أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - زينب رشيد - أين حملة كاميرون أطلق الأمير سعود؟















المزيد.....

أين حملة كاميرون أطلق الأمير سعود؟


زينب رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3161 - 2010 / 10 / 21 - 12:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


عشرات المواقع السعودية نشرت مقال اوباما لا تطلق حميدان مع مئات التعليقات، وأكثر من ستمائة رسالة بريدية من سعوديين تم اغراق بريدي الالكتروني بها حتى لحظة كتابة هذه السطور، ودعوات وتهديدات بالويل والثبور وعظائم الأمور، وعذاب القبور، وسيلا من الشتائم الشائنة التي يستحق عليها اصحابها اوسكار البذاءة والسوقية والفحش.

تناقض المدافعين عن المجرم السجين حميدان التركي فيما بينهم، فبعضهم أقر اني فلسطينية وهاجم كل الشعب الفلسطيني من خلالي، والبعض الآخر اعتبر اني فلسطينية ولكن عميلة لليهود، بينما رأى قسم ثالث اني يهودية أصلا وفصلا، ومدفوعة من قبل جهات صهيونية وغربية لشن حملة مضادة لحملتهم التي طالبوا فيها الرئيس اوباما باطلاق سراح المجرم حميدان، وكأن الرئيس اوباما قد قرأ رسالتهم، وبدأ يفكر بحيلة قانونية للاستجابة لطلب الحملة بالافراج عن حميدان، ولم يقف عائقا بوجهه سوى مطالبة زينب رشيد له بعدم الافراج عنه. الأكثر طرافة ان احدهم قد ذكر ان زينب رشيد هي فلسطينية ولدت في اميركا لأبوين من الطائفة الدرزية الكريمة، وهي من حملة الجنسيتين الاسرائيلية والأمريكية، واعتبر هذا الشخص ان مصدر معلوماته موثوق جدا.

كل هذا لأجل عيون المجرم حميدان التركي الذي يبدو ان الغالبية العظمى من المعلقين وممن أرسلوا الرسائل لا يعرفون شيئا عن قضيته سوى ما هو متعارف عليه اسلاميا في مثل هذه الحالات، ألا وهو يقين المسلم بأن لا هم للعالم واميركا والغرب في مقدمة هذا العالم، إلا التآمر على العرب والمسلمين وتلفيق التهم لهم، وهو يقين أوهى من شبكة العنكبوت اذا ما علم هؤلاء كما يعلم الجميع ان القانون ولا شيء غير القانون هو الذي يسري على أفعال أي شخص في أميركا، مسلما أم ملحدا، مسيحيا أم بوذيا أو غير ذلك، والقانون الذي حاكم حميدان التركي وأدانه بتهمة تعذيب واغتصاب وسجن خادمته مشتق من ذات الدستور الذي منح المسلمين في نيويورك وإمامهم فيصل عبد الرؤوف الحق ببناء مركز ومسجد اسلامي على بعد أمتار من "غرواند زيرو" رغم اعتراض أغلبية الشعب الأمريكي على ذلك، حيث أصبح ذلك المكان بعد جريمة سبتمبر أكثر الأماكن حساسية وقدسية بالنسبة للشعب الاميركي، والمفارقة الأكثر سخرية انه ذات الدستور الذي يستند اليه السجين حميدان لممارسة أعماله الدعوية داخل السجن بحرية تامة باعتراف أغلب المعلقين.

هل حميدان التركي هو المثال السعودي حتى تُشن كل هذه الحرب الالكترونية لاجله؟ وهل هو القدوة الحسنة التي يجب أن يقتدي بها السعوديين حتى يدافعوا عنه بهذه الصورة الهوجاء؟ وأي رسالة أوصلها السعوديين من خلال شتائمهم الالكترونية؟ وهل لا يوجد غير حميدان التركي سجينا سعوديا في سجون العالم والسعودية؟ وأين نخوة هؤلاء تجاه اخوانهم سجناء حرية الرأي والتعبير الذي يشرفون السعودية فعلا بأفعالهم الانسانية ودفاعهم عن الحق والعدالة والمساواة؟ وهل غفل هؤلاء عن السجين ظلما وبهتانا السيد مخلف دهام الشمري الذي أرى شخصيا السعودية بوجهها المشرق من خلاله وأمثاله من أبطال الدفاع عن حقوق الانسان؟

من يطالب بالافراج عن هذا المجرم هم الرجال، ومن يصمت على سجن مخلف الشمري هم الرجال، ومن عارض عمل السعودية ككاشيرة هم الرجال، ومن يعارض أن تمارس المرأة السعودية أعمال البيع في محلات الالبسة الداخلية النسائية هم الرجال، ومن يعارض قيادة المرأة للسيارة هم الرجال، ومن امتعض من القرار الملكي بحصر اصدار الفتوى بهيئة العلماء أو من تراه الهيئة كفؤا لذلك هم الرجال، في حين يتم تغييب موقف المرأة السعودية من كل القضايا السابقة التي تخصها أساسا. كل ذلك يحصل حفاظا على سلطة ذكورية تمارس القهر والقتل والاغتصاب والتعذيب والحرمان تجاه الام والاخت والزوجة والعمة والخالة والجدة والخادمة أيضا.

