رشيد كَرمة
الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 00:37
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لقطات من حفل تأبين شيوعي عراقي
رعت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة يوتبوري ظهيرة السبت الموافق ليوم 23 أكتوبرحفلاً تأبينياً لنصيرومكافح شيوعي إرتبط منذ نعومة أظفاره بالحزب الشيوعي ,فعلى قاعة البيت الثقافي العراقي إحتشد جمعٌ من العراقيات والعراقيون,وسط شموع موقدة تضئ صورة متشحة بسواد للراحل(فيصل كاظم ـ أبو رائد) عند مدخل القاعة, بينما نثرت الزهور في مكان آخر إلى جانب الصورة التي توسطت مسرح القاعة,كان حفل التأبين مهيباً, أضافت له عفوية وصدق عريف الحفل ( جاسم خلف)الشي الكثير, كانت إقتباساته الأدبية صافيةً ومنصفة سواء لجيفارا, أو لنكولن, وبصوت مخنوق بالعبرات,راح يحاول إستذكار رفيق درب طويل,وبالكاد إستطاع ان يرتب ما يجب ان يكون عليه حفل تأبيني,وهذا جزء من وفاء وخصال حميدة ما درج عليه الشيوعيين, بعد دقيقة صمت حدادا على الراحل (أبوأثير هيركي ) عرضت على شاشة كبيرة صور من حياة الراحل مع رفاقه ومحبيه بمصاحبة ذكية لمقطوعة موسيقية إنسجمت مع الموقف,كما عرض فيلم تشييع الفقيد من السويد إلى العراق فيما راحت الدموع وأنين الحسرة تفلت من مقل الحضور ....................................
ألقيت بعدها كلمة الحزب الشيوعي العراقي* ,ومن ثم تم قراءة البرقيات التي توالت تباعا من :منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فنلندا,
رابطة الأنصار الشيوعيين في الدانمارك.
رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين إستوكهولم
رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين بغداد
رابطة الأنصار الشيوعيين في بريطانيا
الأنصار الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم بلغاريا
رابطة الأنصار الشيوعيين في روسيا الإتحادية
برقية من الباحث والكاتب حامد الحمداني وعقيلته السيدة (ام ناهض)
رابطة الأنصار في جنوب السويد
اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين
وفي لحظات مؤثرة ألقى (عدنان هادي ) كلمة الأنصار الشيوعيين في مدينة يوتبوري
كام ساهم الرفيق (مهدي شاوي ) بكلمات معبرة عن الصفات التي تمتع بها الراحل
وأُلقيت كلمة الجمعيات والنوادي العراقية**( رابطة المرأة العراقية يوتبوري ,جمعية المرأة العراقية يوتبوري , جمعية تموز, البيت الثقافي العراقي يوتبوري , النادي العراقي في بوروس)....................................................
فيما دعي الشاعر المبدع كريم هداد, ليضيف للحفل التأبيني هيبته وحزنه,ولقد إرتجل الرفيق الطيب ( علي الراعي )كلمة استحضر فيها عمق المودة التي تربطه ورفاقه مع الراحل مستعرضا تأريخ حافل بالنضال جمعته ورفاقه, في سفر مجيد.
* كلمة الحزب الشيوعي العراقي والتي ألقاها الرفيق ( أبو رياض)
كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
الحفل الكريم
إسمحوا لي بأسم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد أن أحييكم وأشكر لكم حضوركم التضامني هذا ونحن نؤبن، رفيقنا الغالي أبو رائد، الذي فجعنا برحيله المفاجيء ليترك في القلب غصة فراقه، وهو الذي طالما ملأ بحضوره الجميل صحبتنا وملتقياتنا، وليترك في الروح ألم فقده وهو الذي كان سمير غربتنا وليالي المحن.
نعم أيها الأحبة، فقد رأى أبو رائد الحلم منذ صباه، ووعى مبكراً مشقة المسار في درب الشيوعيين العذب، وخيّر بين الخنوع والكبرياء .. بين القيد والهواء .. بين الشعب ومستعبديه .. بين البشر ومصاصي دمائهم .. فإحسن الإختيار .. حيث إجتمعت معاني الوطن والشعب والكبرياء والحرية والعدالة في راية الشيوعيين التي ستخلص البشر من عذاباتهم وتعيد اليهم آدميتهم المستلبة .. نعم أيها الأحبة .. إختار أبو رائد.. وأنتمى للحزب، ومازج بين الفكرة والفعل، فتصدى للطواغيت الذين تعددت سحناتهم الكريهة وبقي جوهرهم واحداً، بكل أشكال الكفاح، في جنوب الوطن حيث ولد وترعرع، وفي جبال كردستان الحبيبة حيث إلتحق بقوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي وشارك في نضالها البطولي المشرف ضد الفاشية الحاكمة لعراقنا الحبيب، وفي المنفى حيث أضطر أن يعيش سنواته الأخيرة!
وفي كل المراحل بقي أبو رائد أميناً لما إختار رغم مرضه ومتاعبه، وكان يعد نفسه للعودة الى الوطن بعد سقوط النظام الديكتاتوري، لمواصلة الكفاح في صفوف الحزب ، الا أن مرضه لم يسعفه لتحقيق رغبته، وفي الايام الاخيرة قرر السفر الى العراق لزيارة اهله واقاربه ورفاقه الا ان رحيله المفاجيء حال دون ذلك فحملته أكف الرفاق ليرحل الى العراق ويمتزج بترابه الطاهر كما أراد دوماً..
وهكذا كما ترون أيها الأحبة، أن رجلاً هذا بعض سيرته لن يموت كي يدفن .. ولا يغيب كي نحزن عليه .. و لا يرحل كي نندب فقدانه .. ولذا فوقفتنا اليوم أوسع من مناسبة للتأبين .. إنها تشبه في جذوتها الرجل نفسه، إنها عذوبة كالشعر وعطر كصلاة التطهر.. شجاعة كخلاصة العذوبة، كأفراح الصبايا، كوطن النخل والويل، كوطن البكاء واناشيد الدماء .. وحنان يتحسس مرارة الواقع فيزيلها عن أرواحنا ويسكب فيها حلاوة الرؤيا بعد رحلة في الظلمات.
أبا رائد ..
رفيقنا المقيم في الروح
لِمَ يشدد غيابُك عتمة ليالينا وأنت المتوهج دوماً كاليقين..
لِمَ تتأخُر عن مواعيدنا وأنت من نتعلم منه الوفاء ..
لِمَ تترك الغربةُ تعتصر قلوبنا وأنت الحنون كخبز امهاتنا في صباحات العراق..
سلاماً رفيقنا المقيم بيننا أبداً .. سلاماً لعائلتك التي قاست معك ثمناً لخيارك الجميل .. سلاما لعراقك .. سلاماً للحزب الذي أنجبك .. لتحرسك شقائق النعمان، وتهدهدك العصافير بلحن الوفاء الأممي الجميل، ليبقى الزهر والعشب الأخضر على قبرك شارة الأقامة في الذاكرة والروح!
سلاماً أبا رائد .. أيها الشيوعي الأصيل والنصير الباسل!
والسلام عليكم!
** كلمة الجمعيات والنوادي العراقية ورابطة المرأة
أوجعتمونا وآلمتني .....
