أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد عبد القادر احمد - قراءة في فلم الشيطان يلبس برادا: هل الراسمالية دين؟














المزيد.....


قراءة في فلم الشيطان يلبس برادا: هل الراسمالية دين؟


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3162 - 2010 / 10 / 22 - 21:04
المحور: الادب والفن
    


من الجيد في بعض الاحيان الابتعاد عن حرق الاعصاب الذي تورثه الكتابة السياسية, وليس اجمل وامتع من مشاهدة فيلم سينمائي, اذا اتاح لك الحفيد فرصة التركيز برسالة الفيلم الثقافية, فانت حينها تشعر فعلا انه اضيف لمكتسبك الثقافي زخم جديد.
والفيلم السينمائي ذي القصة والاخراج الجيدين يقدم لك هذا المكتسب الثقافي جاهزا مهضوما لا تحتاج معه سوى الى تمريره الى حصيلتك الثقافية, ولا يغيب عنك من قصته سوى الافكار التي عادة ما تبديها الشخصيات في القصص وتناقش بها قضايا الحياة فالممثل يستطيع ان يجسد لك الواقعة واحاسيسها ولكنه لن يجسد لك افكارها الا جزئيا من خلال السيناريو,
برادا اسم وكالة ازياء فاخرة, اما الشيطان في الفيلم فهو ناقدة ازياء عالمية, وصل مستوى اهمية رايها في عالم الازياء وبين اصحاب وكالاتها ومصمميها حد التفرد الذي يكاد يصل حد الارهاب,
الفيلم يروي قصة فتاة جامعية درست القانون وانحازت في حياتها العملية نحو الصحافة ,عرضت عليها فرصة للعمل مع هذا الشيطان / ناقدة ازياء الموضة/ فرات بها فرصة تتعرف من خلالها بمشاهير العمل الاعلامي الى حين مواتاة الفرصة لذلك, والفيلم يستعرض تطورات علاقاة الفتاة بالناقدة والمكتسبات التي عادت على الفتاة في النهاية جراء هذه العلاقة, والذي ارتقت معه هذه الفتاة لمستوى حضاري اعلى.
الازياء احد الاتجاهات الهامة في الصناعة الراسمالية, والتي يستعرض الفليم الى جانب محتواها الاقتصادي, المحتوى الثقافي ايضا, وكيف تصبح علما يسمو بروح الانسان بعيدا عن بوهيمية الثقافة العفوية, تلك التي تتمحور حول الجوهر كما تدعي وتهمل الشكل وكان الشكل لا يعكس في النهاية الجوهر.
اما المسائل الرئيسية التي يتعرض لها الفيلم فهي
اولا الاعماق النفسية البعيدة الغور التي تتعامل معها ثقافة الاستثمار الراسمالي, وتجعلها احد مقومات نجاحاتها, كاللعب على المقدس اكان ديني او وطني او ديموقراطي ....الخ فهذه مجالات استثمار راسمالي مربحة جدا, وعلى اساس اللعب عليها تقوم صناعات ضخمة ذات قدرة تشغيل اقتصادي واسعة لها افرع صناعية متعددة متنوعة تقدر قيمة تكلفتها بمئات الملايين وقيمة مردودها الربحي يقدر بالمليارات. كمثال تداخل صناعة الورق والاحبار والطباعة ووكالات التوزيع ومؤسسات المواصلات وتضافرها جميعا على انتاج الكتب المقدسة وتفسيراتها. انها اوتوسترادات رئيسية مرصوفة من النقود. ولا يعود على مشتري الكتب المقدسة في النهاية سوى معاناة الصراع الديني. فما هو المقدس النفسي في الانسان الذي يتعامل معه الاستثمار الراسمالي في صناعة الازياء والموضة
انه النزوع الى الكمال, وليس المقصود الرئيسي في هذا الكمال هو كمال الشكل وجماليته بل كمال دقة الملاحظة والانتباه والمتابعة, انه الكمال الذي يجمع في رؤيته وحركته شمولية العام ودقة ادق التفاصيل, والذي بلغ حسب الفلم ارقى درجات تجسده في صورة الشيطان ناقدة الازياء, لقد ارتقت في الفيلم الى مستوى قدسية النص المقدس المتعال عن قابلية النقاش والمجادلة, والتي يكون الاكثر خشية لها من التركيبة الاجتماعية اصحاب وكالات الازياء ومصمميها, انبياء دين الازياء اللذين لا يمكن سوى الله عز وجل ان ينتقدهم او الشيطان,
ان صورة ناقدة الازياء هذه تعكس في الحقيقة قدسية روح الاستثمار الراسمالي تفسه اما هذه الناقدة فهي يسوعها الذي يسعى على الارض, وليعذرني الاخوة المسيحيين على التشبيه فلا يوجد غيره قادر على تصوير جدلية التجسد ذات الجانبين الالهي والانساني في نفس الوقت ونفس الذات الا هو, وفعلا وبلا اشارات دينية وبابتعاد كلي عن الدين فقد استعار كاتب هذه القصة خصوصية شخصية يسوع دون الاشارة اليها ونجح ايضا المخرج في تجسيدها دون ان ييرز مؤشرا دينيا لها,
لا اريد ان اغوص بتفسير تسمية الناقدة الفنية بالشيطان, لعلاقته بتحليل نفسي عن تناقض الثقة والشك الايماني عند كل انسان ولانه سيبتعد بنا عن القراءة الموضوعية للفيلم.
ثانيا والذي يؤكد على سلامة تشخيصنا هو روح عبادة العمل والتضحية بالذات من اجله في سبيل النجاح في العالم الراسمالي, وهي تضحية يشابه حجمها ومداها مستوى تضحية الراهب بحياته المدنية وانزواءه في خدمة الرب داخل الكنيسة, فالفتاة هنا وفي سبيل النجاح فقدت ذاتها المدنية واستبدلتها بذات عبودية المؤمن الديني, الذي استنكف عن رغباته وعواطفه وضحى بها في سبيل رضى الرب, فالفتاة بدأت تفقد صداقاتها وحبيبها واجتماعيتها بصورة مضطردة وتكسب في المقابل رضا الناقدة. ولا تنهار التجربة الا حين تتعرض للامتحان الاجتماعي الانساني الذي يعيد تذكير المشاهد بان هؤلاء ليسوا الهة انهم بشر فحسب, فالناقدة تسقط الوهيتها حين تصبح ضريبة نجاحها الطلاق من زوجها, والذي هو بالمناسبة ليس الاول, وحين تفقد موقع التفرد على عرش تمثيل الوهية روح الاستثمار الراسمالي, فقد استبدلها راس المال بغيرها, اما الفتاة فهي تفقد نجاحها الذي يضعها ايضا على طريق الالوهية الراسمالية ولكن ليس قسرا بل باختيارها الشخصي حين اصبح الصراع شديدا في ذاتها بين الالوهية والانسانية,
هل الراسمالية دين؟ هذا هو السؤال الذي يبقى معلقا وان لم تبرز الاجابة عليه قصة الفيلم او حتى ان تبرزه كتساؤل في ذهن المشاهد لكنه تساؤل موجود



