حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 3168 - 2010 / 10 / 28 - 02:01
المحور:
الادب والفن
سوريا الصغرى0
مقدمة تقليدية:
كيف يتخيّل كاتب,قراءته,بعد موته؟
أثناء الحياة,ربما البعض يستاء من تقليد آخر له,سرقته_يبالغ البعض إلى درجة الوهم.
بعدما تنتهي حياة أحدنا_كل شيء يختلف.
ينطفيء الغرور ومعه أسطرة الذات والعمى المعياري.
تفقد الحدود سلطتها وبقية كياناتها الزائفة.
وحدة الزمان والمكان تتفتّح مجددا_للأسف هذه المرّة,يصير الأنا الغائب الأول,
ليس مردّ الأسف على غياب حتمي,وربما يعمل كنور, يستمرّ في توهّج كلمات الموتى وتعبيراتهم
.
.
من أختار لكتابة مقدّمة تناسب/تليق بكتابي!
آه,من غرورنا نحن الأحياء
*
هل أنت كاتب؟
من يستحق التسمية/الصفة, ليس كتمييز فقط عن الكتابة الاستعمالية التي يمارسها كل من تجاوز محو الأميّة, كجدارة! كلمة غبية,
أليست إشكالية من نوع التمييز بين الصحّة والمرض النفسيين, ومن خارج يبتعد دوما!
كيف أخرج من هذه المعضلة وبحلّ......مقبول
_هذه اللحظة اتّصلت حبيبتي(
ما الذي يريده قارئ؟
خبرة الكاتب,مهارات التعبير, حكايات مسلية وتصلح لتهدئة القلق, تسجيل الوقائع بأمانة أم انتقائية ترجع للذوق والتذوق الشخصيين,.....أو رفع التقدير الذاتي عبر القراءة
_إلى هذا الحدّ يشغلك القارئ والآن!
عبرة لا أعرف تحولت إلى عادة
*
بعدما تجاوزت محنة المرض الجسدي(الكلية وملحقاتها
ثم تجاوزت المرض النفسي_عبر الحبّ فقط
ثم بقية مشكلات الانتماء والتكيّف وحزمة"نكون أو لا نكون" والمفرد الأول بصيغة الجمع_ عبر الحبّ فقط
وصرت أنا آخر بالفعل والقول
بقيت عادة الكتابة/إدمان, محاولة رفع التقدير الذاتي, تسلية بديلة عن التنافس....
_لاشيء في الحياة غير مهمّ. لكن تحديد الأهمّ/ وفي كلّ لحظة,ما يفصل بين الحماقة والحكمة
*
ما نحصل عليه بسهولة نجهل قيمته
*
تعرف الشاعرة/وربما الشاعر, أن أيّ جواب الآن......مقامرة
البطء فن
السرعة فن أيضا
ليس لأنها ليلة 24 آب,ويقترب نهار ويوم جديد
نعم,تأخّر الوقت والأيام تعدّ بالنفس والنبضة
أسمع دقات قلبي
*
سوريا الصغرى 1
تشيخوف في بيتنا
*
س_من هو تشيخوف؟
ج_....
كيف يمكن أن يجيب تشيخوف على السؤال في 19 أيلول 2010 !
" كل ما أردت قوله للناس,انظروا كم تبدو حياتكم مملة وتافهة"
_ بعد مرور أكثر من قرن على مغادرتك لعالمنا,تقرأ قصصك ومسرحياتك أضعاف ما كانت عليه في حياتك وحتى في العربية,إن كنت سمعت بها, من اشهر الكتاب تشيخوف
ما تعليقك؟
ج: فترة وجودي في الحياة,كنت أخجل من الادّعاء وأخاف الغرور, ربما تعرف كانت مهنتي الطبّ وقد مارستها بإخلاص(يسعل ويتنحنح ثم يمسح نظارته بكمّه...وينظر في عينيّ مباشرة
وترد في ذهني عبارته الشهيرة: الطب زوجتي والكتابة عشيقتي
_ معروف أن كتابتك اقتصرت على القصّة والمسرحية,ولم تحاول كتابة الشعر, فقط في إحدى قصصك تبدأ بمقطع لليرمنتوف, ويحضر للذهن تساؤل عن اختيارك للكاتب المعروف بروايته"بطل من هذا الزمان", وشاعر روسيا الكبير بوشكين تجاهلته.....
