من مشاهدة أحداث هى معروفة لديه مُسبقا ً ؟!.. وماذا يجنى من أن يرى شريط حياتنا يمر من أمامه وهو يعلم بكل أحداثه ومشاهده بل وماهو المصير الذى سنكون عليه فى نهاية المطاف ؟!!
لا يوجد أى معنى سوى أن الله يهوى مشاهدة تمثيليات وأفلام معادة .!!!

* من يطلق الرصاص ؟!! .

هل يقتل الإنسان بإرادته ؟! .. بالطبع يقتل الإنسان بإرادته ونسميه فى بعض الحالات مع سبق الإصرار والترصد .
وهل سيعاقب الله القاتل .؟ .. بالطبع سيعاقبه لأنه أزهق روح إنسان .؟..هكذا تطرح المنظومة الدينية رؤيتها .
ولكن لو تعاملنا مع مشهد القتل وفقا ً لأطروحة المعرفة الكلية التى يُوصف بها الله سنجد أن القاتل ليس بمذنب بل من المفروض أن يُكافئه الله على صنيعته لأنه حقق معرفته.!!

تعالوا نتتبع هذا المشهد وفقا لصفات وقدرات الله .
الله يعرف المصير النهائى لكل إنسان ومن هنا سنسأل هل يمكن للإنسان أن يخالف المعرفة الإلهية ويذهب إلى الجنه بالرغم أنه مدون لديه فى السجلات أنه على قوائم الجحيم .
بالطبع لا يمكن وإلا ستنهار هنا صفة المعرفة اللانهائية .. فبالضرورة سيسير الإنسان على الخط المرسوم له سلفا ً إلى نهايته .

المؤمنون يرون أن المعرفة لا تتدخل فى الإرادة ويدللون بذلك بمثال المدرس الذى يعلم أن هذا الطالب سيرسب فى نهاية العام فهو هنا يمتلك المعرفة ولكن لا يتدخل فى إرادة التلميذ .
هذا المثال بعيد كل البعد عن قضيتنا وإن بدا لهم أن هناك تشابه .. فبداية ً المدرس يتوقع ولا يعرف معرفة حتمية يقينية مثل الله .. فمن الممكن أن يُخيب التلميذ ظن معلمه .. ثانيا المدرس يقرأ حالة ويستنتج على أساسها .. كما أن هناك فرق كبير بين قراءة الحدث والمعرفة المطلقة واليقينية بالحدث .
ولا يفوتنا أن نثيرلنقطة أساسية وهى أن المدرس لا يصنع الظروف الموضوعية للتلميذ التى تخلق منه حالة راسبة بينما الله هو خالق ومُقدر كل همسة وخطوة يعيشها التلميذ ويرتب له كل الأحداث التى ستصنع منه حالته .

دعونا نتطرق لجزئية مهمة عن إمكانية إنفصال المعرفة الإلهية عن الفعل الإرادى .!!
إنفصال المعرفة عن المشيئة والفعل الإرادى هو الهراء بعينه فلا يمكن أن تتنتج معرفة بدون الترتيب لها بل وخلق الظروف التى تحققها وتنتجها وتجعلها مُحققة .. فإذا كانت المعرفة هى صورة مثلا ً فلابد أن تجتهد فى تجميع وترتيب أجزاء الصورة لتتحقق .

فعلى سبيل المثال .
يرسم المهندس تصميما ً لمنشأ على أوراقه وبعد الإنتهاء منها يقوم بعمل برنامج زمنى لتحقيق هذا المنشأ على أرض الواقع .. فيحدد بأسلوب علمى وإدراى خطوات العمل المتعاقبة التى ستؤدى إلى يوم التسليم النهائى وهذا ما يحدث دوما ً فى كافة المشاريع الهندسية .. إنه يعلم باليوم المحدد الذى سيتم فيه تسليم المنشأة كاملة .
لقد حقق معرفته ولكنها لم تُنجز بمجرد خيالات وأمنيات ولا بجلوسه ساكنا ً ينتظر يوم التسليم أن يتحقق هكذا بدون أن يُمارس ترتيبات وخطط وتجهيزات كثيرة .

قصدت من مثالى التقريبى هذا اننا عندما نُفكر فى شئ ونعلم أننا سنحققه مستقبلا ً .. فلا يكون هذا الإدراك بمعرفته هو شكل من أشكال الخيال بل سنجيش الظروف الموضوعية لتحقيق هذا الهدف ليتحقق مثل الخطة الخمسية الإقتصادية للدول بل كل البرامج التى نتبناها فى حياتنا العملية .

إذن المعرفة الإلهية لا تكون معرفة هكذا بل لتتأكد لابد من تُمارس سيناريوهات ومخططات عديدة ومشيئة وإرادة على الفعل لكى تتحقق على أرض الواقع وليكون فى النهاية مصير هذا الإنسان هو الجحيم جاء على حق .
المعرفة الإلهية لكى تتحقق لابد أن يُرافقها مشيئة وإرادة تُحققها .

الله قَدر أننى سأقُتل على يد إنسان ما فى يوم مُحدد بالدقيقة والثانية وفى مكان معين ووسيلة القتل ومن سيحضر المشهد بكل ملابساته ..وأننى سأدخل المستشفى قبل وفاتى لعدة أيام قبل أن أموت .
كل هذه الأحداث مُسجلة فى المدونة الإلهية قبل أن أظهر أنا على وجه الحياة ... كما يعلم الله عن القاتل وكل ملابساته وظروفه و ما ستقدم عليه يداه .

هنا نحن أمام معرفة إلهية لا يوجد شك فيها ولا تقبل الخطأ والتقدير والتغيير... و حدث القتل لابد أن يتم بالدقيقة والثانية وإلا كان الله يُخطأ فى تقديره وقدره ومعرفته .
إن أى خلل فى تنفيذ سيناريو القتل يعنى أن هناك خلل فى المعرفة الإلهية .. فإذا كان الله قدر لى الموت قتلا ً فليس هناك أى مفر لىّ أو للقاتل . !

الله يعلم أن مصير قاتلى الجحيم وأن إسمه معلق على بوابة الجحيم قبل وجوده ..إذن لابد أن يُنجز القاتل مهمته هذه حسب ماهو مُخطط ومقدر ليحل ضيفا ً هناك . !
الله لا يكتفى بمعرفة حدث القتل فحسب بل يعلم كل الظروف الموضوعية التى دفعت القاتل لكى يقتل .. الظروف المادية التى وُجد فيها القاتل والتى شكلت تكوينه وخلقت لديه الدوافع ليُقدم على عملية القتل ...كل هذه الظروف هى صنيعة من الله فهو من خلقها وغرز الإنسان فيها .. فأى إنسان يكون نتاج حظه من التاريخ والجغرافيا والتى تكون بمثابة البيئة الحاضنة الأولى لكل ميراثه من منظومات فكرية وأخلاقية تشكل وتخلق شخصيته وسلوكه وفكره .. فتجد الدين والثقافة والتقاليد تكون حاضرة وحتى الفلكلور والفنون والتراث .. ولا ننسى التركيبة الجسدية والجينية .
القاتل هو إنسان أقدم على فعل القتل ليس بشكل عشوائى وإنما تحت وطأة كل الظروف المحيطة به بحيث كان محصلتها إقدامه لهذا الفعل .

القاتل أو بالأحرى أى إنسان فى الوجود يتحرك كنقطة داخل شكل هندسى كل أضلاعه وزواياه ليست من صنعه وإرادته فيكون سلوكه هو المحصلة النهائية لمجمل القوى المؤثرة عليه ..ومن الممكن أن تهيمن مجموعة من المؤثرات ذات حين وتخفو محددات أخرى .. و تتغير وتتبدل المؤثرات بإستمرار لتنتج فى محصلتها النهائية نواتج سلوكية متباينة للإنسان ذاته أو من شخص لآخر ,,ولكن لن يخرج أى مشهد سلوكى عن هذا الإطار .

الله وفق الفكر الدينى هو من خَلق وقَدر ورتب هذه الظروف زارعا ً الإنسان فى داخلها , ومدركا ً فى الوقت ذاته أن محصلة هذه الظروف ستؤدى لفعل القتل الذى سجله قبل بدء الخليقة ليتم تنفيذه وفقا ً لما هو مخطط ومرسوم ومرتب ومقدر .

إذن هل يستطيع الإنسان الفكاك فينصرف عن القتل .. نعم هو يستطيع لو أن محصلة الظروف الموضوعية التى تحكمه إبتعدت به عن هذا المنحى .. ولكن هل هذا مُسجل أيضا ً فى المدونة المعرفية الإلهية .

