|
الصابئة المندائيون نبذة تعريفية
رائد حسون بقال / عدي اسعد خماس
الحوار المتمدن-العدد: 3170 - 2010 / 10 / 30 - 02:00
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الصابئة المندائيون نبذة تعريفية
اعداد رائد حسون بقال عدي اسعد خماس
مقدمة بعد الانفتاح الاعلامي للصابئة المندائيين على العالم وتناول اغلب وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروئة طقوسهم الدينية وعاداتهم وتقاليدهم وحياتهم الاجتماعية، ارتأينا ان نضع بين ايدي القارئ الكريم نبذة تعريفية عن هذه الطائفة التوحيدية العريقة التي تمتد جذورها الى الاف السنين وعاشت الى جانب كبريات الحضارات في وادي الرافدين وشهدت ولادة واندثار حضارات اخرى، فبين الانتعاش والامان والاختلاط مع الاقوام الاخرى في مناطق مختلفة تمتد على طول الرقعة الجغرافية المعروفة بالهلال الخصيب وبين الانكماش والاختباء في اهوار جنوب العراق والمناطق الجنوبية الغربية من ايران استطاع الصابئة المندائيون الحفاظ على كينونتهم وامتازوا عن مجاوريهم بعاداتهم وتقاليدهم وارتدائهم الملابس البيضاء مما اثار الباحثين لاسيما المستشرقين منهم فكتبوا عنهم الكثير بين الصواب والخطا تبعا لما توفرت لديهم من معلومات، هذا الكتيب يمكن ان يجيب عن بعض الاسئلة التي تتعلق بديانة الصابئة المندائيين لاسيما واننا قد استندنا فيما قدمناه على ما اراد الصحفيون والباحثون معرفته عنهم عسى ان نكون قد وفقنا.
رائد حسون بقال
الصابئة المندائيون( اصل الكلمة)
كلمة الصابئة مشتقة من الفعل الآرامي المندائي – صبا – أي غطس - ارتمس - اصطبغ تعمدّ في الماء الجاري . أما المندائيون / مشتقة من الفعل الآرامي – مندا – والتي تعني العالم – العارف بدين الحق – فيكون معنى الصابئة المندائيون – الصابغون العارفون بدين الحق .
جوهر الديانة الصابئية المندائية: يقوم جوهر الديانة المندائية على أن (( الله واحد أنبعث من ذاته وأنبعثت الحياة من لدنه )) ومن أركان الديانة المندائية : اولا- التوحيد : حيث جاء في افتتاحية الكتاب المقدس للصابئة المندائيين ( الكنزا ربا) - الصحف الاولى – مبارك اسمه : بأسم الحي العظيم (( سبحانك ربي العظيم أسبحك ربي بقلب طاهر رب العوالم كلها مسبحاً ومباركاً ومعظماً ذا الوقار والجلال الله الرب العلّي سبحانك ملك النور السامي ذا الحول الشامل الذي لا حدود لقدرته النور البهي والضياء الساطع الذي لا ينضب . الرؤوف التواب الغفور الرحيم مخلص كل المؤمنين وناصر كل الطيبين العزيز الحكيم العليم البصير العارف الذي على كل شيء قدير رب عولم النور جميعها العليا والوسطى والسفلى ذي السيماء العظيم الموقر الذي لا يرى ولا يُحد لا شريك له بملكه ولا كفء له بسلطانه . من يتكل عليه لا يخذل ومن يسبح اسمه بالحق لا يخيب ومن يتوكل عليه لا يّذل رّب الملائكة جميعاً لا وجود بدونه وما من شيء لولاه أزلي ليس له بداية وأبدي ليس له نهاية ما كان لأنه ما كان ولا يكون لأنه لا يكون خالداً فوق كل الاكوان )) .
ثانياً - التعميد : والصباغة (( صبغة الله )) ، وقد وردت هـذه الكلمة في القرآن الكريم (( صبغة الله ومن أحسن مـن الله صبغة )) ووردت على لسان السيد المسيح بقولـه للنبي يحيى بن زكريا عليهم السلام (( وبالصبغة التي بها تصبغ أصبغني )) . ويعد الركن الاساسي وهو فرض وواجب على كل صابئي ليكون صابئياً مندائياً ، ويهدف إلى فتح باب الخلاص والتوبة وغسل الذنوب والخطايا والتقرب إلى الله ، ويجب أن يتم في الماء الجاري ويوم الاحد لأن الأحد هو رأس الأيام (هاد شبا- اول السبعة ) ومبارك كون الله العلي بدأ الخلق فيه .. والتعميد بدأ في عوالم النور العليا حيث تعمدت الملائكة وأنزل التعميد إلى الأرض عن طريق الملاك جبريل الرسول ( هيبل زيوا ) حيث عمد آدم وحواء وأصبح سنّة لآدم وذريته من بعده .
