أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - ضمير أبيض مجموعة الشاعر حامد كعيد الجبوري














المزيد.....

ضمير أبيض مجموعة الشاعر حامد كعيد الجبوري


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 19:55
المحور: الادب والفن
    


الشاعر حامد كعيد الجبوري
في مجموعته الشعرية ( ضمير أبيض )
بقلم / ناهض الخياط
عن دار الأرقم للطباعة / بابل ، صدرت المجموعة الشعرية ( ضمير أبيض ) للشاعر حامد كعيد الجبوري ، وقد صمم غلافها ولوحاتها الداخلية الفنان د / صفاء السعدون لترمز الى مضامين قصائده تحت سماء الزمن الممتد بين سنة 1970 م _ 2010 م ، وأغلب اللوحات تحمل سمات الفترة التي أعقبت التغيير في عام 2003 م ، وهي التي حددت خصائص قصائده بلغتها الشعبية الدارجة .
بهذا العنوان ( ضمير أبيض ) ... يخمن القارئ ما تنطوي عليه حنايا قصائده ، وأن الشاعر ( حامد كعيد الجبوري ) مع الشعراء الذين يقفون الى جانب شعبهم للدفاع عن حقوقه ، والتغني بأمجاده ، وشهدائه ، برؤية المثقف المنفتح على الإنسانية دون تمييز :
إيذوب رقه ويحزن الدمع اليتيم
ويفرح أبكد الفرح تزهي الخدود
أيغني للعشاك بأوتار الأمان
للشعوب ويعتنق دين الورود
( قصيدة دين السلام / ص 34 )
كما تنشغل شاعريته بما تزخر به النفس من العواطف النبيلة تجاه الأحبة والأصدقاء ، وما تصبو له من آيات الجمال في وجوه المناضلين
على خدوده ورد رمان
ومشكبن أشليله أبنفحة العنبر
باليمنه ....
ترفرف راية الثوار
وباليسره ....
طفل شاله ....
أيخاف لا يعثر
( قصيدة ضلوع السجن / ص 60 )
وبهذه الرؤية الواعية ، أنشغل الشاعر الجبوري بما يحلم به مواطنه ، وما يعانيه في حياته عبر واقع شائك ، مائر بالصراع ، وإزاء التزاماته بمواقفه الجادة ، وأفكاره ومشاعره المنشغلة بمراراتها ، تتألق ذاته في خصوصيتها بموحيات المكان الجميل ، والطبيعة الساحرة ، والحب والغزل ، ليعزز مبدأه الثابت في الدفاع عن الجمال أمام قوى الموت والخراب ، وكثيرة صوره المؤنسة ، حتى في قصائده التي تقطر حزنا وألما ، ولا يمكن حصرها في هذا العرض الموجز البسيط ومنها :
وأتمنه ...
أتمنه أكتب شعر ، أكتب شعر شعبي
مابيه وزن للدمع ، ما بيه أبو ذيه
ينكط ترافه وسعد ...
مليان حنيه
( قصيدة أمنيات ترفض التأجيل / ص 100 )
وكما تتوهج شاعريته بحبه الشديد لمرابع أهلنا وثقافتهم المتوارثة في تقاليدهم وعاداتهم ، وفي بوحه الساخن بها ينزلق أحيانا في زحافات الوزن ، واندماجه بوزن آخر كما في قصائده ( غنائيتان من سامراء / ضيف فقره / السكوت من الذهب / ضلوع السجن ) ، وهي من القصائد حديثة البناء – غير كلاسيكية – إذ أعتمد فيها على وزني الرمل والهزج مندمجين معا ، حيث يتبادل الوزنان دورهما الإيقاعي في العديد من أبياته ، وظل الوزنان ( الهزج والرمل ) هما الوزنان اللذان أقام عليهما الشاعر أغلب قصائده ، عدا ثلاث قصائد أعتمد لها بحر السريع .
