أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - صباح البغدادي - حوار على ضفاف النيل مع الكاتب والصحفي الدكتور عمرو أسماعيل ...















المزيد.....


حوار على ضفاف النيل مع الكاتب والصحفي الدكتور عمرو أسماعيل ...


صباح البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 955 - 2004 / 9 / 13 - 11:34
المحور: مقابلات و حوارات
    


ولد من رحم مصر الكنانة , وفي هذه البقعة من الأرض التي وهبها الله عزوجل نهرها الخالد النيل العظيم كانت صرخته الأولى , فكان عشقه الأبدي وتعلقه بهذه الأرض وبأسلامه وعروبته . متمرد لحد الثمالة على الأوضاع التي ألا إليها الوضع العربي عمومآ , تعرفت عليه من خلال مقالاته وكتاباته التي ينشرها في مختلف الصحف الألكترونية والمطبوعة يحاول معها أن يخرج من جحيم عزلته ليكون متمردآ على أسلوب وعقلية من يحكموننا بأسلوب القرون الوسطى حيث الكلام ولغة الحوار للحديد والنار وليس للأخر سوى الخنوع والخضوع وألا كان مصيره سراديب السجون المظلمة والقتل والتعذيب أو النفي بأبشع صوره الى جزر نائية لايعرفها حتى الراسخون في العلم من عمائم ووعاظ السلاطين . هو الدكتور عمر أسماعيل الجاكوش أخصائي جراحة المسالك البولية . تخرج من كلية الطب جامعة القاهرة في يناير عام 1976 حصل بعدها على الماجستير (( جراحة مسالك بولية)) ثم بعدها على زمالة كلية الجحراحين الملكية البريطانية ( جامعة أدنبرة) عمل في المملكة المتحدة وعدة دول عربية بجانب مصر ....

وكان لنا هذا الحوار معه على ضفاف النيل لنعرف نظرة وتفكيرالمثقف العربي تجاه قضيتنا العربية والعراقية تحديدآ ...



البغدادي : لماذا هذا الأهتمام منك بالوضع العربي , وخصوصآ للذي يقرأ مقالاتك وكتاباتك يبدو عليك التمرد مثلي , على كل ما هو موجود في هذا الوطن العربي الكبير وخصوصآ على السياسات التي ينتهجها حكامنا العرب تجاه الوضع المتردي الحالي الذي وصلنا له ...



الدكتور عمرو : تحية طيبة لك ولكل أهل العراق الحبيب ... وأتمنى أن تجيب كلماتي التالية على بعض أسئلتك ... نعم يا أخي صباح أنا فعلآ متمرد مثلك على الواقع الذي وصل أليه العرب والمسلمن من هزيمة وخنوع أمام القوى الخارجية وكذلك قوى القهر والأستبداد المتمثلة في سلاطين الجور المنتشرين في طول العالم العربي وعرضه فنحن أصبحنا شعوبآ لاتنتج لاغذائها ولا دوائها ولاسلاحها وأصبحت تنتج ثقافة الديكتاتورية والعنف والأرهاب ..



البغدادي : كيف وفقت بين أختصاصك الطبي كجراح, وأهتمامك الملحوظ بالعمل الصحفي , ومتابعتك خصوصآ للشأن العراقي ...



الدكتور عمرو : بالنسبة للعمل الصحفي , فأنا لست سوى مواطنآ مصريآ عربيآ مهموم بمستقبل وطني الأصغر مصر , ووطني الأكبر العالم العربي , أحاول أن أنقل ما أشعر به من هموم وأعبر عن رأي , وأنقله على الورق , مهنتي هي أختصاصي جراحة مسالك بولية كما تعرف , وقد عملت في بريطانيا , وعدة دول عربية بجانب المحروسة مصر , مما أتاح لي الأحتكاك بعالمنا العربي وأختلاف ثقافاته , وخصوصآ أن هذا التنقل والترحال بين البلدان العديدة , أتاح لي كذلك الأحتكاك بكثير من العراقيين , مثقفيهم , وعامتهم , مما أكد لي تقديري وحبي للعراق العظيم , وتاريخه الحافل على مر العصور والأزمنة , ووما زاد في أماني تجاه قضايا العراق المختلفة , أن هذا البلد يملك كل الإمكانات لعبور أزمته , وأن هناك ضوء في أخر النفق , ضوء باهر وساطع أسمه الديمقراطية , والحرية , وأحترام حقوق الأنسان , سيشع علينا جميعآ في عالمنا العربي الكبير , وبمناسبة حديثك وأهتمامي بالعمل الصحفي أضافة إلى مهنتي كطبيب جراح , عندكم خير جراح وطبيب وهو الدكتور علاء بشير الفنان التشكيلي والذي تعرض لوحاته على مستوى العالم والوطن العربي وليس العراق فقط , حيث نلاحظ هو ينقل معاناته وكذلك معاناة جميع العراقيين ويعكسها على لوحاته التي يرسمها وهي تعكس الصورة الحقيقية عن الأوضاع هناك وخصوصآ في زمن نظام حكم صدام حسين وفي زمن الأحتلال , وأعتقد أنها تعبير صادق عن ما يشعر به الفنان من أوضاع تحيط به من مختلف الأتجاهات ...



البغدادي : بمناسبة حديثك عن العراقيين وأهتمامك بالشأن العراقي , وهذا ما ألاحظه من خلال مطالعتي ومتابعتي لمقالاتك , والتي تخص منها الشأن العراقي تحديدآ , متى كانت بداياتك بالتعرف على الوضع العراقي عمومآ ...



الدكتور عمرو : بالنسبة بمعرفتي بالعراقيين وأحتكاكي المباشر بهم كان في معسكر اللجوء بمخيم رفحاء فقد جاء بالنسبة لعملي كأستشاري جراحة مسالك بولية في مستشفى الملك خالد العسكري بحفر الباطن في الفترة بين عام 2000 ولغاية 2003 وعرفت حينها أن معظمهم لم يروا العراق منذ عام 1991 أي بعد حرب الخليج الثانية وأنتفاظة الجنوب وعرفت منهم أن الكثرين قد تركوا المعسكر للهجرة إلى الغرب خاصة منهم حاملي الشهادات العاليا بحيث لم يتبقى منهم في النهاية ألا كبار السن والبسطاء ورغم كل ذلك كان عددهم كبيرآ وكانت ظروف حياتهم كما تحدثوا لي في المعسكر قاسية على الرغم أنني وللحقيقية لم أرى المعسكر نفسه ولكني كنت أعالج منهم المحولين لعلاجهم في مجال تخصصي وأجريت لعدد كبير منهم عمليات أستخراج حصوات الكلى و الحالبين وهذه كانت نتيجة أرتفاع درجة الحرارة وقلة المياه الشرب النقية ومن هنا ونتيجة تعاطفي مع ظروفهم الحياتية القاسية نشأت بيني وبينهم نوع من الثقة وتحدثوا لي عن عمليات العنف التي أرتكبها نظام صدام في الجنوب ضد الشيعة وفي نفس الوقت عن المعاملة السيئة التي تلقوها في معسكر رفحاء كون معظمهم من الشيعة وأنا كما تعرف أومن بحرية العقيدة كأبسط حق من حقوق الأنسان فهذا لعله السبب الرئيسي لتعاطفي معهم والحق يقال أنني شعرت منهم بحبهم للعراق وولائهم كذلك وليس ألى أي جهة أخرى كما يشاع عن بعض الشيعة في العراق وشعرت منهم بعد سقوط نظام حكم صدام حسين بحماسهم في العودة إلى العراق لبداية حياة جديدة من الحرية والأمل , ولهذا كانت فاجعتي كبيرة عندما سمعت بأحداث كرباء وقتل عدد كبير من العراقيين وقد يكون بينهم البعض من هؤلاء البسطاء الذين كانوا يحلمون بالعودة لأهلهم وزيارة عتباتهم المقدسة في النجف وكربلاء وبدل من ذلك يقتلون على يد مجرم متعصب ... عذبوا على يد صدام وقضوا سنوات طويلة من عمرهم في ظروف حياة قاسية وعوملوا بقسوة على يد من لجئوا أليهم لتكون نهاية البعض منهم بهذه الصورة في بلدهم العراق .



البغدادي : كيف تتصور المستقبل العراقي بنظرك وأنته العربي من مصر الكنانة ... أي بمعنى أخر ماهو نظرة المثقفين العر ب تجاه العراق المحتل وما يمر به من أوضاع وهناك مسألة أيظآ أصبحت تطرح على الساحة العراقية هي قضية الولاء لمن يكون ...
د. عمرو : لي رأي بهذا الخصوص و لا أدري أن كان سيتقبله مني أخوتي و أحبائي في العراق أم لا ولعله رأي ينبع من كوني مصري.. وهو أن الأمل سيزيد وستقل المعاناة في حالة ما أصبح ولاء كل عراقي هو ألا للعراق ككل قبل الطائفة والمذهب والقبيلة والعشيرة ..ما يمزق العراق الآن ويؤخر عبور الازمة هو هذه النقطة بالذات وأدعوا الشعب العراقي ألا يعطي ولاءه وصوته في أي أنتخابات ألا لمن يتكلم بأسم العراق ككل وليس بأسم طائفة أو عرق ..العراق أهم من الجميع والهوية العراقية هي ما ستحفظ للعراق أستقلاله وقوته ... أتمنى أن يتجذر في عقل كل عراقي حقيقة أنه عراقي أولآ قبل أن يكون سنيآ أو شعيآ ,عربيآ كان أو كرديآ ...

وأسمح لي أن أعرض هنا تجربتي كمصري .. فما أتاح لمصر ألا تنهار رغم أستبداد الحكام ومؤامرات الصهيونية العالمية هو هذه النقطة بالذات .. أننا في غالبيتنا كمصريين ولائنا أولآ لمصر قبل الأصل أو الدين .فأنا مثلآ كما يتضح من لقب عائلتي قد يكون أصلي كرديآ أو فارسيآ , ولكن لم تؤثر هذه الحقيقة علي أو على أي من أفراد أسرتي فحبنا الأول هو لمصر وولاءنا الأول و الأخير هو لمصر.

وهذا يقودنا لشيء مهم آخر ولعله كان المشكلة الأساسية لنظام صدام وللنظام العربي ككل فنحن في رأيي المتواضع فهمنا القومية العربية بطريقة خاطئة .

فلن يكون للعرب قيمة ألا أذا فهمنا أن أي قطر عربي لابد أن يكون قويآ ومتحضرآ أولآ قبل أن ينادي بالقومية العربية .. لابد أن نعترف أننا كعرب مجموعة من الدول والشعوب ولسنا دولة واحدة وشعبآ واحدة .. هناك أختلافات بيننا وهناك مصالح خاصة لكل دولة علي حدة . يجب أن نتعاون ونتكاتف نعم ولكن دون أن يطغي أحدنا على الآخر..

كفانا ما حدث لنا بسبب الشعارات التي أدت إلى أن تكون العروبة قولآ لا فعلآ مثل الديمقراطية تماما كلمة نتشدق بها ولا نمارسها أطلاقآ .. .

البغدادي : رجال الدين أو وعاظ السلاطين ومنهم من أهل العمائم أو كلاء الله في الأرض كما وصفتهم في أحدى مقالاتك المتمردة , هل تعتقد بأنهم لم يؤدون دورهم على أكمل وجه أم أن هناك خلل وشرخ بين هؤلاء والمجتمع المحيط بهم ...