ج: هل قرأت عنبر رقم 6؟
_صار الصياد فريسة,شعرت أن عينيّ تشيخوف تخترقان جمجمتي وأنه يرى بالفعل ما يدور في عقلي, رغبت في التذاكي...
تشيخوف مؤسس قصيدة النثر, تشيخوف وقف في منتصف المسافة تماما_لم يدخل في صراع مباشر ولم ينكر أو يتجاهل الحاجات والرغبات المتناقضة وغير المنطقية أحيانا للبشر, وبقي طيلة حياته الطبيب المتعاطف
ج: أعد قراءة"الضدّان" بنبرة حاسمة أنهى الحوار, واختفى
*
لأنه صديقي بالفعل,واعرف روسيا القرن الماضي أكثر من معرفتي لسوريا اليوم
والفضل لتشيخوف بالدرجة الأولى.
لأنني مدين,إن كان لكتابتي.....معنى, لأسلوب تشيخوف وفكره العميق, وقد وجدت فيه النموذج والقدوة,وكثيرا ما شعرت بالمؤاساة الفعلية وأنا أعيد قراءة كتابته أو سيرة حياته
*
من هو تشيخوف!
كيف يمكن لأي شخص أن يجيب عن سؤال: من هو(أنت)....؟!
وداعا تشيخوف. مضى على غيابك 106سنين, والعالم الذي غادرته ليس أسوا ولا أكثر فظاظة,مما هو عليه الحال _هذا اليوم 19 أيلول 2010
*
أدرك وجوده المتخيّل.
شخص يخرج من كتاب,وينسج حياته الموازية كما يشتهي ويرغب.
زيادة في الواقعية,يغامر فوق الحدود التي يشيّدها الخوف وقلق الخسارة و....الزمن,وربما يزيد الجرعة بتسمية_بنسب الشخصيات والأمكنة,أليس كل حقيقي عادل!
*
كلما قويت الواعية واستقلّت, وأصبحت معها الإرادة الواعية كذلك,اضطرت الخافية إلى الانكفاء إلى الخلف.
عندما يحدث هذا,يسهل على البنى الواعية أن تنفصل عن النماذج البدئية للخافية.
بهذه الحرية المكتسبة,تحطم الواعية قيود الغريزة وتصل في النهاية إلى حالة حرمان من الغريزة أو مضادة لها,فتنفصل عن جذورها ولا تعود قادرة على الاستجابة لقوة الصور البدئية. صحيح أنها تنال حرية بروميثيوس,لكنها تكتسب غرورا شيطانيا. والحق أنها تحلق فوق الأرض,بل حتى فوق البشرية, لكن خطر الانقلاب إلى الطرف المضاد ماثل, لا بالنسبة للأفراد بل بالنسبة لجميع الأعضاء الضعفاء في هذا المجتمع, لا يلبثون أن يعودوا ثانية إلى وضعية بروميثيوس,مقيدين بالأغلال إلى جبال القوقاز من قبل الخافية.
لمثل هذه الحالة تقول الحكمة الصينية :
عندما يبلغ(يانغ) النور أقصى قوة له,تولد في أعماقه قوة (ين) المظلمة,ذلك بأن الليل يبدأ في الظهيرة,عندما يتشقق يانغ(النور) ويبدأ بالتحول إلى ين(الظلام).
في ظهيرة اليوم الأخير في أيلول أقرأ يونغ,خلال المحاورة
_صحيح,أين هي المعرفة!
في الكتب! في الأدمغة! في الهواء والزمن! هناك...عند الربّ!
2
"...ولكي أجعل هذه الحقيقة الغريبة مفهومة للقارىء,يجب علي أن أشير إلى أنه كما أن الجسم البشري يبدي عن صفات تشريحية مشتركة تتجاوز الفروق العرقية,كذلك تملك النفس طبقة سفلية تتعدى جميع الفروق في الثقافة والوعي" مقتطف من رسالة صديقي يونغ, حول كتاب "سرّ الزهرة الذهبية",... لا أعرف كيف كان يفكّر خلال موته ربيع 1961
.
.
.
من أنت(.....)
