مهدي بندق
الحوار المتمدن-العدد: 3169 - 2010 / 10 / 29 - 19:13
المحور:
الادب والفن
قطـَع ٌ من ورق
تترنح تحت الفراش وبين حشايا الوساد
بها وشوشات ٌ على زبـَد ٍ من سرور ودمع
وحكايات برق ٍ بطرفة عين تلوح
البدايات فيها بغير دليل
وفصل الختام بها مختلـَق
كانت الخيل ُ ُتلقي بأبدانها من سفينته ِ ،
وهي تعلم أن النهاية كوب ٌ من الصاب ِ في الحلق ِ أو
طعنةِ ُ الخصم في الظهر ِ أو
ضربة ُ النسل ِ في القلب ِ
فيما السماوات عالقة ٌ بين فكيْ ثمود ٍ وعاد
هذه صفحة للأرق
حين نلمسها نتذكر ما كان فينا وغاب
نتذكر بينا نحدق في السقف ِ
والسقف يهبط ُ .. يهبط ُ
حتى يحـُط ّ بأنفاسنا
نازعا ً من أصابعنا اليابسات ِ الكتاب
هذه صفحة عانق الصبح ُ فيها الألق
والبراءة ُ – طفلتـُها – تلثم ُ الوردة َ الساحلية َ في
وجنة الرمل ِ
ثم تركب موج أعالي البحار
وهي ترفع فوق النجوم بيارقها
إنه المـُلك ُ
عرشـُه في الفؤاد الوسيع الذي
ليس يغزو ولا يغتصب
... ... ...
فجأة ً.. لطمتها يد ُ السدرة البرزخية
فاستدارت إلىّ بعينيْ غزال ٍ ذبيح
وأنا الضيف َ كنت ُ بمائدة اللحم ِ
أحسو المرق
فاستدرت ُ إليها كمن ُولد الآن في الموج ِ
شهقتين ، وغمغمة ً ، ودوار
ذاك ما يشتهيه كتاب الغرق
صفحة ٌُ أسلست للرميم القياد
تحذف اللـُب ً منا ً
ليركبه غيرنا طبقا ً عن طبق
صفحة ٌ للحديث المعاد
على متنها نحتسي قهوة القهر ِ
ُنحرق تنورة َ التبغ ِ
قداحة اليأس تحملنا للإذاعات والصحف الباهتة
والأغاني الشبابية الميتة
نهتف لابد أن نتغير
لابد لليل أن ينجلي عن بياض الأفق
لابد أن...
انتهى هامش القول يا " يوم زاد "
فاصمتي واتبعي السهم عبر النفق
واخرجي من محطة هذي القطارات
لتي لا تسافر إلا خلال الورق
كل هذا الوجود ورق
وأنت عليم بأنـّا انبقاعات ُ حبر ٍ على ظهره المتجعد ِ ،
لسنا سواك ولست سوانا
فأدركـْنا بالزوال الذي
من قديم الزمان انطلق
#مهدي_بندق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