د. عمرو : أما المشكلة الأسياسية التي يعانيها العراق وتعانيها شعوبنا فهو الخطاب الديني والذي يمارسه كما قلت في أحد مقالاتي من نصبوا أنفسهم متحدثين رسميين باسم الله .. وهو خطاب في جزء منه يؤدي إلى ماتراه من أعمال عنف أعمى يضعنا نحن كمسلمين في حالة عداء مع العالم أجمع وهي حقيقة يجب ألا نغمض أعيننا عنها وما حدث في كاتماندو عندما هاجم الغاضبون من الشعب النيبالي كل ما يمت بصلة للأسلام بعد نحر العمال النيباليين في العراق وهي حالة مرشحة أن تتكرر في أنحاء أخرى من العالم , و في روسيا بعد حادث أحتجاز الرهائن من الأطفال على يد مقاتلي الشيشان المسلمين , وفي فرنسا أذا تم أعدام الصحفيين الفرنسيين لا قدر الله .. كما أن هناك ايظآ متحدثين آخرين باسم الله والأسلام ممن يروجون لثقافة الخنوع للحاكم وولي الأمر مهما كان مستبدآ وظالمآ ..كلا الخطابين يضران أكبر الضرر بنا كمسلمين .



البغدادي : : دعني أتوقف معك عند هذه النقطة أذآ ما هو دور المثقف العربي في هذه المرحلة بالذات والحرجة من حياة الأمة العربية



د. عمرو : هنا يأتي دور المثقفين العرب نريد منهم خطابآ ليبراليآ ولكنه لايتصادم في نفس الوقت مع الأسلام . خطابآ يعلي قيمة الحرية والديمقراطية وأحترام حقوق الأنسان دون أن يتصادم مع الأسلام كدين سيظل هو المكون الأول لثقافتنا وحضارتنا العربية كما نريد خطابآ يجرم العنف والتحريض عليه وأنا أركز على جملة التحريض عليه كثيرآ في حديثي أو من خلال ما أتناوله في مقالاتي من أحداث عنف وأرهاب بأسم الأسلام , طبعآ والأسلام منه براء في كل ما يلصق وينسب له من تهم باطلة وزائفة ...


البغدادي : كيف ترى اليوم المقاومة في العراق في ظل وجود الأحتلال على الرغم من الأعمال الأرهابية التي تستهدف البنى التحتية للعراق وينسبها البعض الى المقاومة العراقية لغرض تشويه سمعتها ...

د. عمرو : أنا أعتقد أن الأرهاب له تعريف واحد لا غير وهو ترويع المدنيين وأستهدافهم دون أرادتهم ومهما كانت عدالة القضية سواء أكان أستهداف المدنيين على يد دولة أو جماعة أو فرد وهذا هو الفرق بينه وبين المقاومة ... أما المقاومة التي تستهدف الألة العسكرية للمحتل وتحاول أن تتجنب الأضرار با الأمنيين من المدنيين والعزل وتتجنب كذلك توريطهم دون أرادتهم ... فهذا ما نعتبره مقاومة مشروعة شرعتها كل القوانيين والأعراف الدولية وكذلك الأمم المتحدة بوجوب مقاتلة المحتل وعودة الحرية والسيادة إلى أي بلد محتل من قوى أخرى , ومن هذا المنطلق فأن بوش وشارون وكل جماعات العنف التي تدعي الأسلام وهو منها براء , من أمثال القاعدة وزعيمها بن لادن وأتباعه في العراق وغيرها من دول العالم هم جميعهم في سلة واحدة وأسمها الأرهاب , سواء أكان أرهاب دولة أو أرهاب منظمكات أو أفراد , وأنا أناشد وأقول بأن أي شخص يستهدف موقعآ به مدنيين وخاصة من النساء والأطفال والشيوخ والعجز هو أرهابي بمعنى الكلمة , هكذا ببساطة , فلتذهب أي قضية لى الجحيم لو كان ثمنها دماء طفل بريء , أنا أعرف أن هذا الرأي لايعجب الكثيرين , ولكني متمسك به , بحكم الدين والأنسانية وبحكم المهنة التي أتشرف بالأنتماء أليها ...


البغدادي : هل تعتقد برأيك وأنته المتابع للشأن العام بأن العراقيين سوف يمرون من هذه المحنة بالنسبة لقضية الأحتلال والعملية السياسية ...