بالطبع حسب رؤية المعرفة الكلية يكون مسجلا ً هذا العزوف عن القتل .!! ..إذن وفق هذا المنظور لا نزيد نحن البشر عن ربوتات تُنفذ ماهى مُبرمجة على أدائه سلفا ً ..لنصل بذلك إلى عبثية وجودنا وأننا لا نملك من إرادتنا شيئا ً سوى تنفيذ ماهو مُقدر ومُدون .. فلا يكون إطلاقنا الرصاص من مسدس ألمانى سوى أن هناك قوى خلقت كل الظروف الموضوعية التى تدفعنا أن نقف وراء زناد المسدس ... وعزوفنا هو لخلق ظروف أخرى ترمى فى منحى آخر .

الإنسان له إرادته وكذلك الإله هكذا يقولون .. ولكن كما أشرنا بأن الإرادة الإنسانية هى محصلة الظروف المتواجدة والمحددة والتى لم يخلق منها الإنسان أى جزئية أو ضلع فيها بل هو يعيد ترتيبها فقط على أحسن تقدير وحتى إعادة ترتيبها يتم وفقا لهيمنة وتعاظم قوى و مؤثرات محددة وتصاعد وجودها .

الإرادة الإلهية حسب تعريفها الإيمانى تكون مُحررة من كل الظروف الموضوعية بل هى خالقة لهذه الظروف فتكون إرادة الله هى المُحركة والخالقة للحدث وليست مُتأثرة به .. لنسأل فى النهاية من يطلق الرصاص .؟!

* لماذا حل التناقض والعبثية فى أطروحة المعرفة المطلقة .؟

عرضت رؤية المعرفة كما يتم تسويقها وكما يجب أن تكون بالنسبة لله .. لنجد ان الفكرة حبلى بالتناقضات ولا تكتفى بذلك بل تجعل العبث والعبثية واللامعنى هو نصيبها .
ولكن لماذا حل هذا التناقض واللامعنى بهذه الفرضية .. أعتقد أن السبب يرجع للإنسان الذى أدرك فى ذاته أنه مفردة داخل وجود هائل لم يعلم بأسراره ,.. فلم تخرج رؤيته المنطقية عن السببية ولكنه إقتصر بحكم فهمه ووعيه وإدراكه بذاتيته بأن أى سبب له مُسبب شخصانى من قوى عاقلة مثله صنعت الوجود وأوجدته .
من هنا هو منحها صفاته كونها إنسانية مثله وبالغ فى عظمتها وتقديرها فأضطر تحت وطأة المنطق الذى خلقه أن يمد خطوطها لتصل للانهائية والمطلق فيكون بذلك وضع فكرته المُجسدة فى غرفة بلا سقف فأنطلقت الفكرة ولكن أرجلها مازالت على الأرض .

يمكن أن يُضاف لهذه التصور رؤية أخرى بأن الإنسان بحكم وعيه وإدراكه للزمن توجس من لحظة قادمة حبلى بالألم .. فصدر قلقه هذا إلى قوى رسمها تدرك المستقبل بكل غموضه ليتودد لها أن ترحمه من قدر وألم قادم يخشاه ويقلقه .

هنا إشكالية اللامحدود واللانهائى مع الفكرة فأبعادها إنسانية فى كينونتها ولكن لا تمتلك الإطلاق فتمردت الفكرة على قوالبها الإنسانية وكسرت كل القوالب وإخترقت العقل والمنطق الذى أبدعها .

دمتم بخير



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 10 ) - صور متفرقة .
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 2 ) - إختار الإجابة الص ...
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 1 ) - العالم ديّ بتستهب ...
- نحن نخلق آلهتنا ( 10 ) - الله جعلناه لصا ً .
- * الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 16 ) - تعلم كيف تكره فهو أوث ...
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 10 ) - إبحث عن الذكر .
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 5 ) - آيات حسب الطلب .
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 9 ) .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 15 ) - كيف تكون مزدوجا ً فاقدا ...
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 8 ) - لن نرى حضارة طا ...
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 9 ) - فوبيا الآخر والشيطان ..إ ...
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 7 ) .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 14 ) - كيف تكون متبلدا ً و مست ...
- نحن نخلق الأسطورة والميثولوجيا والحلال والحرام ويمكن أن نسرق ...
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 4 ) - وهم الخطيئة والذنب ...
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 3 ) - هل يوجد شر ؟!
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 13 ) - إنهم يشوهون الطفولة ويم ...
- نحن نخلق الأسطورة والميثولوجيا والحلال والحرام ويمكن أن نسرق ...
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 8 ) - إستحضار العنف الكامن وتف ...
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 7 ) - ما بين وطأة الموت وما بي ...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 3 ) - من يُطلق الرصاص ؟!.