حافز الخوف و القلق في رسالة محمد

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3170 - 2010 / 10 / 30 - 13:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

لاجل ان نفهم القرآن فهما صحيحا يجب ان نفهم شخصية محمد كما كانت بعيدا عن الاساطير و المبالغات العمياوية:
اولا و كما ذكرنا سابقا فان محيط محمد العائلي و الاجتماعي و كونه يتيما حرم من حب الوالدين في الطفولة ووقوعه تحت سيطرة جده و عمه ترك اثرا نفسيا كبيرا في شخصيته لم يتركه الى ان نجح في رسالته بعد هروبه الى المدينة لاننا نرى كيف ان القرآن يردد كلمة اليتيم و يذكر المصاعب التي جابهت محمد قبل رسالته في السور المكية الاولية.

و لكن يمكن اعتبارالخوف و القلق ايضا محرك فعال و قادر ان يكون ابداعات ويخلق شخصيات مهمة و مشهورة بضمنها ابداعات العالم النفسي النمساوي فرويد.

ثانيا لقد زاد خوف و قلق محمد في شبابه و رجولته بعد البدء بالتجارة كتاجر بسيط - المهنة الوحيدة التي توفرت له لانه لو كان تاجرا ناجحا لتخلص من القلق و الخوف و التهى بتكديس المال مثل اهل مكة و لكن قلقه و خوفه لم يتركه الى ان وجد الخلاص او التخفيف في امرأة غنية تكبره عدة سنوات. اضافة الى ذلك لوكان محمد تاجرا ناجحا لكان مشغولا جدا بالتجارة ولما وجد الوقت الكافي ليذهب الى غارة الحراء لايام و لوحده. هذا وان التجارة تشجع على حب المال و الثروة و الطمع فلو كان محمد غنيا بنفسه لما هاجم اصحاب تكديس الاموال.

ثالثا وكما يقول المستشرق Montgomry Watt في كتابه Muhammad بان جزء من خوف محمد نابع من الخوف السامي القديم الذي يعتبر الخالق شئ خطر و هناك اشارات الى هذا الخوف القديم في الانجيل. هناك اشارات كثيرة في القرآن تشير الى (خشية الله) و كيف ان الله جبار يعاقب البشر على افعالهم ويحكى كيف ان جبريل دب الخوف و الذعر في محمد عندما مسكه و أمره ان يقرأ لربما هذا هو سبب الاشارة الى محمد في سورة المزمل و المدثر (بالمناسبة اجمل سور القرآن حسب رأي الشخصي):

يَـٰٓأَيُّہَا ٱلۡمُدَّثِّرُ (١) قُمۡ فَأَنذِرۡ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرۡ (٤) وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ (٥) وَلَا تَمۡنُن تَسۡتَكۡثِرُ (٦) وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ (٧) فَإِذَا نُقِرَ فِى ٱلنَّاقُورِ (٨) فَذَٲلِكَ يَوۡمَٮِٕذٍ۬ يَوۡمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٍ۬

بالمدثر و المزمل لحماية نفسه و خشية من الله او انه تغطى لاجل استلام الوحي. بالمناسبة ان فكرة نزول الوحي يدل على ترك محمد التجارة و الالتهاء بالاحلام او لربما شعر بالذنب و بالخوف لانه كان يعتقد ان الله يعاقب التاجر على بشعه في يوم القيامة و لايزال يخاف المسلم من يوم القيامة لانه يعلم ان افعاله اللاانسانية و طمعه تغضب الله و لذلك يتوسل الى الله في الدعاء ان يغفر له و نحن نقرأ في القرآن ان الله (غفور) رحيم. كلمة (غفور) بحد ذاتها تشير الى ان هناك عقوبة و خوف كبيرمن الله.

رابعا كان هناك في مجتمع محمد نوع آخر من الخوف وهو خوف الجنون حسب ما قاله المستشرق المذكوراي ان جن يدخل نفس الانسان و يتحكم بها و القرآن يشير الى المجنون و الجن. حالة محمد النفسية تساعدنا اكثر على فهم القرآن و ماجرى من كتب المبالغة و الاساطير.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات