أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الاعسم - بين كارتر و فِريضة آل بدير..دروس في حيثيّات وثائق ويكيليكس















المزيد.....

بين كارتر و فِريضة آل بدير..دروس في حيثيّات وثائق ويكيليكس


طارق الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 3167 - 2010 / 10 / 27 - 06:35
المحور: كتابات ساخرة
    


بين كارتر و فِريضة آل بدير
دروس في حيثيّات وثائق ويكيليكس
تقفز أمام المتابع لفضيحة نشر وثائق ويكيليكس زاويتان مختلفتان(حدّ الكفر) في النظر الى موضوعة الوثائق برمّتها, تمثّل الزاوية الاولى الطريقة التي ينظر بها العالم المتمدّن الى الوثائق (حتّى لو كانت تدينه)فيما تمثّل الزاوية الثانية الطريقة الرسميّة العراقيّة العمياء(أو قل المتعامية) للنظر لذات الوثائق.
ففي الايام الاولى لتولّي جيمي كارترالرئاسة في امريكا قام صحفيان من الواشنطن بوست باخطارالمكتب الصحفي بالبيت الابيض أنهما بصدد نشر وثيقة رسميّة خطيرة تحوي قائمة باسماء عدد ممن كانوا ولازالوا يتقاضون مرتّبات من (السي آي أي) كعملاء معتمدين تضم اسم احد الملوك العرب( ممن ماتوا قبل سنوات وشبعوا موت بعد ان عاشوا وشبعوآ حكما!!) وانه كان يستلم وفقآ للوثيقة مرتّبآ يبلغ مليون دولار سنويّآ منذ مطلع شبابه الى الان, واعطى الصحفيّان فرصة للبيت الابيض لحق الرد في نفس المقال الذي سينشر بعد يومين.
أخطر المكتب الصحفي للبيت الابيض الصحفيّين بأهميّة الحضور لأنّ الرئيس الجديد جيمي كارتر قد قرر ان يستقبلهما فورآ لمناقشة الوثيقة (أؤكّد فورا)وحين التقاهم كارتر بادرهم بالاعتراف(مرّة اخرى اؤكّد الاعتراف) ان الوثيقة صحيحة (دون ان يسألهم كيف حصلوا عليها)ورجاهم (أؤكد مرّة اخرى رجاهم) ان يتريثوا في نشرها لأسبوع واحد لانه بصدد ارسال مبعوثه الخاص بازمة الشرق الاوسط الى المنطقة العربية بعد يومين ,وستكون محطّته الاولى زيارة الملك موضوع الوثيقة ,وأن نشر الوثيقة الان سيربك الزيارة وقد يفشلها وانّه اطلع على الوثيقة عند دخوله البيت الابيض قبل ايّام وامر فورا بايقاف صرف الراتب للملك العربي....كاد الصحفيّان ان يجيبا الرئيس كارتر الى طلبه بإرجاء النشر,الا انهما فضّلا ان يعدانه فقط(فقط) بمناقشة الموضوع مع هيئة تحرير الصحيفة ,وماأن خرجا من عند الرئيس حتى قررا نشر الوثيقة فورا, ونشراها في اليوم الثاني فعلا.
في نفس يوم النشر وردت للصحفييّن رسالة قصيرة مكتوبة بخط الرئيس كارتر نصّها((لقد كان لنشركم الوثيقة اثرا سيّئا على مصالح الولايات المتحدة الامريكيّة في الشرق الاوسط مع الاسف ,وكان من الافضل عدم نشرها ))التوقيع جيمي كارتر بصفتي الشخصيّة كمواطن امريكي وليس بصفتي رئيس الولايات المتّحدة الامريكيّة!!!.
لقد اثار نشر وثائق ويكيليكس (حتى قبيل نشرها) عاصفة من ردود الافعال ولاتزال التداعيات مستمرّة مع استمرار الموقع بالنشر والاضافة بالرغم من كل الضغوط الهائلة التي مورست على القائمين على الموقع لثنيهم عن النشر,ورغم الفضائع بل قل الفضائح التي حوتها الوثائق والتي لم يتمكّن قطاع واسع من العراقيين من قرائتها والاطلاع عليها لعدم وجود ترجمة عربيّة لها ,وهي في مجملها تتحدّث عن جرائم بحقّهم بالدرجة الاولى وتخصّهم قبل اي احد في العالم وتكشف الوجه البشع لقوّة السلطة حين تمارس سلطة القوّة وتستسهل في طريقها قتل الابرياء بل وحتّى قتل المجرمين دون اطر قانونيّة سوى قانون العقول المريضة التي تستسيغ استخدام اساليب تتشدّق علنا بوصفها بالبربريّة.
