أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - فساد الجان: بشرى سارة للصوص النهب العام والمفسدين















المزيد.....

فساد الجان: بشرى سارة للصوص النهب العام والمفسدين


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3165 - 2010 / 10 / 25 - 08:56
المحور: كتابات ساخرة
    


قال لي صديق كاتب متنور، يعني على أساس، وعلى كيف كيفكم، عنده "ماستر" ويحضر للدكتوراه وله كذا كتاب من "اللي بدكم ياهم"، وكذا مجموعة شعرية عن الوطن والجمال والمرأة وتراب الضيعة، وموسوعة ضخمة في سر أعجاب الدراويش برائحة الشنكليش والتغزل بالتنور وشروال جدته وقمباز جده المرحوم، وله روايتان، وكذا ألف مقالة مهربة ومسربة وممنوعة، وتنظير، وطرح في قضايا كبرى كالعولمة، والرأسمالية، وثقب الأوزون، ومستقبل اللاحداثة ومصير التمدن عند العرب وهل يجوز غسله وتكفينه قبل دفنه باعتباره من الشهداء الصالحين،وغيره من هذه القضايا الحساسة كالصراع البدوي الذي لم يتطرق له ماركس وأنجلز بسبب ضيق وقتهما وعدم قدرتهما على التنبؤ به، فتولى هو، المهمة عنهم مشكوراً وأجره عند المخابرات، وحيث أن صاحبنا كان لا يشبع الخبز والملح، مثله كثل كثيرين من شرفاء العالم، فقد كانت والدته تدعو عليه يومياً، بالعزا والشحار، وتبهدله، وتقول له حرفياً : " ليش ولك كر*(وعذراً من الجميع لكنها الأمانة الأدبية)، ما بتروح تتوظف بالطابو متل جارنا بو محروس وبتسرقلك كم ليرة كل يوم وبتصير تلعب بالملايين متلو، بدل ما قيعيد عم تاكل" ....."، وعيميل حالك أستاذ وتكتب وتتفلسف ع اللي خلقنا، وذلك كما ورد حرفياً، وباللهجة المحكية، نقلاً عن وكالة أم علي نيوز المستقلة للفضائح المحلية، والشرشحة العائلية، والنميمة الوطنية.
فأخيراً جاء الفرج بالنسبة للفاسدين، وهذه المرة، من الجن والعفاريت والشياطين، بعد أن كان يأتيهم من "غامض علمه"، وأصبح اليوم بإمكان الفاسدين في جميع الدوائر الرسمية العربية في المالية والطابو والبلديات والمواصلات والمحاكم ودور القضاء والمحافظة والجمارك ولجان المبايعات حيث "البلع" هناك حلال زلال وعلى قدم وفخذ وساق، وفي غيرها من الوزارات الدسمة الأخرى الرسمية، ممن لا يقبل صغيرهم وفقيرهم و"المعتر" فيهم ، بأقل من ألف دولار، كيومية، وهذه أرقام شبه معروفة لا تلفت نظر أحد طبعاً من الجهات الرقابية والوصائية والأجهزة الأخطبوطية غافلة العين عنها ولسان حالها يقول: "من راقب الناس مات هماً وكمداً وحسرة" لكن إذا صرخ الشريف فيهم صرخة حق "شحطوه"، وفي رواية أخرى نا..... فحسب ما أسر، وحكى لي فاسد "محترم" من إياهم، ممن لم يتخط عتبة المرحلة الإعدادية، بعد أن استنفذ كل فرص الرسوب، وكان يعمل في دائرة رسمية عربية قومية دسمة جداً أنه يكره جميع العطل، وبما فيها عطلة عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك وحتى الوقوف بعرفة، وأستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم، وفي تحد خطير آخر للثوابت قال لي صاحبنا الذي أثرى من الشعارات والطرب القومي والثوري، بأنه يكره أيضاً الأعياد الرسمية، الوطنية منها والقومية، كعيد الاستقلال، وعيد الثورة، وعيد التحرير، والمسيرات المليونية الحاشدة وغيرها من الأعياد حيث تعطل الدوائر الرسمية والوزارات، وحجته في ذلك أنها تضيع عليه عشرات ألوف الليرات الحلال الزلال التي كان سيكسبها من عمله، لو كان هناك يوم دوام وإنتاج "وطني"، بدل الذهاب والهتاف ومشاركة الجماهير الثائرة والمبتهجة جداً بأعيادها الوطنية والقومية ومناسباتها الدينية المقدسة، وتصوروا يا عيب الشوم.
فحسب ما جاء في الأنباء التي تم تناقلتها مؤخراً، وأوردها موقع إيلاف السعودي، واسع الانتشار، كخبر رئيسي تحت عنوان: " تهكم سعودي واسع في قضية "الجني" المطلوب للقضاء"، بقلم مراسلها في الرياض زايد السريع، أن قاضياً سعودياً لم يجد عذراً ليبرر به فساده، ولصوصيته، وتزويره، وسرقته، سوى القول بأن جنياً هارباً من وجه العدالة كان وراء ذلك، وفي "تفاصيل القضية التي ملأت الأفواه وشغلت الناس، أن قاضياً في المدينة المنورة (غرب السعودية) تورط بقضية فساد مالي ضخم كان ضحيته عشرات المواطنين عبر سلسلة من العقارات والفسوحات اشترك فيها، وسيط مالي هارب وعدد من المستفيدين، بما فيها مكاتب هندسية. وحين اكتشفت القضية أفاد القاضي في مرافعته ودفاعه عن نفسه بحسب صحيفة عكاظ أنه "أحاط سلطات التحقيق أنه مسحور، ولا يزال يعالج بالرقية الشرعية، بعد أن تمكن الوسيط الهارب من سحره، والسيطرة عليه لتمرير المعاملات وتسهيلها دون أن يشعر بذلك. وكانت الأسئلة التي تواترت بين السعوديين تدور في محورها الأساس حول كيفية تعاطي القضاء مع هذا التبرير خصوصاً وأنه صدر عن أحد "أبناء الدار" فهو ابن المؤسسة نفسها، وكيفية ضبط وإحضار الجني وتسجيل شهادته في محضر التحقيق، في وقت تدور أسئلة أخرى عن تمييز الجني الحقيقي من المزور في حالات قد تأتي لاحقاً فيما لو نفذ القاضي المتهم بعذره من العقوبة، خصوصاً وأن الذهنية المتدينة تتعامل مع السحر وأنه يتمكن من عوام الناس بسهولة أكبر عن غيرهم المتدينين، في حين يبرز السؤال الواسع عن كيفية التأكد من سلامة الكثير من القضاة الآخرين فيما لو كان بعضهم قد أصابه مسّ ويمكن أن يرتكبوا الكثير من جرائم الفساد تحت تأثير السحر وملوك الجن. ودعم راقٍ شرعي رواية القاضي المتهم، وقال في تصريحات صحافية له إنه بالفعل تحدث مع الجني الذي تلبس القاضي، وأشهد على ذلك أعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأكد أنهم كانوا حاضرين وقت الرقية وحديث الجني.". (انتهى اقتباس إيلاف 23/10/2010).
وفي الحقيقة لا يجرؤ أحد على القول لا لهذا القاضي الفاسد فهناك في صلب هذه الثقافة التي تتلبس عقول الجميع ما يؤيد كلامه ويدعمه لا بل يبرره، وإن أي نفي له، واستنكاره، ورفضه، يعني رفضاً وتفنيداً، ونسفاً لتراث وثقافة، لا يجرؤ أحد من الاقتراب منها ومسها، وخاصة في ذاك الجزء المغلق من العالم وقد يعرقل زعمه سير التحقيق لا بل قد يرد الدعوى القضائية كلها ويفندها، حسب فقه القياس المتعارف عليه. ويكون هذا الحل الوحيد الذي يعفي الأنظمة من مسؤولية مكافحة الفساد والمفسدين وبعد أن عجزت عنه منظومة الفساد والنهب في المنطقة ورفعت الرايات البيضاء أمامه، وها هو الحل السحري يأتيهم من السماء هذه المرة أيضاً.
هذه بشرى سارة جداً للمفسدين، وتبرير لكل فاسد وسارق ومرتش ولص عمومي قطاع عام، من المبشرين بالجنة الدنيوية عبر توظيفهم في دوائر حين يشحطهم "الشباب" بعد أن يكونوا قد امتلكوا الأرض وما عليها، أن يكتفوا بالقول، بأن الجن والعفاريت والأبالسة والشياطين كانت وراء "مد" يدهم للمال الحرام، والله يلعن الشيطان الرجيم، وكفى الله المحققين شر التحقيق والقيل والقال والاستجواب وتقفل كل قضايا الرشوة والفساد والعمولات والصفقات الكبرى، ليس ضد مجهول بل تقيد كلها ضد الجان، ولا علاقة بالطبع للموظف المسكين بكل ولكم في هذا القاضي الشرعي المتخرج من جامعات المملكة الشرعية أسوة يا أولي الألباب. و"كتير حلوة وحئيئي أوريجينال وبتعئيد". ويبقى السؤال الكبير كيف ستتمكن أجهزة المخابرات العربية من مطاردة ومن شحط الجن والعفاريت للمثول أمامها والتحقيق معها بقضايا الفساد، وماذا سيكون رأي وموقف منظمات حقوق الجن والعفاريت عندها؟ هل يمكن هذا؟ " أيه بتصير ليش لأ؟" فكل شيء جائز وممكن في هذا السيرك العربي الغريب العجيب.
الآن أصبح بإمكان أي فاسد أن ينهب الأرض وما عليها، ويأكل الأخضر واليابس، و"يلهط" ما تيسر من خشاش الأرض وأديمها ومن ثم يمشي في الأرض مختالاً فخوراً، بالغاً السماء عرضاً وطولاً، زاعماً بأن الجن الأزرق وراء كل ذلك. فافسدوا وارتشوا، وانهبوا طال عمركم، يرزقكم الله من حيث لا تحتسبون، ومن يرتشي ويسرق من عباد الله يجد الله له مخرجاً من الجان، إن الله كان غفوراً رحيماً، بالمفسدين الضالين المرتشين ولصوص النهب العام، هكذا. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم جميعاً، وربنا آتنا في الدنيا والآخرة جاناً وعفاريت، كي يحملوا عنا ما نهب من مالنا وما تبخر، وسامحنا واعف عنا وتوفنا مع الجان الصالحين، ولا تؤاخذنا بما فعل منا الجان الفاسدون إنك أنت التواب العظيم. آمين يا أرحم الراحمين.
*الكر: باللهجة المحلية، يا طويلي العمر، هو أصغر من الجحش الصغير، أي أصغر واحد في عائلة الحمير السعيدة، وله تصغير أيضاً حلو "كتير وأمـّور ودلوع"، وهو "الكريكور"، هذا والله أعلم، وذلك حسب ما أورده ابن الأجحشاني المتوفي في عام الاستحمار الأكبر، وذلك في موسوعته الضخمة عن تاريخ وسير الحمير في المنطقة.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنس والأمن القومي العربي
- إلى السيد بان كي مون: طلب عاجل بطرد دول الخليج الفارسي من ال ...
- مأساة الخدم في الخليج: الأمير السعودي المثلي وراء القضبان
- إهانة العرب
- هل هي عنصرية أوروبية جديدة: ميركل تفتح النار على المهاجرين و ...
- لماذا تفشل الدول لدينية؟
- هل انهزم العرب السنة أمام الشيعة الفرس؟
- ريادة إعلامية سورية
- الحوار المتمدن وجائزة ابن رشد
- أحمدي نجاد في لبنان: يا مرحباً
- لماذا لا يقدم شهود الزور للمحكمة الدولية؟
- وطار وزير الثقافة السوري
- أنا طائفي إذاً أنا موجود
- لا لمرجعية أو مجلس للطائفة العلوية
- ابشر بطول سلامة يا خلفان
- تدجين الخطاب الديني: ماذا بعد دروس الداعية الكويتي ياسر الحب ...
- سورية والعنف المدرسي: الواقع والآفاق
- إيران والعرب: المقارنات المستحيلة
- بيل غيتس وأثرياء العربان
- فضيحة الإهرام: السقوط التاريخي للإعلام الرسمي العربي


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - فساد الجان: بشرى سارة للصوص النهب العام والمفسدين