أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - يدان من خجل














المزيد.....

يدان من خجل


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 22:46
المحور: الادب والفن
    


يَدَانِ مِنْ خَجَلْ
إلى باسل اليازوري منذ عشرين سنة

ندىً يصنعُهُ الصباحُ على مهلٍ* خجولٌ* يحوِّشُ النارَ في مقلتينِ من عسل* بلبلٌ طليقٌ* هدوؤهُ* أما غمزَتُهُ فأوركيدا ناضجة* حلَّ كجُمَّيْزَةٍ على ذاكرةٍ أسَّسَتْها الجبالُ وجمالُهُ الذي لا يُقاسُ* يكتبُ عمره على السحابات القليلة في صيفِهِ الذي لم ينتهِ.

ينقُرُ رأسي كحسّونٍ أحصى الحدائقَ وانتبهَ فجأةً إلى ألاّ عشَّ له* يخبُّ في المدى مغسولاً من أخطائه كنغمةِ ناي.

ما زال يفحصُ الطريقَ إلى البيت بحرفيةٍ مثل كلّ أمسيةٍ مرّت ولم تقف* يلبسُ الشارعَ مرةً كلَّ عصفورين ماسحاً دمعةً كثيفةً تعرّفُهُ الأشجارُ من سخونتها.

يروِّضُ وحوشَهُ كمن يخبزُ رغيفاً على الشمسْ* أقمارُهُ تحدُّ العائدين كأكاليلَ من أجنحة* فيما يفطُّ النَّسرُ في روحِهِ ليلتقطَ حبَّةَ إيقاعٍ من هامش المدرسةِ القديمةِ ليعبئَ كيسَ غفرانِهِ* يسيلُ مثلَ أمسيةٍ على الرخامِ البليدِ فيشعلُ النومَ محدّقاً في رثاءٍ عميقٍ دونَ أن يحملَ عَلَماً أو يعترفَ بأنّهُ نبيّْ.

في مسيرِهِ الغامضِ المتحوّلِ تلاحقُهُ الورداتُ* يضحكُ كعادتهِ الأولى ويفتحُ جرابَ مائه لينقّطَ فوقَ إحدى الأمنياتِ الذابلةْ* يهتزُّ مزاجُ الريحِ وهو يحترفُ دورَها* يقيمُ جنازةً للوقتِ الميّتِ ثمّ يراقصُ غلّةَ العشقِ على بابٍ لا يفتحُهُ إلا اسمه المدون بالعشب على النافذة.

كأنّهُ من زجاجٍ فَتَلَ قامتَهُ المتوهّجة* يرى مناماتٍ يغيرُها كلما اشتاقَ لجدرانِ غرفتِهِ وقراءاته الملوَّنةِ كعلبةِ موسيقى.

عيناه تطلان على المشهد من جهاته الستّْ* يرتدي نقشاً من الحضاراتِ ويتركُ كل دُنيا على حدةْ* يفرغُ القصص من أبطالها المنهمكين في ابتداع خلودٍ أخير* يروي جملتَه كعاشقٍ يشبه نغمتين هامّتين في مقطوعةٍ منتقاةْ مربّعةٍ ومسحورةٍ.

أعرفه من بياض روحِهِ* ويعرفُني من تجاعيدي المبكرة* أعرفُهُ من ندَمَ الثوّارِ في جبهةٍ بلون المندلينا ويعرفني من خيطٍ يربطني بالحياة* أعرفه من شجرةِ سروِهِ ويعرفني من كلماتي عن الشهداء* أعرفه من ذهولِ الشمس في حضوره ويعرفني من علاماتي المدرسية* أعرفُهُ* لكني لا أعرفُهُ.

لم أعد أذكرُ مفردة التعبِ التي ألقاها كتعويذةٍ على كتفي* ولم يبقَ في أية ذاكرةٍ أكثر من غصنٍ من الزمن قبل أن يهربَ كجنيٍّ إلى أفقٍ لا يشبهُ الأفُقْ.

موزّعاً رسالاته على أصدقاءَ خبيثين لم يرافقوه إلى هَوَسِ البياضِ* طارَ خفيفا كشعاعٍ بيدين من سلامٍ وخجلْ*

ما عاد يسألْ* ما عدتُ أجيبْ!



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصائح غير مجدية
- أدراجها الخفيفة كصوت النوم
- جاءت، وما زلت في انتظارها
- يُحكى أن
- أيها القلب: أخرج من قلبي
- أتْرُكُني خلفي
- المدن في غيها
- خمس أغنيات للخريف السادس
- كأنّكِ هنا
- كأنك هنا
- ومضى وحيداً
- قلتُ... أقولُ
- ما سيأتي لم يأت بعد
- أما كرمي فلم أنطره
- هل قلت إني لا أحب القدس؟
- حقل موسيقى
- فجر أزرق حزين
- كيف تحتمل روحك كل هذا الجمال
- الشق
- اعتذارات


المزيد.....




- كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي.. ألق نظرة على مباني العصر ...
- شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير ...
- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...
- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...
- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - يدان من خجل