أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - رضا الظاهر - تأملات - أيَّ عار يغسلون !؟














المزيد.....

تأملات - أيَّ عار يغسلون !؟


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 - 00:32
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


باتت مآسي النساء جلية لكل ذي بصر وبصيرة، ابتداء من إشاعة أجواء العنف والخوف والخنوع، وتفاقم العوز المادي والروحي، ومعاناة الملايين من الأرامل واليتامى، وازدهار سوق عبودية الجنس داخل البلاد وخارجها، مروراً بالتمييز الصارخ ضد النساء وانتهاك حقوقهن في مختلف الميادين وعلى كل المستويات، وليس انتهاءً بتتويج هذا الانتهاك بما يسمى غسل العار.
وتبقى مشكلة "غسل العار" مشكلة مزمنة تفضح، من بين ظواهر أخرى، انحطاط الثقافة السائدة التي تسكت عن عار من يلهثون وراء المال والجاه، ولكنها تقيم الدنيا ولا تقعدها صخباً بشأن "عار" ضحايا الثقافة البطرياركية التي تنظر الى المرأة باعتبارها كائنا تابعاً، وتبرر العنف المنزلي الذي تعاني منه ثلث العراقيات، وتهدر كرامة المرأة وإنسانيتها، وتضمن "حق تأديب" الرجل لزوجته التي يملكها سلعة، ولا تبالي بجرائم القتل حرقاً والانتحار والختان في أجواء ترويع قلّ نظيرها، حتى تصل الى "غسل عارها"، بل تغسلها كلَّها لأنها، كلُّها، "عورة". وكل هذا، بالطبع، في خشية من نهوض النساء وهتكهن ستر الصمت وارتفاع أصواتهن العادلة التي ترعب سدنة تأبيد ظلام الراهن، وتهدد نزعات استحواذ المقررين وإقصائهم "الآخر".
فقد وصل عدد ضحايا جرائم غسل العار الى 84 قتيلة خلال العام الماضي، مقابل 87 قتيلة في العام السابق. هذا ما كشف عنه التقرير السنوي الذي أصدرته دائرة رصد الأداء وحماية الحقوق في وزارة حقوق الانسان، ونشرته الصحف مؤخراً. وأشار التقرير الى أن عشر قضايا فقط وصلت الى الأحكام النهائية، مما يفضح الحماية القانونية لمرتكبي جرائم غسل العار ضد النساء.
وتدل الاحصائية، من بين حقائق مروعة أخرى، على استمرار ثقافة العنف والاستهانة بحقوق المرأة الأساسية التي نصت عليها المادة 14 من الدستور العراقي، ناهيكم عن نصوص الشريعة الاسلامية ومباديء القانون الدولي وتشريعات الأمم المتحدة وهيئات ومنظمات حقوق الانسان.
وفي بلاد لا تحترم الاحصاء وتغيب فيها مثل هذه الثقافة يسهم التكتم على جرائم "الشرف" من جانب النساء الضحايا وعوائلهن في إرباك صورة المعلومات الرسمية التي لابد أن تكون ناقصة وقاصرة.
ومن المعلوم أن الكثير من الجرائم تنفذ تحت ستار الدفاع عن "شرف" العائلة والعشيرة، وتفتقر الى الأدلة وتُبنى على تهم باطلة ووشايات مغرضة تهدف الى النيل من سمعة الخصم. ولا يندر أن نرى تحريضاً مباشراً من الأهل والأقارب وأفراد العشيرة لارتكاب الجريمة التي تشارك فيها، أحياناً، بعض نساء العائلة على نحو يكشف عن فظاعات الثقافة الذكورية وتشويهها شخصية المرأة ومشاعرها، وتحويلها من ضحية الى جلاد ينظر الى جريمة غسل العار باعتبارها حقاً عائلياً يتم في إطاره تمجيد الجاني بوصفه حامياً لشرف العائلة والعشيرة.
ولا يندر أن يجري التمثيل بجثة المرأة الضحية إمعاناً في الانتقام والترويع، وتقديم عرض مروع لـ "مسرحية" استرداد شرف العائلة أمام الآخرين، بينما تُحرَم الضحية من أية فرصة للدفاع عن نفسها، بل وتُقتل أحياناً دون أن تعرف سبب قتلها.
ومن باب السخرية أن بعض "الرجال" القادمين من "الشرق" الى بلاد الغرب، التي منحتهم اللجوء ووفرت لهم حياة آمنة كريمة، ينقلون ممارسات غسل العار ويرتكبون الجرائم في تلك البلاد التي عُرفت قوانينها بحماية حقوق المرأة. وكم من جريمة "شرف" هزت تلك المجتمعات، حيث قتل "الأوصياء" بناتهم أو زوجاتهم أو أخواتهم بالطريقة البشعة والتبريرات المخزية ذاتها التي يمارسونها في بلدانهم المتخلفة، وبينها العراق.
ولا حاجة بنا الى تأكيد حقيقة أن جرائم "الشرف" مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسيادة الثقافة البطرياركية، وجوهرها إدامة "الحقائق" والتشريعات التي تؤبد التمييز ضد النساء والتعامل معهن ككائنات قاصرة وناقصات عقل ودين !
فهذه الثقافة، التي يعززها غياب التشريعات التقدمية وتدني الوعي الثقافي، تتستر على المجرمين، وتشترك في هذا التستر قوى تمتد من سياسيين متنفذين في المجتمع، و"مرشدين" مستغلين للدين ومصدرين فتاوى وتحريمات ضد النساء، و"سياسيات" يتطوعن بحماس لانجاز مهمة تبرير اضطهاد بنات جنسهن.
* * *
ستظل معركة حرية المرأة من أعظم المعارك الاجتماعية، حيث يرفع رايات التحدي كلُّ نساء ورجال ثقافة التنوير، المنتصرين لحياة عادلة، لائقة بالبشر.
وسيظل شبح مقاومة النساء الثقافة الأبوية يقض مضاجع مؤبّدي هذه الثقافة المقيتة، حامية امتيازات المتنعمين الطفيليين، العائشين على مأساة اضطهاد النساء.
ويتوهم من يظن أن كتائب فكر التقدم، التي تسير في طليعتها حاملات مشاعل التنوير، يمكن أن تلقي رايات المقاومة .. وأوصياء التخلف لن يفلحوا في إرغام أهل النور على الصمت. فهؤلاء هم الذين سيهزّون، في موكب اقتحامي متعاظم، عروش الساعين الى فرض ثقافة التمييز واليأس والخنوع.
يغسل سدنة فكر الظلام عار البريئات ليتستروا على عارهم .. أولئك المناهضون لحقوق المرأة، بل المناهضون للحياة، هم من ينبغي أن يُغسَل عارهم !
ما من قوة بوسعها، مهما طال الزمن وعظمت الصعاب، أن توقف الزحف المقدس صوب حرية المرأة وتحرر الانسان ..
ما من قوة بوسعها أن تقف بوجه رايات الأمل والتنوير !