غير أن هذا الأنزلاق - ربما المقصود – لا يبدوا واضحا لانسجامهما مع الإيقاع الداخلي في قصائده ، كما في قصيدته ( غنائيتان من سامراء ) والمؤرخة في عام 1972 م ، إذ يبدأ بها بوزن الرمل كقوله
لملمتلك ...
كل ضوه الكمره ، وأجيتك
لملمتلك ، كل جرح يحدي أبجرح
لملمتلك شوك روحي
وأعتنيتك
ثم ينتقل الى بحر الهزج
خايف من ينام الليل
أشوف النخله والسعفه
و أشوف الميه والشجره
وبعدها يعود لبحر الرمل وهكذا .
والشاعر حامد كعيد الجبوري كغيره من الشعراء الشعبيين فهم ينظمون باللغة الدارجة لعامة مجتمعهم ، سواء أولئك الذين يسكنون المدينة ، أو ضواحيها ، وحتى أريافها ، وهي لغة مقبولة من الجميع ، نتيجة لانتشار الثقافة التي تعم العالم الآن عبر وسائل الاتصال المتاحة ، وسرعة المواصلات وارتفاع مستوى المعيشة لعموم الطبقات ، فيبدوا ذلك التفاوت البسيط في بعض ألفاظها غير مؤثر على استجابتهم لهذه القصائد في مختلف أغراضها .
والشاعر ( الجبوري ) يمد نظره من شرفات مدينته الى ظلال القرى مستلهما بقدر طاقته مزايا الشعر التراثي ، ليشكل هذا الدمج المؤتلف أبرز خصائصه التي ترتكز الى شعرية غنائية متوازنة ، بين البوح الذاتي الساخن والتأمل الموضوعي في واقعه ، ووعيه لضرورة الاندماج الشعوري مع مشاعر الآخرين ، كما وفرت نزعته للتحرر من شكل القصيدة التقليدي إمكانية النظم بأشكاله المتعددة ، فبرزت من قصائده ما تصلح للحن والغناء ، فهل أدعو الملحنين للالتفات الى ما تتضمنه مجموعته الشعرية ( ضمير أبيض ) من القصائد التي نحن بحاجة الى سماعها مغنية على الشفاه لنستعيد بها تلك الأغاني الرصينة الرائعة التي أتحفت فن الشعر والغناء .
إن هذا العرض الإحتفائي بالمجموعة الشعرية ( ضمير أبيض ) لا يمكنه الإحاطة بما تستحقه هذه المجموعة من التقييم ، ولذا أدع القارئ المجد أمر تقييمها ، وسنكتشف معا أن للشاعر نصيبا مما تبتكره الموهبة الأصيلة المثقفة من المعاني والصور التي تغني فكر القارئ وتمتعه ، وهي ما يحدد لنا مستوى الشاعر في عالم الشعر الفسيح .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشت الرأسمالية والعولمة الجديدة
- البينة الجديدة ووضوح رؤاها
- الشاعر الشهير السيد جعفر الحلي و قامة الرشأ المهفهف / الجزء ...
- سوق الصاغة في الحلة وحكاية شيخ الصاغة (الياهو) / كتابة محمد ...
- الولد للفراش وللعاهر الحجر
- الشاعر الشهير السيد جعفر الحلي و قامة الرشأ المهفهف / الجزء ...
- الناس على دين ملوكها
- رحمك الله يا عبد الكريم قاسم
- ( عجيب أمور غريب قضيه )
- مدهشٌ ما قيل في ( المدهش )
- الوفاء بالعهود
- ظاهرة الهروب الجماعية من السجون العراقية
- الهروب عن اليسار الى اليسار في ( عرس الماي )
- ( رجعنا بخفي حنين )
- البرلمان العراقي ومجالس المحافظات و الحاجة منهما
- هل يخسر مظفر النواب العراق أم يخسر العراق مظفر
- هموم وحلم جذاب
- مراسيل الكلب*
- إضاءة الشاعر فالح حسون الدراجي ومتابعة جادة
- ( أشلون باجه وينذكر تاريخها) وللقصائد قصصها أيضاً


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - ضمير أبيض مجموعة الشاعر حامد كعيد الجبوري