الحضور الكريم زميلاتي ورفيقاتي زملائي ورفاقي
يوجعنا حقاً رحيل المناضلين,وهم عديدون مع الأسف الشديد,ولكنه الموت الذي راح يبحث عن سره عراقي إسمه (كلكامش) وآلمنا فعلاً رحيلك أيها الرفيق الدافئ (أبورائد) يامن حلمت بغد ديمقراطي متسامح في العراق ,يؤمن السعادة للناس في ظل حرية الوطن,ومن أجل ذلك إرتبطت بالفكر التقدمي النير,وإفترشت الصخور وإلتحفت السماء في كوردستان العراق غير عابه لملذات الدنيا,مكابراً بحزبك وحزنك معاً,متحدياً فراق الأهل والحارة والبنين , مواجهاً للعسف والجور والظلم. لذا لن نرثيك,وإنما نستحضرك معنا ,وسوف لن نغالي في العزاء, فأنت أأبى من ذلك,ولكننا في حضرة وداع جسدٍ ناءَ وتعبَ من المرض, وكلنا للموت, بهذه الطريقة وتلك,والأنسان تأريخُ محضٌُ,يًستذكر في الرحيل,الرحيل الأبدي الموجع فعلاً, وها أنت رحلت , ونحن اللاحقون حتماً لذا حمل رفاقك الأوفياء وهم كثرٌ في الواقع هنا وهناك لافتةً سوداء بحروف ناصعة البياض لعلك قرأتها في عيونهم يوم كنت بيننا تشاركنا الهموم والمتاعب,لم تقل اللافتة كثيراً غير أنها وبومضة أخلاق الشيوعيين المعروفة لديهم قرأتها أنا والجميع الذي يودك في ذلك الصباح الباكر (وداعاً أبو رائد) لم ترتجف أيادي من رفع اللافتة,رغم إرتجاف شفتي عند قرائتها, كانوا إقوياء عزيمة وإرادة كالتي تحليت بها طيلة سني عمرك , ولكنني على علم ويقين,إستحضروك رفيقاً دمث الأخلاق,طيب المعشر,ودوداً في الحديث, متعاونا ً,سمح الإخلاق ,متفائلا ,صلب الشكيمة والتحدي والإباء , وكانت لحظةٌ حزينة مريرة وسقيمة كمرارتنا نحن العراقيون والعراقيات على ماحصدناه من حكام جور ووعاظ ومداحين وإنتهازيين وناكري المعروف والجميل ,فهؤلاء هم من وحدنا نحن,وهؤلاء هم من دفعك بقوة المنطق لأن تكون شيوعياً,لم يفقد الأمل في المستقبل رغم المرض الذي لم يمهلك طويلاً, وهذا هو عزائنا,قالت الحكمة التي وصلتنا من تراثنا القديم (قليل على الصديق أن يقف على قبره)ولقد وقف الجميع على نعشك,بل وشيعتك عيون محبيك وهي مليئة بالدمع دون عويل, ولوحت لك باليد,وانت عائد الى العراق جسدا غير قابل للحراك بفعل الموت’بعد أن غادرته نشطا بقوة العناد لغطرسة الدكتاتورية البعثية ,مدافعا عن كرامتك ,معتصماً بحزبك الذي لاينساك,كونك مشاركاً دؤوباً رغم ألمك ومرارة المرض العضال في أنشطة رابطة المرأة العراقية ,وجمعية المرأة العراقية,وجمعية تموز,والبيت الثقافي العراقي ,ولم أنسى حديثك الودي القريب ومساندتك لي وفخرك بما أنجزه من جهد ثقافي وكفاح دون هوادة ضد القتلة والمأجورين وتشجيعك لنا نحن أصدقائك ورفاقك في النادي العراقي في بوروس المدينة التي جمعتنا معاً وكنت تسكنها قبل الإقامة في يوتبوري ,فإلى أهلك وذويك الصبر ,وإلى حزبك المجد,واليك ايها العزيز الذكر الطيب,
وفخرٌ عالٍ ان ألقي كلمة تأبين لك بإسم رابطة المرأة العراقية ,وجمعية المرأة العراقية وجمعية تموز والبيت الثقافي العراقي والنادي العراقي في بوروس
شًكرا ً شًكرا لإصغائكم أيها الأحبة يامن تشكلون لنا وطناً ....
#رشيد_كَرمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