بالرغم من كل ذلك فأن هنالك في حيثيّات نشر الوثائق ذاتها دروس توازي في اهمّيتها محتويات الوثائق التي يندى لها جبين الذئاب التي سيأتي يوم يكون أشد ماسيؤلمها هو ان تشتم احدها قائلا (يا انسان ياإبن الانسان)بل ان هنالك في الحيثيّات مايعدّ كفيلآ بأن يكون عائقا مانعا من تكرار امثال تلك الجرائم .
فمن تلك الحيثيّات انه لايوجد عاقل ذو ضمير يستطيع ان يتغاضى عن جرائم ابى غريب او عن جريمة اغتصاب فتاة المحموديّة وجرائم بلاك ووتر وغيرها والتي تعدّ تافهة قياسآ بما حوته وثائق ويكيليكس ,ولكن بالرغم من ان مرتكبي تلك الجرائم هم امريكيّون ,إلا ا ن الصحيح ايضآ انّ فاضحي تلك الجرائم البشعة هم امريكيّون ايضآ والمشتكون والقضاة الذين يحاكمونهم كذلك امريكيّون وكذلك الامر بالنسبة لناشري ومسرّبي الوثائق فهم امريكيّون ولاتهمّهم(لإظهار الحقيقة)ايّة تخرّصات تتحدّث عن سمعة الحكومة والاضرار الاستراتيجيّة لسمعة اميركا ومصداقيّتها في العالم,فهم ببساطة (بعيدآ عن التراث العربي والاسلامي الذي لايعرفون عنه أي شيء) يعرفون ان التربية أعزّ من الابناء وان من يرتكب الجرائم هو المتّهم الاول بجريمة الاساءة لسمعة بلده وشعبه وهو الاحقّ بالعقاب والمسائلة وانّ فضح الجريمة وادانة مرتكبها أيّآ كان مركزه هي الضمانة الاساسية والوحيدة لايقاف مسلسل الجرائم والتجاوزات وليس الاخفاء والاختباء الذوات المريضة.
ومن تلك الحيثيّات انه وبالرغم من التصريحات الناريّة التي اطلقها الساسة والعسكر في قمّة الهرم الامريكي فاننا لم نسمع كلمة واحدة تسائل فيها اي مسؤول عن كنه مسرّبي الوثائق حتّى لتظن ان ليس من حقّه ان يسأل!!!لأن في ذلك تعدّ على الحريّات (طبعا هم لم يسمعوا عن مقوله عمر بن الخطّاب رضي الله عنه" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا").
ومن الحيثيّات ان القائمين على الموقع لم يرضخوا لايّة تحذيرات عن خطورة مايفعلونه بل انهم لم يخفوا قبل النشر من انّهم سينشرون,ولم يخش احد منهم الاغتيال او المحاكمة اوالاتهام بانه تابع لهذه الجهة او تلك .
ومن الحيثيّات ان الوثائق ستصيب بالعار مدى الحياة جنودا او آمرين او سياسيين امريكان تساهلوا في عدم حماية دماء سواهم (اي العراقيين) ولاتوجد وثيقة واحدة تتحدّث عن اهمال او تقصير في تعريض حياة جنود امريكان من ابناء جلدتهم للخطر ,فمابالك بمن تتحدّث الوثائق عن وحشيّتهم مع ابناء جلدتهم سواء من كانوا يقرؤون بعد كل صلاة ادعية (ضياء الصالحين) او( رياض الصالحين ) لافرق ماداموا سيقتلون ضحيّتهم بعد الدعاء!!!!!.
ومن الحيثيّات ايضا ان لااحد من المسؤولين العراقيين قد تلقّف الوثائق ليقاضي القوات الامريكيّة عمّا يدينها في الوثائق من اتهامات بجرائم,وصار همّ الجميع ان يصدّ التهم الموجّهة له و للحكومة دون ان يفكّر للحظة في دماء الذين تتحدّث عنهم الوثائق وهم ممن لم يتّهم احد الحكومة العراقية بها بل اتهمت الوثائق الامريكيّة فيها جنودها وقوّاتها .