لا أعرف السيد حميدان أساسا ولا أتشرف بمعرفة هكذا شخصيات اجرامية، ولا أعادي السعودية ولا السعوديين، ومثلما لديكم حميدان لدينا الكثير من حميدان الفلسطيني، والجريمة التي يسمونها جريمة الشرف وأسميها أنا جريمة انعدام الشرف سجلت أعلى المعدلات العالمية في الأردن والضفة الغربية، والحرية النسبية التي تتمتع بها المرأة في المجتمع الفلسطيني يختفي خلفها كثير من القصص المآساوية لنساء فلسطينيات فقدن حياتهن على أيدي شقيق أو قريب، ومثلما يوجد في السعودية وغيرها أمثال حميدان، كذلك يتواجد المثال المشرق والشريف والانساني الذي وددت لو ان السادة المعلقين وأصحاب الرسائل قد أتوا بأمثلة عنه في مواجهة مثال حميدان السيء الذي يبقى مثالا شاذا مهما بلغت نسبته، ولا يجعله قاعدة وظاهرة عامة إلا كل من يدافع عنه وعن أفعاله الاجرامية ويطالب باطلاق سراحه.

الأمثلة التي تشرف السعودية هي تلك الأصوات العديدة التي اتفقت واختلفت مع زينب رشيد لكنها دعت الغوغاء الى عدم الدفاع عن مجرم كحميدان فقط لانه ملتح ورجل دين، وقد أقر واعترف بجريمته واستنفذ بشكل قانوني كل وسائل الدفاع عن نفسه، وهؤلاء السعوديين هم من يجب أن يكونوا المثال السعودي المشرق وليس المجرم حميدان وغوغائه.

بالأمس حكم القاضي البريطاني بالسجن المؤبد على الأمير سعود بن عبد العزيز، ولا يحق للأمير المجرم قاتل خادمه طلب الافراج قبل عشرين عاما على سجنه، فهل سنجد من يدافع عن هذا الأمير وجريمته؟ وهل سنسمع عن مؤامرة دبرها القضاء البريطاني للنيل من الأمير؟ وهل سيوجه رجال الدين والفكر والثقافة الذين قادوا حملة اوباما اطلق حميدان حملة مماثلة موجهة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تطالبه بالافراج عن الأمير سعود؟

يبدو ان القاضي البريطاني اطلع مسبقا على حملة اوباما اطلق حميدان، ويبدو انه مطلع فعلا على الطريقة التي يفكر بها المسلمين خصوصا وانه يحاكم أميرا، لذلك قال موجها كلامه للأمير سعود: سيكون خطأ فادحا من جانبي أن اعاقبك بأقسى أو أهون مما تستحق. ستنال فقط عقابك العادل لأن لا أحد فوق القانون في هذه البلاد. انتهى كلام القاضي، ولن تنتهي الأفعال الاجرامية التي يرتكبها البعض تجاه الأخرين لانه صاحب سلطة أو نفوذ، إلا حين يكون لدينا قانون لا يقفز فوقه أمير كسعود أو تاجر دين كحميدان.

الى اللقاء



#زينب_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنيئا للتمدن بجائزة الحوار المتمدن
- اوباما..لا تطلق حميدان
- الأصل في الاسلام هو العنف
- لا يحدث إلا في ديار الاسلام
- نعم أنا فلسطينية
- كاميليا زاخر..حتى لا يكون مصيرها كمصير وفاء قسطنطين
- مسجد قرطبة النيويوركي..مسجد ضرار
- تنويعات على هامش الاسلام وتخلف المسلمين
- سوريا..الطغيان ما زال في صباه
- اسرائيل ونحن...بلا تشابيه
- هل أٌغتيل نصر حامد ابو زيد؟
- لسنا ملك يمينكم ولا يساركم
- عن سوريا وحاجتها الملحَة لأساطيل الحرية
- أردوغان..لعله يكون آخر الأنبياء
- حماس..نكبة النكبات
- لتكن القدس كما مكة قبل الاسلام
- أَيُّهُمَا العصر الجاهلي؟
- ماذا يعلمونهم في المساجد؟
- الى متى تبقى المملكة أسيرة للمافيا المقدسة؟؟
- في اسلام أسامة بن لادن


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - زينب رشيد - أين حملة كاميرون أطلق الأمير سعود؟