أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فهد ناصر - وردة وكميلة... وجوه من رحلة الجحيم














المزيد.....

وردة وكميلة... وجوه من رحلة الجحيم


فهد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 956 - 2004 / 9 / 14 - 10:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الى نادية، بيان وينار... أين نحن من كل هذا الجحيم؟
من وسط الدمار والقتل المتواصل والارهاب وطغيان الرجعية وقيم التخلف والجهل في العراق،فأن قناة الشرقية الفضائية تطل علينا بين آونة وأخرى وعبر مجموعة من التحقيقات والبرامج الاسبوعية،بما يزيد من حدة فقدان وضياع خيوط الامل بأن يكون العراق بلد آمن وان يكون فيه للانسان مكانة تليق به.
(بطاقة تموينية) هو أحد البرامج التي تقدم من خلال قناة الشرقية وبألية واسلوب يحمل الكثيرمن الرسائل المثيرة والملغزة،هذا البرنامج يأخذ اسمه من احد الرموز المؤلمة للعراقيين واحدى اليات تنظيم وادامة مجاعتهم والتي اصبحت سلاح بيد نظام الدكتاتورية والتوحش البعثي(البطاقة التموينية) التي رافقت حياة وآلام العراقيين منذ اكثر من 15 عام، قننت حياتهم وصحتهم ومقدار ما يأكلون،وبما يخدم سلطة الفاشيست التي بنيت بارواح ودماء ملايين العراقيين .
لست هنا بصدد التعرض للسياسة الاعلامية التي تنتهجها قناة الشرقية او التوقف امام الاهداف التي تتعقبها،لكني بصدد التطرق الى حلقتين فقط من برنامج بطاقة تموينية، الحلقتان اللتين خصصتا لوردة وكميلة وهما امرأتين من مناطق ارياف العراق،وبقدر ما يكشفان لنا عن مقدار الجحيم والاذلال الذي تعرضتا له،فان وقائع حياتهما تكشف لنا ايضا عن واقع مرير ولاأنساني بكل تفاصيله،واقع تعيشه المرأة العراقية في المناطق والقرى الريفية ،حيث يوجد عالم آخر لايمت للحضارة والمدنية والتقدم العلمي والتكنلوجي الذي يشهده العالم المعاصر بشيء يذكر ولا علاقة له بقضايا وحقوق الانسان –المرأة- او الطفل،اناس يعيشون على هامش الحياة ،منقطعين عن العالم الذي يحيط بهم او يشكلون جزء منه.الامية والتخلف الاجتماعي والثقافي سمة اساسية للمناطق الريفية في العراق ،حيث تمارس العشيرة بقيمها وتقاليدها سلطات واسعة تفوق في كثير من الاحيان سلطة وقوانين الدولة لجهة انتهاك كرامة المرأة واذلالها واخضاعها لعبودية مريرة.
(وردة )أمرأة من مواليد 1970 غير ان من يستمع اليها او يشاهد وجهها سرعان ما يلمس انها قد تجاوزت سنوات عمرها أضعاف المرات، وانها ضحية مباشرة لحروب الدكتاتورية وانعدام ابسط معايير العدالة والمساوات ،عائلة كبيرة،تزوجت في المرة الاولىغير ان زوجها قتل في حرب السنوات الثمانية الاولى مع أيران وترك لها ثلاثة اطفال ،تزوجت للمرة الثانية فانجبت خمسة أطفال،وبما انها تعيش وسط دوامة من الهموم وقسوة الحياة فان كل ما يعنيها الان هو ان تزوج أبنها الاكبر بعد ان ربحت الف دولار من برنامج (بطاقة تموينية) ومن المؤكد أنها تتمنى لابنها ان يكون له من الاولاد بقدر ما لديها او اكثر.سألوها عن بغداد فقالت اين تقع ؟تسمع بها فقط كما الكثير من النساء في مدن العراق المختلفة ،حتما ان اكثر طريق تعرفه هو الطريق الذي يوصلها الى النجف او مقبرة السلام تحديدا حيث قضت سنوات عديدة تزور قبر زوجها قتيل الحرب وتشتكي ما يفعله بها الزمن والاقدار.ترى كم كان عمرها حين زوجوها للمرة الاولى حتى يصبح همها الدائم وسط ركام جحيمها ،ان تزوج أبنها الاكبر؟