د . عمرو : دعني أقول لك وللقراء الكرام ... كلنا نعرف بأن العراق يملك من الكوادر البشرية والعلمية المؤهلة , ويملك من الموارد الطبيعية ما يرشحه أن يكون في مقدمة دول العالم المتقدمة في وقت ليس بالقصير , ولكني أرى منذ سقوط نظام حكم صدام حسين , وأن هناك صراع خفي على كرسي السلطة , ومع الأسف ولاء للطائفة والمذهب والقبيلة , أكثر منه ولاء للعراق نفسه , أقصد أرضآ وشعبآ , كوني لست عراقيآ ولايجب أن أقول ذلك , ولكني أقوله من منطلق حبي للعراق وأهله , ومن منطلق أن العراق أصبح أملنا نحن العرب المقهوريين , وأتمنى أن لايخذلنا أهل العراق الغالي , ومن الخروج من هذه المحنة إلى بر الأمان , ولكي يعود العراق شامخآ كما عهدناه سابقآ , بخبرات أهله وتضحياتهم الكبيرة , ومنارة مشعة في قلب الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج ...



البغدادي : ولكن دكتور عمر ألا تعتقد أن كلمة أحتلال بغيضه وخصوصآ لبلد مثل العراق منبع الحظارات والأنسانية لما له من تاريخ طويل يعود إلى سبعة ألاف سنة وأول الشرائع السماوية خرجت منه أليس هذا أشكال يعاني منه المثقف العراقي تحديدآ والمثقف العربي كذلك من قضية الأحتلال ...



د. عمرو : بخصوص قضية الأحتلال فلا أعتقد أن هناك عراقي شريف يويد أحتلال بلده , ولكن ماحدث قد حدث, ونظام صدام هو من جلب الأحتلال ولو كان قد تفرغ لتنمية العراق سياسيآ وأقتصاديآ وحضاريآ لما جرأت أمريكا أو غيرها من الدول على التدخل المباشر في شؤون العراق , وليس فقط القيام بعملية غزوه بهذه الصورة البشعة وما فرضه الغزو من دمار وخراب وقتل وتشريد للأنسان العراقي ... ولكن تصور أذا توافرت الشروط التي ذكرتها أعلاه فماذا سيكون موقف الجميع من هذا الأحتلال حينها ... بالطبع ستكون الغالبية من الشعب العراقي مع موقف الدفاع عن الوطن ضد أي غزو , ألا الفئة القليلة منهم التي تؤيد ضمنآ هذا الغزو والمدعومة من أمريكا وحلفائها لتحقيق مكاسب بعيدة المدى هم أدرى بها ,

بخصوص قضية الأحتلال فلا أعتقد أن هناك عراقي شريف يؤيد أحتلال بلده , ولكن هنا يجب على جميع أطياف الشعب العراقي التكاتف لبدء العملية السياسية وبصورة سلمية وحضارية للأنتخاب حكومة عراقية حرة , وغير مرهونة لقرارات الأحتلال أو مخلفاته من قبل المستشاريين في الوزارات المختلفة , ومستمدة شرعيتها القانونية من الشعب مباشرة , وكذلك البرلمان العراقي الجديد , لكي يكون بدوره وبأستطاعته أتخاذ القرارات المصرية , ويستمد قوته من الشرعية التي منحتها له مكونات الشعب وأطيافه المختلفة , بواسطة صناديق الأقتراع , وبدون تدخل من بعض الأحزاب المدعومة من قبل قوات الأحتلال , لغرض السيطرة على كرسي الحكم والسلطة , وألا فستكون العملية الأنتخابية برمتها مجرد خداع وتضليل للرأي العام في العراق وللعالم , وخصوصآ ونحن نلاحظ أن البعض ينظر إلى هذه العملية الأنتخابية وكذلك مراقبتها عن كثب , لخروج العراق من محنته وألا فسيكون هناك حكم مسيطر عليه من خلف الستار وبواسطة مستشارين الأحتلال , وتكون قراراته بالتالي غير معنية بالوضع العراقي عمومآ , وأنما خدمات تقدم بالدرجة الأولى لمصالح الدول الغربية ودول الأحتلال تحديدآ , لنهب ثرواته الطبيعية وحرمان الشعب العراقي منها , أو بمعنى أخر سوف يقتات الشعب العراقي على الفتات من خيراته ليس ألا ...



