هل ستكون نتائج الانتخابات في البحرين أستنساخ لتجربة العراق

علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 00:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

((هل ستكون نتائج الانتخابات في البحرين أستنساخ لتجربة العراق))
اليوم توجه البحرينيون الى مراكز الاقتراح لاختيار ممثليهم في البرلمان القادم ,البحرين تعيش حالة متماثلة للحكم في العراق ايام النظام الديكتاتوري من حيث الاستئثار بالسلطة من قبل العائلة المالكة على حساب المكونات الاجتماعية الاخرى ,حالة الاقصاء والتهميش التي عانى منها كثيرا الشعب العراقي ولد بعد سقوط النظام حالة من التسابق نحوالاصطفاف الطائفي والمذهبي وليس البحث عن الهوية الوطنية نتيجة حرمان ومعاناة الكثير من المذاهب والاديان من سطوة النظام البعثي.
في البحرين ومنذ أستقلالها تعيش تحت حكم عائلة ال خليفة وقد مارست كل انواع القهر والاستبداد ضد مواطينها من المذاهب الاخرى,اليوم نجد أن القوائم الرئيسية المشاركة في الانتخابات كلها توجهاتها دينية عدا واحدة هي قائمة(وعد)الشيوعية,فهناك قائمة الاخوان المسلمين ,قائمة السلفية الاصولية,والمستقلين السنة,وقائمة الصوفية,وقائمة الوفاق الشيعية.
جميع القوائم الدينية مصطفة ضد عدوها الاستراتيجي المتمثل بقائمة (وعد) الشيوعية كونها القائمة الوحيدة التي تؤمن بالديمقراطية وتشكيل دولة مدنية حديثة يسود فيها القانون على الجميع,لكنها في نفس الوقت متناحرة فيما بينها ,والكل يدعي الاحقية له بالفوز وتمثيل المجتمع البحريني,
القوائم السنية الاربعة متضامنة مع بعضها ضد قائمة(الوفاق الشيعية),كون الاعتقاد السائد في البحرين بانها مدعومة من أيران وتريد أن تفرض نظام ملالي جديد في البحرين يخضع لنظام الولي الفقيه ...في حين أنها تدعي بأنها تمثل الاكثرية المذهبية في البحرين ولهذا فان لها الاولوية في حكم البحرين بموجب النظام الديمقراطي ,دول الجوار العربية كذلك هي تدعم القوائم السنية الاخرى تخوفا من وصول الشيعة الى سدة الحكم .
اما بعد ظهور نتائج الانتخابات فسوف يصار الى تحالف القوائم السنية الاربعة معا جريا وراء المذهب وليس لمصالح الوطن ,وقد تكون هناك عمليات تزوير وأنتهاكات لخلق حالة التوازن بالمجتمع البحريني وشل حركة البرلمان القادم من خلال عدم حصول أي طرف على الاكثرية النيابية كما حدث في العراق وبالتالي يستمر مسلسل أزمة تشكيل الحكومة والضحية دوما المواطن البحريني الذي لا يعرف لاي جهة يعطي صوته كي يضمن حقوقه.
ان اختيار الناخب البحريني لم يكون سليما أذا كان وفق المذهبية أو الطائفية وليتخذ من انتخابات العراق عبرة له.لان الطائفية والمذهبية عدوة الوطنية ولم تستطع في يوم من الايام من بناء الوطن وتطويره ,الكل يريد أن يخدم طائفته ومذهبيته أيفاءا بالوعود التي قطعها لناخبيه الذين أدلوا بصوتهم له,ومن هنا سوف تصبح الطائفية او المذهبية اكبر من الوطن ,وقد تقوده الى أتون حرب مذهبية على غرار ما حدث في العراق,وتكون هناك عمليات تصفية حسابات وثارات قديمة وعمليات انتقام,فالكل يريد تثبيت موقعه ونفوذه,والكل من حيث لايعلم يقود البلاد الى نفق مظلم لا تعرف نهايته نتيجة لتعصبه المذهبي..وكل طرف من القوائم الاسلامية يريد أن يطبق النظام الاسلامي وفق نظرياته وتوجهاته العقائدية وبالتالي ستتحول البحرين الى دولة دينية ديكتاتورية بدلا من دولة ديمقراطية مدنية,......
ان حظوظ قائمة (وعد) تقل بكثير عن حظوظ القوائم الاسلامية كون الثقافة المجتمعية السائدة في البحرين توجهاتها أسلامية وهناك جهات تضح الملايين من الدولارات لغرض تكريس المفاهيم الدينية لدى أوساط المجتمع البحريني لتحجيم العقول الانسانية عن التطور والحداثة في العالم المعاصر ,وعلى غرار ما حدث في العراق حيث ان الناخب العراقي قد اختبر القادة الاسلاميين وعرفهم جيدا بانهم اناس غير قادرين على بناء دولة حديثة وفي نفس الوقت غير مؤتمنين على اموال وثروات العراقيين ,ولكن في الانتخابات الاخيرة نرى الجموع السائرة الى صناديق الاقتراح سارت معها طائفيتها ومذهبيتها ولم يكن لعقلها أي دور في التصويت للاصلح نتيجة لتخوفها من القمم المجهول التي ثقفت به من قبل القوائم الاسلامية بأن دينها ومذهبها في خطر كبير ومقدساتها وشعائرها عرضة للزوال أذا لم تصوت لقوائهم الاسلامية ,والنتيجة حصل ما حصل والصراع على اشده بينها ومنذ اكثر من سبعة أشهر بعد أن تمكنت من تحجيم القوى الوطنية وأقصائها من الوصول للبرلمان....
فعسى ان يتخذ الشعب البحريني المسلم العبرة من العراق ويرفض التصويت للمذهبية والطائفية لانها المرض المزمن والمستعصي علاجه اذا انتشر في البحرين فسوف يفتك بها,وتكون دولته أيلة للسقوط وهذا مصير الدول الدينية(( تولد ميتة )) وعليه التصويت لوطنه ومستقبله وعدم تصديق بالشعارات والوعود الكاذبة....

#علي_الشمري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات