أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - هزي يا نواعم














المزيد.....

هزي يا نواعم


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3165 - 2010 / 10 / 25 - 18:40
المحور: كتابات ساخرة
    


زمان بس كنت أشوف الشوارع فارغة ً من الناس كنتُ أُذهلُ وأسألُ عن سبب ذلك فيقولون لي: يا ولد أسكت شو مالك؟ في على التلفزيون خطاب قومي شامل للأمة العربية يلقيه جلالة الملك حسين رحمه ألله , أو يقولون لي: أنت مش عارف إنه التلفزيون الآن يبثُ حلقة مصورة عن لقاء السادات برئيس الحكومة الإسرائيلية؟.
كنتُ فعلاً أُصابُ بالدهشة وأشعرُ بأنني ولد قميء جدا لا يحترم المشاعر القومية فأذهبُ للبيت لأستمع لخطاب جلالة الملك أو لمشاهدة برنامج وثائقي عن أنور السادات وكنتُ أشاهدُ أبي ومنظره محزن جدا وعيناه تريدان البكاء , وأذكرُ بأنه في احدى المرات قد ضربني بالزرادية(الكماشة) من بعيد حين أصدرتُ صوتاً مجلجلاً أثناء استماعه لنبأ وفاة السادات وكنتُ في ذلك الوقت ببداية وعيي على الحياة, أما عمّي فقد كان يضرب بيده وبرجله كل من يمر بالبيت من جانبه تعبيرا عن حزنه وغضبه.
كانت الشوارع تخلو من الناس المارة ومن الباعة المتجولين وأصحاب البسطات التجارية حين يبثُ التلفزيون الأردني برنامجا أو خطابا قوميا شاملا للملك حسين أو لحافظ الأسد رحمهما ألله أو خطابا مجترا للسادات أو لجمال عبد الناصر .

وكمان زمان كنا ممنوعين أنا وإخوتي من مشاهدة التلفزيون لمدة أربعين يوما وذلك ليس عقابا بل حزناً وحداداً إذا مثلا توفيّ أحد أقربائنا المقربين مثل :الخال أو العم أو ابن العم أو ابن الخال أو عم الأب أو عم الأم , وكنا نُمنعُ في الحقيقة منعاً باتا من مشاهدة أفلام الكرتون أو مشاهدة التلفزيون لمدة ثلاثة أيام إذا تُوفي أحد أقربائنا من الدرجة الثالثة أو الرابعة مثل: ابن أبن عم أبي أو أبن أبن عم أمي, وكنا إذا أردنا مشاهدة التلفزيون نشاهده سرا دون أن يعلم بنا أحد وكانت أمي تُغطي الشبابيك وتحكم غطاءهن إذا ما أردنا إشعال التلفزيون خشية أن يشاهدنا الجيران وأن لا يُفتضحُ سرُنا.

وقد لمست أولَ تغييرٍ بالشارع السياسي والاجتماعي الأردني حين ظهر سنة 1995-1996م المسلسل المكسيكي (كاساندرا) حيث خرجت إلى السوق برفقة محرر مجلة أبحاث اليرموك سلسلة الآداب واللغويات بعد أن أنهينا دوامنا المعتاد في الساعة الخامسة, نعم, حيث خرجتُ أنا وهو إلى السوق للتسوق فوجدنا السوق في تمام الساعة الخامسة مساء خالياً من الناس ومن الباعة المتجولين وكان شبه مقفل أو شبه مغلقٍ, فسألنا عن السبب ...وقلت يومها : شو المحافظ مات؟ أم في غارة جوية على العراق ؟ فقال لنا الجميع: التلفزيون السوري القناة الثانية يبث الآن المسلسل العاطفي (كاساندرا) وكل الشباب يذهبون لمشاهدة المسلسل, وأنا بالنسبة لي كان بيتي أو تلفزيوني لا يمكن أن أشاهد عليه القناة السورية الثانية فاضطررت لشراء تلفزيون جديد وشبكة تلفزيونية حديثة لأتمكن من التقاط القناة السورية الثانية, وفعلاً أصبحت في تلك الفترة مدمناً على مشاهدة كاساندرا وما زالت قصتها العاطفية مع شقيق خطيبها وأيضاً مع (راندوم )العاشق الغجري عالقة في ذهني , وكنت حريصاً على أن أصل البيتَ في الموعد المحدد لمشاهدة مسلسل كاساندرا , وأذكرُ بأنني بكيت على مصير العاشق (راندوم) كما بكى أبي على اغتيال السادات , وشتان ما بيني وبين جيل أبي الذي كان يبكي على قضاياه القومية وأنا أبكي على القضايا العاطفية, وكنتُ أذوب حزنا على مصير العاشقين وكنتُ أغضب جدا إذا لم أتمكن في يوم من الأيام من مشاهدة المسلسل.

