|
اغلاق الفضائيات الدينية نقطة في بحر الشحن الديني
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3169 - 2010 / 10 / 29 - 17:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اغلاق الفضائيات الدينية نقطة في بحر الشحن الديني الحل الجذري يكمن في وضع نفط بني نفطان تحت الاشراف الدولي تواصل السلطات المصرية تطبيق اجراءاتها الهادفة الى كبح جماح الجماعات الاسلامية المتطرفة وفي مقدمتهم جماعة الاخوان المسلمين عبر اغلاق منابرهم الدينية المرئية منها والمسموعة حيث وجهت صفعتها الاولى الى وجوههم باغلاق ستة عشرة فضائية دينية مع التهديد باغلاق بقية المحطات التي تبث برامجها عبر القمر الصناعي نايل سات والذي لا يعرف عن ادارته انها سمحت باطلاق فضائية تنويرية علمانية تحسبا على ما يبدو لتاثيراتها التنويرية على عقول المتلقين للخزعبلات والغيبيات التي لا تمت بصلة الى الحقائق العلمية وبما يؤدي الى عزوف المتلقى عن متابعة الفضائيات الدينية التي تشكل مصدر التمويل الاساسي لمالكي قمر نايل سات. وكأي اجراء من هذا القبيل فقد اثار ردود فعل غاضبة من جانب مشغلي الفضائيات الدينية ومن جانب الوعاظ المتطرفين وغيرهم اصحاب اللحى والوجوه العابسة التي استطاعت هذه الفضائيات ان تصنع منهم نجوما يتلهف ملايين البسطاء لمشاهدتهم و الاستماع الى خطابهم الديني المتطرف. وتعليقا على توجيه الحكومة اول صفعة لوجهه قال مدير قناة الناس الدكتور صفوت حجازي ان الحملة تستهدف القنوات الدينية فقط اما قنوات الاباحة "البورنو" فما زالت تبث على النايل سات وهي معروفة للناس جميعا وتلقى اقبالا واسعا اما اغلاق قنوات الشعوذة فهي مجرد ذر للرماد في العيون . بالمناسبة الدكتور صفوت اخونجي وحامل لشهادة دكتورا ة في علوم الغيبيات والخزعبلات او كما قال دكتوراة في الشعوذة التي تدر عليه وعلى زغلول النجار وغيرهم من حملة الدكتوراة من جامعة الازهر اموالا طائلة خلافا لحملة شهادات الدكتوراة في الهندسة والجيولوجيا والفيزياء والكيمياء وغيرها من التخصصات العلمية الذي يعيش اغلبهم في مصر المحروسة وفي بلاد العروبة عند خط الفقر !! وردا على صفوت حجازي فقد ذكر الناطق الاعلامي لادارة نايل سات ان قرارتها جاءت في اطار الجهود الرامية لتنقية الفضاء المصري والعربي من القنوات الدينية المتطرفة التي تشيع روح الفتنة وتشكك في العقائد الدينية الاخرى الى حد شيطنتها ، وقنوات الدجل ومارست جرائم في حق المجتمع من خلال نشر خرافات وخداع المتلقي بوصفات تعتمد على الدجل والخرافة فضلا عن الترويج للمنشطات الجنسية وطرق العلاج بالحجامة ، للانصاف والموضوعية انا اعترض على اغلاق الفضائية الاخيرة كونها تروج لبدائل محلية من المنشطات وهو ترويج مطلوب تخفيضا لواردات دول العروبة لحبوب الفياجرا التي تصل مبالغها الى مئات الملايين من الدولارات. بعد هذه الصفعة تلقى الاخونجية لطمة اشد في وجوههم عندما حذرت اللجنة العليا للانتخابات في مصر المرشحين من رفع شعارات دينية مثل شعار "الاسلام هو الحل " الذي يرفعونه في العادة لحصد اصوات الشرائح الفقيرة والمتوسطة في المجتمع المصرى التي لا زالت تت غالبيتها الساحقة تتعاطى افيون الدين وتعاني نتيجة ذلك من حالة سطلان وهوس ديني لايسمح لها ان تميز بين مرشح يمثل مصالحها الطبقية وبين مرشح يمثل مصالح الراسمالية الطفيلية فتعطي صوتها للاخير لان الاول بنظرها كافر وملحد ولا يصلح ان يكون ممثلا لها في اية هيئة تمثيلية للشعب !! ولكن الاخونجية خلافا لتحذيرات اللجنة استمروا في رفع الشعار الفضفاض الاسلام هو الحل محاذرين رفع شعارات اخرى حتى لا يوضعوا على محك الممارسة وينكشف زيف خطابهم الديني. ما من شك ان الاجراءات التي اتخذتها السلطات المصرية كانت مطلوبة للحد من الشحن الديني والتحريض الطائفي والمذهبي والذي ساهم في اذكاء نار الفتن الطائقية في مصر والتي تجلت في العشرات من الحوادث الطائفية