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما صمتكم أيها الجياع !؟
- تأملات - بعيداً عن الأوهام !
- تأملات - ينابيع السخط ورايات الاحتجاج
- تأملات - نخبة الى نعيم وملايين الى جحيم !
- تأملات - أفجر جديد حقاً !؟ من يخدعون !؟
- تأملات - شوارع -خضراء- وأخرى تسيل فيها الدماء !
- تأملات - كل هذه الكوابيس .. وينامون رغدا !
- تأملات - هذه الأوهام المغرضة !
- تأملات - طفح الكيل .. ألا يستحون !؟
- تأملات - في التيار الديمقراطي (4)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (3)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (2)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (1)
- تأملات - شرارة سخط تنذر باللهيب !
- تأملات - يا لهذا -الصبر الجميل- !
- تأملات - في -حرية النقد- وتدقيق الخطاب السياسي
- تأملات - من برودة المكاتب الى دفء الحياة !
- تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (2)
- تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (1)
- تأملات - ليس بالبرلمان وحده !


المزيد.....




- بيان حملة 16 يوم لإنهاء العنف ضد النساء: ثلاثون عامًا على مت ...
- اعتقال دعاء الأسدي…وملاحقة نساء الانتفاضة
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- الاعتداءات الجنسية ضد النساء في العراق تسجل أرقاما مرعبة
- الشباب.. مفتاح مكافحة العنف ضد النساء
- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - رضا الظاهر - تأملات - أيَّ عار يغسلون !؟