|
وساوس بطل الرجل الخطأ- الحلقة الثانية
بوجمع خرج
الحوار المتمدن-العدد: 3162 - 2010 / 10 / 22 - 23:46
المحور:
الادب والفن
وساوس بطل الرجل الخطأ- الحلقة الثانية للتذكير تدخل هذه المحاولة في حوار وتكامل ادبي مع حوا سكاس في روايتها الرجل الذي ويمكن الاطلاع عليه هنا: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=232761
لما ودعت صوفيا وبعدما حملتني قدماي مسافة لم انتبه لطولها بحكم أني غرفت في حيرة السؤال الذي لم يستقم حتى.... ولم اعرف كيف اطرحه ولا كيف أصيغه كما لو أني فقدت معالم الوعي إذ اختلط لدي الأمر في لحظة شاردة هل هو الفجر أم هل هو الغروب...؟ كيف للزمن أن يضيع مفاهيم ومعاني قد اعتقدنها ثابتة وممتدة في نفس الدلالات كيف إذا الغنى وحده لا يسعد الناس وكيف للفقر أن يحزنهم ؟ صوفيا صارت بابنتها وفضلت الانفصال عن ما كانت فيه من رفاهية ؟ وبينما أنا كذلك فإذا بيوسف الذي تخلت عنه زوجته التي وجدته فقيرا الطبائع ولا يليق بأناسها - أهلا يسرني لقائك هل نلتقي في النادي مساء؟ - تعم لكن تبدو لي على غير حال يايوسف أممممممممم... تساءلت هل حملتني الذاكرة بعيدا عن لحظتي الحاضرة حتى أبدو غريبا وهل أنا الآن هو الماضي في الحاضر أم هل أنا الحاضر في الماضي. أوووووووو ه.... فأنا وجهي لا يخفي شيئا لست بارعا في تقمص الحالات النفسية . - لا ...لا ... لا شيء سوى أني اعتقدت فجرا جديدا يا يوسف - كلام التأمل هذا يا عزيزي... احذر سحر الكلام الموزون والمنظم قد يجعلك بمنظار في غير زمن. تابع كل منا سيره إلى حيث يتجه واعتقدت فعلا أني أجد صعوبة في الانخراط في الحاضر بعد ما ظهرت صوفيا من جديد لكن لا بد من ذلك انتبهت لي أمي شاردا عن حيث اعلق معطفي على غير عادة - هل تساعدني ابني؟ - - نعم نعم ما الذي افعله؟ - الم تلاحظ أني غيرت موقع الكراسي هيا تعالى احمل معي الطاولة - يااااااه... جميل هذا الديكور هل أصبحت مهندسة ديكور أماه - أصبحت؟ !!!! أنت تغيبني عن وعيك الم تكن تعرف عن مهارات أمك المتعددة في عالم فيه الوظيفة قليلة؟ - أشكرك أمي على طيبوبتك فانا تعودت على العطالة ولا شيء يضايقني مع والداي فانا أريد أن أبقى طفلكما - تعالى اجلس هنا شيء ما بداخلي يسألني لماذا أمي تحدثني بدبلوماسية هل اصدق البانارويا التي تراودنا نحن في هذا الوطن بمعنى هل اخبرها احد أني كنت رفقة أنثى في مقهى ؟ هل شاهدتني ؟ هل أبلغتها إحدى صديقاتها أو ربما إحدى العائلات اللواتي قد تتقبلني زوجا لأحدى بناتهن رغم وضعيتي الغير المستقرة...؟ وفجأة دخلت ابنة الجيران "هدى" وهي تنظر إلى أمي بنظرات كما لو أنهن يشتركن في شيء ما ... ولكن هل يعنيني بالضرورة؟ وأنا في غيبوبة السؤال فإذا بها تحييني بابتسامتها المعهودة الطيبة والمتعاطفة - كيف حالك؟ - بخير ولله الحمد وغدا... فقلت أنا وإياها في نفس الوقت كالعادة: ".....وغدا سيكون أفضل." هي طريقة نخدع بها أنفسنا كالعادة ننعش بها الأمل في غد أفضل. إنها خريجة كلية الزراعة بمصر وهي اليوم تعمل ممرضة الحي تساند الجيران في معالجة جرحى الزمان الظالم... أمي أنا ذاهب للنادي هل من شيء اقضيه. نظرت إلي بعمق تبحث في عقلي أو في نفسيتي عن ما طبيعة الشيء الذي شردني وأنا اعلق معطفي ... وارتجال آخر. إنها الأم التي تعلم عني كمشروعها الخاص الذي كانت تعتني به منذ صغره. - آه ... آوووه... هكذا تمتمت لأني فاجأتها نظرا لأني عادة ما أتناول شيئا من صنيع يديها كتكريم لها واعتراف لأمومتها التي طبعا لا تريدها أن تنتهي أبدا... إنها الأم لا... لا .. يا بني هل لا خدمتك في مطبخي ... اقصد " مقهى