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقلام قليلة ادب ومواقع الكترونية متهاونة:
- تطور الاسس الموضوعية لبنية وهيكل القرار السياسي الفلسطيني:( ...
- بين الامس واليوم
- تطبيع الشعب الفلسطيني:
- تطور الاسس الموضوعية لبنية وهيكل القرار السياسي الفلسطيني: ( ...
- تطور الاسس الموضوعية لبنية وهيكل القرار السياسي الفلسطيني:( ...
- الثابت والمتغير في الفكر الماركسي:
- طيبوا القلب اكثر في شعبنا الفلسطيني:
- السيد ياسر عبد ربه, نرجوا ان تقدم استقالتك:
- خوش آمديد احمدي نجاد!
- الشعب الفلسطيني والاحتمالات القادمة:
- الحوار المتمدن... شكرا لكم:
- المسالة اليهودية بنت القضية الفلسطينية:
- ملاحظات على حوار اسعد العزوني _ نايف حواتمة:
- الشعب الفلسطيني شعب ملكي:
- يعقوب ابراهيمي نتنياهو صغير:
- مؤشر ا حتمال التراجع الاسرائيلي عن موقف عدم تمديد قرار تجميد ...
- الولاء للشيقل الصورة الجديدة للصهيونية:
- خير الكلام ما قل ودل/ ردا على الكاتب ابراهيم الحمود:
- تالا قرش, دعوة الى الكفر:


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد عبد القادر احمد - قراءة في فلم الشيطان يلبس برادا: هل الراسمالية دين؟