أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد المثلوثي - تنظيم حزبي أم تنظيم كوموني؟















المزيد.....



تنظيم حزبي أم تنظيم كوموني؟


محمد المثلوثي

الحوار المتمدن-العدد: 3167 - 2010 / 10 / 27 - 22:23
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في البداية وجب القول أن الثورة ليست مسألة أشكال بل مسألة مضمون النشاط الاجتماعي للحركة نفسها. إذ أن المهم ليس شكل أو اسم هذا التنظيم أو ذاك بل المهم طبيعة نشاطه الفعلي. فلو أحصينا اليوم الأحزاب التي تُسمي نفسها "شيوعية" فسنجدها تُعد بالآلاف. لكن هل أن هذه الأحزاب "الشيوعية" تمثل بالفعل تعبيرا عن شكل من أشكال التنظيم الذاتي للبروليتاريا؟ هل أن وجود هذه الأحزاب يُعبّر عن وجود نشاط ثوري فعلي للبروليتاريا؟ وإذا كانت "أفضلية" النقابات أنها تعترف صراحة أنها منظمات لإدارة وجود العمال ضمن المجتمع الرأسمالي، وأنها "تناضل" من أجل موقع أفضل للعمال داخل النظام السائد، وهذا ما يبرر وجودها نفسه، إذ العمال في وضع السلم الاجتماعي لا يمثلون سوى جزء من العلاقة الراسمالية نفسها ويتفاوضون بصفتهم "طرفا اجتماعيا" و "شريكا في الإنتاج" وبالتالي فإنهم يطالبون (عن طريق النقابات) بحصة أكثر في الثروة الاجتماعية ، أو بسعر أفضل لبضاعتهم (قوة العمل) لقاء قبولهم بالنظام الاجتماعي وبأنفسهم كعبيد مأجورين. إذا كان هذا مبرر وجود النقابات، فما هو مبرر وجود أحزاب شيوعية بدون وجود بروليتاريا ثورية؟ فهل ستقوم هذه الأحزاب هي أيضا بإدارة وجود العمال ضمن النظام السياسي؟ أي هل أنه فيما تقوم النقابات بالتفاوض (النضال) حول موقع اقتصادي أفضل للعمال في حدود المجتمع القائم، تقوم الأحزاب "الشيوعية" بالتفاوض (النضال) حول موقع سياسي أفضل لهم؟ في الحقيقة، نعم. وهذا ما تثبته المعاينة التجريبية لواقع هذه الأحزاب "الشيوعية". ففيما يتمحور نشاط النقابات حول الحقوق الاقتصادية للعمال، يتمحور نشاط الأحزاب "الشيوعية" حول الحقوق السياسية للعمال. وهكذا نجد في الحالتين "ممثلين" لجزء من الرأسمال: العمل. أي الجناح اليساري للمجتمع الرأسمالي. وفي الحقيقة فان وضع هذه النقابات أو الأحزاب ليس نتيجة "تحريفيتهم" أو "تخليهم عن المبادئ" أو "قراءتهم الخاطئة للماركسية" بل هو تعبير عن غياب النشاط الثوري للبروليتاريا. فالعمال في وجودهم كبائعي قوة العمل، أي كممثلين لجزء من رأس المال لا يحتاجون سوى لمثل هذه النقابات والأحزاب، أي لممثلين لهم بصفتهم جناحا من أجنحة النظام وهذا ما يحدد طبيعة نشاط تلك النقابات والأحزاب. فوجود العمال في هذه الوضعية كملحق من ملاحق الرأسمال لا يحتاج لتنظيمهم الذاتي بل لممثلين عنهم في التفاوض، وهذا بالضبط ما تمثله النقابات والأحزاب "الشيوعية".
