(( كلمة هزّت الفاشست ))

جواد القابجي

الحوار المتمدن-العدد: 3167 - 2010 / 10 / 27 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أسماء لا تُنْسى

بعد الانقلاب الفاشستي في شباط الأسود عام 1963 الذي قاده حزب العبث الغربي الإشترا .. كي .. أو ( وحده .. امريّه .. اشترا .. كبّه ) بمشاركة القوميين العرب ومساندة القوى الاستعمارية العالمية وبعض الدول العربية القومية والرجعية في الداخل العراقي ..( اشلون جبهة ماشاء الله ) فقد أقام السلطويون الفاشست الجدد كيانهم على جثث الجماهير العراقية .. ومعاصري تلك المرحلة المشؤومة شهودٌ حاضرة الى يومنا هذا .. منهم من دوّن ماحدث من اضطهاد وقتل وسجون وتعذيب وتشريد على أيدي العملاء البعثفاشست .. مما جعل من المستحيل نسيان تلك الحقبة التأريخية المريرة ..
نتحدث عن بعض رجال لا تُنسى أصبحوا مدارس للنضال التأريخي في صفحات تأريخ الحزب الشيوعي العراقي في أصعب الظروف وأقساها .. حيث أصبحوا نجوم مضيئة في سماء عراقنا الحبيب .. بل سطّروا ملاحم من البطولة شهد لها الرفاق والأشقّاء والأصدقاء في كل أنحاء الكرة الأرضية ..
الشهيد المناضل عباس ابو اللول

عضو في الحزب الشيوعي - خط الفلاحين .. من سكنة منطقة أم عباسيات التي تبعد عن محافظة النجف الاشرف حوالي 25كم ..
وصلت عن طريق التحقيقات والممارسات الفاشستية لقوات الحرس القومي بأن الرفيق زكي خيري عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي والرفيق باقر ابراهيم عضو اللجنة المركزية للحزب يختبئان في بيت الرفيق عباس ابو اللول ..
كان الشهيد عباس ابو اللول قد أقسم أمام الرفاق بقوله : ( مادمت موجوداً لايمكن لأية قوة في الدنيا أن تأخذكم مني إلا على جُثَّتي ..) وقد كان فعلاً قَسَم الشرفاء ..
-- بقيادة سكرتير حزب البعث وقائد الحرس القومي محمد رضا الشيخ راضي في النجف تحركت القوة الى منطقة أم عبّاسيات ووصلت الهدف وقد خرج الرفيق أبو اللول لهم وهو يحمل بندقيته وقال لهم ماذا تريدون .؟ فقالوا له نريد تفتيش دارك ولاتقف أمامنا .. قال لهم نحنُ أبناء عشائر والبيت فيه حريم ولايمكن ان تدخلوا .. وفي اللحظة بدأ تبادل الرصاص وقد سقط صريعاً قائد الحملة سكرتير الحرس القومي محمد رضا الشيخ راضي .. وبعد طلب قوات إضافية تمكن البعثيين من السيطرة وقد أُصيب الرفيق عباس ابو اللول بجروح بليغة وتم إعتقاله مع بعض من رفاقه وبعض من أصدقائه وأقاربه ..
أما الرفيق زكي خيري والرفيق باقر ابراهيم قد غادروا الدار من الباب الخلفي برفقة أحد الرفاق الذي أرشدهم الى طريق يصلهم بمدينة الشامية ..
بعد اعتقال الرفيق أبو اللول وهو جريح قد مارسوا معه أنواع التعذيب ليعرفوا أين رفاقه الذين كانا يختبآن عنده ..
-- كنت أنا في زيارة والدي السيد كاظم القابچي حين كان يرقد في مستشفى الشرق الأوسط في مدينة الكوفة ( كان القابجي رمزاً شيوعياً من خلال مواقفه الوطنية التي كان معروفاً بها من خلال إنتقاده للسلطات الحاكمة دفاعاً عن المضطهدين وقد تحمّل العديد من التعسّف من إعتقال وتنكيل .. مع إنه لم يكن منتمياً للحزب الشيوعي .!!) فقد جاء لزيارته أحد أصدقائه وبعد السؤال عن صحة الوالد قال : أبو جواد الله يحفظك گلّي شنو ذوله الشيوعيين .. قال أبي قل لي ماذا ؟ قال : هؤلاء عجيب غريب ..
طلب أبي من صديقه ان يحكي ماعنده عن هؤلاء الشيوعيين .. قال : ان الفلاح ابو اللول بعد التعذيب يرقد في المستشفى وان البعثيين اخرجوا الكتور الشيوعي رضا عجينه من التوقيف وقالوا له هل تحب ان نطلق سراحك ؟ فقال ولمَ لا .. فإننا شيوعييون نناضل من أجل هدم السجون ونجعل مكانها معامل لأبناء شعبنا وأن يكون العالم بسلام .. فقالوا له عالج رفيقك أبو اللول وبشفائه ستكون حرّا .. دخل دكتور رضا على الرفيق ابو اللول وبعد مدة قصيرة قال للبعثيين رجاءاً أعيدوني ال التوقيف لأن الرفيق أبو اللول ميئوس منه وسيموت قريبا ..
-- حين عاد الدكتور الى الحجز سأله رفاقه ماذا حصل .. حكى لهم وقالوا له لماذا لم تعالج الرفيق .. ؟ قال لهم بما ان الرفيق ابو اللول قد قتل أكبر مسؤول من البعثيين فلايمكن ان يتركوه سليماً وإنما يريدون شفاءه حتى يستمرّوا في تعذيبه وقد ينهار وسوف يؤذي رفاق آخرين .. وبعد ذلك سيكون قتله أكيداً ..
-- أما الرفيق ابو اللول حين عجزَ البعثيين من شفاءه , جاءوا إليه وهو على فراش الموت ليستجوبوه وسألوه .؟ وقالوا له : أبو اللول .. من كان يختبىء في بيتك ..؟؟
فقد أجابهم جواب كان أكبر من صاعقة حين صرخ فيهم :
( كان معي كل العراق )
إنذهلوا وقالوا : عجيب غريب ..!! إذا الشيوعي الفلاح هكذا .. فكيف نتعامل مع الآخرين ..!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
**************************
أذكر هنا بيت من الشعر الشعبي ( أبوذية ) قاله الشاعر الشهيد عبدالحسين ابوشبع

عيني اتشاوف اعللدرب ++++ وتراب
اومتهزني عواصف بعد ++++ وتراب
يره گبرك الشامت حجر ++++ وتراب
اويرى التاريخ گبرك مزهريّه
***************************************
[email protected]

#جواد_القابجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات