|
الأسباب الحقيقية لتأجيل المصالحة الفلسطينية.
زياد صيدم
الحوار المتمدن-العدد: 3172 - 2010 / 11 / 1 - 17:55
المحور:
القضية الفلسطينية
تطالعنا في الآونة الأخيرة أخبار تسارع وتيرة المصالحة الفلسطينية وموافقة حماس على توقيع الورقة المصرية مع تعهدات تنفيذ ورقة موازية سميت بتفاهمات فلسطينية/ فلسطينية هكذا تناقلت وكالات الأنباء.. لكن لا حراك من ناحية الجماهير لأنها كانت تعلم بان هذا كله هراء وأمنيات فالحقيقة تختلف تماما والنوايا لا يعلمها إلا الله.. فالإنسان لا يحكم على الأمور إلا عندما يشاهد الشواهد والوقائع وحتى الآن لم يثبت هلال شهر رمضان بعد !.. يتساءل الناس وهذا من حقهم طبعا عن الأسباب الحقيقية والغير معلنة لعدم التوقيع على المصالحة حتى الآن من قبل الآخرين اللذين لم يوقعوا عليها في القاهرة.. ولم يجدوا سوى إجابات مطروحة وتحليلات مكررة عن الأسباب الظاهرة وهى وجود وانبعاث طبقات من المافيا المتنفذة المستفيدة تعوق اى تقارب أو لعدم نضوج ملفات إقليمية بعد.. من دول تدفع أثمان باهظة من مئات الملايين من الدولارات لتعطيل التقارب..وكثير من الأسباب أخذها المحللون وشارك فيها القراء بتعقيبات مختلفة وعلى كل المواقع الالكترونية في الفترة الأخيرة إلا أنهم لم يمسوا جوهر الأسباب المتخفية وراء الأكمة ؟ وسأسوقها إليكم الآن أملا من أن تصل إلى من يعنيه الأمر من جميع الأطراف ذات العلاقة على الساحة الفلسطينية : أولا: موضوع إجراء الانتخابات التي نصت عليها ورقة المصالحة في غضون 6 أشهر من التوقيع وهى فترة تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة وانتقالية حتى تتم الانتخابات وبالتالي سيكون الشعب هو سيد الموقف لحل كل الإشكالات على تشكيل السلطة والقيادة لاحقا حسب ما تفضي إليه نتائج الانتخابات كنظام ديمقراطي نص عليه القانون والدستور الفلسطيني . وهنا تكمن المشكلة العويصة.. كيف يكون قبول حماس بذلك دون إفساح مجال لها لتنظيم برامجها المنهارة كليا ودون اى انجازات على الأرض طوال سنين حكمها في غزة بمعنى هذا البند فيه مقتلها تماما وخسرانها بشكل غير متوقع وخاصة في قطاع غزة إذا لابد من أن تفتح المعابر أولا وتدخل مواد البناء ويتم تشغيل آلاف مؤلفة من العمالة التي سحقت بعد الانقلاب بلا عمل داخلي أو في داخل الخط الأخضر..وقبل أن يتم استنهاض الوضع الاقتصادي ودوران العجلة الاقتصادية مع دخول المساعدات الموعودة لإعادة الاعمار وبناء غزة المدمرة نتيجة للعدوان الصهيوني الأخير والمستمر.. و تحرك القطاع الخاص والاستثمارات وتحريك الوضع الراكد .وبعدها يمكن عمل برنامج انتخابي لخوض الانتخابات وهذا يتطلب لا يقل عن عامين نعم (سنتان على الأقل) بعد التوقيع والبدء في تنفيذ الاتفاقات..
