أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح سعيد الزبيدي - قراءة في قصائد الاديب الشاعر صباح محسن جاسم














المزيد.....

قراءة في قصائد الاديب الشاعر صباح محسن جاسم


صباح سعيد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3161 - 2010 / 10 / 21 - 01:58
المحور: الادب والفن
    


في زمن القتل والدمار والانقسامات العرقية والطائفية يحاول الاديب الشاعر صباح محسن جاسم ان يعرف نفسه من خلال النص التالي :
أنشدوا لي أغنيةً من فيروز أحبها فيما انتم مبتسمين .. بدلا من قراءة الفاتحة وانتم واجمين!
عندما قرأت قصائد الاديب الشاعر صباح محسن جاسم وجدت ان الشاعر يمتلك قُدرة فائقة على تطويع عناصر اللغة وتمكنه من النظم والإبحار وتطويع الألفاظ والمعاني بسهولة ووضوح من خلال رسم لوحة فنية شعرية بقدر ما تسعفه قريحته وخياله فنراه يقول :
يوم اخترعت آلة العود
تبسم الكون
ويوم أكتشف البارود
حزنت أعشاش الطيور
وهلل مدفع رشاش
مرددا أغنيتين بأبجدية واحدة
وإذ ينتبه الصانعُ الأمهر بعد فوات أوان
تزدحم المقابر بهياكلٍ شرود
تحاكي الهوام
*****
والان لنحاول ان نتتبع الشاعر في قصائده لكي نتعرف عليه كشاعر وانسان..
يقول في إحدى قصائده :
أيها الموتى
تعالوا نبحث عن رقاد
دون كل القبور
وإذ ننام
فبذات الاتجاه
في تمام الساعةِ
حيث خرير السواقي
وشدو عصافير الصباح
*******
ان الشاعر صباح محسن جاسم شاعر يعي واقعه بتبصر وحكمة ولكننا هنا نلمس ثورة داخلية عارمة تجتاح الشاعر فها هو يحاول إيقاظ الضمائر التي انطفأت فيها جذوة النخوة هاتفا بهؤلاء الذين يبست قلوبهم ، وتصلبت شرايينهم تسرق ولا تمنح تأكل والشعب يتضور جوعا ، تشرب والكل ظامئ ، ولا من مغيث أو مجير فيقول :
في العراق خصام بين الأخوة
جدران ُتسقى بالإسمنت
لتـُمسي هوية ً وبيانْ
البعض هنا سلاطين
في رغدٍ يعيشون
بيدهم القرار والصولجان
مزوقو كلام
وآخرون كثرٌ
جوعاً يتضورون
يتألمون
قـُرّا ً وحرّا
يتوسلون السماء
* * *
أن الشاعر يعطي تفسيرا تاما للمأساة التي يمر بها العراق عبر لغة مشبعة بروح الإحساس ومن خلال سيل جارف من الألم فيقول :

تحت رعاية تجار الموت ِ
يستيقظ فينا الموتُ رصاصا
الرعبُ اليومي
أنسانا الحُبَّ والأعيادَ
جـِلـباً أضحى القلب! *
نترقّب ُ بعيون دمّاعة
كيف يعاودنا الموتُ
خيبة ُجدل ٍ مخصيّ
نتنابزُ للفرجة بالمجّان
أفراحُنا المنسية ُ
حلوى طفولتنا :
" شَعرُ بنات"!
* * *
* الجـِلْب : لب الخشب القاسي صلابة .
****
ومع ذلك لم تيأس روحه المتوثبة والمحلقة في أعالي سدرة الأمل، فنراه يرسم لنا المستقبل كطموح مشروع اذ يقول :
يا الله متى ندرك إن الله أنبت لنا عقلا
كي نزرعَ من نوره حقلا
أو برْكة ً لاهية ً للأسماك
متى يزرعُ كلٌّ منّا ولو شجرة ً؟
من ثمّ ليتوضأ ما شاء له
فيسقيها أملا بالطيبِ
من الفََهمِِ والحبّ وبالتحنان !
* * *
ان الذي لفت نظري بان لغة الشاعر صباح محسن جاسم لغة مشبعة بروح الإحساس بالقوة والصمود والاستعداد للتحليق والصعود، لذلك ترك روحة تحلق في فضاءات اخرى من خلال اتخاذه موقفا انسانيا تقدميا من المأساة وعبرعنه بحرفية الشاعر فنراه يقول:
الحياة جميلة .. تعالوا نكتشفها !
.
هذا وستكون لنا وقفة اخرى مع قصائد هذا الشاعر العراقي المتألق.



#صباح_سعيد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا وطني..... ثمة ذكريات
- قراءة في مجموعة - أربعون قصيدة عن الحرف - للشاعر اديب كمال ا ...
- أبو جاسم لر*... والفكة فكتهم ام فكتنا ( 1 ) ...؟؟؟...!!!...
- رائحة اللقاء
- احلام على باب المنفى
- آهات على بوابة الاحزان
- طقوس الرجاء
- الهروب من الجحيم وإلى الجحيم ( 1 )
- شموع الخضر
- غربان الخراب
- صلاة الرجاء
- صرخات من وطن الآلام
- شاطئ الاحلام
- اسطورة غائبة
- اطياف حالمة
- الكورد الفيليون
- صباح قزحي الالوان
- دموع على باب الخريف
- الرسالة 14 من فوق الانقاض
- الرسالة 13 من فوق الانقاض


المزيد.....




- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح سعيد الزبيدي - قراءة في قصائد الاديب الشاعر صباح محسن جاسم