أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حليم كريم السماوي - طيران بدون اجنحة














المزيد.....

طيران بدون اجنحة


حليم كريم السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 01:30
المحور: الادب والفن
    


ماذا يحدث لو طرت بلا جناح ..هل حقا ان التحليق في افق السماء بحاجة الى اجنحة
لماذا اذن كانت جدتي تحدثني عن ان فارس الاحلام ياتي على فرس ابيض من السماء
لم تذكر جدتي ان للفارس او للفرس أي جناح
هل هي مجرد اماني تتحدث بها جدتي وبقية النساء حين يردن ان يجعلن من الفتاة تتأمل في معنى الاقتران او معنى الانتظار!!
نمتٌ ذلك المساء وانا افكر فيما قالته جدتي
لم اشعر متى كانت غفوتي وكيف سرقني النوم من صحوتي وتفكيري
نعم انه سلطان النوم
وفي عالم المنام وجدت نفسي اني احلق في السماء ولكن باجنحة شفافة
تنقلت في حدائق كثيرة وفي بلدان متعددة منها سمعت بها ومنها لم اسمع بها ولا حتى اعرف اسمائها
كانت الحياة جميلة , السموات التي عبرتها كلها صافية
الارض خضراء والجو معطر باجمل العطور
دارت بي الازمنة متمثلة بكل الفصول
تارة اهبط من السماء على ارض فيها فصل الربيع والناس منشغلون عني ,عشاق في الحدائق ,عمال يعملون بجد وبدون كدر او تذمر, حتى حينما يتصبب العرق من اجسادهم حين التعب يشعرون بالسعادة لو مرت عليهم نسمات تجفف العرق
كل هذه المشاعر كاني احسها بذاتي واشعر بسعادتهم
واحيانا اهبط واذا انا في فصل الخريف اتمايل في السماء مع الاوراق المتساقطة من الاشجار... انا لم ارى في مدينتي تساقط الاوراق ولم اشاهد تلك المناظر الا من خلال لوحات رسم عالمية او افلام رومانسية قديمة ...شعرت بالدفئ حين شاهدت عاشقان يحظن احدهما الاخر وهم في اروع صورة يخرج من افواههم بخار عَطِرْ , كنت اشم عطر انفاسهم لا اعرف لماذا لم يستغرب احد ممن راني وانا في حالة طيران ؟؟.. وكانهم يعلمون اني كنت في حلم او انهم في ذالك العالم لا يهتمون للاخر الكل يعيش حياته الخاصة .. لا فضول ولا غيرة ولا حشرية ..اناس يعيشون بسلام ومحبة
تركتهم واذا انا في فصل من فصول الشتاء الثلجي ... اطير بين الثلوج المتساقطة, التف برداء ابيض كالذي تلبسه البجعات, بل كنت اطير مثل بجعات جايكوفسكي
وحيث انا اطير يقترب وقت الغروب وكأن للشمس حظن ابيض دافي تختبئ وراءه , وارى دخان ابيض يخرج من مداخن البيوت
الانوار خافتة والكل في سكون مطبق, اقتربت من احد النوافذ وسمعت حديث عاشقين يستمتعان بالموسيقى وحين شاهداني من خلال زجاج النافذة ابتسما لي وحياني حينها خجلت كاني اسرق منهم خلستهم او اني شعرت انه لاينبغي لمثلي ان يتطفل على الاخرين .... استحيت وخجلت وتداركت نفسي وابتعدت واذا انا في بلدة اخرى ومكان جميل , بحيرة جميلة والفصل هناك صيف حرارته لطيفة الناس ينتشرون حول البحيرة مجاميع مستانسة يفترشون الارض ويعدون وجبات من الاغذية الطيبة واباريق الشاي على نار من خشب يحترق واطفال يسبحون وصبايا يلعبون وكل شئ يجري بهدوء او احيانا يمتزج بصخب الاطفال وهم في مرح , كل هذا كان في ليلة واحدة او هي سويعات من الليل غلبني النوم فيها وانا افكر بكلام جدتي عن فارس الاحلام وكيف يطير بدون جناح .....وبينما انا كذلك واذا بريح باردة تلفح وجهي وتيقضني من حلمي الجميل وحينما صحوت سمعت صوت الاذان
الله اكبر ... الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
نعم شعرت حينها انما كنت في رحاب الله في فطرة الانسان حيث السلام وادركت انه كنت احلم اني اطير باجنحة ولكن في عالم الاحلام .. حيث لايمكن ان اطير بدون اجنحة وانا في عالم الاحياء
ولكن اذا اردت ان اطير بلا اجنحة في هذا العالم , لابد لي اولا ان اصلح ممن حولي واصلح نفسي وحينها يمكن ان اطير بلا اجنحة بقلبي بين اناس لايتطفلون ولا يخادعون ولا يحلمون كثيرا ولكنهم يعملون كثيرا وحينها تعمر الارض وتفيض من الله كل الالطاف ويصبح كل شئ متاح وكل يعيش حياته الخاصة...



#حليم_كريم_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدني مروتك
- هلوسات
- درب النتاهات
- كهف الاسرار
- ليس لكم غير الدعاء
- القائمة العراقية بين المسائلة وماهية المسألة
- لو سمع الاصم ندائي لاجاب
- مواويل على غير نغم
- ورود ربيعي
- الله محبة
- ماء الحب
- قراءة ليست نقدية في قصيدة للشاعر (يحيى السماوي)
- في حناياك الوذ
- مفاهيم البعث التصالحية ومصداقيتها
- سجن الرميثة
- اقبليني
- ناقوس الخطر
- من وراء ازمات الائتلاف
- ازمة الحكومة بين سياسة الاسلام واسلمة السياسة
- عصابات الغدر


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حليم كريم السماوي - طيران بدون اجنحة