بعدما وجدني الحبّ ووجدته,بدأت أخسر الحياة_عناصر أساسية وملموسة في حياتي تتلاشى وبوضوح محايد.
3
أنا أيضا تشبه قصص تشيخوف حياتي/ الاختلاف خارج المعنى
"بهدوء,يشرب كأس الشمبانيا جرعة واحدة, ويلفظ الجملة الأخيرة:
إنني أموت.....
*
سوريا الصغرى2
فرناندو بيسوا في بيتنا
*
اعرف نفسك/ أمر سقراط الشهير,كيف يقرأه بيسوا؟
ج:اسأل ساراماجو....يعرف عنّي أكثر مما يسعني التعبير
وريكاردو ريسّ وألفارو دي كامبوس ...ألخ ....وألخ_ليصل عدد الأنداد 74
_هل تمزح سنيور بيسوا!
كيف لإنسان أن يخلق 74 مبدعا, ولكل منهم هويته ونبرته وأسلوبه / وكتاباته
ويحافظ على التركيز/ والانضباط الذاتي! ولو تجاوز عمره ألف سنة
وبعد ذلك,تحقق الشعرية بعدما يصل الغد ويصير كل شيء ماضيا
هل تسخر سيد بيسوا
أم تلهو....
_ساراماجو مات أيضا
وبقي شيوعيا بعد موته
*
ثم تصل هديل(
في الحلم تصل هديل
مع نبرة الصوت,في التفصيل السيمتري للون
تصل هديل ويتغير كل شيء
فوق لمعان النجوم المنطفأة, وتلك التي ماتت منذ سنين ضوئية
ولأن ما حدث حقيقي وعادل
ولأن الوضوح قيمة أخلاقية ومعرفية وجمالية
ترحبّ بالضيفين_تشيخوف وبيسوا_ في بيت هديل
للروسي المتشكك,بالطبع البشري وتقدم العلم,...وحتى بعدما تغمره الكآبة,يكابر ويستعفف
وأولغا كينيبر_صحيح ما اسمها وكيف يلفظ,تلهو مع زملائها في المسرح/تعبث وتبتعد
وذاك النحيل الواجم_السيد لا شيء ولا احد
هذا بيت هديل
ادخلوه فأنتم الضاحكون,بعد الموت وقبله ومنه
هذا بيت يمتلأ بالحب
*
يتردد الكهل البرتغالي, يتلمس بقية الزجاجة في جيبه
ليكتب في آخر يوم له,نهار أم ليل,الساعة....من يهتمّ
خراء,هذه الحياة لا شيء,خراء
_هذا الرجل الرقيق الخجول شديد التهذيب_يكتب عنا جميعا بهذه الفظاظة
اسألوا ساراماجو
اسألوا ألمهدي أخريف
*
الريح توشوش العشب,
اليوم في تشرين
الريح لا تتكلم بالجهر أو بالهمس
أنا من يظن ذلك
بينما أعبر بخفّة ثعلب
أنا لا شيء لا أحد
*
غدا تصل هديل
أجمل من صورتها في المرآة
أنعم من النفس
يديها ضوء
وفي عينيها سماء
لا تبكي ولا تصرخ
شعاع قرب الفجر
يلامس الروح والغفلة والصحو
لكن
الغد
لا يأتي أبدا
*
2
اتبعي السهم.
دوّار المحافظة/كيف يتذكّر أهل اللاذقية المحافظ السابق!
تهمس مراهقة من بسنادا لجارتها,البارحة اختبرت القبلة الأولى,مخيفة
كان أبي وأمي يجلسان فوق رأسي_هي بالفعل قبلتي الأولى, والخوف يزيل الأثر
_جامعة تشرين,مفرق الزقزقانية_الضاحية ....بسنادا ومفرق المستوصف
تتسامر الصبيتان ليلة اكتمال القمر.
يتحدثون عن شعور يشبه صعقة الكهرباء,تسري من الشفتين لتغمر النشوة....
هل رأيت ذلك الكهل النحيل,بنظارته ومعطفه والصندوق الغريب على ظهره؟
_يقولون أنه شاعر من البرتغال. مجنون
*
سيد بيسوا ألا ترغب في الكتابة عبر الكمبيوتر؟ ولو من باب التجربة...
