|
نعم .. بالكنائس أسلحة
صلاح الجوهري
الحوار المتمدن-العدد: 3173 - 2010 / 11 / 2 - 14:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا يمر يوم دون أن تشهد الساحة العالمية عامة والشرق الأوسط خاصة صراعات أيديولوجية، دائما ما يكون الإسلام بطلها أو على الأقل طرف فيها.
فالإسلام يعادي الكل وبمفهوم الكل هو كل شيء وكل أحد ... يعادي البوذيين فحطم تماثيلهم في أفغانستان ويعادي اليهود والمسيحيين عداءا عقائديا في صلب العقيدة الإسلامية ولا يصح إسلام مسلم إلا وقلبه كارها لأصحاب الديانتين اليهودية والمسيحية. ووصل العداء بالإسلام للجميع أن ينال من نفسه فهو يعادي الشيع بجميع ملاتهم والأحمديين، والبهائيين وهم بالتالي يعادون بعضهم البعض ويكرهون بعضهم البعض ولايلبثون أن يتهموا بعضهم في مقدساتهم مثل هجوم الشيعة على أهل البيت وعائشة بالذات واتهامها بأقذر الاتهامات مرورا بسب الصحابة. أيضا القرآنيون لا يقيمون وزنا للسنة ويعتبرونها تخريفا وهي السبب في انحدار الدين بل وأحيانا لا يعتبرون النبي كشخصية محورية في مسألة الوحي.
يعادي الإسلام المرآة المسلمة ويحقر منها ويعادي الرجل غير المسلم إمرآته المسيحية غنيمة يجب الفوز بها من يد الرجل المسيحي، للتمتع بها والإسلام أحق بها منه لجمالها ولاستمتاع الرجل المسلم بها تماشيا مع مبدأ التصاغر أما الإسلام وأن أموال ونساء المسيحيين حلالا للمسلم.
يعادي الإسلام جميع المخلوقات بما فيهم الحيوانات فالكلب نجس يطرد الملائكة والخنزير نجس وجب قتله وقد شاهدنا على شاشات التلفاز كيف أجتمع أمة محمد حول خنزير مخلوق من مخلوقات الله الضعيفة وكان رضيعا شاهدناهم كيف انهالوا عليه ضربا وقذفا بالحجارة وببردورات الرصيف الثقيلة حتى قتلوه شر قتله وهم يكبرون (لا إله إلا الله) فرحين بانتصار الإسلام على هذا الحيوان الرضيع.
المسلم يعادي حتى النباتات بالأخص شجر الغردق لأن يهودي !!!!
المسلمون أعداء الحياة ! بجميع أشكالها.
واليوم نشهد مقتل أكثر من 37 برئيا من أبريا كنيسة سيدة النجاة التابعة للسريان الكاثوليك ببغداد بعد أن حاصروهم بأسلحتكم وساوموهم على أرواحهم ودعوا مسيحيين مصر للتصاغر أمام الإسلام العاتي. 37 بريئا حصرا أوليا ليس منهم منفذي الهجوم. بالطبع فمنفذي الهجوم ليسوا ضحايا وليسوا أبرياء. وأعلنت منظمة دولة العراق الإسلامية مسئوليتها عن هذا العمل الإجرامي ومتوعدة المسيحيين بالمزيد من القتل وبالأخص مسيحي العراق ومصر وأطلقوا مهلة للكنيسة القبطية لتحرير الأسرى من المسلمات في الأديرة المصرية.
يأتي هذا التهديد كتابع من توابع التصريحات غير المسئولة والطفولية التي أطلقها كل من الدكتور سليم العوا ومستضيفه الأستاذ أحمد منصور على قناة الجزيرة. بأن الكنيسة المصرية تعد لحربا شعواء على المسلمين وأن الكنائس بها أسلحة ومتفجرات معدة لها الغرض.
ففكرت وقلت بالفعل الكنائس بها أسلحة ... نعم الكنائس بالفعل بها أسلحة ... ولكنها ليس بيد المسيحيين.
أيضا في الكنائس هناك رهائن وأسرى ... ولكنهم ليسوا إلا مسيحيين.
نعم يا أخوتي الكنائس مسلحة بالمحبة الإلهية وأسلحتها الصلاة والصوم وهي أقوى الأسلحة أمام البارود والرصاص. وهي أسلحة لا تنفذ لأن الرب خالقها وهو مدبرها ويرعى شؤونها.
الكنيسة بها أسرى ... نعم ... الكنيسة بها أسرى هم من يحتجزهم أتباع الشيطان وسفراء إبليس. الإسلاميين أعداء الحياة.
الكنائس في الشرق الأوسط تشبه الثكنات العسكرية، تدخلها خائفا وتخرج منها خائفا .. الكنائس موجه إليها السلاح دوما لأن خفافيش الظلام وقوى الشر الإسلامية تتربص بها لأنها لا تقدر على أسلحتها التي منحها الله لها منحة ونعمة أبدية إلا وهي الرعاية الإلهية لها.
الكنائس في الشرق الأوسط كسفن تتلاطمها أمواج العالم العاتية ولكن الله ربانها ومبدرها يوصلها دائما إلى بر الآمان. كنائس الشرق الأوسط كنائس بنيت بالدم الغالي وبشهداء أبرار يتوقون إلى وجه ربهم فقط ... استشهدوا وهم يؤدون الصلوات والتضرعات استشهدوا على أيدي قتلة إسلاميين يتوقون فقط إلى الحور العين وسعيا للذة جنسية خالدة وإنتصابا لايزول وذلك في حضرة الله.
تلك هي تعالم محمد التي سار عليها ملايين الناس فضل وأضل الناس عن إرادة السماء أن يعيش الناس وجميع المخلوقات في سلام، وإلى وجهة ربهم فقط يتوقون. تلك هي تعالم شيوخ الإسلام سار ورائها الغوغاء متعطشين لسفك الدماء.
اليوم أنعي شهداء كنيسة سيدة النجاة وأشدد على أيدي أقاربهم وأقول لهم أن دمهم لن يذهب هباء فبعد كل قطرة دماء تشربها الأرض تطرح أشجارا من النعم الإلهية. دمائهم الزكية التي سفكوها في حضرة الله هي دماء قديسيين غسلوا من خطاياهم إلى الأبد لشهادتهم أمام رب المجد.
اليوم أوجه رسالة لكل إرهابي قاتل ... أنت لن تنال من كنيسة الله أبدا مهما طال الزمان وأن دماء الأبرياء التي تستبيحونها ما هي إلا ثمن باهظا لنفضحكم ونفضح نبيكم ذلك القاتل الشرير. أنها مناسبة لنجدد القول بأن الإسلام دين شرير وكل المساعي التي تحاول تجميله هي مساعي مسيرها إلى الزوال. هي مناسبة لنؤكد أن الإسلام ونبيه نصروا فقط بالرعب لا بمحبة الله.
وهي مناسبة أيضا لنجدد صدق قول السيد المسيح له المجد "تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله." (يو 16: 2)
الأرض التي تهجرون المسيحيين منها ليس أرضكم ولكنها ستترك لكم خرابا تعيشون وأنتم فيها بوم شؤم على من حولكم وغربان تحوم حول الجيف. تتسولون طعامكم من قمامة سيارات الخليج الفارهة التي تمول عملياتكم القذرة لمزيد من الخراب والدمار لأهلكم ولبلادكم وفي النهاية تهلكون.
للظلم ساعة وهي ساعتكم الآن ولكن ثقتنا وإيماننا بالله بقول الله في سفر حزقيال "وأعطيهم قلبا واحدا واجعل في داخلكم روحا جديدا وانزع قلب الحجر من لحمهم وأعطيهم قلب لحم". اتمنى أن يضيء الله الحقيقي في قلوبكم، فأنا لا أطلب من الله القصاص منكم لأنه مكتوب السماء تفرح بخاطئ واحد يرجع ويتوب.
أطالب بمحاكمة الدكتور سليم العوا وأن يظهر على شاشة التلفاز يعتذر للمسلمين بأنه ضلهم بكلامه وأن يعتذر للمسيحيين بما سببته أقواله من تحريض القتلة عليهم. أطالب بالزج به في السجن لكي يفكر كل داعية إرهابي قبل أن يتفوه بكلام هذيان مثل الذي تفوه به طفل الدعاة الدكتور سليم العوا.
وأختم مقالي بآية من الكتاب المقدس من رسالة يعقوب "من اين الحروب والخصومات بينكم أليست من هنا من لذاتكم المحاربة في أعضائكم. تشتهون ولستم تمتلكون.تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون أن تنالوا.تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون لأنكم لا تطلبون. 3 تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم".
#صلاح_الجوهري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر ليست لكل المصريين: مصر فقط للمسلمين
-
حماقة الأسقف وتدليس المفكر
-
جريدة الأهرام: أني لا أكذب ولكني أتجمل
-
في مسأله حرق القرآن
-
وتتوالى سقطات اليوم السابع : أنت فين يا محمد !!
-
حصار غزة والتمثيلية التركية
-
طيور الجنة الإسلامية
-
ألف سلامة يا ريس (بالألماني)
-
خيوط مذبحة نجع حمادي
-
حديث البلاغة والبُلغة
-
مصر - الجزائر ... تعادل
-
هجرة المسلمين للغرب، غزوة لا هجرة
-
الموامرة الإسلامية - على خلفية أحداث ديروط
-
الإسلام والردة الحضارية في مصر
-
زواج المتعة حرام ... ولكن نفقته حلال
-
التوراة ... كيف وصلت إلينا؟
-
الأصول الوثنية في عبادة الحجر الأسود
-
ما بين منير حنا وسيد القمني ... يا وطن أحزن!
-
الجنازة حارة والميت كلب (مجرد مثل!)
المزيد.....
-
السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة-
...
-
الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد
...
-
تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي
...
-
باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
-
-أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما
...
-
كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
-
مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
-
“خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة
...
-
ماما جابت بيبي..فرحي أطفالك تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا
...
-
عائلات مشتتة ومبيت في المساجد.. من قصص النزوح بشمال الضفة
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|