أما(كميلة) فأن لها حكاية تثير المشاعر الانسانية الحميمة والاستياء والغضب في آن معاَ.هي ام لثلاثة أطفال تعنى بهم لوحدها،لاعمل ،لا ارض تزرعها ولا حيوانات تملك كي تكون مصدر معيشتها واطفالها،هكذا تعيش على هامش الحياة وبأقسى درجات بؤسها ،سألوها كيف تعيش ؟قالت اعيش واطفالي على الحصة التموينية،ثياب ممزقةهي ما يكسي اطفالها الحفاة وفوق كل بؤسها وجحيمها فأن لكميلة طفل منغولي تعرف انه في يوم ما سيغادر حياتها الى الابد مما سيجعل الامل بأن ترتدي ثياب من لون ما غير الاسود،مستحيل او من الصعب التفكير به.
وردة وكميلة،وجهان من رحلة الجحيم التي تسير بها نساء العراق،رحلة صوب المزيد من القهر والعبودية والاذلال .ما الذي يمكن ان يحدث حتى لا نرى وردة وكميلة اخرى ،لا نرى بؤسا او حرمانا او بشرا يعيشون على هامش حياة قاسية ولا أنسانية؟
انه سؤال مغرض وقاسيٍ في نفس الوقت،اذ مالذي يمكن ان يحدث حتى يتم القضاء على كل هذا البؤس والحرمان او يضع حد لقيم واعراف العشيرة السائدة وكانت عامل اساسي من عوامل التخلف والجهل وتحقير المرأة وتهميش مكانتها الاجتماعية وتغييب أرادتها،ما الذي يمكن ان يحدث حتى لا نجد أمرأة أمية لا تعرف من هذه الدنيا شيء سوى البيت ورعاية اطفال حفاة؟
ثورة أجتماعية،نعم ،لكن باي قدر واي ثورة هذه التي تقضي على كل هذا الجهل والامية والتخلف الاجتماعي والثقافي الذي يخيم على شرائح وفئات واسعة من المجتمع العراقي او ان تجعل ملايين النساء يشعرون بالامن الاجتماعي والاقتصادي في مجتمع يحترم كرامتهن الانسانية؟ ربما هو أمل بعيد او قد يحدث في يوم ما ،لكن حتى يحين موعده فأن علينا ان نعيش هواجس والآم الالاف او الملايين من أمثال وردة وكميلة ،حيث يواصلن رحلة الجحيم......



#فهد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعدد الزوجات... رسالة السيد الرئيس
- الجيوش الاسلامية في العراق...أرهاب وقطع رؤوس
- الجامعة العربية وفضيحة دارفور
- دفاعا عن النقد ...حزنا على سعدي يوسف
- ألأغلبية الصامتة...الصمت على ماذا؟
- أبو غريب - قساوة الذاكرة
- البدائل السوداء... (أمارة الجنوب الاسلامية) نموذجاَ
- أبداع التوريث
- الآباء القتلة
- مشايخ الازهر...عودة محاكم التفتيش
- الاختطاف والقتل رسالة الارهابيين السوداء
- المجلس القومي لمناهضة حقوق الانسان
- حين أكل عرفات ناجي العلي
- حمى التسلح...حمى القتل
- الانسان والشيوعية ..الجسارة والامل
- أسمنت عربي لجدار الفصل العنصري
- دعاية وأعلان
- أمنيات طفل على بوابة الحكومة الجديدة
- منصور حكمت أعاد للشيوعية وجهها الانساني
- مواسم الامراء


المزيد.....




- الشباب.. مفتاح مكافحة العنف ضد النساء
- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فهد ناصر - وردة وكميلة... وجوه من رحلة الجحيم