أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إقبال قاسم حسين - لاتحتفلوا بذبح الخروف













المزيد.....

لاتحتفلوا بذبح الخروف


إقبال قاسم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3165 - 2010 / 10 / 25 - 01:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما كنت طفله ،كنت اتألم وابكي عند ذبح الخروف،فقد كان ابي رحمه الله يشتري الخروف قبل يوم او يومين من العيد،فنتعهده نحن بالرعاية ونطعمه ونسقيه،حتي يأتي العيد فتكون لحظة ذبحه قاسية علينا جميعا،وكان افراد اسرتي يضحكون علي لبكائي الكثير علي الخروف،فكنت اختبئ وابكي سرا،واظل احس بالم وحزن علي هذا الخروف يستمر لايام طويلة حتي انساه .

عندما كبرت تعرفت علي الجمهوريين وهم جماعة او طائفة دينية،مؤسسها شيخ صوفي يسمي الاستاذ محمود محمد طه،فعرفت انهم لايحتفلون بذبح اضحية،فالاستاذ محمود كان نباتي لايأكل اللحوم،كماانه يري ذبح الاضحية ليس عبادة وليس به اي نوع من الروحانيات بل عادة تعود عليها الناس.
وفي تفسيره لفكرة الاضحية يقول الاستاذ محمود( أن المجتمعات البشرية حيث نشأت فقد نشأت حول طائفة من العادات والأعراف ، التي تمثل نشأة القانون ، والتي يرجع إليها الفضل في نشأة المجتمع البشري . ولما كان الفـرد البشري الأول غليظ الطبع ، قاسي القلب ، بليد الحس ، حيواني النزعة فقد احتاج إلى عنف عنيف لترويضه ، ولنقله من الاستيحاش إلى الاستيناس ، وكذلك كان العرف الاجتماعي الأول ، شديدا عنيفا ، يفرض الموت عقوبة على أيسر المخالفات ، بل انه يفرض على الأفراد الصالحين أن يضعوا حياتهم دائما في خدمة مجتمعهم ، فقد كانت الضحية البشرية معروفة تذبح على مذابح معابد الجماعة ، استجلابا لرضا الآلهة ، أو دفعا لغضبها حين يظن بها الغضب ، ولقد كانت هذه الشريعة العنيفة ، في دحض حرية الفرد ، في سبيل مصلحة الجماعة معروفة ومعمولا بها ، إلى وقت قريب ، ففي زمن أبي الأنبياء ، إبراهيم الخليل وهو قد عاش قبل ميلاد المسيح بحوالي ألفي سنة ، كانت هذه الشريعة لا تزال مقبولة دينا وعقلا ، فإنه هو نفسه قد أمر بذبح ابنه إسماعيل ، فأقبل على تنفيذ الأمر غير هياب ولا متردد، فتأذن الله يومئذ بنسخها فنسخت ، وفدي البشر بحيوانية أغلظ من حيوانيته ، وكان هذا إعلاما بأن ارتفاع البشر درجة فوق درجة الحيوان قد أشرف على غايته ، ولقد قص الله علينا من أمر إبراهيم وإسماعيل فقال (( وقال إني ذاهب إلى ربي سيهديني * رب هب لي من الصالحين * فبشرناه بغلام حليم * فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أنى أذبحك، فانظر ماذا ترى ، قال يا أبتي افعل ما تؤمر ، ستجدني إن شاء الله من الصابرين * فلما أسلما وتله للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم* قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح عظيم * وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إبراهيم . ))
(( وتركنا عليه في الآخرين )) تعني ، فيما تعني ، إبطال شريعة العنف بالفرد البشري ، لأنها لبثت حقبا سحيقة ، وقد تم انتفاعه بها ، فارتفـع من وهـدة الحيوانية وأصبـح خليقا أن يفـدى بما هـو دونـه من بهـيمة الأنعام )
ففهمت كيف اتت فكرة الاضحية،وفي تفسيره عن التوقف عن الاحتفال بذبح الاضحية يقول الاستاذ ان النبي محمد حين ذبح الكبشين الاقرنين ضحي عن كل المسلمين لذلك يجب ان يتوقف المسلمون الان عن ذبح الاضحية،ويعتقد ان الاضحية اهدار للثروة الحيوانية كماانها تضر بالبيئة
ففي السودان مثلا نجد الخراف تذبح داخل المنازل فينتشر الذباب وتنتشر معه الاسهالات والامراض،وذلك للافراط في اكل اللحوم ايضا،اعتقد ان هذا ليس من الدين والروحانيات في شئ.
الان في امريكا توجد جمعيات النباتين الذين يدعون للتوقف عن اكل لحم الحيوان تعاطفا معه ومحافظة علي البيئة،ابني تأثر بكثرة سماعه لمثل هذه الافكار فجاء يوما وسألني لماذا نحتفل في السودان بذبح الخروف المسكين ؟،يجب ان يتوقف السودانيون عن ذلك فهذا فعل غير انساني
كثير من الاسر المسلمة هنا في امريكا ونحن منهم ،توقفوا عن ذبح الخروف واصبحوا يجمعون المبالغ التي تدفع لشراء الخروف ويرسلونها للجمعيات التي تساعد الفقراء والمحتاجين في الدولة الاسلامية،وهذه في رأيي فكرة عظيمة،اتمني ان يتوقف المسلمين عن ذبح الخروف فكما قال الشيخ محمود محمد طه،هذه ليست عبادة او دين بل عادة وانا اقول وعادة ضارة وغير مفيدة .



#إقبال_قاسم_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الاسلامية السودانية ..النبت الشيطاني الذي تسبب في خرا ...
- الزواج في الدول الاسلامية
- موريس بوكاي والشيوخ في برنامج سؤال جرئ
- اوقفوا تعدد الزوجات..وكل اشكال العنف ضد المرأة
- السودان والعرب والثقافة الاسلامية


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إقبال قاسم حسين - لاتحتفلوا بذبح الخروف