_حياة الذهن أكثر حقيقية من الواقع المباشر
غياب المرأة في كتاباتك! السبب فنّي,نفسي,أم قسر في التخيّل إلى أقصاه,لعبة,يأس...خمر؟
_أنا لا شيء ولا أحد
يتيم في لشبونة,يلّون لياليه الطوال بألعاب الذاكرة وأحلام اليقظة
*
اليوم 30 أيلول 2010
.
.
_أعرف كيف يكون الماضي
الرؤية من هناك لمرة واحدة تكفي
*
سوريا الصغرى3
ما الذي كنت تريد قوله وانتظرت,ثم
عاجلني الموت وسحبني بعيدا في المجهول
البيت فارغ
اليدان فارغتان
مضت مئة سنة وأكثر
*
"دخل أعمى المعرّة إلى بيته,وبقي ثلاثين سنة, لم يتجاوز الباب, سوى مرة واحدة
إلى القبر"
_إكرام الميت دفنه
_الحيّ أفضل من الميت
_كل نفس ذائقة الموت
_الولادة علامة الموت
إني وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لم تستطعه الأوائل
.
.
.
هذا ما جناه أبي عليّ, وما جنيت على أحد
*
حاولت أن أتخيّل أبو العلاء المعرّي في أيامه الأخيرة,ثم الجنازة
والأحاديث التي دارت بين الجيران والأقارب
عجوز وأعمى ووحيد,وفي بعض الأخبار أنه كان زنديقا وملعونا_في زمنه
معرّة النعمان
لا تبعد أكثر من ساعة بالسيارة
_متى تزور المعرّة,لتختبر الواقع المتبقي
الحياة تحت صور الماضي
*
أبو العلاء المعري _عبر غوغل
http://abualala.jeeran.com/.
أؤجل الزيارة,وحتى البحث عبر الشبكة
بسبب الكسل.
بسبب.......لا أعرف
*
أمس توقفت عن متابعة هذا الحوار مع المعرّي, تعبت. شعرت أنني سطحي وسخيف, ,أمر مخجل عرض هذه العبارات الإنشائية الكسولة على قارئ.
وهذا الصباح فكّرت بجرأة/تحدث معي أحيانا: أمحو ما كتبته سابقا وقبل قراءته الثانية.
وحدث بالفعل ما حدث.
.
.
احترت بصيغة المخاطبة الملائمة.....أستاذ,سيدي,العلامة,الزميل,أبو العلاء,رفيق...
كيف يمكن العثور على صيغة مناسبة لعدد من المواقف المختلفة,الفاصل الزمني بينها يزيد عن ألف سنة؟
ما الذي يهمّني ويشغلني في هذه اللحظة أكثر:رضا قارئ,تهدئة مزاجي وحالتي النفسية, جودة التعبير عن دور المعرّي_في زمنه, وما تبقى ويستمرّ أو....يمكن ببعض الايجابية في التأويل وبشيء من الحظ الجيّد,نقل فكرة...تجربة/مكابدة_لا يفسدها الزمان
*
من هو أبو العلاء المعرّي بنظر نفسه
_الموقف الشعري في توهّج اللحظة وديمومتها,لا زمنيّ ,خارج شرط التغيّر والموت و...
_ الموقف الفلسفي من الجهة المقابلة,محاولة في مزج البرّانية والجوهري بنفس اللحظة والتعبير,يستقيم بالتجربة وقابلية التكرار والتعميم
الشعر والفلسفة ضدّان في الثقافة العربية السائدة
"الإبداع جرح في العدم"
تنجدني العبارة,أين قرأتها.....كيف
*
تلتقي الآن بأبي العلاء المعرّي(شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء), وتسمح لك الفرصة الميتافيزيقيّة بسؤال واحد فقط,
ماذا تسأله بلا تردد أو ندم
.
.
.
أذكر الكتاب,غلافه أخضر وأبيض,عن أبي العلاء المعري وبعض أشعاره
تصفّحته بملل شديد, واعدت المحاولة الفاشلة مرات
رسالة الغفران!
