موريس رمسيس
الحوار المتمدن-العدد: 3171 - 2010 / 10 / 31 - 02:38
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
««( الحزب الوطني و العجـلاتى الفاشــل)»»
كنت سعيد الحظ و أنا في سن الطفولة لدرجة إنني امتلكت عجلتان في إحدى الفترات ، و قد قمت بإعارة الأقدم منهما إلى إحدى أصدقائي ، حتى يستعملها و يردها لي عند طلبي ، و صديقي هذا لم تكن ظروفه الاجتماعية تسمح بامتلاك عجلة آي ( بيسكلته) ، اخذ صديقي هذا يستعملها لفترة طويلة من الزمن ، و نظرا لطول هذه الفترة ، فقد اعتبرها صديقي ملكيته الخاصة و قد أخذا بالتدريج في الابتعاد عنى رافضا صداقتي ، حتى لا أعود اذكره بالمالك الحقيقي لها ، و( قد استغرق وقت طويل للغاية حتى قمت باستردادها منه مرة ثانية).
بالرغم من كوني لم اقصد أي ربح أو تجارة من إعارة هذه العجلة ، إلى إنني قد اعتبرت نفسي مثل ( العجــــلاتى الفاشــــــل ) ...؟؟
يقوم العجلاتى بالسهر طوال الليل لإصلاح و صيانة العجلات ( البيسكلتات) التي يمتلكها ، و التي يقوم الأطفال بتأجيرها واللعب و التسلية بها طوال اليوم ، و يرسل العجلاتى (صبيانه) لاسترجاع هذه العجلات بعد فترات معينة من الوقت و يقوم بنفسه باسترجاعها إذا اضطر لذلك ، و هو لا يستطيع النوم إن فقد أحدها أو تم سرقتها و هو ( العجـــلاتى الناجـــــح الأمين ).
تذكرت هذه القصة عندما أردت أن أجد التوصيف الدقيق لحكم الرئيس حسنى مبارك ، وجدت إن دكان هذا العجلاتى الفاشل الذي فقد كل عجلاته أو أضاعها بإرادته ، تنطبق على هذا الحكم تماما .. !
و يكون الرئيس محمد حسنى مبارك هو هذا ( العجــــلاتى الفاشــــــل )
كل هؤلاء الذي سرقوا أراضى الدولة أو اشتروها برخص التراب مثل صديقي هذا الذي أراد اغتصاب ما ليس بملكيه و أيضا الذين تعودوا على الرشوة و لا يستطيعون الاستغناء عنها و الموظفون و العاملون في أجهزة الدولة لا يستطيعون الاستغناء عن التسيب و الكسل و عدم العمل و اصبح المدرس لا يستطيع الاستغناء عن النوم في المدرسة (إذا تواجد فيها أصلا) ، لإعطائه وقتيه بالكامل للدروس الخصوصية خارج المدرسة و هذا ينطبق بالتمام على كلى أساتذة الجامعة و معيديها ... ويمكن القياس على ذلك ، كل المصالح الحكومية و كل القوى الإنتاجية من (مصانع و شركات و مؤسسات) ومن قطاع عام أو خاص.... كل شئ.
اصبح الفشل هو السمة السائدة لمجتمع في كل نواحي الحياة ، ( الكل فاشل عشان العجلاتى طلع إنسان فاشل )
لو كان مبارك يسهر و يراقب إدارات الدولة و مؤسساتها و يقوم بإصلاح أي خلل بها و تجديدها بصورة دورية ، كمل يفعل العجلاتى الناجح هذا يوميا ، ما أصبحنا في هذا الفشل العظيم ، و قد كانت هناك الفرصة تلو الاخرى على مدار ثلاثين عام لعمل تغيرات كبيرة في الدستور و في الحياة و السياسية و الاجتماعية لتصبح مصر دولة علمانية بحق ..... اللبن المسكوب لا يجدي!
««( الحزب الوطني و الإخوان المسلمون )»»
أستطيع أن أتفهم عدم كشف أسرار و حقائق حرب ( 6 أكتوبر 1973 ) لأسباب عسكرية كما يراها العسكريين ، أم الأسرار الخفية وراء مقتل السادات فلم تظهر للعلن حتى ألان و هي أمور عامة و ليست سر عسكرية و تهم الشعب بأكمله.