ثالثا - الصلاة : جاء في كنزا ربا ( الصحف الاولى ) عن جبريل الرسول ، يقول لآدم عليه السلام (( جلست إليه وعلمته ما حملني ربي علمته الحكمة والتسبيح أن قمّ أسجد وسبح للحي العظيم ثلاث فترات في النهار وفترتين في الليل وأمرناكم أن أسمعوا صوت الرب في قيامكم وقعودكم وذهابكم ومجيئكم وفي ضجعتكم وراحتكم وفي جميع الاعمال التي تعملون )). ويسبق الصلاة الوضوء ( الرشامة ) أي رسم كل أجزاء الجسد بالماء الجاري النظيف ويرافق ذلك قراءة على كل عضو من الجسد مثل غسل الوجه (( مبارك ومسبح أسمك يا حيّ ، مبارك ذي السيماء العظيم الموقر الاله الذي انبعثت من ذاتك )) . أو غسل الفم (( ليمتلىء فمي بالصلوات والتسبيحات )) أو غسل الأذنين ( اذناي تسمعان لاقوال الحي ) . الركبة (( ركبتاي ساجدتان للحي العظيم )) وهكذا باقي أعضاء الجسد . ويجب أن يكون المصلي طاهر الجسد لابساً البياض .. واضعاً غطاء الرأس . مبطلات الوضوء خروج الريح – البكاء – الضحك – لمس أية نجاسة....الخ .
رابعا – الصيام : وهو نوعان (( بأسم الحي العظيم كل إنسان يرقب نفسه ومن يرقب نفسه يخلص من النار الاكول )) . 1. الصيام الكبير ( صوما ربا ) وهو الامتناع عن كل الفواحش والمحرمات وكل ما يسيء إلى علاقة الإنسان بربه ويدوم طيلة حياة الإنسان على هذه الأرض (( صوموا الصوم العظيم ولا تقطعوه إلى أن تغادروا أجسادكم، لا عن مأكل ومشرب هذه الدنيا صوموا صوم العقل والقلب والضمير )) . 2. الصوم الصغير : هو الإمتناع عن تناول لحوم الحيوانات وذبحها (( أي الامتناع عن اكل كل شيء ذي روح )) ومدته ( 36 ) يوماً متفرقة على أيام السنة ( 360 ) .
خامسا – الصدقة : ويشترط فيها السر وعدم الإعلان عنها لأن في ذلك إفساد لثوابها وهي من أخلاق المؤمن وواجبه تجـاه أخيه الإنسان (( طوبى لمن وهـب فأنـه لمأجور .. طوبى لمـن كسى فسيكسى بأردية من نور )) ، (( أعطوا الصدقات للفقراء وأشبعوا الجائعين وأسقوا الضمآن وأكسوا العريان لأن من يعطي يستلم ومن يقرض يرجع له القرض )) .
قبلـة الصابئة المندائيين :
يؤمن الصابئة بأن الرب العظيم مقيم في جميع الفضائل وأنه الحياة بشموليتها ، ويتجه الصابئة في صلاتهم وفي موتهم إلى جهة الشمال لإيمانهم بأن عرش الله الجنة هي في شمال الكون القاصي الذي تعرج إليه النفوس في النهاية لتنعم بالخلود إلى جوار ربها .
أعيـاد الصابئـة المندائيين:
1. البنجة أو البرونايا : عيد الخليقة العلوي ( وهي ذكرى خلق وتكوين عوالم النور والارواح الاثيرية الأولى وفيها تفتح بوابات النور وتنزل الملائكة والارواح الطاهرة فيعم نورها الأرض لتصبح جزءاً من عالم النور ، وتعد هذه الايام أسرار البداية المقدسة وفجر الحياة الأولى التي أوجدها الحي العظيم . 2. عيد التعميد الذهبي : وهو هبة الله سبحانه وتعالى للملائكة حيث تعمدوا في عوالم النور العليا وأهديت لآدم وذريته من بعده حيث عمده الملاك جبريل الرسول ، وفي هذا اليوم تعمد النبي يحيى بن زكريا، ويجب على الفرد المندائي أن ينال التعميد بعد 30 يوما من ولادته اذ يعد هذا الطقس ولادة روحية له ليكون مندائياً . 3. عيد الخليقة المادي : ( العيد الكبير ) وفيه نجدت الكواكب في السماء والشمس والقمر وجمدت الأرض ورفعت كل في مدار ويستمر هذا الخلق ستة أيام ، ويعد بداية للسنة المندائية . 4. عيد الأزدهار : العيد الصغير وفيه نزل الملاك جبريل الرسول وقيد الشـر والشياطين الذين يعيثون في الأرض فساداً ودماراً ، وبأمر الحي العظيم شقت الأنهار وزرعت النباتات وهيأت الأرض من كل شيء لأجل خلق آدم وحواء .