رسالة الغفران
حدث ذلك في طفولتي البعيدة السعيدة....مات أبي وضاعت كتبه وأحلامه
وبقي في ذاكرتي السؤال المحيّر,كيف لأعمى أن يجمع الاحترام والاهتمام/الرهبة
بعد مرور كل هذا الزمن. والأكثر إثارة للفضول,ليس امتناعه عن تناول منتجات الحيوان وبموقف فردي فقط,حبسه الذاتي ثلاثين سنة....يا جدّي:
ما أللذي كنت لتكتبه الآن!
*
سوريا الصغرى4
أسامة الدناصوري في بيتنا
.
.
وجه ميت
الملمح الأساسي في الموت الوجه.
وجهك.
.
.
.
لا حدود قطعية للوجه.
*
_أسّ.... مرحبا بك في بسنادا
ج_ أهلا يا فندم....
اليوم 11 تشرين1 أكملت قراءة كتابك/روايتك"كلبي الهرم...كلبي الحبيب".
ما هي توقّعاتك,تضيف أم تحذف.....الكلام لك
ج:
الحوار,والحالة كلها,من خارج الوعي.
قارئ سوري_شاعر وكاتب مغمور,يهتمّ بي وكتابتي ويرغب بإقامة حوار!
بصراحة,لا نهتمّ بصورة خاصّة وكوسط ثقافي أدبي مصري,بالشأن الثقافي السوري بمجمله, يتركز اهتمامنا على بيروت وقسم من الإعلام اللبناني واسع الانتشار_والمحتمل أن يترجم ,والخليجي وبعض أسماء المغاربة.
أدونيس....فيها نظر
_ أتغاضى عن الإهانة المضمرة,وأكمل الحوار طمعا بما للميت من رهبة واحترام! قرأت لك نصّ/قصيدة,وبالتحديد في السنة التي فتحت الباب وذهبت معها إلى الماضي:
بعنوان "صفقة" على ما أتذكّر,تعرض فيها على مخاطبتك, أن تقبل بمقايضة الشامة على ظهرها,بما تريد مقابلها من حياتك.
وبدون مساومة,سأهبك اليوم 24 ساعة من حياتي/مقابل هذا الحوار بيننا الآن. مشكلة أولى أنك حتى لو رغبت في الكلام لا أستطيع سماعك وثانيا أعتذر عن سجائر الحشيشة(وأنا ناقصني/ممنوع من السفر,متّهم في البيت والعائلة ومن الأصدقاء القدامى_اغلبهم).... عدا ذلك الكأس والسهرة....والكلام على كيفك
ج_أستاذ حسين
الفشل الكلوي الذي أخافك أكثر من أي شيء, كان الحدث الأهم في حياتي. لقد أوصلني إلى الموت بسهولة. وبدوره الموت ليس أبدا بالسوء الذي تنظرون إليه من جهتكم, خائبين خائفين... تعرف الشفقة لا تكفي
_أفرغوا بيوتكم من الخوف
في مواجهة الموت_الموت الشخصي والذي يحدث لمرة واحدة في الحياة,ولا أحد يعود
ما الذي يمكن قوله! المسكوت عنه,المكبوت,المهمل,الذي يخافه باقي الأحياء/ويتواطئون....
ج:
"عودة ميت واحد
تكفي
لصحوة الجميع"
أظنك قرأت صديقنا,أو أكررها كمفترض أولي لمن بمقدورنا مبادلتهم الكلام.
بعدما تختبر أوهام الفحولة وتلامس الخمسين,يتغيّر المنظور والمشهد صدّقني.
كيف ومن داخل جسدك ينفجر التهديد والضجيج_"الخوف" كلمة أولية,صفاتها واشتقاقاتها تتبع للخبرة والظرف الشخصيين. سهير
وبقي أسامة يردد سهير....حتى فاضت روحه,والمسوّدات المتناقضة/بعدما أتّفق الأقربون على سترها,تشي وتدلّ....ربما.
*
أفرغوا بيوتكم من الخوف
أفرغوا من الخوف:قلوبكم,ضمائركم,حياتكم,كلامنا
.
.
.
كان الخوف هوى حياتي الوحيد
*
ينفض الرماد ويبتسم
هذا في الحلم
هذ1 في الحكاية
يده اليسرى ترتجف,ترفع الغطاء
وجه ميت!
كيف هي الحدود....
العين تغمض وتنكفئ
الشفة واليدان,
المفتاح يتدلى من النافذة
.
