|
الاصابع الخفيه والعبث بامن مصر
بولس رمزي
الحوار المتمدن-العدد: 3173 - 2010 / 11 / 2 - 08:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مما لا شك فيه ان هذا التهديد الذي تلقته الكنيسه القبطيه الارثوذوكسيه لم يكن تهديدا لاقباط مصر فحسب بل هو تهديدا لكل الشعب المصري بمسلميه قبل اقباطه ولا اعتقد ان هناك شخصا واحدا في مصر ايا كان انتماؤه الديني اوالسياسي يقبل بهذا التهديد الفج الذي تفوح منه رائحة ملالي ايران الذين يحاولون مره تلو الاخري بان يعبثوا بالأمن المصري وسوف نتناول هذا الموضوع من خلال العناوين الرئيسيه التاليه: المحور الاول : العلاقه بين الاعتداء علي الكنيسة وكاميليا شحاته ووفاء قسطنطين في بداية الامر لم تكن كنيسة سيدة البشاره هدفا لهذه العمليه الارهابيه بل كانت العمليه في الاساس محاوله فاشله في اقتحام سوق الكراده للاوراق الماليه ببغداد وعندما جوبهت هذه المجموعه الارهابيه بمواجهه عنيفه من قوات الحراسه العراقيه هربت هذه المجموعه واختبئت داخل كنيسة سيدة البشاره الكاثوليكيه واحتجزوا المصلين رهائن لهم وكانت مطالبهم هو الافراج عن بعضا من المعتقلين من افراد تنظيم القاعده في مقابل الافراج عن الرهائن وهددوا بتفجير الكنيسه امام أي محاوله من الجيش العراقي باقتحام الكنيسه . وبعدما اقتحم الجيش العراقي الكنيسه في محاولة منه لتحرير الرهائن نفذ الارهابيين تهديداتهم بتفجير انفسهم بواسطة الاحزمه الناسفه التي كانوا يرتدونها هكذا عزيزي القارئ بعد كل هذا الخراب والضحايا من القتلي والمصابين اعلن تنظيم القاعده كلاما اخرا وتبريرا اخرا لتلك العمليه الغبيه التي راح العشرات من الضحايا من الرجال والاطفال والشيوخ والنساء الذين لاذنب لهم في اللعبه السياسيه العراقيه ثم يخرج علينا تنظيم القاعده لكي يعلن ان العمليه كانت انتقاما من الكنيسه المصريه الارثوذكسيه بسبب احتجازها لكاميليا شحاته ووفاء قسطنطين وبناء علي ماتقدم يتبين لنا الملحوظات التاليه: اولا- في بداية الامر لم تكن هناك نيه لاقتحام الكنيسه ولكن الاقتحام تم بعد فشلهم من تنفيذ الهدف الاساسي من العمليه الارهابيه وهو اقتحام سوق الكراده للاوراق الماليه ببغداد وبالتالي فلم تكن كاميليا شحاته او وفاء قسطنطين هدفا لهم ولكن كانت لهم اهدافا اخري ثانيا- قبل قيام الجيش العراقي باقتحام الكنيسه بغرض تحرير الرهائن كان الخاطفون يطالبون بالافراج عن المقبوض عليهم من اعضاء التنظيم في مقابل الافراج عن الرهائن ولم يطالبوا مطلقا بكاميليا ووفاء قسطنطين ثالثا- مما تقدم يتضح لنا بما لاشك فيه ان هذه العمليه لاتمت باي صله من قريب اوبعيد بوفاء قسطنطين وكاميليا شحاته بل هي عمليه ارهابيه هدفها سرقة الاموال من سوق كراده للاوراق الماليه تلقفتها الاصابع الخفيه في العراق من اجل استثمارها واللعب بها علي خشبة المسرح السياسي العراقي المحور الثاني: التهديد المباشر للكنائس في مصر والشام والعراق توعدت القاعده في بيانها أنه إذا لم يلب الأقباط مطلب التنظيم "ستفتحون على أبناء ملتكم بابا لا تتمنونه أبدا ليس بالعراق فحسب بل فى مصر والشام وسائر بلدان المنطقة فلديكم عندنا مئات الآلاف من الأتباع ومئات الكنائس وكلها ستكون هدفا لنا إن لم تستجيبوا". لاينبغي علينا ان ندفن رؤسنا في الرمال فان هذا التهديد ليس موجها الي الكنيسه القبطيه الارثوذوكسيه فحسب بل هو موجها الي كل شعب مصر بمسلميه واقباطه وهنا اري ان الموضوع لا صلة له بكاميليا شحاته او وفاء قسطنطين او مليون سيده علي شاكلتيهما بل الموضوع سياسيا بحتا وله حذورا واسبابا اخري سوف نتعرض اليها في المحور الثالث والاخير وانا هنا لست بصدد كاميليا او غير كاميليا لان رايي في هذا الموضوع ثابتا ومعلنا وموثقا في العديد من الصحف والجرائد المصريه لكن عندما تحاول مجموعه لها ارتباطا وثيقا بقوي اقليميه بعينها ليست بخافيه علي احد فهي ايران تحديدا فالموضوع بعيدا كل البعد عن هاتين السيدتين ولم ولن اتعرض لموضوع هاتين السيدتين في مقالي هذا لانه شانا مصريا خالصا سواء اتفقنا او اختلفنا عليه فاننا الآن بصدد مواجهة اخطار قادمه الينا من خارج حدود الوطن الامر يستوجب علينا ان نعلن جميعا عدم قبولنا لهذه التهديدات التي تصلنا من خلال مجموعات ارهابيه تعمل لحساب قوي اقليميه تعبث في الشان العراقي واللبناني ونحن كمصريين لانقبل هذا العبث ان يمتد الي امن واستقرار هذا الوطن المحور الثالث : الاصابع الخفيه وراء هذه التهديدات العبثيه من الواضح ان اللاعب الايراني علي الملعبين العراقي واللبناني امسك بطرف الخيط الناتج عن حادث هذه الكنيسه المنكوبه ويحاول استثماره وهنا نجد ان هذه التهديدات ليست موجهه الي الكنيسه المصرية فحسب بل هو تهديدا موجها الي كل شعب مصر وليس من اجل سواد عيون كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين ولكن هناك اسبابا اخري اوردها فيما يلي : اولا- من الواضح تماما ان هذا التهديد رساله ايرانيه موجهه الي كل من مصر ولبنان تحديدا والهدف منها هو اقصاء مصر بعيدا عن الملعب العراقي فمن الواضح التواجد المصري القوي الذي احدث توازنا علي الساحه العراقيه التي كانت ايران في السابق تسيطر علي مجريات الامور وفرض التشكيله الوزاريه التي يرضي عنها السيد الايراني اما الان علي الصعيد السياسي العراقي الحالي فنجد ان التواجد المصري القوي علي المسرح العراقي افسد علي الايرانيين املاء قائمه بعينها من الموالين لها لتشكيل الوزاره في العراق فوجود مصر القوي الفاعل علي الساحه العراقيه افسد علي ايران كل السبل نحو فرض قائمه وزاريه بعينها ومن هذا المنطلق فان هذا التهديد موجها الي مصر حكومة وشعبا من اجل الضغط عليها واجبارها علي التخلي عن دورها الفاعل في العراق وترك الساحه العراقيه خاليه امام التوغل الايراني ثانيا- الدعم المطلق المصري للمحكمه الدوليه الخاصه بقضية اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الاسبق ومحاولة حزب الله الموالي لايران الضغط علي حكومة سعد الحريري من اجل افساد هذه المحاكمه دافعا للاصابع التي وراء هذه المجموعه الارهابيه المواليه لايران بان تصدر تهديداتها الي الكنائس المصريه في مصر والشام والمقصود بالشام بطبيعة الحال هو لبنان من اجل الضغط علي مصر واجبارها علي التخلي عن دورها في لبنان وترك اللبنانيين فريسة لحزب الله الموالي لايران من اجل التفرد بالشارع السياسي اللبناني وارغام اللبنانيين حكومة وشعبا علي افساد المحكمه الدوليه في شان اغتيال رفيق الحريري اخيرا: من خلال هذا المقال اوجه نداء عاجلا الي جميع الاخوه المصريين اقباطا ومسلمين التصدي بكل قوة لهذا التهديد لانه ليس تهديدا للكنيسه المصريه فحسب بل هو تهديدا موجها الي كل الشعب المصري بجميع طوائفه ودياناته وتوجهاته السياسيه ولذلك فان الدعوه موجهه الي جميع المصريين بجميع انتماءاتهم من : (سلفيين واخوان مسلمين – احزاب سياسيه بجميع الوانها من اغلبيه ومعارضه احزاب قائمه واحزاب تحت التاسيس – منظمات المجتمع المدني – ازهر وكنيسه – شيوخا وكهنه – رجال الفكر الاسلامي والمسيحي – الرياضيين والفنانين) الاعلان فورا عن تظاهره تضامنيه كبري تندد وترفض وتتصدي لهذا التدخل السافر في الشأن المصري الداخلي وتهديد امن مصر واستقرارها ملحوظه ارجو من جميع اصدقائي نشر هذا المقال علي صفحاتهم وارساله الي جميع من في قوائمهم من اصدقاء
#بولس_رمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفتن من أجل تقسيم الوطن
-
الجميع فسدوا وافسدوا - الجزء الثاني
-
كلنا فاسدون ومفسدون - الجزء الاول
-
شيزوفرينيا !!!
-
الي مثيري الفتنه الطائفيه
-
لا عزاء للاقباط
-
رساله الي والي الاقباط
-
الحرمان لقطع اللسان
-
عذرا نيافة الانبا بيشوي انت فتنه
-
الاخوان ومعسول الكلام
-
اختفاء كاميليا والدروس المستفاده
-
هل الاقباط مصابون بانفصام في الشخصيه؟
-
مرضي البالتوك يحاولون اخراسها
-
دكاكين حقوق الانسان
-
رجال الدين يعلنون الحرب علي مصر
-
سر اختفاء كاميليا وعميان البال توك
-
المدافعون عن الكنيسه
-
الكنيسه والدوله وجهان لعمله واحده
-
الفاتحون الجدد
-
شفرة كاميليا
المزيد.....
-
مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
-
مصر.. حديث رجل دين عن الجيش المصري و-تهجير غزة- يشعل تفاعلا
...
-
غواتيمالا تعتقل زعيما في طائفة يهودية بتهمة الاتجار بالبشر
-
أمين عام الجهادالاسلامي زياد نخالة ونائبه يستقبلان المحررين
...
-
أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب
...
-
رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في
...
-
ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة
...
-
هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
-
الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم
...
-
هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|