ومن الحيثيّات ان الحكومة العراقية هربت من ارض الواقع لتتعلّق بخيط واهِ في قصّة تشكيكها بتوقيت نشر الوثائق وكأن المصيبة في التوقيت والفضيحة في التوقيت, وكأن هنالك قانون في الدنيا يجيز للمجرم ان يستريح في كرسيّه الوثير ويستقرّ ويشرب قدح الشاي ويتم التأكّد من طيب مزاجه قبل ان يبلّغ بانه ليس اكثر من صعلوك قاتل حتّى لو كان ممن يعربون القرآن بأفضل من مصطفى جواد ويجيد التسبيح افضل من فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين ففي تراثنا (لافي تراث الامريكان) ان الرسول الاعظم يقول والله لوسرقت فاطمة لقطعت يدها وفي تراثنا يقول عليّ كرّم الله وجهه" لاتنظر الى من قال وانظر لما قال" ولم يقل امير المؤمنين شيئآ عن توقيت القول ولم يطلب منّا ان نفتّش عن انتماء القائل وهل هو ديموقراطي ام جمهوري كما صرّح امس احد اشباه المثقّفين الحكوميين في مقال تابع للحكومة !!!.
ان التعامي عن مانشر في موقع ويكيليكس لن يكون طوق نجاة لأحد أيّآ كان والوثائق قد نشرت من جهات ليست محايدة فقط, لكنها غير مقدور عليها من حكومة بلدها وبالتالي فأنّ القائمين على موقع ويليكيكس لن يخشوا من ايّ مسؤول عراقي مهما أرعد وأزبد.
وبالتالي فليس امام من ذكرتهم الوثائق من العراقيين الا ان يخضعوا أنفسهم لتحقيق نزيه وشفّاف ومحايد ,لاأن يقوموا هم انفسهم بالتحقيق مع انفسهم والا فلينقعوا اوراقهم التحقيقية ويشربوا مائها لأنّها لن تساوي الحبر الذي يصرف عليها ,وسيكونوا مصداقآ لقصّة فريضة آل بدير .
يحكى أنّ ريفيّا بسيطا وجد مرآة ملقاة على قارعة الطريق في منطقة آل بدير بالديوانيّة ,ولأنه لا يعرف ماهي المرآة ولم يرها منذ ثورة الزعيم فما أن ابصر فيها حتّى ظهرت صورته...فظن ان هذه صورة اخيه الذي مات قبل سنين فبكى واخذها الى منزله وصار كلّما ينظر فيها تظهر صورته فيبكي ويظنّها صورة اخيه المرحوم!!!شكّت زوجته بالامر وغافلته وهو نائم لترى ماهي قصّة الصورة ,نظرت فيها (وهي ايضا لم تقف امام مرآة طوال عمرها منذ انقلاب البكر)فظهرت صورتها ,هرعت الى امّها العجوز وهي تبكي وتولول لان زوجها وسيتزوّج امرأة عليها وانه يخفي صورتها تحت المخدّة!!!طالبتها امّها بالدليل الجازم فاخرجت الصورة(المرآة) فنظرت فيها الام(وهي ايضا لم تر مرآة في حياتها منذ دخول الانكليز الى عفك)فظهرت صورة الام العجوز ,فضحكت وقالت لابنتها (ولج اشبيج اتسودنتي هاي عجوز بكد حبّوبته مامعقولة )لم تقتنع ابنتها فاتفقتا ان تذهبا للفريضة وهو سيحل الموضوع ..دخلتا على الفريضة وهو جالس بعمامته السوداء ولحيته وسبحته ومسحة الوقار المزعوم فشرحت له الام مشكلة ابنتها وطلبت منه ان يجد لهما الحل(لأن بنتي عدهه كومة زعاطيط) فطالبهما بالدليل كي يواجه به الزوج فأخرجت العجوز الصورة(المرآة) وتناولها (الفريضة) وهو ايضا لم يعرف أو يرى المرآة منذ معركة ذات الصواري !!...نظر في المرآة فظهرت صورته فيها (طبعا) واذا به يخرج عن وقاره المزعوم ويغرق بضحكة مجلجلة قائلا للمرأتين المذهولتين(من الله يطيّح حظجن ياناقصات العقل والدين ,ولجن هذي صورة علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه من صخّم الله وجوهجن!!!!!!) ....ومسكين ياعراق
طارق الاعسم
[email protected]



#طارق_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابات ساخرة (حمّام السفارة)
- في رحاب عاشوراء الحسين يذبح من جديد!!
- مقال(قبل فوات الاوان
- تساؤلات على بوابة يوم السيادة


المزيد.....




- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الاعسم - بين كارتر و فِريضة آل بدير..دروس في حيثيّات وثائق ويكيليكس