واليوم ومع مرور الزمن قد تطورت الأوضاع وتغيرت الظروف فالشارع اليوم يكون خاليا من الناس حين يبدأ استعراض (سوبر أستار أكاديمك) أو سوبر أستار بشكل عام أو (الوادي) فالشارع يخلوا من الناس لمشاهدة أغنية جديدة أو برنامجا حديثا عن السوبر أستار,حتى أن قصات الشعر تظهر في اليوم التالي لمشاهدة أي ممثل في أي برنامج وهو يرتدي تلك القصة على رأسه, واليوم أشاهد أحيانا احدى الفضائيات تبث خطابا قوميا شاملا ولكن لا أحد ينظر إليه ويفضلُ الناسُ عليه برنامجاً آخر عن سوبر أستار أو عن مسلسل مدبلج إلى أللغة العربية أو برنامجا عن النكات والطُرف الجنسية الفاحشة والغليظة نوعا ما, وأذكرُ في العام الماضي بأن دخلتُ أنا وزوجتي إلى منزل أحد أقربائنا لتسديد إحدى المناسبات ووجدنا الجميع غارقين في حزن عميق و:أنهم فقدوا عزيزا عليهم ... فسألنا عن السبب.. وقبل أن يقولوا السبب قالت زوجتي : يا زلمه والله عيب احنا أجينا في وقت مش مناسب بجوز أم خليل أمها أتوكلت على ألله ,فقلت : ليش هي مريضه: فهمست بأذني : بعيد عنك عندها مرض خبيث, فقمتُ على الفور ولبست حذائي فلحقت بي أم خليل :وين بدكوا يا دار أبو علي: فاعتذرت وقلت :الأعمار بيد ألله وانت اصبري واللي خلف ما ماتش فقالت :شو بتقول احنا زعلانين على شان الراقصه(....) في برنامج هزي يا نواعم أخرجوها من مسابقة الرقص الشرقي, فضحكنا يومها أنا وزوجتي حتى أغمى عليّ من شدة الضحك , وبصراحه أبو خليل زعل مني جدا جدا وقال: كيف يا أبو علي بتضحك على شيء لازم تبكي عليه! فقلت له: لو شاهدك أبوي ألله يرحمه (أبو جهاد) كان ما ضربكيش بالزرادية (الكماشه) زي ما ضربني بل كان شنقك وشنقني(أعدمك وأعدمني), وما الكم عليّ يمين وبدون ما أسمي الأشخاص بالمسميات صدقوني في احدى البنات بقيت بلى أكل ولا شرب لمدة 3 أيام بسبب الخروج من المسابقة لأحد من تشجعهم في برنامج سوبر استار.
والله وهزي يا نواعم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسام الحمير من الدرجة الأولى
- أمي توصيني على الحكومه
- متى سنصبح مثل العالم والناس؟
- الحلم الوردي
- المرأة هي المجتمع المدني
- أول إنجيلٍ قرأته
- علي بابا والأربعين حرامي
- مشغول جدا
- ارضاع الكبير
- أحلمُ بالتغيير
- أدعية شرانية
- أطالب بعودة الاستعمار
- الحاكم والجلاد
- احتفظ بنصائحك لنفسك
- باب النجار إمخلّع
- انسوني يا أصدقائي
- الغريب
- إخراج القرآن
- ظل الغراب
- لا تلوموني على كثرة الكتابة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - هزي يا نواعم