أحمد بسمار
الحوار المتمدن-العدد: 3173 - 2010 / 11 / 2 - 19:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما أردت كتابة هذا المقال ـ الاستنكار ـ الرثاء, بقيت جامدا أكثر من ساعة أمام صفحة بيضاء. لا أدري ماذا أكتب وكيف استنكر هذه المأساة الإجرامية التي راح ضحاياها عشرات من أخواننا المسيحيين العزل الأبرياء في كنيسة بغدادية, إثر مئات التعديات الإجرامية من منظمات إجرامية تحمل عمامة ورداء الدين الإسلامي.. وكل الديانات منهم بـراء. وكل مبادئ الإنسانية منهم بـراء. وكل وطن منهم براء. بأي مبادئ تفصل رؤوس كهنة وعجزة وأطفال ونساء أبـريـاء. أي دين وأي إسـلام هذا؟؟؟ أين كبار المشايخ وأسياد المايكروفونات وباعة الحوريات في الجنة.. أين الجماهير التي تملأ الشوارع صارخة هائجة... أين هم الخطباء الذين يحللون بتفسيراتهم الغيبية القاتلة دماء اليهود والنصارى خمسة مرات في اليوم. وذلك ضد جميع الأعراف والحقوق الإنسانية...أين هم وعاظ الفضائيات الإسلامية الذين عندهم فتوى حتى لمسيرة نـمـلة؟؟؟... لا أسمع صوتهم ولا إدانتهم لهذه الجريمة النكراء ومئات الجرائم ضد الأبرياء... إنهم شـركاء.. كل من يصمت اليوم شريك..كل من لا يصرخ كـفـا بوجه هؤلاء المجرمين ومن يحرضهم ويوعدهم بالجنة, شريك بكل هذه الجرائم النكراء. سوف تحاسبهم عليه العدالة الحقيقية الإنسانية. لن تنساهم الحقيقة, ولا أهل الضحايا, رغم ضعفهم اليوم.
لماذا يصمت المسؤولون السياسيون في العالم العربي والإسلامي. لماذا يصمت المسؤولون في هذه الديانة التي ما زال في نصوصها ـ واضحة ـ تفاسير تدين وتكفر وتحلل دم كل من لا يقبلها دون نقاش أو اعتراض فكري. نصوص لا تقبل حرية الإنسان باختيار طريقه وفكره وحياته. فتدينه ولو كان بريئا. جريمته الوحيدة.. أنه اليوم جزء من أقلية كانت أول سكان البلد قبل قدوم الإسلام. وكانت دائما عماد أبنيته الحضارية والقومية.
أبكي ضحايا الكنيسة.. أبكي كل الضحايا الأبرياء.. أبكيك يا عــراق!!!...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة.
#أحمد_بسمار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