إذا، متى يطرح موضوع التنظيم الذاتي للبروليتاريا نفسه؟ ببساطة عندما تدخل البروليتاريا حلبة الصراع وتتشكل بصفتها طبقة اجتماعية. وبصفتها تلك – أي انتقالها من بائعة قوة العمل الى مهدد للنظام الاجتماعي بكامله- فإنها لا تستطيع أن تكون إلا طبقة معارضة لكلية النظام الاجتماعي القائم. فالبروليتاريا لا تكون طبقة اجتماعية إلا بدخولها غمار النضال ضد وضعها كطبقة. أما فيما عدا ذلك فهي مجموعة سوسيولوجية، مجموعة من بائعي بضاعة خاصة هي قوة العمل، وهم في ذلك يكافحون وينافسون الطبقات الاجتماعية الأخرى ويتنافسون فيما بينهم من أجل بيع بضاعتهم في أفضل الظروف وبسعر أعلى. ومثلما يشكل الأعراف نقابات للدفاع عن موقع أفضلي في سوق المنافسة، يقوم العمال بتشكيل نقابات وأحزاب لمواجهة المنافسة البورجوازية ولكبح المنافسة الداخلية فيما بينهم. وهكذا فان شكل التنظيم الذاتي، أي الانتظام الطبقي، للبروليتاريا يغدو لغزا غير قابل للحل في غياب النشاط الثوري لهذه الطبقة. أما عندما تباشر البروليتاريا عودتها إلى مسرح التاريخ فان قضية التنظيم لن تحتاج إلى أي عمل نظري من حيث هي قضية عملية تحلها هذه الطبقة في مجرى نضالها نفسه. يقول ماركس "حين تثور طبقة تتركز فيها مصالح المجتمع الثورية، تجد مباشرة في وضعها بالذات المضمون والمادة لأجل نشاطها الثوري: فتقضي على الأعداء، وتتخذ التدابير التي تمليها مقتضيات النضال، وعواقب أعمالها تدفعها إلى أبعد. وهي لا تنصرف إلى البحوث النظرية في مهامها" (النضال الطبقي في فرنسا)
وفي جانب آخر، إذا نظرنا للثورة الاجتماعية، مثلما فصّلنا في موضوع سابق (أنظر نصنا بعنوان حول الشيوعية وبرنامجها التاريخي)، ليس كاستيلاء حزب سياسي على السلطة بل كتحويل اجتماعي شامل، فان نظرية الحزب "الشيوعي" تفقد أية قيمة نظرية كما أنها لن تكون ذات مغزى واقعي. فنجاح الثورة هو نجاح البروليتاريا في إنشاء كوموناتها لإدارة المجتمع بأسلوب يتجاوز الشكل السياسي الذي لا يعبر الا عن اغتراب البشر عن قواهم الاجتماعية ووجودهم الحيوي. وبالتالي فإننا نتحدث دائما عن أشكال تنظيم ذاتي للبروليتاريا وليس عن تمثيل سياسي لهذه الطبقة من طرف حزب "شيوعي" والذي يتالف دائما من أقلية ضئيلة من المجتمع. فالفرق بين الحزب السياسي والكومونات هو أننا نتحدث في الحالة الأولى عن تمثيلية سياسية للطبقة البروليتارية، بينما نتحدث في الحالة الثانية عن تنظيم طبقي فعلي لهذه الطبقة. وأما القول بالتمثيل السياسي للبروليتاريا فهو أمر يناقض نفسه بنفسه، حيث أن البروليتاريا، مثلما أسلفنا، تناضل ضد الشكل السياسي لتنظيم المجتمع، أي ضد الدولة، ولا يمكن أن يكون لها ممثلين سياسيين لأنها لا تشارك أصلا في المجتمع السياسي بصفتها كطبقة، وانها لا تملك فكرة سياسية خاصة بها أو برنامجا سياسيا لتفرضه على المجتمع. واذا ما شارك العمال في المجتمع السياسي السائد فلن يكون ذلك الا بصفتهم كمواطنين، كذرات فردية متنافسة وكأصوات انتخابية، أي أن مشاركتهم السياسية لا تعني سوى إلغاءهم السلبي كطبقة واعتبارهم بائعي قوة العمل. أما القول بالتنظيم الذاتي للبروليتاريا، أي تشكيل الكمونات، فانه في حد ذاته إلغاء للتمثيلية السياسية وإلغاء لكل الوسائط في تنظيم البروليتاريا لنفسها.
وفي الواقع فإن مفهوم الحزب السياسي للبروليتاريا يقوم أساسا على النظر للثورة الشيوعية كثورة سياسية لا كثورة اجتماعية. أي كثورة لاستيلاء الحزب "الشيوعي" على الدولة أو بناء دولة بروليتارية جديدة باسم البروليتاريا وبقيادة هذا الحزب. وأن الحزب سيقود المجتمع إلى القضاء على الرأسمالية تدريجيا والوصول إلى الشيوعية عبر مرحلة انتقالية. ولقد سبق وأن دحضنا هذه الرؤية الإرادية (السياسية) للتطور التاريخي (أنظر نصنا بعنوان حول الشيوعية وبرنامجها التاريخي). لكن بقي أن نضيف أن تشكيل البروليتاريا للكمونات (المجالس العمالية ، السوفياتات وكل الأشكال التنظيمية التي قامت البروليتاريا بكشفها للتعبير بها عن هدف حركتها) ليس عملا مؤجلا لما بعد الثورة، بل هو نشاط تقوم به هذه الطبقة داخل المجتمع الرأسمالي نفسه، وستقوم به دائما، وستنحل هذه التنظيمات التي أقامتها البروليتاريا في هباتها الثورية السابقة عند خفوت موجة النضال أو يقع استيعابها من طرف البورجوازية لتنبثق من جديد أشكال أخرى عند بروز موجة جديدة من النضال وهكذا دواليك، إلى أن تنجح البروليتاريا أخيرا في فرض أسلوبها الجديد في التنظيم الاجتماعي للمجتمع. فالمجتمع لن يتغير بضربة واحدة بل بهزات ثورية متعاقبة وهزائم مدوّية إلى الحد الذي يُبرز فيه التطور التاريخي كل إمكانياته وتستطيع قابلة التاريخ أن تستقبل المولود الجديد بعد كل آلام المخاض والاجهاضات والحمل المزيف.