.
.
هذه الأعضاء القريبة من النفس
أو تلك,
محاذاة طفلة تتسلّق السور
ومحفظتها حكاية الخلق
لنعاقب قبل الجريمة
وبمثل حرصهم على البراءة,
يتردد الصدى
من أنت!
من أنت.....
*
مات أسامة الدناصوري كما سنموت جميعا.
مردّ اهتمامي الزائد,زمالتنا في مرض الكلية ربما, أهميته كشاعر وإنسان!
كتابه في الأشهر الأخيرة قبل الموت"كلبي الهرم....كلبي الحبيب"
شخص ينظر في وجه الموت, وينتظره خلف كل منعطف! ويتجاهله تماما.
يصف وبإطالة طبخة اليوم,الماضي,الزملاء نزلاء مشافي الكلية والمسالك البولية,الأطباء, الشعراء والكتاب,.....الحبّ!
ولديه كل الوقت للنكتة والفكاهة.
"أفرغوا بيوتكم من الخوف"
يبقى صوت الشاعر ويدوم.....
أفرغوا بيوتكم من الخوف
*
سوريا الصغرى5/أبواب متقابلة
عمري 51 سنة و4 اشهر 18 يوم و.....عشرات الساعات
لا أعرف بالتحديد والدقّة.
لم تكن حياتي مهمّة لأحد. هكذا وجدت نفسي.
أخ لتسعة إخوة وأخوات بلا ملامح
بدون صور شخصية للطفولة أو الشباب الأول.
كيف تجعل من حياتك"شيء" يستحق الاهتمام_ولو لنفسك؟
لا اعرف.
_أحببت في هذا العمر أل.....متقدم
أنتظر تلفونك. زيارتك. لمحة رضا. أنتظر.....ويطول الانتظار
.
.
إلى متى يحتمل صبري!
أحتاج لمن تنتظرني,تهتم لأمري, تعتني بي_ بكل صغيرة وكبيرة
*
أحببت أكثر مما يسعني التعداد
البحر والخريف والأصوات والحكايات,القصص, السفر,الطعام والشراب,نساء بألوان مختلفة
ليست حاجتي أن أحبّ
_من تحبني كما أنا,تتشبّث,تعتني وتلاطف,تحتمل المصاعب
بعدما تسقط بقية أسناني,ويتقوس ظهري, ويضعف بصري وسمعي أكثر
وتبقى تحبني
2
لماذا يسارع كل البشر لدفن الأحباب الموتى؟
البعض يسحب توضّع النجوم ولمعانها الغامض,إلى هذه المرأة أو ذاك الرجل,
وكأن سحر السعادة_هو السرّ المكشوف للجميع بدوره
*
فراشتان في الحلم,هدهدان
الهواء يحملنا من غصن لآخر
كيف تصير السذاجة ميزة!
في لحظة تذوب الحياة والكأس والسماء
نقطة. وتنطفئ حياة أحدنا
*
حلقة مفرغة تدور
قبالة حائط يتشقق,صوت آخر وربيع
ليس عندي صديق أول
*
عثرة تهملها اليوم
والجبل أمامك اليوم
*
في النفس المخمور وعودة اللذة إلى الصدارة
وردة مكتوفة إلى بصري
في شمس آب الخارقة
وردة يكاد يجرحها الحنين
*
ما أجهله وأدور معه
ما ظننت نفسي ,في يوم مضى
ببساطة نسيت
*
بالجذور والأظافر تتشقق اللوحة,وتنزلق
وجها لوجه,وكتفا على كتف
ولا سواد العنقود
أهكذا تصفون الضحك في دياركم!
*
ليست المسألة ضيق الوقت أو اتساعه.لم
يقل احدهم من قبل بماذا سيخبر عني
بعدما أدير ظهري وأغادر
*
كل ما قاله العشاق والشعراء,حفظته
وكنت صبورا ينتظر
تقولين كلمة أصيرها
*
داخل مدارات النفس
على السيالة العصبية للخط
الدقائق والثواني
الحاضر المفقود....
مع الحبّ نغنّي في مكانين,وبوقت واحد
3
مثلنا القادم الجديد
يسعى إلى الكنز يسعى إلى الكنز الذي ضيّعه تحت صور طفولته
*
سوريا الصغرى6_أصوات تحت اللسان
رياض الصالح الحسين في بيتنا
.
