أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - سعدي يوسف ...ذعرُ الأجوبةِ أمام أسئلة التيّه














المزيد.....

سعدي يوسف ...ذعرُ الأجوبةِ أمام أسئلة التيّه


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 3171 - 2010 / 10 / 31 - 17:37
المحور: الادب والفن
    


يرى راكيتوف أن العالم المحسوس يقع خلف فكرة بحيث أن الإنسان وموجوداته هي شئ ما مقابل أشياء أكبر وأعظم حين يراد الوصول لغاية الوجود الإنساني ، وبلا شك فأن عملية التحولات الحسية غير مرهونة بضرفية ما وإنما مرهونة بفعل المتغيرات النفسية ومغايرة الحاجات لأمكنتها وأزمنتها أي أن عملية الإدامة لكل ما يؤثر في الخيال والذي تقع عليه العينان أو ذلك الذي يُسبر في أعماق الباطن هو المدى المقصود الذي تتحرك في مداه غير المقفل تلك الرؤى والأفكار والإستعدادات لرسم بيانية غير مقدرة على واجهة المخيلة وبالتالي تحريك قواها المنتجة لتوفير الطاقات المناسبة والتي تتلائم مع مامضى من البعد الزماني من حيث إستحضار عودتها بالتنسيق مع ماهو أت من الأزمنة المتوقعة والتي تحمل صيرورة ما للتدليل على قابليتها في تغييب أو إعادة الإيصال مابين الأصوات والصور والحوادث وما سيكون قابلا للتوقع أو قابلا للإفتراض ضمن مهمات تشكيل المشهد الشعري ،
فمن حيث الدخول في أساسيات هذا المفهوم أدام سعدي يوسف مهماته ووسائله التي تمس جوهر التطور البشري عبر النظر لماورائية الإنتاج النفسي والمعطيات التي لايجد بها من الضرورة أن يمس مركز الواقع مسا مباشرا للحفاظ على الخلاصة الروحية والتي تهئ له المزيد من طُرُق الفِرار والإنتقال من التنظيم المنسق الذي يجاب عن أسئلته بالتحديد والإختصار إلى البناء الحكائي والذي يحظر فيه أشكلا مألوفة بوقت غير جمعي ليعيد نشره مابين زمنين قادرين على التعرف على بعضهما البعض ،
إن نزاهة النص لدى سعدي يوسف يكمن في رصد الحدث للذاكرة وفي تتابع الإرساليات التي تأتي في أغلب الأحايين من مناطق معزولة تُكونُ مداخل تقريبية
لرصد فعل حركة البناء الشعري وقياس طاقاته ومديات تأثيرها في متوالياتها اللاحقة وقد تكون بعضُ مفردات في نهاية نص ما من نصوصه قابلة على شحن المتلقي ببداية جديدة للعودة من جديد بقرأة جديدة للنص :

كنا في قاع سفينة شحنٍ
أسرى وعبيداً
نتكومُ فوق حبال يقطرُ منها زيتٌ أسود
وننام على أذرعنا مذعورين
قطعنا البحر العربيّ
قطعنا البحر َ الأحمرَ
ودخلنا في المتوسطِ ..
كانت أيدينا كملابسنا، يقطرُمنها زيتٌ أسود
يتقطَّر منها عرقٌ
وهواءٌ .. ودمٌ
...........
...........
..........
أي بحار مازال علينا أن نقطعها
في قاعِ سفينة شحن ..؟

أن الخروج على النمط التكييفي سمة من سمات الشاعر سعدي يوسف ،كونه يضع الظروف الإجتماعية والسياسة تحت عدسة مصغرة ومتحولة رغم عظمة تلك الضروف فأبعتقادنا أنه لايشعر شعريا بأصرة صميمية معها كون مناخه مشبعا بأغراض كونية متعددة كما أن إسترجاعاته للدلالات المكانية ليست لكشف أو إقتباس مؤثراتها عبر مرحلة ما لكنها تبقى لدية ركيزة تقديرية لفعل تقديري بنائي جديد إي إستقرائية علة الحدث للنظر إلى المجهول وبالمقابل فأن هذا التغيير أوبالأحرى هذه الإنقلابية لإجتياز (الحدث الزمني – والحدث اللازمني ) هو إضاءة الخيط الموصول بين عالم الواقع اللامعقول والعالم الذي مافوقه لذا ينتعش النص ينتعش بالنقيض هذا النقيض الذي لايريد أن يكون هناك حدثا غير الحدث الفجائي الذي يستلهم شوارد الأحداث التي مضت ،
لتتشابه هذه الرؤيا والرؤيا الهيجيلية التي تاتي من المتغير المتحرك ضمن صيرورة متواصلة لكنها غير مرتبطة بكليتها :

من بلد ستدور إلى أخر
ومن إمرأة ستفر إلى إمرأة
من صحراءَ إلى أخرى
لكن الخيط الممدود مع الطائرةَ الورقية
سيظل الخيط المشدود إلى النخلة
حيث إرتفعت طائرتك الأولى

أمام هذا الإنصات للكائن المتحول والطبيعة المتحولة قدم سعدي يوسف مجموعة من أسئلة التيه والتي أختبر بها معطياته تلك المعطيات التي لم تجد إلا أجوبة مذعورة أبقى أمامها الفضاء مطلقا ومفتوحا للمزيد من النكبات كون قظايا الإنسان لاتلتئم إلا بعذاباته الروحية وضياعه في مجهوله الأبدي ،

[email protected]



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل أن يكتملَ ذلك الحداد اللامعقول
- إسرائيل قد تستحق الشكر لو إستكملت عملها بعمل أخر
- دقات الساعة التي تنتظر أن تقف حين يُدق الباب
- أحمد القبنجي .. إضاءة جديدة في نقد الفكر الديني
- برقةٍ نستمعُ لنعيق الغراب ونقدسُ الليلَ وخفاشه ...
- الحساسية المفرطة مابين الأجيال والأصوات الشعرية المبدعة
- من مد يده ليصافحني لكن ذراعاي تحت رأسي
- بولامدم
- يعودون من اللذة القدسية إلى الخريف المهجور
- سقراط ... العمل بحماس من أجل كمال النفس
- ربما يراد أن أعتاد
- على مساحة جغرافية واحدة
- تلك المجاهيل في اللحظة التي ينتظر بلوغها
- إستبدلنا البرجَ من القوس إلى العذراء
- إلا بعدَ ضمان القوت
- هاي زوربا.. هاي زوربا
- سعدي يوسف يبحثُ عن جنةٍ أخرى منسيةٍ في برلين
- سفاهات مقصودة وجدل حكيم
- أعلنَ في الباطن الضوئي عن ذلك
- إسطوانات قرياقوس...وعمي يبياع الورد كُلي الورد بيش كُلي


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - سعدي يوسف ...ذعرُ الأجوبةِ أمام أسئلة التيّه