و إذا كان أحد الأساسات النظرية التي يقوم عليها مفهوم حزب الطبقة العاملة، والمتمثل في التمثيلية السياسية للعمال، قد ظهر لنا كإلغاء سلبي (الثورة الشيوعية هي إلغاء ايجابي للبروليتاريا) لأي تنظيم ذاتي لطبقة البروليتاريا، وتحويل هذه الأخيرة إلى مجموعة سوسيولوجية، أو فئة اجتماعية تطالب بوضع أفضل ضمن النظام السائد، فان الأساس النظري الآخر لمفهوم الحزب، والمتمثل في القول بأن مهمة الحزب تقوم على نقل الوعي الثوري لطبقة العمال، يقوم على اعتبار البروليتاريا جثة بلا روح، أو ككائن بلا وعي، أو كوجود اجتماعي بلا وعي اجتماعي، وتكون بالتالي مهمة الحزب "الشيوعي" هي بث الروح في هذه الجثة، أو نقل ما يسميه لينين بالجرثومة الثورية لطبقة لا تحمل في ذاتها أي طابع ثوري.
فكاوتسكي ولينين وتروتسكي وغيرهم ينطلقون من أن الوعي الثوري لا ينبثق من النضال العملي للبروليتاريا نفسها، بل إن الوصول إلى هذا الوعي يكون من خلال المنظرين الذين يملكون الوعي العلمي المستقل، فالمنظرين يصبحون جسرا بين النظرية الثورية والبروليتياريا. وبالتالي فان هذا الوعي لا يمكن أن يتوفر إلا لدستة من الأذكياء، أو ضمن الانتلجنسيا المتنوّرة. لتقوم هذه الأخيرة بنقله إلى طبقة البروليتاريا عبر الحزب الثوري. وبما أن هذا الحزب هو الوحيد المتملك للوعي (والحزب ليس في الأخير سوى لجنة مركزية منتخبة حسب لينين) فسيكون مثلما يصفه لينين هيئة أركان الطبقة العاملة، وهو الذي سيقود جيش العمال إلى الثورة، وهو الذي سيستولي على السلطة السياسية باسم المجتمع وسيوجهها صوب تحقيق الشيوعية. ومن الطبيعي حسب هذه الرؤية فان ديكتاتورية البروليتاريا لن تعني سوى ديكتاتورية هذا الحزب. ولن تكون دولة البروليتاريا سوى الدولة السياسية بقيادة هذا الحزب. وستكون المرحلة الانتقالية هي المرحلة التي سيبني فيها هذا الحزب مجتمعا جديدا ويقضي على المجتمع القديم من خلال تطبيقه لسياساته الحزبية الخاصة ووفقا لإرادته السياسية "الشيوعية". وسوف يكون تقدم هذا البناء مرتبطا بمدى وفاء القيادات الحزبية لمبادئ الشيوعية، أو مدى فهمها للماركسية. كما أن الهزيمة والرجوع للرأسمالية سيجد تبريره التاريخي في تحريفية هذا القائد، أو عدم فهم الحزب للنظرية الثورية الصحيحة...الخ، أي انها ليست لها العلاقة بما يجري في التاريخ الفعلي، ومادام الأفراد هم الذين يحكمون التاريخ، فلا يمكن أن تصبح الشيوعية حقيقة من حقائق التاريخ، لأن هذه المسيرة الانتقالية الطويلة، حسب لينين، مهددة على الدوام مادام الفرد لا يمكنه أن يعيش مثل نوح.
من الجليّ أن مثل هذه الرؤية تجعل من الحزب جهازا من المثقفين "الثوريين" ينشأ وينشط من خارج طبقة البروليتاريا. وهو ليس انبثاقا لتنظيم ذاتي للعمال ضمن سيرورة حركتهم الثورية بل كأداة تُحرّك جيش العمال وتحدد لهم أهدافهم وترسم لهم تكتيكاتهم وتضبط مهامهم الآنية والإستراتيجية. وعند اندلاع الثورة فان هذا الحزب يضع أمام العمال مهمة واحدة ورئيسية تتمثل في إسقاط الحكومة القديمة وتعويضها بحكومة "ثورية مؤقتة" يكون طبعا أعضاؤها من قيادات الحزب. وان انتصار أو هزيمة الثورة يتحدد بمدى انجاز هذه المهمة. وعندما يعتلي الحزب سدّة الحكم يُقال عندئذ أن البروليتاريا قد أمسكت أخيرا بالسلطة السياسية وما عليها الآن سوى تطبيق المراسيم التي ستصدرها الدولة العمالية وحكامها باسم البروليتاريا. ومادامت السلطة بيد حزب العمال فانه سيكون بمقدور هذا الحزب أن يحدد طبيعة الثورة حسب هواه. فتكون في مارس ثورة ديمقراطية بورجوازية لتتحول في أكتوبر إلى ثورة اشتراكية. ويكون المجتمع في هذه السنة مجتمعا يغلب عليه الطابع الإقطاعي ليكون في السنة الموالية مجتمعا اشتراكيا. هذا كله طبعا بفضل الوعي الثوري للزعماء الذي تلقوه في المدارس البورجوازية.
