أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - أنا المستفيد من تخلف المرأة














المزيد.....

أنا المستفيد من تخلف المرأة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3166 - 2010 / 10 / 26 - 23:15
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من أقوال نزار قباني في إحدى مقابلاته الصحفية:
إذا نظرنا مثلا للمرأة الأوروبية نجدها تكافح وتجتهد مثلها مثل الرجل وتشارك الرجل فعليا في تحمل عبء الحياة , أما نساؤنا فيردن جميعا أن يكن أميرات أو يتزوجن من أمراء وأن يقدم لهن المن و السلوى على صوان من الفضة . وهذا وضع لا يستقيم . حتى المثقفات اللاتي كنت أعتمد عليهن أيضا خذلنني . كنت أحمل البيارق و اللافتات في مظاهرة كبيرة للدفاع عن المرأة , وفجأة نظرت ورائي فلم أجد أيا منهن . هربن إلى حياة الدعة والكسل . وهذا سبب تسلط الرجل , لأنها متمسكة بوضعها الضعيف . الثورة , يا سيدتي , تؤخذ ولا تعطى . أريد أن أقول للنساء , لا تنتظرن أن يعطيكن الرجل شيئا من حقوقكن . الرجل يأخذ ويريد أن يحتفظ بإقطاعه التاريخي وبمكاسبه .

لماذا لا أتوقف عن المناداة بالمساواة بين الجنسين ؟طالما المرأة تريد أن تبقى في وضعها العبودي ومبسوطة جدا من عبوديتها أو من وضعها العبودي في المجتمع ألذكوري ومرتاحة جدا لهذا الوضع ولا تريد الانقضاض عليه, فهي مازالت تبحثُ عن الزوج وليس العشيق, وهي مازالت تبحث عن زوج له منصب كبير ورصيد في البنك ولديه أقنان وعبيد لتكون العبدة أو الأََمَة رقم 10 في حياته, الأفضل لي يا ساده يا كرام أن أتخلى عن موضوع تحرير المرأة طالما أنني المستفيد الأكبر من المرأة العربية الكسولة التي تريد أن تعيش في البيت ملكة أو أسيرة أو سجينة أو نزيلة في بيت أبيها أو زوجها وكأنها في إحدى المصحات العقلية.


وفي بيتي أعتبرُ نفسي بأنني المستفيد الأول والأخير من تخلف المرأة العربية أو المرأة المسلمة وإن كنتُ أخسر بعض المكتسبات في السرير , فكل شيء في داري إسمه أنثى أشعرُ بأنه قد خُلق من أجلي أنا ومن أجل أن أرتاح أنا ومن أجل أن أنبسط أنا , ومع أنني أخسر كثيرا من الحياة الرومنسية والعاطفية بسبب التعاليم الدينية غير أنني أكسبُ جدا في المطبخ فأنا تدور المعركة في المطبخ لصالحي وحدي فلا أدخله إلا لتوجيه الأوامر والإرشادات أو السباب والانتقادات اللاذعة وخصوصا إذا تأخر الغداءُ أو العشاءَ وكنتُ جائعا ...أو إذا تأخر إبريق الشاي لبعضٍ من الدقائق أو إذا جاء بدون نكهة نعناع أو ميراميه أو قِرفه, وكذلك في غرفة الجلوس أنا المستفيد جدا منها حين أجلس منبطحا مرة على ظهري ومرة على بطني ولا أقوم من التبطيح إلا من أجل النوم أو من أجل أن أشرب شيئاً وإذا مرت بقربي بمكنستها وطلبت مني رفع رجلي لكي تكنس تحتها فإنني أعتذر وأقول بأنني مشغول فتضطر هي لرفعها للتكنيس تحتها , والمعركة بصالحي جداً على مائدة الطعام فكل الطعام يوضع على مزاجي ويرفعُ من أمامي على مزاجي, والحربُ ليست سجالاً بيني وبين التخلف بل على العكس كله مُسجل إلى صالحي وأضافه المؤرخون إلى إنجازاتي الذكورية ومعاركي الطويلة التي حققتُ فيها كثيرا من الفتوحات الذكورية المنتصرة, فأنا أصحو من النوم لأجد الإفطار جاهزا والخبز الساخنُ بين يدي ولا أكلفُ نفسي عناء رفع إبريق الشاي بيدي فهي التي تسكب لي الشاي من أول كاسة حتى آخر كاسة , وقبل الإفطار أخرج للحديقة المنزلية فأجد قطعة شوكولاته وفنجان قهوة وكوب من النسكافيه وهذا كله أجده أمامي ومع ذلك لا أمد يدي إلى الطاولة أو إلى كوب النسكافيه فقد عودتني على أن تضعه بين أصابع يدي , وعلى طاري أصابع القدمين فهي تقصُ لي أظافر قدمي اليمنى واليسرى ولا أعترض على ذلك حين تأتيني بالقصاصة وتسألني: شو فاضي الآن أم بعدين؟ فأرد عليها وأنا قرفان حالي: أوكي بس إشوي إشوي بدون ما تحدثي لي أي ألم, فتقول: حاضر يا باشا.
فعلاً أنا في بيتي باشا, وأقوم بعد ذلك إلى الحمام فآخذ حماما فاترا كعادتي وحين أخرج من الحمام أجدها أمامي تمسك بملابسي....بالقميص وبالبنطلون... وإن أردتُ الخروج تأتيني بالكندرة لتضعها في رجلي ومن ثم تمسحها وأنا أحتذيها فأرد لها الجميل بنكران الجميل: خلص ..خلص...زهقتيني حالي...وحياتي.