السنة المندائية:
تقسم السنة المندائية الى اثنا عشر شهرا، وكل شهر مقسم الى ثلاثين يوما، لتصبح بمجموعها (360) يوم، وتضاف اليها الخمسة الايام البيضاء الخاصة بعيد الخليقة وهي ايام مستقلة بذاتها فتصبح السنة المندائية مكونة من 365 يوم ثابتة.
أسس الايمان المندائي :
- الايمان برب خالق الاكوان منزه عن السيئات مقيم في ملكوته الحي وهو غير محدود وأزلي في كينونته ليس له حدود في صفاته . - الايمان بأن هذا العالم جزء بسيط وصغير جداً من خلق الخالق العظيم . - الايمان بأن هناك معركة ما بين الخير والشر في هذه الحياة ولابد للخير ان ينتصر من خلال الايمان والتقوى ومحبة الله ومخافته . - الايمان بوجود الحياة الاخرى وبأن الإنسان يجب أن يحاسب على اعماله وعبادته عند وفاته وفي اماكن خاصة تسمى المطهرات من قبل الله سبحانه فهو القاضي والديان الذي يحاسب الانفس عند عروجها إلى موطنها السماوي . - الايمان بوجود الشر والشيطان والكائنات الشريرة التي تحاول استغلال الإنسان ليسقط في حبائلها . - الايمان بالمعرفة لأنها الطريق الموصلة إلى رب الوجود وعلة هذا الكون وبالتالي الاتحاد بملكوته . - الايمان بانبياء الله الذين هم رسل ومعلمون على هذه الارض جاءوا برسالة من السماء من أجل انقاذ البشر من شباك الضلال وهدايتهم إلى طريق الخير والصلاح .
الايمان باليـوم الآخـر:
جاء في كتابنا المقدس كنزا ربا (مبارك اسمه) بأسم الحي العظيم ( حين يكتمل العالم، تسقط الأرض في الظلمات، والسماء تلتف مثل القصب،الشمس تنطفي،والقمر يختفي، وتتناثر الكواكب كاوراق التين،تذهب النار الى كُنها،والمياه تؤوب الى مقرها، والرياح الاربع تطوي اجنحتها وتتوقف عن الهبوب، اما الاشرار فسينادي بعضهم بعضا ويمسك بعضهم بعضا ...ثم يسقطون في غياهب الجحيم ) .
الكتب المقدسـة :
1. الكنزاربا الكنز العظيم ( الصحف الاولى ) وهو الكتاب الروحي المقدس ، وهو فعلاً كنز لما يحتوي من مفاهيم وكلام الرب العظيم ، وقد أُنزل هذا الكتاب عن طريق الملاك جبريل الرسول على الأنبياء ( آدم وشيتل وسام ودنانوخت – ادريس – ويهيا يهانا ) مباركة أسماؤهم ونقل عن طريق آبائنا الأوائل حفظا عن ظهر قلب ونسخا عن طريق الإسناد إذ يحتوي على الأسفار المتعلقة بخلق الله للعوالم النورانية ( الجنة ) والاكوان والأرض والشرائع الالهية والتعاليم الروحية والنصائح والامثال والحكم التي تناسب البشر في كل الازمنة ويسمى هذا القسم الايمن . أما القسم الأيسر فيسمى ( كنزا سمالا ) وهو مجموعة تراتيل تخص الموت وعلى مجموعة من القصص الخاصة برجوع وعروج النفس إلى موطنها الاصلي الذي نزلت منه ( عالم النور ) . أما اللغة التي كتبت بها والتي هي متداولة إلى الآن فهي لغة آرامية شرقية ويقصد بالشرقية في الاصل من وادي الرافدين وبقيت محافظة على أصولها وقواعدها ومعاني كلماتها .. 