ما قدمناه ليس لوحة خيالية، أو افتراضات نظرية بل هو وقائع تاريخية فعلية قد اصطدمت بها البروليتاريا في موجتها الثورية في روسيا خاصة. ولعله في روسيا بالذات قد مرت هذه الرؤية الحزبية على محك التجربة التاريخية وأثبتت إفلاسها النهائي. وبهذه الرؤية استطاع البلاشفة الاستيلاء على السلطة السياسية باسم العمال ليقودوها إلى المذابح والحروب العالمية من خلال التحالفات مع الأقطاب الرأسمالية باسم الجبهة ضد النازية والفاشية، مثلما تقود الاحزاب الاخرى البروليتاريا باسم الشعب، والوطن، والدين إلى المذابح المشابهة في العالم. وبهذه الرؤية استطاع البلاشفة أن يحولوا الثورة ضد رأس المال إلى بناء رأسمالية الدولة. وبهذه الرؤية استطاع البلاشفة أن يحولوا السوفياتات التي أنشأها العمال والفلاحون والجنود إلى أشباح وأجهزة تابعة للدولة ليُجهزوا عليها لاحقا ويغرقوها في الدماء مثلما حصل لسوفياتات بحارة كرونستاد وأوكرانيا. وبهذه الرؤية استطاع ستالين أن يقيم أحد أعظم ديكتاتوريات القرن العشرين باسم الاشتراكية وباسم الثورة نفسها. ولعل من مهازل تحليلات "الماركسيين" تبريرهم لسقوط اشتراكيتهم المزعومة بخيانة خروتشوف لمبادئ الحزب. وهكذا يستطيع مجتمع اشتراكي أن يعود إلى الرأسمالية بسبب تحريفية هذا الزعيم، أو انحراف الحزب عن المبادئ الماركسية أو اللينينة...الخ.
يتبين لنا مما سبق أن مفهوم الحزب لا يجيب عن الإشكاليات التي يطرحها التنظيم الذاتي للبروليتاريا كطبقة ثورية بقدر ما يُغرق الموضوع في نظرة سياسية وإرادية ويسقط في أغلب الأحيان في مفهوم التمثيلية السياسية للعمال. بقي هنا وجب أن نوضح بعض النقاط العامة في نظرتنا لتنظيم البروليتاريا الذاتي:
- إن الوعي الثوري لا يوجد ويكتمل في الرؤوس الإيديولوجية ليتم نقله بعد ذلك إلى البروليتاريا، بل هو ينبثق خلال النضال الثوري نفسه لهذه الطبقة. ولا يمكن فهم هذا الوعي إلا من خلال كون البروليتاريا وهي تناضل من أجل تغيير شروط وجودها المادية فهي تغيّر أيضا وفي نفس الوقت من أفكارها ومن وعيها للعالم ولوجودها التاريخي، فالبروليتاريا لا تقوم بتعديل أرض الواقع حسب فكرة خاصة تسمى فلسفة البروليتاريا، او النظرية الثورية الجاهزة للتطبيق، أو الاشتراكية العلمية...الخ بل تقضي على الأساس الاجتماعي الذي ينتجها كبروليتاريا. وفقط خلال هذا النضال يمكن للأهداف التاريخية وللبرنامج التاريخي للبروليتاريا أن يجد تعبيراته النظرية والتي هي نفسها ليست مذهبا نظريا أو نماذج نظرية يجب على الواقع التاريخي أن يطابقها بل هي تعبير عن الشروط التاريخية لهذه الحركة. وبالتالي فان مهمة التنظيمات البروليتارية ليس نقل الوعي بل دفع حركة النضال العملي. والعمل النظري الذي تباشره هذه التنظيمات لا يمكن فهمه كمهمة مستقلة بذاتها، أو كمهمة خاصة بفئة محددة، أو كتوعية للبروليتاريين بل كمستوى من مستويات النضال العام للبروليتاريا.
وحتى إذا وجدت بعض التنظيمات البروليتارية أو الأفراد أنفسهم في وضع لا يسمح إلا بمباشرة النضال في مستواه النظري، فلا يجب النظر لذلك إلا كتعبير عن ضعف الحركة وارتهانها لتقسيم العمل الاجتماعي. ولا يجب بأي حال من الأحول تمجيده أو جعله تخصّصا نهائيا لهذه المجموعة أو الأفراد.