أمك" هكذا تابعت تبحث عن شيء يجيبها عن تساؤلاتها. وللإشارة كنت دائما اسمي مكان تناولنا الطعام في المنزل "مقهى أمي" . إنها الأم وهي تعرف أي وثر يليق بابنها فقررت أن أضع حدا لوساوسي - شكرا أمي لكني أنا الآن لا اخفي عليك أني منفعل شيئا ما بحكم أني سأقابل بطلا في الشطرنج و يحرجني أن لا يتمتع باللعب معي... فتهاوت على المقعد أكثر من ما جلست عليه وكأنها كانت تحمل الكون برمته. - اوووووف خلعتني بهذا المصطلح - منفعل- ألم تجد أرفق منه ثم أرخت بما كان يثقل حقا صدرها: - لقد أرحتني يا بني رافقتك السلام سأدعو لك أنا و هدى فاندفعت هدى الطيبة بإشهار أصبعي الانتصار بيديها تردد : تذكرني بهذه الصورة فالتقطتها كالعادة بحركة المصور...كليش ! -شكرا لك يا نغمة الحي يا هدى الله فخرجت كما لو أني كنت سجينا المشاعر ومحروم الرومانسية ولو حتى في الخيال لألتقي من جديد صوفيا التي لم أتمكن حتى من تصورها هل هي فرحة بوضعها الجديد أم حيرانة في ما نحن فيه من مجتمع تقليدي محافظ... ربما تقذفها إحدى النساء القديمات بتعبير نووي يزيدها ألما... رفعت راسي لأحقق النظر في المجال فإذا بيوسف ينتظرني - رائع انك هنا يا يوسف - طبعا أنت صديقي وأخي واعتقد أن لديك شيء ما يأخذ بتفكيرك لقد خاطبتني على غير عادتك. أووووووووو ه... لم أكن أتوقع أن صوفيا ستفعل في كل هذا...المسكينة. قررت أن أصارحه دون ترد - لقد التقيت بصوفيا - أتقول صوفيا ... يعني صوفيا التي ...هي صوفيا؟ - نعم صوفيا التي هي نعم صوفيا - وما الذي أخذ ببالك إلى هذا الحد؟ - لقد أنهت زواجها بفراس بطلاق أكيد نظر إلي بصمت وبجدية غالبا ما نخفيها من شدة وطأة الوضع ثم نظر إلى الأمام يتطلع إلى الأفق من فوق رؤوس الناس فالتفت سائلا - هل أنت تقول ما سمعت؟ - أمممـ... ولديها طفلة. التقيت بها في المكتبة - هل كانت تبحث عنك؟ - ربما حنين الماضي للمكتبة. لم يقل شيئا. فمشينا والصمت يخيم فينا نستمع إلى خطواتنا لا احد يقول شيئا للآخر... يتبع
#بوجمع_خرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لوحة من القرن الثامن عشر لسامفونية العودة لرتا عودة
-
ولو بيني وعيون رتا... بندقية أنا مع سامفونية العودة –-لرتا ع
...
-
عن سامفونية العودة –-لرتا عودة:انتظريني إلى أن كما تغنت فيرو
...
-
عن رواية الرجل الخطأ لحوا سكاس- الحلقة الأولى-
-
اسمحوا لي أن أكون إرهابيا ... فمؤسساتنا تحنط العقل الإسلامي
...
-
المراكز التكوينية : وتستمر أزمة الإصلاح في السذاجة العلمية و
...
-
المراكز التكوينية من الصحراء إلى طنجة: كفى من الأجرئة النمطي
...
-
إلى المجلس الأعلى للتعليم: وكأن ملك المملكة المغربية يخاطب ا
...
-
الصحراء الغربية:لا جديد منذ دجيمس بيكر مادام الحكم الذاتي سب
...
-
عن الوضعية ألأزمة في الشرق الوسط هل سينفلت الوضع في الصحراء.
...
-
للصحراء الغربية حل ولكن ليس في المصطلحات
-
الصحراء الغربية ! هل في التسمية شعور باطني بالهزيمة ؟
-
إلى المجلس الأعلى للتعليم بالمغرب : وكأن الملك يخاطب الصم عق
...
-
التعليم: قافلة اللغات إهانة للعقل العربي والمغربي- الحلقة1-
-
السيد وزير التعليم: إنكم تكرسون أزمة العقل المغربي
-
مراكز تكوين المعلمين:هل أزمة الذكاء أم العقل المغربي؟ الحلقة
...
-
مراكز تكوين المعلمين:هل أزمة الذكاء أم العقل المغربي؟
-
لجنة القدس: أي دبلوماسية مع دينصورية التفكير الامبريالي
-
إلى جلالة الملك محمد السادس: رفض من صديق لوالدكم في إعداد سل
...
-
نيل دبلوم مراكز التكوين ببيداغوجيا الاستغباء
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|