2. سيدرا أد نشماثا ( كتاب الانفس ) : ويضم قصص هبوط النفس في جسد آدم ( مبارك اسمه ) ويحتوي أيضاً على مجموعة كبيرة من التراتيل والاناشيد التي تتلى في التعميد والعروج . 3. دراشا أد يهيا : يحوي على حكم ومواعظ وتعاليم النبي الاب والمعلم البار( يهيا يهانا – يحيى ابن زكريا ) مبارك اسمه . 4. القلستا : يضم تراتيل وأناشيد ترنم في مراسيم الزواج المندائي . 5. نياني الرهمي : كتاب خاص بالادعية والصلوات . 6. نياني مصبتا : يضم تراتيل وشرح التعميد . 7. وتوجد ايضا 26 ديوانا وهي عبارة عن شروحات عملية للطقوس الدينية منها(ترسر ألف شياله، ديوان اباثر ، الما رشايا ربا ، الما رشايا زوطا ، وحران كويثا الذي يتحدث عن نقاط مهمة في التاريخ المندائي ... الخ الدرفش: راية السلام وتسمى ايضا راية النبي يحيى والراية المتقنة، وهي راية دينية تنصب اثناء اجراء المراسم الدينية وتتكون من غصنين من الزيتون للدلالة على السلام توضع على شكل + للدلالة على الاتجاهات الاربع وقطعة قماش من الحرير الخز الابيض للدلالة على الطهارة والنقاء واغصان من الآس للدلالة على الحياة الازلية، وهذه الصفات من الواجب ان يتحلى بها كل صابئي مندائي.
ممن يتكون الإنسان:
أن الإنسان هو أحد أبداعات وخلق الخالق العظيم وحسب الرؤية الدينية المندائية يتكون من ثلاثة أجزاء : 1. بغرا – الجسد – ويمثل الجزء المادي وخلق من طين والجسد هو وعاء النفس والروح ، والهيكلية التي تعيش في هذا العالم ، وهو فان وغير ذي أهمية وقدسية في المنظور المندائي حال وفاته خاصة . 2. روها – الروح ( تمثل المدركات والغرائز والطاقة في الإنسان والكائنات الأخرى ، وتمثل أيضاً المادة والشهـوة ) . 3. نشمثا – مانا ( النفس – العقل ) وهي نفحة من الخالق الطاهرة والضمير النقي في الإنسان ، وهي موجودة في الإنسان دون سائر المخلوقات ، ولقد جلبت من ملكوت الحي بيت الله بأمر من الخالق ، والنفس لابد أن ترجع إلى ملكوت الله بعد أتمام دورتها الحياتية الطبيعية وعروجها إلى أماكن الحساب لتنقيتها من الشوائب والاعمال الباطلة التي لحقت بها اثناء وجودها في العالم الارضي .
أهـم التسميات التي أطلقت علـى المندائيين :
- المندائيون من مندا أي العارفون بوجود الحي العظيم أي الموحدون . - الناصورائيون وهي تسمية قديمة جداً ، وتعني المتبحرين أو العارفين بأسرار الحياة أو ( المراقبين – الحراس ) . - الصابئة ومن ( صبا ) أي المصطبغون ( المتعمدون ) بأسم الرب العظيم . - المغتسلة ( من غسل ) أي تطهر ونظف وأطلقها المؤرخون العرب ، وذلك لكثرة اغتسالهم بالماء . - شلماني من (( شلم – سلم )) وهي تسمية آرامية مندائية تعني المسالم . - أبني نهورا : أبناء النور وهي تسمية أطلقت عليهم من كتبهم الدينية . - اخشيطي من كشطا أي أصحاب الحق أو أبناء العهد ، أيضاً أطلقت عليهم في كتبهم الدينية .