- إن البروليتاريا تقيم تنظيماتها من خارج وضد الدولة السياسية. وبالتالي فان هذه التنظيمات ليس الغرض منها التمثيل السياسي للعمال بل تنظيمهم الذاتي بدون أية وساطة. وهذا يقود إلى أن وجود هذه التنظيمات وديمومتها مرتهن بوجود وديمومة الحركة الثورية نفسها. وان كل خفوت أو تراجع لهذه الحركة سيعني بالضرورة إعادة استيعاب تلك التنظيمات البروليتارية من طرف البورجوازية وتحولها إلى أجهزة نظامية حتى إن حافظت على أسمائها أو أشكالها القديمة. وبالتالي فان تعايشا سلميا لهذه التنظيمات ضمن النظام السائد أو استمرارها ومشاركتها في الحياة السياسية بصفتها ممثلة للعمال لا يعني سوى تحولها إلى أدوات لترويض العمال باسم العمال أنفسهم ولمصلحة البرجوازية.
- عندما تُنشأ البروليتاريا تنظيماتها الطبقية فان الهدف منها ليس النضال من أجل تحطيم الدولة السياسية فحسب بل أيضا وخاصة من أجل مباشرة إعادة تنظيم المجتمع وفق أسلوب جماعي جديد. وستكون تلك التنظيمات النواتات الأولى لهذا الأسلوب. حيث أن المباشرة بالإطاحة بالعلاقات الاجتماعية القديمة وإرساء علاقات جديدة ليست مهمة مؤجلة لما بعد "الثورة" أو لما بعد "استيلاء البروليتاريا على السلطة السياسية" بل هي مهمة تبدأها البروليتاريا حتى قبل الانتصار العسكري الكامل. لذلك فيجب النظر لهذه التنظيمات من وجهين. الأول هو وجهها السياسي، أي اعتبارها كأدوات عسكرية للإطاحة بالنظام السياسي والدفع باتجاه امتداد الثورة في المكان وفي الزمان. والثاني وجهها الاجتماعي، أي اعتبارها كأدوات للتحويل الاجتماعي وفرض الأسلوب الكوموني .والحقيقة فان سيطرة وجه واحد على طابع هذه التنظيمات سيفقدها حتميا طابعها الثوري. فإذا انحصر نشاط التنظيمات البروليتارية عند وجهها السياسي فإنها تكون مهددة في كل لحظة إلى التحول إلى التمثيلية السياسية أو إلى قوة عسكرية تكتسب شيئا فشيئا مصالح خاصة مستقلة عن المصالح العامة للحركة وهو ما سيقودها إلى الدخول في الحرب ما بين البورجوازيات وتحولها هي نفسها إلى طرف بورجوازي بغطاء عمالي. وهذا هو واقع كل الحركات المسلحة المسماة يسارية. أما إذا انحصر نشاطها ضمن إطار التحويل الاقتصادي والاجتماعي بدون مصادمات مع الدولة، فان ذلك سيقود هذه التنظيمات إلى تحولها إلى نوع من النقابات وستُخضعها الدولة شيئا فشيئا لتُحوّلها إلى أجهزة دوْلتية.

الخلاصة:
تقوم نظرية الحزب على وجهة نظر لا ترى امكانية لتنظيم البشر لأنفسهم الا بشكل سياسي، أي من خلال الوسائط السياسية (الدولة، الأحزاب، النقابات...الخ). لذلك فان هذه النظرة لا ترى أفقا لتنظيم البروليتاريا لنفسها كطبقة الا عبر تلك الوسائط السياسية، بل انها لا ترى للمجتمع في غياب الدولة والأحزاب الا كغابة من الفوضى. كما تعتقد هذه النظرة أن ما يجعل الانتاج عملا اجتماعيا ومخططا هو الدولة وأجهزتها، وأنه في غياب هذه الأجهزة الدولتية ستعم الانتاج الفوضى والعشوائية وسيدمر البشر عالمهم كما يدمر الأطفال قصور الرمل التي بنوها.
كذلك تقوم نظرية الحزب على أن الشيوعية هي تطبيق لنظرية محددة سلفا (نظرية لينين، نظرية الماركسية..الخ) أو هي تطبيق لبرنامج سياسي حزبي مسبق يقوم بتخطيطه العلماء أو "المثقفين الثوريين". كما تقوم هذه النظرية على أن الشيوعية غير ممكنة بدون اكتمال وعيها في رؤوس البشر وبالتالي فهي حصيلة عملية لوعي سابق.
لكن لو نظرنا للموضوع من وجهة نظر الفهم المادي للتاريخ لتبين لنا:
أولا، أن التنظيم السياسي للمجتمع لم يظهر في التاريخ البشري الا كتعبير عن انحلال التنظيم الجماعي للمجتمع، وانه بالتالي ليس غريزة انسانية ولا هو طبيعة خاصة بالمجتمع الانساني، بل هو بمعنى تاريخي شيء طارئ وعابر وبالتالي فهو قابل للتجاوز والاستعاضة عنه باسلوب جديد في التنظيم الاجتماعي
ثانيا، اذا كانت الدولة تعني النظام وغيابها يعني الفوضى الحتمية، فما الذي كان يمسك مجتمعات المشاعات البدائية التي لم تعرف الدولة؟ وهل حطم هؤلاء البشر (رغم "بدائيتهم") مجتمعاتهم واغرقوها في الفوضى. فنحن بالعكس نجد أن المجتمعات المعاصرة التي قامت على ادارة دولة قوية ومنظمة أشد التنظيم ولها أحدث اساليب الادارة هي من يعيش أقصى درجات الفوضى والهمجية
ثالثا، ان الطابع الاجتماعي للانتاج ليس شيئا قررته الدولة ولا هو مصان من طرف الدولة بل ان هذا الطابع من الانتاج انما هو حصيلة تاريخية لتطور قوى الانتاج نفسها ودرجات تطور تقسيم العمل وما الدولة وشكلها ليس سوى حصيلة لهذا الطابع الاجتماعي للانتاج نفسه، فظهور الادارة العصرية والتخطيط المركزي ووجود اجهزة خاصة للتسيير والتنظيم انما هو حصيلة تطور أسلوب الانتاج وبروز الحاجة الى التخطيط العصري والعلمي. وهكذا فالدولة لم تكن أبدا العنصر المقرِّر بل هي العنصر المقرَّر في علاقة باسلوب الانتاج. واذا كان وجود الدولة ضروريا بالنسبة لهذا الأسلوب من الانتاج المعاصر فانما لإدارة طابعه المتناقض وما يدفع به من صراعات اجتماعية لا يمكن ادارتها الا من خلال الدولة والأحزاب والنقابات..الخ
رابعا، هل من الصحيح أن البروليتاريا لا يمكن لها أن تتنظم الا في اطار حزب سياسي؟ فمن خلال المعاينة التاريخية نستطيع أن نعرف أن البروليتاريا قد نظمت وتنظم نفسها بدون الحاجة لإطار سياسي حزبي، بل بالعكس فلقد مثلت كل الأشكال التنظيمية التي أبدعتها البروليتاريا ذات طابع اجتماعي وليس سياسي. بمعنى أن مضمون نشاط تلك التنظيمات كان اجتماعيا وليس سياسيا. فما الذي مثلته كومونات باريس وسوفياتات روسيا وأوكرانيا والمجالس العمالية في ألمانيا وايطاليا وهنغاريا؟ هل مثلت فعلا شكلا سياسيا في التنظيم أم طريقة للتعبير عن أهداف اجتماعية؟ فنحن نعرف اليوم رغم كل التزوير التاريخي أن حركة البروليتاريا التاريخية لم تجد في الأوهام الحزبية والسياسية سوى معرقل لتقدمها ومشوها لطبيعتها الحقيقية. حيث وفيما كانت البروليتاريا في روسيا مثلا تتقدم عمليا في الاستيلاء على مراكز الانتاج وكان هدفها الفعلي هو تغيير اسلوب الانتاج والقضاء على الدولة، فان البلاشفة وبقية الأحزاب السياسية "اليسارية" الأخرى كانت تبث الوهم حول ضرورة الاستيلاء على السلطة وبناء الدولة العمالية والتي لم تكن سوى دولة الحزب البلشفي نفسه وترفع ما يسمى بدكتاتورية البروليتاريا التي لم تكن تعني سوى دكتاتورية الحزب. وفي الأخير كشفت هذه الأحزاب عن نيتها الحقيقية من خلال الاجهاز على تلك السوفياتات شهورا فقط بعد استيلاءها على السلطة ولم يأت ربيع 1918 في روسيا حتى كانت السوفياتات مجرد ذكرى قديمة واشباح تديرها أجهزة الحزب البيروقراطية.
لكن وبغض النظر عن هذه المعاينة التاريخية فهل من الممكن اعتبار حركة البروليتاريا حركة سياسية تستوجب تنظيما سياسيا حزبيا؟ أو، اذا طرحنا السؤال بشكل آخر، هل أن للبروليتاريا أهدافا سياسية بصفتها كطبقة اجتماعية؟ هل تطمح البروليتاريا الى الاستيلاء على السلطة السياسية لتوجيه المجتمع نحو هدف محدد سلفا، أو لتحقيق برنامج سياسي محدد؟
ان الحديث عن استيلاء البروليتاريا على السلطة السياسية لا يضاهيه سوى الحديث عن استيلاء العبيد أو الأقنان على الدولة. فهل ممكن للعبيد أن يستولوا على الدولة بدون الغاء مسبق لأنفسهم كعبيد، أي بالغاء العبودية نفسها، وما هي العبودية ان لم تكن أسلوب انتاج تاريخي محدد؟ فماذا يعني تحرر العبيد ان لم يكن تغيير اسلوب الانتاج القائم على العبودية؟ وهكذا فمثلما أن تحرر العبيد مشروط سلفا بالغاء انفسهم كطبقة من العبيد فان تحرر البروليتاريا مشروط بالغاء انفسهم كطبقة من عبيد العمل المأجور. لكن ماذا يعني الغاء البروليتاريا الذاتي؟ هل يعني تحولهم الى طبقة سائدة؟ بالطبع لا، فالبروليتاريا لا يمكن لها بصفتها كبروليتاريا، كعمال مأجورين، كبائعين لقوة العمل، ان تسود سياسيا. ذلك ان السيادة السياسية تشترط سلفا سيادة اقتصادية، لكن البروليتاريا لا تجد في وضعها الطبقي بالذات أي امكانية للسيطرة الاقتصادية وبالتالي السياسية وان مصلحة البروليتاريا هي مصلحة المجتمع كله، فهي ليس لديها مصلحة خاصة بها لتحافظ عليها في ظل سيادتها السياسية. وهكذا فدولة العمال انما هي من وحي الخيال الفلسفي وليست أمرا واقعيا قابلا للتحقق. فمثلما أن دولة العبيد او دولة الأقنان شيء وهمي لم ينتج الا عن قصور تاريخي في الشروط المادية لتحرر تلك الطبقات، فان دولة العمال شيء وهمي ينتج عن تعثر الحركة الثورية لتلك الطبقة بالذات وتغلغل الوهم السياسي فيها، أي عجزها الوقتي عن تجاوز حدود النظام الاجتماعي السائد.
واذا كان استيلاء البروليتاريا على السلطة السياسية هو وهم خالص فهذا لا يعني سوى أنه ليس للبروليتاريا فعليا أي برنامج سياسي لتطبقه على المجتمع، ولذلك يفقد التنظيم السياسي الحزبي للبروليتاريا أي معنى بل هو متناقض مع الطبيعة التاريخية لهذه الطبقة وطبيعة أهدافها التاريخية. ذلك ان هدف البروليتاريا الأساسي هو بالضبط انهاء التنظيم السياسي للمجتمع بالذات وهذا لا يعني سوى القضاء على الدولة السياسية ذاتها وليس الاستيلاء عليها. وهكذا يتبين لنا كيف ان مضمون نشاط البروليتاريا الثورية هو مضمون اجتماعي وليس سياسي وبالتالي يستوجب أدوات اجتماعية وليست حزبية سياسية، وهذا بالضبط ما عبرت عنه الكومونات والسوفياتات ومجالس العمال.
خامسا، من الخطأ القول أن الشيوعية تشترط نظرية "ثورية" مسبقة لقيامها فالنظرية لا تعكس سوى حالة تاريخية، موجودة بصورة مسبقة. فهل كان قيام العبودية على أنقاض المشاعيات البدائية نتيجة نظرية "عبودية" أم نتيجة تطور القوى المادية للمجتمع؟ وهل قامت الاقطاعية من خلال نظرية "اقطاعية" مناقضة للنظرية "العبودية" أم انها نتيجة عوامل اقتصادية بحتة؟ واخيرا هل قامت الرأسمالية كتطبيق لنظرية بورجوازية أو لبرنامج حزبي بورجوازي أم نتيجة التطور الحاصل في الصناعة والتجارة واكتشاف الطرق التجارية البحرية الجديدة وتطور العلوم وظهور أدوات انتاج جديدة؟ فلماذا تكون الشيوعية بالذات وحدها من يستوجب وجود نظرية مسبقة؟
ان الشيوعية أسلوب انتاج يظهر نتيجة التطور التاريخي نفسه وليس من خلال النظريات. لذلك فان الشيوعية لا تستوجب وجود نظرية أو برنامج حزبي مسبق بل تستوجب وصول تطور القوى المادية للمجتمع الى درجة تسمح بظهور هذا الأسلوب الجديد في الانتاج. ومثلما أن الرأسمالية قد نشأت في قلب المجتمع الاقطاعي وتطورت داخله الى أن استطاعت أخيرا أن تتحول الى أسلوب الانتاج المسيطر فان الشيوعية تنبثق من رحم المجتمع الرأسمالي نفسه ونتيجة طبيعية لتطوره المتناقض وستتطور حركتها الى أن تقدر على التحول الى الأسلوب الانتاجي المسيطر وتقضي على الأسلوب الانتاجي القديم. وهكذا فاننا نرى كيف أن كل أساليب الانتاج التاريخية لم تظهر بعد أن اكتملت عناصر وعيها في رؤوس البشر، بل على العكس من ذلك فظهور تلك الأساليب في الانتاج هو الأساس المادي الذي قامت عليه النظريات والأفكار التي حملها الناس عن حياتهم المادية تلك. فمن كان أساس الآخر أسلوب الانتاج الرأسمالي أم فلسفة الأنوار؟ ومن كان أساس الآخر بروز الصناعات الكبيرة ام الاقتصاد السياسي؟ ومن كان أساس الآخر ظهور الأزمات الاقتصادية الدورية وبروز الصراعات الطبقية الناجمة عنها أم نقد الاقتصاد السياسي الذي قام به ماركس وغيره من الشيوعيين؟
هكذا فالنظرة الحزبية انما هي نظرة مشوهة للتاريخ. وهي اذ تتغلغل في صفوف حركة البروليتاريا الثورية فانها لا تعبر سوى عن ضعف تلك الحركة بالذات. وبالتالي فان تجاوزها مرتبط بدرجة تقدم حركة البورليتاريا التاريخي وقدرته على تجاوز حدود النظام الاجتماعي القائم.
