أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باتر محمد علي وردم - الثاني عشر من أيلول 2004: لا نزال ندافع ولكننا نخسر














المزيد.....

الثاني عشر من أيلول 2004: لا نزال ندافع ولكننا نخسر


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 954 - 2004 / 9 / 12 - 14:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم أكتب شيئا عن 11 ايلول 2001، لأنه لم يعد هناك ما نكتبه عن هذا اليوم، ولأن المهم هو دائما اليوم التالي بعد الكارثة. وها نحن بعد ثلاث سنوات من الحدث الفظيع الذي قضى على حياة 3 آلاف شخص منهم 650 من المسلمين في نيويورك وواشنطن نشعر وكأن هذا الحدث كان يوم أمس، لأننا لا نزال نعاني من تداعياته حتى الآن وربما إلى عقود طويلة قادمة!
لا زلنا في الثاني عشر من ايلول 2004 نفعل كما فعلنا في نفس اليوم منذ ثلاث سنوات. لا نزال ندافع عن ديننا وقيمنا وثقافتنا من تهمة الإرهاب ونستحضر كل النصوص التي يحفل بها الدين الإسلامي عن التسامح والحوار والأخلاقيات والإندماج مع المجتمعات الأخرى. ولا نزال نقلب في صفحات التاريخ الإسلامي عن فترات الإزدهار والحضارة والعلم والتي كان سببها الرئيسي الانفتاح على الثقافات الأخرى، ولا نزال نسجل يوميا الجرائم والأخطاء التي ترتكب ضد المسلمين لنضع منها مبررا لما يقوم به بعض المجانين والمجرمين من أبناء ديننا تجاه الآخرين!
لا نزال نقوم بهذا الجهد في كل مكان، وبكل اللغات المتوفرة في معارفنا، ومع كل الناس الذين يمكن أن نتحاور معهم. لا نزال نكتب ونتكلم بآلاف المجلدات عن قيم الإسلام الحقيقية، ولكننا نخسر المعركة، وفي كل يوم يمر نتراجع أمام هذا المد الهائل من الإرهاب الذي ينتشر بإسم العرب والمسلمين.
خلال سنة واحدة فقط، هي هذه السنة التعيسة حطم بعض الإرهابيين كل مقاييس الأخلاق، وسجلوا براءات اختراع جديدة في نوعية الإرهاب وقتل الأبرياء. في مدريد سجلت تنظيم القاعدة اختراع تفجير حافلات القطارات التي تنقل الأبرياء من المدنيين من وإلى أعمالهم، وفي العراق اخترعت مجموعات متطرفة اسلوب خطف الأبرياء وقطع أعناقهم، بل أن الخسة وصلت إلى مستوى اختطاف النساء اللواتي جئن إلى العراق في مهمات الإغاثة. ومن مدينة مسالمة في أوسيتيا في بلاد القوقاز الجميلة، جاءت الكارثة الأخيرة عندما تجرأ بعض المجرمين الذين خرجوا عن تقاليد المقاومة البطولية، باختطاف مئات الأطفال الصغار وتهديد حياتهم ومنعهم من الأكل والشرب قبل أن تأتي القوات الروسية لتكمل المأساة.
هؤلاء كلهم يدعون أنهم يقومون بأعمالهم تحت راية الإسلام، ويقومون بتجهيز اشرطة الفيديو وبيانات الإنترنت ويستخدمون كل أنواع تكنولوجيا الترويج للحقد والموت والقتل، لتلتقط وسائل الإعلام الأجنبية هذه المواد الإعلامية في أفضل استثمار لما يسمى حملة الإساءة إلى الإسلام.
إننا نخسر المعركة، وهذا ما يجب أن نعترف به. سيأتي زمن يكون فيه المسلم متهما ومطاردا في كل مكان، وتكون الصورة النمطية عن الإسلام هي تلك التي يصنعها المتطرفون من اختطاف وقطع رؤوس وتفجير وقتل أطفال ونساء. سوف نخسر كل قضايانا العادلة، ونخسر كل القيم الأخلاقية التي نناضل من أجلها، وسوف نصل إلى وقت تصبح فيه مهمتنا بالدفاع عن الإسلام مستحيلة.