موطن ومناطق تواجد الصابئة :
موطن الصابئة هو العراق ( بلاد ما بين النهرين ) ويعيشون على ضفاف النهرين دجلة والفرات ، وهم جزء من سكان العراق الاوائل عبر تاريخه الحضاري ويسكنون البطائح ، وأمتدت ديانتهم الى غير وادي الرافدين منها فلسطين والشام ومصر ويسكنون على ضفاف الانهار لما للماء والطهارة من أهمية في حياتهم الدينية والاجتماعية . أن تاريخ الصابئة يلفه الغموض في أغلب جوانبه ويرجع السبب إلى انزوائهم وانغلاقهم الديني الشديد بسبب الاضطهاد الكبير الذي تعرضوا له على فترات متعاقبة ، فآثروا الانزواء والانغلاق للمحافظة على دينهم وتراثهم ، وللصابئة كتيب تاريخي يسمى ( حران كويثا ) يتحدث عن الهجرة التي قام بها المندائيون الفلسطينيون من اورشلام سنة 70م بعد الاضطهاد الذي حصل لهم في تلك الفترة، فنزلوا من فلسطين إلى وادي الرافدين ، حيث أخوانهم في الدين وكانت هذه الهجرة تحت رعاية الملك أردوان ملكا ( ارطبانوس الثالث ) وفي منتصف القرن السابع الميلاد عرفت هذه الطائفة لاول مرة في أوساط الباحثين في اوربا وخاصة برع في مجال البحث أو الاهتمام بهذه الطائفة الباحثون الالمان ومنهم ليدزبارسكي الذي قام بترجمة الكتاب المقدس لهذه الطائفة ولا ينكر جهود الباحثة والمستشرقة الانكليزية الليدي دراور في ازاحة الكثير من الغموض عن الديانة المندائية وتاريخها وتراثها الديني ، وقد عاشت متنقلة في جنوب العراق ما بين المندائيين لدراسة ديانتهم وتراثهم نحو أربعين عاما استطاعت أن تترجم أغلبية الكتب والمخطوطات المندائية إلى الإنكليزية . ولم يعد تواجد المندائيون اليوم يقتصر حصرا على العراق وايران ولو ان الاغلبية لايزالون في بغداد والبصرة وميسان اذ خلقت الظروف القاسية في هذين البلدين مناخا خصبا لهجرة العديد منهم الى استراليا والسويد وهولندا وامريكا وغيرها، وقد برز فيهم العديد من العباقرة والعلماء على مر العصور وفي مجالات شتى كالطب والفلك والهندسة والرياضيات والادب ونذكر على سبيل المثال ابو اسحاق الصابئي وثابت بن قره وسنان ابن ثابت ...في العصر العباسي وعبد الجبار عبد الله وعبد العظيم السبتي وعبد الرزاق عبد الواحد ولميعة عباس عمارة وناجية المراني وغيرهم الكثير في العصر الحديث. أن اللغويين العرب يرجعون كلمة الصابئة إلى جذر الفعل العربي صبأ المهموز وتعني خرج وغير حالته ، وصار خلاف حاد حول أصل الكلمة أهو عربي من صبأ أم آرامي من صبا ، وفي كلتا الحالتين ممكن أن تعطي معنى كلمة الصابئي أيضاً ، أي الذي خرج من دين الضلالة وأتحد بدين الحق ، كما وأن أصل الكلمات ( صبأ – حنف – هاد ) ترجع إلى نفس المعنى اللغوي . وأن تسمية الصابئة قديمة ولها أصولها في اللغة العربية ، ومن الجدير بالذكر ان النبي محمد ( ع ) واتباعه دعوا بالصباة عندما جهروا بدعوتهم لاول مرة في مكة ، ودعـوا إلى ( لا إله إلا الله الواحد الاحد ) فدعاهم مشركو مكة بالصابئة ، وعلى العموم أتفق أغلبية الباحثين والمستشرقين على أن كلمة الصابئي جاءت من الجذر الآرامي وليس العربي للكلمة أي الصابغة أو المتعمدون او السابحة والأخيرة أخترعها الاستاذ عباس محمود العقاد في كتابه ( إبراهيم أبو الانبياء ) جعل سببها كثرة الاغتسال في شعائرهم ، وذهـب نولدكه إلـى أن كلمـة صابئة مشتقة مـن صب الماء اشارة إلى اعتمادهم بالمـــاء ( صباغتهم بالماء ) . وورد أسم الصابئة في ثلاث آيات مباركات في سورة البقرة والمائدة والحج ، وفي سورة الحج حيث قوله تعالى { أن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا أن الله يفصل بينهم يوم القيامة أن الله على كل شيء قدير } ، حيث نلاحظ من هذه الآية الكريمة أن الله سبحانه وتعالى هو الحاكم الفاصل بين المؤمنين والمشركين ، والآية في هذه السورة كما في سابقتها تضع الصابئة بين اليهود والنصارى ، حيث نلاحظ بأن الدين الصابئي لم يلحق بغيره من الاديان وإنما جاء مستقلاً عن غيره وبالشكل الذي رأيناه يدل على أن القرآن الكريم يعدهم من الفئات المؤمنة بالله واليوم الآخر مثلهم مثل اليهود والنصارى ، وكلمة الصابئة هنا مصطلح ولها مدلولها الخاص . وتقول الباحثة والشاعرة ( لميعة عباس عماره ) في مجلة المندائي في تفسيرها لكلمة صابئي : 1. إذا كانت كلمة صبا بمعنى رفع رأسه إلى السماء تعبداً فهم كذلك . 