التي شهدتها القاهرة والاسكندرية ومحافظات مصرية اخرى و كان يستغلها الغوغاء والرعاع للاعتداء على الاقباط وحرق محلاتهم التجارية وكنائسهم وسرقة اموالهم لا لشىء سوى انهم نصارى كفار يحق للمسلمون "الاعلون " ان يستبيحوا دماءهم وينكحوا نساءهم كما كان يصفهم طائفة كبيرة من وعاظ المساجد والفضائيات الدينية . ولم يكن غريبا ان تقع هذه الماسى والكوارث فيما كانت اجهزة الامن المصرية تتباطا في الوصول الى مواقع الحدث او تراقب الموقف عن كثب لأن عناصر الامن لم تكن اقال تعصبا واقل كرها للاقباط الكفار من الغوغاء الذين تم تكليفهم بالتصدي لهم والقاء القبض على القتلة والمجرمين منهم ، كما ان الشحن اليدني ادى الى نتائج اخطر تمثلت في تخلى قطاعات واسعة من الشعب المصري عن منظومة قيمها الحضارية والانتاجية وعن موروثها وتقاليدها الشعبية ليحل محلها تبرقع وتحجب النساء واطالة لحى الرجال والتوجه الى بيوت العبادة زرافات وجماعات واداء الصلوات الخمس والتقيد بضوابط شهر الصيام وهو ما لم لن نشهد مثيلا له منذ خمسينات القرن الماضى حتى صعود انور السادات سدة الحكم مما ادى الى اهدار ملاين الساعات في التعبد والركوع في وقت احوج ما تكون مصر الى توظيف طاقات الشعب المصري في العمل المنتج . كما لا يستطيع احد في مصر ان ينكر ان الانفجار السكاني الذي تعاني منه ويشكل عاملا اساسيا لتفاقم ظاهرتي البطالة والفقر هو نتيجة الشحن الديني الذي تمارسه الجماعات الاسلامية المتطرفة و نتيجة تجاوب قطاعات واسعة من المهووسين دينيا لمواعظهم وارشادلتهم الدينية الداعية الى اكثار النسل عبر زيادة الانجاب والزواج المبكر وتعدد الزوجات وبذلك ارتفع عدد سكان مصر بعد رحيل عبد الناصر في سنة 0 1970من 23 مليون الى ما يقارب ثمانين مليونا كلهم يتكدسون على ضفاف ودلتا النيل اي في رقعة بسيطة من الارض وعلى حساب الاراضى الزراعية التي تشكل المصدر الاساسى للدخل المصري وكان اكثر الناس ترحيبا بهذه الكارثة الديمغرافية وتشجيعا لها هم جماعة الاخوان المسلمين وفروعهم وامتداداتهم من الجماعات السلفية والتكفيرية حيث اعتبروها ظاهرة ايجابية وتتمشى تماما مع تعاليم الاسلام الداعية الى التكاثر الاسلامي والذي بدونه كا يؤكد خطابهم يتعذر غزو دار الكفر ورفع راية الحق فيها !! نقول اغلا ق الفضائيات الدينية المتطرفة كانت خطوة في الاتجاه الصحيح ولكنها تظل نقطة في بحر من الشحن الديني الذي يخضع له المواطن المصري والعربي من المحيط الهادر الى الخليج الثائر فلو تم اقفال كافة الفضائيات الدينية على النايل سات فهل هذا سيمنع المتلقي من متابعة البرامج الدينية من الفضائيات الدينية التي تبث عبر اقمار صناعية اخرى كالعرب سات والهوت بيرد وغيرها والتي لا هم لاصحابها سوى تاجير تردداتها طمعا بالمال حتى لو كان الشحن الديني هو من اهم اسبا ب انتشار العنف والاحتراب الطائفي في العالم العربي واسالة الدماء فيه . ثم لو افترضنا ان الولايات المتحدة الاميركية وغيرها من الدول المتقدمة قد اتفقت على التشويش على الفضائيات تعطيلا لبثها او التحكم ببث الاقمار الصناعية الموجرة للحماعات المتطرفة فهل يمنع ذلك شيوخ الازهر و شيوخ قم وغيرها من المؤسسات الدينية من التصدي لهذه الحملة بتخريج جيش لجب من الوعاظ المؤهلين لاعتلاء المنابر وملء اجواء مصر ضجيجا بخطابهم الديني كذلك ماذا يفيد اغلاق الفضائيات اذا لم تبادر السلطات المصرية الى غربلة مناهج التعليم المصرية من الغيبيات والمفاهيم القروسطية الاكثر تاثيرا في الانسان المصري والعربي منذ نعومة اظفاره الم يقل المثل العلم بالصغر كالنقش في الحجر .؟ حتى لو احكمت السلطات المصرية اغلاقها لكافة منافذ الشحن والتحريض الطائفي والمذهبي فهذا لن يغير من واقع الحال طالما ان الصحوة الدينية لاتستمد زخمها من المؤسسة الدينية فحسب بل يغذيها بالدرجة الاولى البترودولار ولتوضيح المسالة نقول ان شعوبنا كانت تعيش حالة من الغفوة الدينية اذا صح التعبير خلال الفترة الواقعة من سنة 1930 الى بداية ثمانينات القرن الماضي . هنا سيتبادر الى الذهن ان انهيار الاتحاد السوفييتي ومعه منظومة الدول الاشتراكية ثم صعود الخمينية كان من اهم الاسباب التى جعلت شعوبنا تصحو من غفوتها لترمي بنفسها في لجة المد الدينيي ربما يكون هذا احد الاسباب ولكن هل كان ممكنا على الولايات المتحدة الاميركية ان تحقق هذا الانجاز لولا انها وظفت لها الغرض عوائد نفط الدول الخليجية والسعوديية ؟ فكما وضعت المنظومة البدوية تحت تصرف الولايات المتحدة الاميركية المايارات من الدولارات للاطاحة بالانظمة التقدمية في الدول العربية وفي منظومة الدول الاشتراكية فهى في هذه المرحلة تخصص مبالغ مضاعفة من عوائد براميلها النفطية لنشر الايديولوجية الوهابية على امتداد العالم العربي مسخرة لهذا الغرض جيشا من الوعاظ. انطلاقا من هذه الحقيقة يمكن القول ان الشحن الديني بمضمونه الوهابي الموغل في تخلفه سوف يستمر وسوف يتكرس معه واقع التخلف العربي والاسلامي طالما ظلت المنظومة البدوية تمارس سيادتها وسيطرتها على حقول النفط ولن تنضب مصادر الشحن الديني الا اذا اتفق المجتمع الدولى ان افضل طريقة للتصدي للبدونة ولمشاريعها الوهابية يتمثل بوضع حقول النفط التبعة للمنظومة البدوية تحت اشراف الامم المتحدة لتتولى بدورها في توزيع عوائد النفط على نحو يحقق الرفاه الاجتماعي ولعدالة التوزيع لدول الخليج وهي كما نعلم دول مصطنعة لم يكن لها وجود على خريطة العالم حتى ثلاثينات الفرن الماضي وتسعين في المئة من سكانها هم عمال وافدين ، ثم توزيع بفية العوائد على الدول العربية و غيرها من الدول النامية الاكثر احتياجا لهذه الاموال لكي توظفها في مشاريعها الانمائية . اليس هذا اجدى وانفع من ان تهدرها المنظومة البدوية على شراء الاسلحة بمئات المليارات الدولارات وعلى المشاريع البذخية وعلى مراكمة ثروات بضع عائلات حاكمة والاخطر من ذلك على نشر قيم البدونة والتصحر وترويع البشرية بالارهاب البدوي.
#خليل_خوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بشار الاسد لمحمود عباس : استأنفوا المقاومة وعين الله ترعاكم
-
احمدي نجاد مبشرا بعودة المسيح والمهدي
-
المفاوض الفلسطيني الغلبان في مواجهة ضغوط العربان
-
لماذا يحرض الاخوان المسلمون في الاردن على مقاطعة الانتخابات
...
-
هل هي مصالحة ام مصافحة فلسطينية ؟
-
هل يستعين ملالي طهران بزغلول النجار
-
كوادر متقدمة في - الشعبية - تقرأ الفاتحة على روح الماركسية !
...
-
هل يفاوض عباس من مركز قوة ام من موقع ضعف ؟
-
هنية يتهم عباس بارتكاب ثلاث خطايا !! فماذا عن جرائم حماس ؟
-
الحاخام عوفاديا يستنزل الغضب الالهي على محمود عباس !!
-
على ذمة - المجاهد خليل الحية - :حماس تتأهب لتدمير اسرائيل
-
حملة ضد الهوس الديني
-
قبل ان تجلدوا محمود عباس
-
- اخوان - الاردن يوظفون ورقة مقاطعة
-
اليوم العالمي لحرق الكتب الدينية
-
رئيس الوزراء الاردني يطيح بوزرائه
-
حماس تحرز نصرا الهيا على على الكلاسين النسائية !!!!
-
يحاربون طالبان ويتحالفون
-
اسرائيل داخل طنجرة ضغط عربية
-
جهاد حماس ضد العورات النسائية
المزيد.....
-
100 ألف فلسطيني يصلون العشاء في المسجد الأقصى
-
استقبال مواطنين من الطائفة الدرزية السورية أثناء دخولهم إسرا
...
-
وفد درزي سوري يعبر خط الهدنة بالجولان لزيارة الطائفة في إسرا
...
-
80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأ
...
-
بأنشودة طلع البدر علينا.. استقبال وفد من رجال الدين الدروز ا
...
-
كابوس في الجنة: تلوث المياه يهدد جزر الكناري!
-
تعرف على 10 أهم بنوك إسلامية في أوروبا وأميركا
-
حماس: اعتداءات المستوطنين يستوجب موقفا اسلاميا حازما
-
حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال
...
-
على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|