أعجبني جدا ما كتبه عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط قبل أيام وأفاد فيه بأنه على الرغم من إننا نعلم بأن ليس كل المسلمين والعرب إرهابيين، ولكن المشكلة أن كل الإرهابيين تقريبا أصبحوا من المسلمين والعرب. واصجنا نبحث في كل العالم عن تنظيم آخر يقتل ويخطف ويفجر القنابل ضد الأبرياء فلا نجد بعد أن وضعت التنظيمات اليسارية الأوروبية والأميركية اللاتينية سلاحها ودخلت في العملية السياسية السلمية.
نعم أن العرب والمسلمين يتعرضون للقتل والإضطهاد العنيف من قبل إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا وإلى بعض التضييق السياسي والثقافي في أوروبا وإفريقيا وآسيا ولكن الواقع أننا نحن الذين نساهم في دفن كل قضايانا العادلة بالتصرفات المهووسة لبعض التنظيمات الإرهابية، ولكن الأسوأ من ذلك محاولات التبرير والسكوت التي يمارسها البعض تحت شعار عدم الإساءة إلى النضال الإسلامي.
نكرر مرة أخرى ونقول أن من خطف الأطفال في أوسيتيا، وقتل المدنيين في مدريد وقطع رؤوس الأبرياء في العراق ليسوا سكان المريخ، ولا هم من الموساد الإسرائيلي ولا المخابرات الأميركية- مع أنهما قد يكونا من غسل دماغ هؤلاء المجانين- بل هم منا، ومهما حاولنا التغاضي عن ذلك فسوف نبقى وبكل أسف نضحك على أنفسنا ونعيش في وهم البراءة والطهارة الكاذب، متناسين الواقع الأليم.
علينا أن نفتح أعيننا، ونؤمن تمام الايمان بأن الذين يقتلون الناس بإسم الإسلام يشكلون أكبر خطر على الإسلام، وإذا كانت هناك بالفعل مؤامرة دولية لتشويه الإسلام فإن الذين يمارسون هذه الأعمال الإجرامية هم أفضل من ينفذ هذه المؤامرة.
إننا ننزلق نحو الهزيمة الحضارية في حربنا للدفاع عن الإسلام والعروبة، والعدو الرئيسي في هذه الحرب ليس الموساد ولا الولايات المتحدة بقدر ما هم القتلة الذين يتحدثون بإسمنا ويمارسون جرائمهم تحت شعارات قضايانا العادلة، والواجب أن نتبرأ منهم لا أن نجد لهم المبرر.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يتعامل الضمير العربي والإسلامي مع الجرائم بحق الآخرين؟
- إختطاف أطفال: هل وصلنا قمة الإنحدار الأخلاقي؟
- الصحوة ضد -خطف الأبرياء-: ما الفرق بين الفرنسيين والنيباليين ...
- رفض أي دور أمني أردني في فلسطين!
- عندما يصبح الإصلاح وهما عربيا!
- صفقة إدانة قتل المدنيين الإسرائيليين مقابل تخفيف ضغوطات الإص ...
- ماذا بعد رفض -الإصلاح- من الخارج؟
- -القاعدة- هي التي تقود أخطر حملة على الإسلام!
- مشروع الشرق الأوسط الكبير
- غزة وبغداد...جرائم متماثلة ولو اختلف الفاعلون!
- لا يرغبون بنا...فلماذا نسافر إليهم؟
- هل هناك مجتمع معلومات في العالم العربي؟
- تعقيبا على -الاتجاه المعاكس-: المثقف الذي يقبل رشاوى الأنظمة ...
- الإصلاح العربي...من دافوس!
- قائمة كوبونات النفط تسبب صدمة أخلاقية في الأردن!
- متى تطالب الدول النامية -بالمديونية البيئية- من الدول الصناع ...
- عندما تصبح أجهزة الحاسوب مصدرا للموت والمرض!
- جوائز أسوأ الشركات تأثيرا على البيئة لعام 2003
- الشيطان ضحية البشر
- رموز الجهل والسخافة في الفضائيات العربية


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باتر محمد علي وردم - الثاني عشر من أيلول 2004: لا نزال ندافع ولكننا نخسر