2. إذا كانت من صبغ العربية والآرامية بمعنى التعميد فهم الصابغة المتعمدون ( عمدني بعماد إبراهيم الكبير ) . 3. وإذا كانت من كلمة صابا التي تعني شيخ بالآرامية وسبأ دولة الشيوخ ، فالصابئة يطلقون لحاهم وشعور رؤوسهم فلهم هيئة الشيوخ ، وقد ورد في تعاليم النبي يحيى ( مبارك اسمه ) بالمندائية ( يا ابا صابا زكريا ) ، أي يا أبانا الشيخ زكريا . 4. أن كانت من صاب بن النبي أدريس ( ع ) وإليه تنسب الصابئة . 5. أن كانت من صب الماء للاغتسال وهي كلمة عربية فهذا أيضاً مقبول لأنهم مغتسلة . ومن غير المعقول ( على حد وصف الباحثة والشاعرة لميعة عباس عمارة ) أن تكون كلمة الصابئة من الفعل صبأ أي خرج من دين إلى دين لأن الخروج من دين إلى دين حالة مؤقتة وسريعة تنتهي بتسمية جديدة لا تلتصق بالشخص أو المجموعة إلى الابد ، كما نسمي الماء المتجمد ثلجاً أو الثلج الذائب ماءً أي أنه يأخذ أسم الحلة الجديدة بالسرعة التي يخرج بها من حالته السابقة . أن شهادة المؤرخين المسلمين وحدهم تعد متأخرة جداً عن تاريخ الصابئة وقدمهم في حين أهملت ذكرهم المراجع التاريخية المعاصرة لهم وهذا مما يضرّ بحقيقة وجودهم ويجعل من الشائك البحث في تاريخهم . ان الصحف المقدسة الأولى لا يمكن أن تضيع لأنها كلام الله المنزل سبحانه وهي باقية وثابتة أمد الدهر ، أن الحقيقة التي يجهلها البعض أن هذه الصحف محفوظة عند حفاظ استماتوا في صيانتها وحفظها ونسخها متبعين طريقة الاسناد في الكتابة ( نقلت عن فلان عن فلان عن فلان ..... ) وظلت هذه الصحف سـر الاسرار إلى يومنا هذا وهي غير قابلة للفناء مهما كانت الظروف ، فالمندائيون متمسكون بدينهم وتراثهم وطقوسهم وتقاليدهم بقوة منذ أقدم الازمنة وهذا سر بقائهم . أنبياء الصابئـة :
1. النبي والاب والرجل الاول آدم ( أبو البشر ) والذي يحتفظ المندائيون بصحفه السماوية . 2. النبي شيتل بن آدم الرجل الاول ( الغرس الطيب ) والذي أفدى والده فكانت روحه الاقدس من بين البشر . 3. النبي سام بن نوح ( المتعبد الخاشع ) 4. النبي ادريس ( مبارك اسمه ) ادنانوخت الذي رفعه الله الى السماء العليا- باسم الحي العظيم ( ورفعناه مكانا عاليا ) 5. النبي يحيى بن زكريا – يوحنا المعمدان ( الحبيب المرتفع )
بعض المحرمات في الديانة المندائية :
- الجدف باسم الله ( أي الكفر بـه ) . - القتل ، السرقة ، الخداع ، الكذب ، التأويل ، شهادة الزور ، الحسد ، النميمة ، الغيبة ، خيانة الامانة والمعشر ، وكل ما يسيء التصرف الإنساني . - الزنـا ( من الكبائر العظمى المؤدية إلى النار الهالكة ) . - السجود لغير الحي العظيم وعبادة الكواكب والبشر والنار والماء وكل شيء غير الخالق الازلي ( هيي ربي ) . - السحر والشعوذة بكل انواعها، بأسم الحي العظيم (لا تقصدوا السحرة والمنجمين الكاذبين المتلفعين في الظلام) ،( لا تزاولوا السحر ولا تختموا على الاجساد ) . - قتل الحيوان بدون سبب وتأذيته عند نحره . - اكل دم الحيوان والميتة منها وذبح الحامل وكل الحيوانات المفترسة . - كل الاعمال التي تضر صحة الإنسان الجسدية والروحية والعقلية . - شـرب الخمـر . - البكـاء والنواح ولبس السواد على الموتى . - اعطاء الصدقة والتحدث بها . - الربا والتعاطي بالربا سراً ، الختان أي تغيير في جسد الإنسان الذي وهبه الله له ( بأحسن خلق ) . - تلويث الطبيعة والانهـر . - الانتحار وأنهـاء الحياة والاجهاض المتعمد . - عدم اداء الفروض الدينية ، الحلف الكاذب .
الذباحة ( النحر ) لدى الصابئة المندائيين تتميز عملية النحر لدى الصابئة المندائيين بمراسيم دينية خاصة أمرهم بها الحي العظيم إذ ورد في كتاب الكنزاربا (مبارك اسمه) ((طهروا واذبحوا بسكين من حديد وحللوا واطبخوا وكلوا )) ،وتتضمن تلك المراسيم إجراءات مهمة واجب إتباعها كي يكون الحيوان المٌنحر محللا وهي: 1. ان يكون الحيوان من المحللات ( ذكور الأغنام ، الطيور غير الكاسرة والجارحة ، الغير مريضة والخالية من النقص أو الزيادة ) 2. يجب أن يكون الناحر ملتزماً دينيا أي ( غير مٌحلق الرأس واللحية وان يكون من عائلة ليس لديها شائبة وراثية أو أخلاقية لحد ثلاثة الى سبعة اظهر وسليم الجسد. 3. ان يرتدي ( الرستة ) وهي الملابس الدينية البيضاء . 4. ان يستعين بشاهد بنفس المواصفات يتفقد جميع الإجراءات التي تٌتخذ ويكون مسؤولا أمام الخالق عن أي خطا يحدث شانه في ذلك شان الناحر. 5. ان يتفقد الحيوان المراد نحره من حيث سلامته من أي عاهة أو جرح أو مرض او زيادة او نقص، وان تكون عملية النحر في نهار الأيام المحللة تحديدا ويقوم بطقس الوضوء ( الرشامة ) قبل عملية النحر. 6. ان يُمسك الحيوان إذا كان طيرا بطريقة معينة بحيث لا يلامس الأرض ، ويُطهره بالماء ويذكر عليه اسم الخالق (مبارك اسمه )، وفي حال كان الحيوان خروفا فيستقر على فراش من النبات ( كالقصب او البردي او السعف ) ويطهره مع فراشه بماء النهر النظيف ويذكر عليه اسم الخالق (مبارك اسمه ) قبل البدء بعملية النحر. 7. ان يجلس الناحر ووجهه باتجاه القبلة ( الشمال ) وكذلك الشاهد الذي يكون واقفا خلفه مادا يده اليمنى على كتف الناحر الأيمن. 8. عند البدء بعملية النحر يمسك الناحر السكين الحادة وبقبضتها قطعة من الخشب، ويبدأ بالنحر مع تلاوة الآية الخاصة بهذا الطقس التي تبدأ باسم الحي العليم الخالق منطوق عليك ....ويقول الشاهد حينها ( انا شاهدك)، على ان لا يٌفصل الرأس عن الجسد إلا بعد الانتهاء تماما من الإجراءات الأخرى. 9. بعد الانتهاء من نحر الحيوان يغسل الناحر يديه والسكين بالماء الجاري مع تلاوة الآية الخاصة بالتحلل من خطيئة الذبح. 10. تٌعرض منطقة الذبح للنار والملح بشكل بسيط لتطهير الجرح .
المراتـب الدينيـة:
تعتمد الطقوس الدينية التي يؤديها المندائيون على رجال الدين الذين يتسلسلون بمراتب كهنوتية وفق دراستهم وتبحرهم بالدين الصابئي المندائي ومراسيم طقسية خاصة تقام لهم، واولى المراتب هي مرتبـة : 1. الترميذا : حيث تجري طقوس الطراسة على المندائي المؤهل دينياً والذي اكمل دراسته الدينية ، حيث تستمر المراسيم ثمانية ايام من يوم السبت مساء إلى الاحد ويتسلم فيها ( التاغة – التاج – وهو من الحرير والشوم ياور وهو خاتم من الذهب منقوش عليه أسم الله الخالق ، والمركنا – الصولجان – وهو من الزيتون وهي عصا الانبياء مباركة اسماؤهم. 2. مرتبة الكنزابرا : وتعني عابر الكنزا ، أي خاتمها وعليه أن يجسد معناها فعلياً ، حيث يكون ملماً بجميع جوانب الديانة المندائية . 3. ريش أمه : وهي مرتبة تطلق على رجل الدين الذي تكون آثاره واضحة في تثبيت أركان الدين المندائي وانقاذه من كل خطر يهدده بواسطة علمه وايمانه ، حيث تكون بـه انتقالة في تاريخ الدين المندائي ، ان هـذه المرتبة السامية هي قمـة ما يصل إليه رجل الدين من الايمان والعلم الديني ، انها أعلى درجات الزهـد والتصوف الديني والتي تتطلب منـه الابتعاد عـن كـل الماديات والانصراف إلى التعبد . 4. الربي : اعلى المراتب الدينية ، وهي مرتبة ابونا يهيا يهانا – يحيى يوحنا بن زكريا مبارك اسمه .
اللغـة المندائيـة :
المندائية هي إحدى اللهجات الشرقية للغة الآرامية وظهرت للوجود مع الظهور الأول للآراميين منذ آلاف السنين حين استوطنت قبائلهم على امتداد نهر الفرات وفي كل مناطق الشرق الأدنى ( الأناضول والهلال الخصيب )،وقد انتشرت المندائية بشكل كبير في بابل والمناطق الممتدة جنوبا إلى مملكة ميشان وبلاد عيلام في القرن الأول الميلادي. لقد تبنى كل من العيلاميين والميشانيين الأبجدية المندائية في القرن الثاني الميلادي لمرونتها وقوة تعابيرها وأصبحت اللغة التي دونت بها الكثير من الوثائق ونقشت حروفها على المسكوكات المعدنية في تلك الفترة. لقد احتلت اللغات السامية في الازمنة البعيدة في آسيا الغربية من الشرق إلى الغرب ، مناطق ما بين النهرين سوريا وفلسطين وشبه الجزيرة العربية وهذا ما يمثل مواطن اللغات السامية وأول من أطلق هذه التسمية عالم اللاهوت النمساوي شلوتسر عام 1781م في أبحاثه وتحقيقاته . إذ تقسم اللغة السامية إلى: 1.الشرقية وتنقسم الى ( الاكدية بفرعيها البابلي والآشوري ) 2. الغربية وتقسم بدورها الى الغربية الشمالية والغربية الجنوبية: أ. السامية الغربية الشمالية فتشمل اللغتين الكنعانية والآرامية. • اللغة الآرامية تقسم بدورها إلى شرقية وغربية ويضم كل منها مجموعة اللهجات : فالآرامية الشرقية تقسم الى لهجات هي (المندائية ،الآرامية البابلية ، السريانية ، السريانية الحديثة ) أما الآرامية الغربية فتشمل ( الآرامية الفلسطينية ، الآرامية السامرية ، أرامية فلسطين المسيحية ، الآرامية الغربية الحديثة ) • الكنعانية بدورها تنقسم إلى الشمالية وتمثلها الاوغارنية والكنعانية الجنوبية وتتمثل باللغة العبرية والفينيقية والموآية ورسائل تل العمارنه . ب. السامية الغربية الجنوبية فتضم لغتين هما العربية والحبشية ، والعربية تقسم إلى العربية ( الحميرية والسبئية والمعينية ) الجنوبية والشمالية وسط الجزيرة العربية وشمالها والتي تسمى باللغة العربية الفصحى . ويعد الأكاديميون والمعنيون باللغات السامية اللغة المندائية الفرع النقي الخالص للغة الآرامية الشرقية لعدم تأثرها بمفردات اللغة العبرية كما في اللهجات اليهودية ولا بالإغريقية كما في اللهجات المسيحية، فيرى عالم اللغات كارل بروكلمان انها تمثل الأصوات الحقيقية للغة الآرامية تمثيلا صادقا، ولكون بيئة المندائيين المعهودة هي وسط العراق وجنوبه فإن تداول هذه اللغة كان هو الشائع الى حد سك نقود مملكة ميسان بها، وليس من السهل التحدث عن اللغة المندائية والوقوف على كل ما فيها نظراً لقدم هذه اللغة وقلة تداولها من ناحية وشحـة المصادر الموثوق بها من ناحية أخرى ، وقد ضاع الكثير من المخطوطات والنصوص نتيجة الغزوات التي تعرض لها المندائيون ، وعلى الرغم من القرابة الواضحة بين اللغة المندائية وشقيقاتها اللغات السامية الأخرى من ناحية وجود الأسماء أو المصطلحات ومن ناحية الأصول والجذور التي تتفق بها أغلب الساميات إلا أن لها خصوصية واضحة في كثير من الأمور . انتهى
#رائد_حسون_بقال_/_عدي_اسعد_خماس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|