ثانيا: وبشكل موازى يتم انجاز قضية شليط التي تؤجلها حماس لكسب أكثر من عصفورين بحجر واحد حيث تكون المعابر قد فتحت.. فلا تخضع لمساومة رام الله فلو تمت الصفقة لخرج المعتقلين فقط ولن تحصل على فتح المعابر حيث يمارس الصهاينة الحصار المشدد بعد اسر شليط تحديدا لان مصر العروبة لن تفتحه من غير تواجد حرس الرئيس والحكومة الشرعية ..وعليه يتم طبخ القضية على نار هادئة جدا وعدم الإسراع بها حتى تبقى لما بعد المصالحة وهى ستخدم أهداف البرنامج الجديد لحماس وهو فتح المعابر وإخراج المعتقلين الأبطال بمعنى إنها السبب الأول والأخير بغض النظر عن الأثمان التي دفعتها الجماهير بدمائها وممتلكاتها في سنوات حجز شليط.. وعليه لمن لا يعلم أن ورقة شاليط تتحكم بها رام الله لأنها تعطل تلقائيا الشق الثاني من الصفقة لرفض حماس مسبقا تواجد حرس الرئيس على الجانب الفلسطيني كما السابق وحسب اتفاقيات المعبر مع مصر وكما اقترحت مصر قبل أكثر من سنتين.. ولهذا تريد حماس بالمصالحة أن تفتح الأبواب على مصراعيها وبالتالي تستفيد بضرب عصفورين بحجر واحد في تلك الصفقة.. والآن يتبين لنا انه إذا ما اربد للمصالحة أن تسير سريعا لابد من تأجيل رأى الشعب وحرمانه من الانتخابات لسنتين أخريين على الأقل والعمل بعيدا عن الشعب من مخاصصات ولا حاجة للرجوع إليه..وبالتالي فالمشكلة باقية والبلاد ممزقة والنسيج الاجتماعي يزداد تفسخا والحاجة إلى شقق سكنية لمواكبة الزيادة الطبيعية وحالات الزواج ستتفاقم هنا في القطاع الذي يعتمد على مقومات حياته والقادمة شهريا من موازنة السلطة الشرعية في رام الله حتى اللحظة.. وسيبقون يقولون ما لا يضمرون وسنسمع أسبابا كلها مخادعة واحتيال لأنهم لا جرأة لهم من طرح موضوع تأجيل الانتخابات الذي يقلقهم بل هو البند الحجر عثرة أمام المصالحة فالتصريح المباشر حول هذا الموضوع معناه اعترافا صريحا بأنهم خارج إرادة الشعب وفقدان احترام الجماهير.. لذا لن تبرح المصالحة محلها في عواصم إقليمية تعادى جهارا نهارا السلطة الوطنية ومنظمة التحرير والتي هي احد البنود التي ما تزال تقرع رؤوسهم ولن يهدأ لهم بال حتى زوالها واندثارها وهذا يتطلب إدخال السوس إلى شوال الطحين ونخره من الداخل ..وطبعا هذا موضوع آخر عميق وكبير لا يتسع هنا المجال لذكره. إلى اللقاء
#زياد_صيدم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لم تنته الحكاية ! ح1 (قصة قصيرة)
-
صياد بلا شبكة (ق.ق.ج)
-
فانوس رمضان (قصة قصيرة)
-
نبوءة شهرزاد 3 (الأخيرة)
-
نبوءة شهرزاد 2
-
صراصير على قدمين !
-
نبوءة شهرزاد 1 (قصة قصيرة)
-
رحلة العمر 7 (الأخيرة)
-
رحلة العمر6 (قصة قصيرة)
-
هرولوا إلى قاهرة المعز 3 - النداء الأخير-
-
رحلة العمر5 (قصة قصيرة)
-
الجرائم الصهيونية والفيتو الأمريكي إلى متى؟
-
رحلة العمر 4 (قصة قصيرة)
-
رحلة العمر 3 (قصة قصيرة)
-
رحلة العمر 2 ( قصة قصيرة )
-
مستر تريمال وأنفاق الجحيم؟.
-
رحلة العمر 1 ( قصة قصيرة )
-
صديق الأسرة ! (قصة قصيرة )
-
حظوظ عرجاء !! (ق .ق. ج)
-
س. ص ! (قصة قصيرة)*
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|