أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدى خليل - المسرحية السياسية فى مصر














المزيد.....

المسرحية السياسية فى مصر


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 00:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الحياة السياسية فى مصر عبارة عن مسرحية هزلية كئيبة تثير سخرية وأمتعاض كل من يقترب من معرفة تفاصيلها، كل شخص فيها يؤدى الدور المرسوم له، وفى النهاية كافة المؤسسات فى تقديرى لا تشارك بأكثر من 10% من صناعة القرار السياسى فى مصر،أما ال 90% الباقية فهى من صنع عدة أفراد ملتفين حول مؤسسة الرئاسة بالتعاون الوثيق مع الأجهزة الأمنية والمخابراتية.
الأحزاب السياسية مثلا هى هياكل خاوية من صنع النظام لزوم الديكور السياسى والديموقراطى أمام العالم الخارجى، ومفيش مانع تمتص جزء من الغضب السياسى والحماس السياسى وتمارس بعض النشاط السياسى غير الضار، ولكنها إذا حاولت أن تخرج عن هذا الدور المرسوم لها بدقة يقف النظام وعساكره لها بالمرصاد أما بتخريب الحزب من الداخل أو بوضعه فى خانة الأعداء. شرعية الاحزاب نفسها مشكوك فيها ، فهى أما نشأت بقرار من الرئيس أو بموافقة لجنة الأحزاب التى يرأسها أمين عام الحزب الوطنى الديموقراطى، ولهذا اتعجب عندما يشكك رئيس حزب فى شرعية النظام فى حين أنه يستمد شرعيته من هذا النظام، ولهذا فأن الأحزاب السياسية حصلت على شرعيتها لمساندة النظام وتقوية شرعيته الداخلية والخارجية، وإذا خرجت عن هذا الخط تكون اخلت بالأتفاق وفقدت مبررات وجودها من وجهة نظر النظام.
أيضا هذه الأحزاب التى يتحدث بعضها عن الدولة المدنية وخلافه هى عندما حصلت على رخصتها وافقت على الثوابت التى يتبناها النظام فى قانونه لإنشاء الأحزاب السياسية، وهذه الثوابت تشمل النظام الجمهورى وعروبة مصر والمادة الثانية من الدستور، ومن ثم فأن هذه الأحزاب قد وافقت على دينية الدولة بحكم موافقتها على هذه الثوابت.إذن النظام واضح فهو والأحزاب التى تسير فى فلكه والتى قبلت شروطه لإنشائها تنطلق من إسلامية الدولة المصرية.
الاحزاب إذن قبلت أن تكون توابع للنظام تحصل على الفتات الذى يتعطف به الحزب الحاكم عليها، ولا أمل لها مطلقا فى أن تصبح أحزاب أغلبية، ولا أمل لها فى انتخابات نزيهة، ولا حرية لها لكى تلتحم بالشارع، وليس لها خيار المعارضة الحقيقية، وبعضها لا يحصل حتى على مجرد مقعد واحد فى البرلمان ويقبل أن يعين رئيس الحزب بقرار من رئيس الحزب الحاكم وهو من المفروض أن يكون حزبا منافسا، ولا يحق لها إلا المعارضة بسقف محدد وفى المسائل الرمادية،ومصادر تمويلها محدودة أو شبه معدومة وتحصل على مبلغ ضئيل كتمويل رسمى من الدولة لا يصلح حتى لمصروفات مقر واحد، ومن ينتمى إلى هذه الاحزاب يصنف على أنه معارضة ويحرم من ميزات الأنتماء إلى الحزب الحاكم بدون أى أمل أن يحصل هذا المواطن فى يوم من الأيام على ميزات حزب الأغلبية لأنه محكوم أن يبقى أقلية إلى آجل غير مسمى.
هذا عن الاحزاب ماذا عن المجلس التشريعى؟.
هل البرلمان يقوم بدوره المنوط به وهو التشريع؟، الأجابة لا. دوره فقط الموافقة مع ابداء الرأى بتعديلات طفيفة على قوانين طبخت فى لجنة السياسات أو لجنة حكومية مشابهة. هل يقوم البرلمان بتعديلات جوهرية على الميزانية العامة للدولة؟.الأجابة لا. هل يعلم البرلمان أى شئ عن ميزانيات مؤسسات سيادية؟.الأجابة لا.هل يستطيع البرلمان أنشاء لجان تحقيق خاصة ومستقلة بالتحقيق فى مسائل سيادية أو مع رئيس الدولة كما حدث مثلا مع بيل كلينتون؟.الأجابة لا.هل هناك فصل حقيقى بين السلطات؟. الأجابة لا.
هل يستطيع مواطن تنفيذ حكم قضائى لصالحه فى مواجهة جهة سيادية؟ الأجابة هذا إن حدث فى مرات نادرة وحكم لصالح هذا المواطن فأنه لا يستطيع تنفيذ الحكم.
هذه صورة كئيبة ولكنها غير مبالغ فيها،إنها أقل من الواقع المصرى بكثير، وهى صورة لما يحدث فى كثير من الأنظمة المستبدة حول العالم.
إن هذا الصخب الكثير الذى نراه فى المؤسسات المصرية هو فى تقديرى يدور حول صناعة ال 10% من السياسات.
هذا هو التفسير للسلبية التى يتهم بها الشارع المصرى. هى ليست سلبية منزوعة الأسباب ولكنها تنطلق من قراءة المواطن لواقعه ومعرفته لسقف تحركاته.
ورغم كل هذه السلبيات نتمنى على الأغلبية الصامتة أن تتحرك حتى لا تترك الساحة للنظام الحاكم ومعه جماعة دينية منظمة يلعبون لعبة القط والفار معا، فهذا المشهد الكئيب سيجعل المزايدات الدينية بينهما تنتهى بتحويل مصر إلى دولة دينية مكتملة الأركان.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيارات الإسلامية: عودة لإستهداف الأقباط بضوء أخضر من أجهزة ...
- لبنان بين جمهورية عرفات وجمهورية حسن نصر الله
- الأقباط وسيناريو الفوضى
- حرق القرآن عمل عدوانى مجنون
- أمريكا الأمنية: الوجه الآخر لأمريكا بعد 11 سبتمبر
- عام صعب على الشرق الأوسط
- من نيويورك إلى مغاغة
- هل الدول الإسلامية دولا حديثة؟
- دعوة لتكريم نصر حامد ابو زيد
- القمص بولس باسيلى
- وليم الميرى
- أفغانستان : الدولة المشكلة(2-2)
- أفغانستان: الدولة المشكلة(1-2)
- سؤال وجواب حول الزواج المدنى للأقباط
- الأقباط بين الزواج المدنى والزواج الدينى
- إنقلاب على عهد بوش
- رسائل عطرة من اشقائنا المسلمين
- حوار مع قرائى
- الناسخ والمنسوخ فى الدستور المصرى
- حكاية الدكتور عصام عبد الله


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدى خليل - المسرحية السياسية فى مصر