البغدادي : بخصوص ما ذكرته حول بدء العملية السياسية بطريقة الأنتخابات وأن تكون نزيهة ومباشرة وبأشراف دولي لضمان نزاهتها وطريقة أخراج سلطة حقيقية منتخبة تمثل جميع أطياف المجتمع العراقي ... هل تعتقد بأن هذه العملية السياسية سوف تأتي بثمارها , من خلال صناديق الأقتراع الحقيقية وليست المزيفة أو المزورة ... وخصوصآ أن هناك أشارات واضحة بهذا الخصوص ...



د. عمرو : بأعتقادي أن العمل السياسي الأن هو أكثر جدوى , والأهم لمستقبل العراق والتركيز خصوصآ على البدء ببناء مؤسسات الدولة العراقية كافة , بعد ما تعرضت له من دمار وخراب بفعل الغزو وما تبعه من أحداثر مؤسفة بحرق وتخريب متعمد من قبل بعض الخارجين عن القانون , ولكن أعتقد أيظآ هناك الحالة الأمنية المتردية والخطيرة في العراق , وتراجع حالة الأمان التي يشعر بها المواطن العراقي البسيط وكذلك توفير فرص العمل لغرض أمتصاص نسبة البطالة المرتفعة , والتي وصلت بأعتقادي إلى مرحلة تنذر بتفجر الوضع الداخلي , أذا لم يتم تداركها في الوقت المحدد وكذلك تكريس مفهوم ومبدء الديمقراطية كنظام حكم ثابت , ومحاسبة المسؤولين بواسطة نظام قضائي مستقل , يضمن عدم وثوب أي مغامر أخر على شاكلة نظام حكم صدام حسين السابق , وتكريس روح الولاء للعراق وحده لاشريك له , بعيدآ عن المذهب والطائفة والقبيلة , وأن يكون الولاء المطلق للعراق أولآ وأخيرآ , وهذا مما سيسرع بالنتيجة بجلاء الأحتلال وليس العنف والقتل العشوائي , وكذلك الصراع الخفي بين الأحزاب والتنظيمات المختلفة على كرسي الحكم , وخصوصآ الملاحظ هناك ظاهرة أنتشار المليشيات المسلحة التابعة للأحزاب أو التنظيمات , من غير قوات الشرطة والجيش النظامية , وأعتقد من الخطآ أذا سمحت الحكومة العراقية المنتخبة بأنتشار مثل هذه الظواهر في المستقبل مما سينتج حينها عواقب وخيمة يصعب بعدها السيطرة على مثل تلك الظواهر ...



البغدادي : شكرآ لك دكتور عمر على وقتك وعلى كل ما تفضلت به من رأي بخصوص الوضع العربي العام وخصوصآ منه العراقي , وكيفية أن ينظر المثقف العربي لمثل هذه القضايا المختلفة التي تعصف اليوم بعالمنا العربي والدور الذي يستطيع المثقف أن يلعبه في المستقبل لنهضة هذه الأمة من كبوتها وسباتها العميق والتي طالت ألى حد لايمكن السكوت عليه ...

د. عمرو : أتمنى يا أخي صباح البغدادي أن أكون قد أستطعت أن أجاوب على بعض من أسئلتك فكما قلت سابقآ وأثناء حواراتنا فأنا لست كاتبآ محترفآ بقدر ما أكتب تعبيرآ عن همي بقضايا أمتنا وأملآ في مستقبل أفضل لنا جميعآ وأنا في النهاية لست ألا مواطنآ مصريآ عربيآ غلبان يعاني من كل مشاكل هذه الأمة وأهماها أنعدام الحرية والديمقراطية ...

تحياتي لك يا أخي وللقراء الكرام ...



نـاشـط بـا لـشأن السيـاسـي الـعـراقـي



#صباح_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أستفسار وسؤال شرعي لسماحة العلامة السيد أية الله العظمى جورج ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - صباح البغدادي - حوار على ضفاف النيل مع الكاتب والصحفي الدكتور عمرو أسماعيل ...