قام الأستاذ حسنين هيكل في برنامجه الشهير على قناة الجزيرة (مع هيكل) في إحدى حلقاته بالتلميح بذكائه المعهود قائلا ، بمقتل السادات وسط رجال الجيش ( أو بهذا المعنى) ، تعتبر اتفاقية السلام منتهية. نقطة
كان الجيش حتى السبعينات يتكون من قوتين متضادتين أحدهم علمانية و الأخرى تتعاطف من الإخوان المسلمين أو تنتمي بعضها إليهم و بعد هجوم المنصة الشهير و مقتل الرئيس ، أخذت القوى العلمانية في الجيش تتآكل لصالح قوى الإخوان المسلمين بين ظباط الجيش ، و يظهر ذلك بوضوح جدا بين الصولات و الظباط الشرف أيضا .. !
لماذا لم يقم مبارك خلال الثلاثين عام السابقة بعمليات التغير و التبديل و الإعفاء في الجيش لتطيره من العناصر الجهادية و عناصر الإخوان المسلمين .... هل الجيش المصري هو مصدر قوة الإخوان المسلمين أم هو مصدر ضعفها .... !
سمح السادات لشيخ متولي الشعراوى أن يلقى دروس دينية لرجال أمن الدولة و المخابرات ، من هذا الوقت أصبح الباب مفتوح على مصراعيه لكل القوى الإسلامية من الإخوان المسلمين و غيرهم للعمل في أمن الدولة و المخابرات.
جهاز أمن الدولة يعتبر من اخطر الأجهزة في مصر ، ليس لتصرفاته الإجرامية مع بعض أفراد الشعب و لكن لمسئوليته المباشرة عن التعيينات الخاصة لغالبية الوظائف العليا في الدولة ... في القضاء و الآمن و الجيش والمحافظين .... و خلافة.
سمح السادات لخريجي جامعة الأزهر ، الدخول و العمل في الجيش و الشرطة و القضاء ، و استمر كذلك من هذا الوقت حتى تآكلت القوى المدنية أو (العلمانية كما تسمى) في هذه المؤسسات و أصبحت مخترقه بالكامل من الإخوان المسلمين.
استعان الحزب الوطني بشيوخ الوهابية و السلفية حتى يظهر أمام الشعب انه اكثر تشددا عن الإخوان المسلمين ( اتباع نظام أرهبني و أيرهبك و نشوف مين يرهب التانى اكثر) و أخذ يناور الإخوان المسلمين بهذه القوى السلفية ... و بهذا الغباء و التخبط السياسي استطاع الحزب الوطني تكوين قوى ثانية معادية و منافسة له مثل الإخوان المسلمين و هي القوى السلفية الوهابية.
يحب على الأقل تفعيل التغيرات الأخيرة في الدستور ، و بالتالي لا يجوز لأي عضو من أعضاء مجلس الشعب الفوز بعضوية المجلس على أساس ديني ، و يطبق الدستور هنا ، على كل عضو على حدي ، و ليس على الأحزاب فقط ، وكل أعضاء الإخوان المسلمين و الجماعات الإسلامية الأخرى مسجلين مسبقا بصفة رسمية في وزارة الداخلية .... فلا يجوز الالتفاف على الدستور من قبل الإخوان و القضاء من جهة و الدولة من جهة أخرى...!!
««( الأحزاب الناصرية و القومية العربية )»»
الأحزاب القومية جميعها ليس لها أي جذور بشرية في مصر وهى في تقوم في الأساس على أبناء المستفادين من عهد عبد الناصر البائد ، و هم يستغلون اسم عبد الناصر ليعطون لأحزابهم الشرعية عند المواطن.
دول مجلس التعاون الخليجي ( السعودية و الإمارات و البحرين و قطر و الكويت و عمان ) وبالإضافة إلى اليمن ( الذي كان سعيد) ، هم و فقط هم .... الدول العربية وغالبية مواطنيهم من القبائل و العشائر البدوية و العربية و تعدادهم لا يزيد عن 40 مليون.