أخيرا، ان تنظيم البروليتاريا لنفسها كطبقة أمر حتمي لإنتصارها، بل ان ظهور هذا التنظيم أو تفسخه انما هو تعبير عن حركة واقعية هي حركة نشوء وتطور الأسلوب الكوموني الجديد في الانتاج والتوزيع والادارة وما يصاحب هذه الحركة التاريخية من صراعات اجتماعية ومواجهات طبقية حتمية. غير أن ما يحدد طبيعة هذا التنظيم انما هو طبيعة تلك الحركة التاريخية بالذات. فاذا كانت البورجوازية قد كانت حركتها تحمل في ذاتها هدفا محددا هو تحويل سيادة طبقية فعلية مسبقة الى سيادة سياسية على المجتمع، فان ذلك كان يستوجب تنظمها في شكل سياسي، وهو ما جعل طريقة تنظيمها لنفسها كطبقة طريقة سياسية من خلال الأحزاب واستيلاء هذه الأخيرة على جهاز الدولة. اما بالنسبة للبروليتاريا فانها طبقة لا تملك في الواقع أي سيادة مسبقة ولا يمكن لها بصفتها تلك تحقيق أي سيادة، بل ان تحررها لا يعني سوى القضاء على كل سيادة، وبالتالي القضاء على نفسها كطبقة خاصة في المجتمع. وهكذا فحركة البروليتاريا التاريخية لا تحمل أي طابع سياسي، أي أنها لا تسعى للظفر بالسلطة السياسية بل القضاء على كل سلطة وبالتالي القضاء على التنظيم السياسي للمجتمع نفسه. من هنا يظهر أن تنظيم البروليتاريا وعلى نقيض البورجوازية لا يمكن أن ياخذ طابعا سياسيا بل طابعا اجتماعيا. وبالتالي فان هذا التنظيم لا يمكن أن يكون حزبيا (سياسيا) بل كومونيا (اجتماعيا).
لكن هل يعني التنظيم الكوموني عدم التصادم مع الدولة أو عدم القيام بممارسة العنف المنظم ضد مقاومة البورجوازية؟ الاجابة نجدها عند الكومونة وليس عند "ايديولوجيي الطبقة العاملة...صناع الشيع الاشتراكية" مثلما يسميهم ماركس. فالكومونة قامت بحل الجيش وتحويله الى ميليشيات شعبية من خلال التجنيد الاختياري. والكومونة قد حولت المواجهة مع البرجوازية الى عملية اجتماعية وليس اعتلاء هذا أو ذاك من البيروقراطيين لسدة الحكم باسم العمال. والكومونة قد حولت عملية الادارة والتسيير عملية جماعية خاضعة لمراقبة الكومونات نفسها وليس بناء جهاز اداري يتم تعيينه من طرف الدولة أو الحزب. والكومونة قد ألغت كل الوسائط السياسية من برلمان وحكومة وأحزاب ونقابات وأعادت للمجتمع نفسه القدرة على ادارة نفسه بشكل مباشر وفعلي، وليس انشاء جمهورية ديمقراطية "ثورية" لا تعني سوى اغتراب البشر عن حياتهم الاجتماعية وانفصال قواهم المادية عن وجودهم الحيوي. هكذا يظهر لنا التعارض بين الرؤية الكومونية للتنظيم، أي رؤية البروليتاريا لنفسها كطبقة ولحركتها كحركة اجتماعية، والرؤية الحزبية السياسية التي لا تعبر سوى عن رؤية البورجوازية لنفسها كطبقة ولنظامها الاجتماعي الذي لا ترى أفقا تاريخيا غيره.



#محمد_المثلوثي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الشيوعية وبرنامجها التاريخي
- التاريخ بين العلم والديالكتيك
- نقد العلمانية (3)
- نقد العلمانية (2)
- نقد العلمانية (1)
- ماركس والماركسية
- ايران: الثورة، ومحاولات الالتفاف


المزيد.....




- عفو «رئاسي» عن 54 «من متظاهري حق العودة» بسيناء
- تجديد حبس المهندس المعارض «يحيى حسين» 45 يومًا
- «نريد حقوق المسيحيين» تظاهرات في سوريا بعد إحراق «شجرة كريسم ...
- متضامنون مع المناضل محمد عادل
- «الصيادون الممنوعون» في انتظار قرار مجلس الوزراء.. بشأن مخرج ...
- تيار البديل الجذري المغربي// في خدمة الرجعية يفصل التضامن م ...
- جريدة النهج الديمقراطي العدد 585
- أحكام ظالمة ضد مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني والجبهة تند ...
- السيد الحوثي: العدو اعتدى على متظاهرين بسوريا واطلق عليهم ال ...
- سلطات مدينة إيربيت الروسية تقرر نزع ملابس -ديد ماروز- عن تمث ...


المزيد.....

- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد المثلوثي - تنظيم حزبي أم تنظيم كوموني؟