وتتصل بي عند الغداء لتسألني هل تريد أن تأكل الآن فأقول لها: لا, وحين أعود تقوم بوضع الغداء أمامي بعد أن أخرج من الحمام فآكل حتى تنتفخ بطني ثم أرتمي على السرير مثل القتيل فأقوم بعد ساعة أو ساعتين لآخذ حماما فاترا أكون قبل ذلك قد خربشت أصابعُ يدي ببعض الأشياء , ثم تسألني إلحافا أسألة كثيرة: بدك شاي أم ببسي؟ بدك قهوة أم نسكافيه, بدك تجلس في الصالة ؟أم في غرفة المكتب, فإن أردت غرفة المكتب تسبقني إليها لتشغيل جهاز الكمبيوتر وإن أردت الصالة تسبقني إليها لتشغيل جهاز التلفزيون وإن أردت غير ذلك تفعله أيضا والمهم أنني دائما أنا المستفيد الأول والأخير من تخلف المرأة المسلمة.

وما يعجبني أكثر أنها لا تقع تحت تأثير أي نص من النصوص التي أكتبها ولا تجلس بجانبي لتراقب كتاباتي أو رسائلي ولو ناديتُ عليها وبقيت أنادي يوما كاملا حتى تجلس بجانبي على (التويتر) أو (الفيس بوك) فإنها ترفض ذلك وتفضل بدلا من ذلك حمل المكنسة للتجول بها في أرجاء المنزل, أو للدخول للمطبخ لفعل أي شيء يرضيني علما أنني لا أزعل ولا أغضبُ ولا أرفع صوتي عالياً, وهي بذلك تقوم بأعمال ثلاث خادمات وأكثر وكثيرا ما أقول لها :تحرري ..تطوري..اخلعيني كما تخلعين الخاتم من أصبعك...ثوري على منزلي واعتصمي في المطبخ ..انتصري للمساواة مرة واحدة..فتقول لي: ألله يهديك, فأقول لها: بتعرفي إذا ألله بهديني غير أعملك قرده وزوجة رقم 1, وصدقيني أول شيء سأتزوج عليك طبيبة أخصائية تعملُ ...وهي التي تعرض عليّ أن تتزوجني كزوجة ثانية طبعا وأنا أرفض ذلك لأنني سأفقد أبوتي وكثيرا من اهتمامي بعلي وبرديس ولميس, وهي عقلها مثل عقلك أنا أريد امرأة تثور على عقيدتي وديني أعيش معها حياة عصرية أكون فيها مساويا لها كالقاعدة الفزيائية: لكل فعل رد فعل موازي له في الإتجاه ومساوي له في القوة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزي يا نواعم
- وسام الحمير من الدرجة الأولى
- أمي توصيني على الحكومه
- متى سنصبح مثل العالم والناس؟
- الحلم الوردي
- المرأة هي المجتمع المدني
- أول إنجيلٍ قرأته
- علي بابا والأربعين حرامي
- مشغول جدا
- ارضاع الكبير
- أحلمُ بالتغيير
- أدعية شرانية
- أطالب بعودة الاستعمار
- الحاكم والجلاد
- احتفظ بنصائحك لنفسك
- باب النجار إمخلّع
- انسوني يا أصدقائي
- الغريب
- إخراج القرآن
- ظل الغراب


المزيد.....




- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - أنا المستفيد من تخلف المرأة