القبائل العربية التي تسكن بلاد العراق و بلاد الشام لا تزيد عن 15 مليون و نفس الشيء في مصر و السودان و بلاد شمال إفريقيا يسكنها ما لا يزيد عن 15 مليون عربي حقيقي من أصول عربية ، أي إن هناك لا يزيد عن (70 مليون عربي) فقط في العالم و على أكثر تقدير...!!!.
10% هي نسبة الاقلية العربية (أي العشائر و القبائل العربية) و على أقصى تقدير في إي من البلاد (المسماة) عربية و بالطبع بدون بلاد الخليج و اليمن.
تزيد نسبة العرب عن 10 % في العراق ، و في مصر لا يزيدون عن 2,5 مليون أي في حدود 3% من السكان.
كنت أتمنى أن يقوم الأستاذ محمد حسنين هيكل و(بدون لف و دوارون) ، بشرح معنى القومية العربية في إحدى مقالاته و يوضح مفهوم القومية العربية عنده شخصيا .... و هل هي رابطة دم و صهر أم ماذا؟
- إن كانت القومية العربية هي (رابطة دم و صهر) ، فينطبق هذا على الـ 70 مليون عربي حول العالم فقط لا غير....!
- إن كانت القومية العربية هي (رابطة الديانة الإسلامية و اللغة العربية) ، فيجب تغير اسم القومية العربية إلى (الرابطة العربية الإسلامية)
- إن كانت القومية العربية هي (رابطة الديانة الإسلامية) ، فيجب تغير اسم القومية العربية إلى (الرابطة الإسلامية)
- إن كانت القومية العربية هي (رابطة اللغة العربية) ، فيجب تغير أسم القومية العربية إلى (رابطة متحدثين العربية)
القرن إلحادي و العشرين هذا ، هو قرن ظهور القوميات على السطح ، و كل عمليات التهميش لهذه القوميات سوف ينتهي.
««( حزب التجمع و معه حزب الغد )»»
اصبح حزب التجمع هو الملجئ الوحيد و الأخير ألان لكل من يريد إن يعمل بكرامته وبشرف و بدون رشوة و فساد في هذا ألج والملبد بغبار و رمال الإخوان و السلفية الوهابية في مهرجانات الحقد و الكراهية التي تعيشها مصر ألان ، و أصبحت الاشتراكية و اليسارية و العلمانية ، نعمة و ليست نقمة كما كان يردد ذلك أعداء الحزب من قبل ..!
« كن ملـحد أو لا ديني و كن مخلص و شــريف و أمين ، و لا تكن مـؤمـن مـتدين إرهابي مــجرم شــرير »
««( حزب الوفد )»»
كان الحزب معقل لعلمانية الحقيقة والتسامح الديني وكان يوجد حقيقي عدم تفرقة بين أعضائه بسبب الدين أي بين المسلم و مسيحي
يستمد حزب الوفد قوته الداخلية من مبررين أو (شرطين) اثنين ، لا يستطيع الاستغناء عنهما.
- علمانيته و تسامحه بصورة متساوية مع جميع الدينات و بالأخص الإسلام و المسيحية
- التفاف جميع القوى حول قيادته أو ( رئاسته) و اختيارها بغالبية عظمى و ليست بغالبية بسيطة
هذه القيادة لم تتوافر منذ فترة طويلة و حتى ألان و يحتاج الحزب إلى زعامة جديدة ، تكون متفق عليها من جميع القوى الأخرى.
قيادة بدوية لحزب ذي اتجاهات علمانية ... صعب شويتن ... و ينطبق على هذا القول بالظبط ( إن لم تسحى ففعل ما شئت )
الحزب اخذ منحى ديني سلفي في الآونة الأخيرة حتى يتماشى مع الجو العام ، وبالتالي فقد الحزب مبررات وجوده و استغنى عن الشرطين اللذين يستمد منهما قوته و استمرار يته تحت قيادته الجديدة أو قيادة هذا السيد ... !
««( أحزاب بلا معنى )»»
باقية الأحزاب ... لا تعليق !
اشكر القارئ ........ و إلى الجزء القادم
#موريس_رمسيس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