.
"حجرا فوق حجر
لن أتهدّم,
مثل مدينة محاصرة"
س:كيف ترغب أن تكون جلستنا اليوم,أصدقاء,كأس,شعر....
ر:لو تحدثني أولا عن القرن الجديد,انتظرته,وكانت لي أحلام كثيرة وملونة
ضجرت من القبر, ولا أعرف كم مضى....أيام؟ شهر؟ سنين!
_هذا يوم السبت 23 تشرين أول 2010 . قمر مكتمل
ويوجد الكثير من الآلام والبؤس
ر: (بحدّة) لا أريد خطبة ثورية,الحياة وكيف تمضون أيامكم, هل من جديد...
فكّرت في نفسي, هذا هو رياض الصالح الحسين, الشاعر الشاب أبدا.
الخسران المتلازم مع العيش,والحلّ المبتذل بالهرب والإنكار,كيف تعامل معها في دخيلة نفسه!
هل كان راضيا بموقف الشاعر
ما أللذي يدركه الندم!
ر)يقاطعني بحدّة أكثر: لا تكلمني بالعقل الرسمي....
*
بيدي خطوط اللعبة
مطر تشرين,بدايات العلاقة
مرة أكثر ومرة أقل
صورة الأزهار والقط
_هل تعتقد أنك حيّ؟
في الطريق تلاقيت باسم وصوت وملامح
_الطريق الذي يقود إلى الماضي؟
يدي على قلبي ,بالفعل واللمسة, والعجز
هل يجرحك صوتك؟
وأنا أيضا
*
س: أكثر ما كان يخافه رياض الصالح الحسين؟
ر: سؤال عسير,خصوصا بعد الموت. أكثر ما يخافه! أكثر ما أخافه!
سوء الفهم ربما
س: أكثر ما كان يحبه؟
ر:سهرة رأس السنة وبحضور الحبيبة والأصدقاء
اسمح لي بسؤال أخير,وفظّ:
اتّفق على شاعرية رياض الصالح الحسين,في حياتك_ وبعد موتك, وهي حالة نادرة سوريا, هل كنت تؤمن أنك شاعر
رياض سأخبرك حكايتنا,وكتبها بخطّ يده:
عاد أبي من درعا إلى مارع,مسقط رأسه, واشتغل بالزراعة.
المهنة التي يجيدها بالوراثة,كما تعلم نحن عائلة فلاحين فقراء,والبندورة زراعتنا الأساسية.
جار أبي ورفيق صباه,عاد بعد تقاعده أيضا, وكان ميسور الحال وليس بحاجة للعمل.
الموسم ينقل إلى سوق البلدة,عدة مرات بالتراكتور, عبّ براس كما يقال بلغة الفلاحين.
أجور النقل وبقية التكاليف, ويبقى المردود مقبولا.
_من هو المزارع الأصيل بيننا
حدث التنافس بين الجارين,وتطوّر من مزحة إلى قضية وجود.
الأب يشتغل للعيش, رضا المستهلك والمربح ضروري
الجار يتسلّى بالزراعة, ولا يعنيه سوى جودة الثمار
أيهما الزارع الأصيل ؟
.
.
.
يعبر احدنا الجسر,يتعثر في الطريق,ينهض
يتبعه آخر,ثالث ورابع
نحدد الجهة الأولى ونختلف
الحبّ. الصراع. المعنى. الخبرة.الطعام. الرضا. الألم. الغناء....
ولا يعود يفهم من كلامنا شيء
*
أيامي كانت ملونة وكثيرة
عبر المقلب الآخر للوجود
جاء صيف
وآخر وغيره
أيامي طويلة
ملونة. كلامهم. أيامك. قصيرة مبعثرة
يردد الصدى
هذا كلامهم أم كلامك
يردد الصدى
هذا كلامهم أم كلامك
قصيرة مبعثرة. أيامك. ملونة. كلامهم
*
أهداها حذاء خفيفا للنزهات
وأهدته قلما للكتابة
بالحذاء الخفيف جاءت لتودعه
وبالقلم كتب لها وداعا
دمشق 198,012 / رياض الصالح الحسين
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