وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3160 - 2010 / 10 / 20 - 23:26
المحور:
الادب والفن
(القسم السادس عشر)
في المساء المتأخر
عاد كلب حراسة العائلة
وجد بانتظاره عظاما من بقايا العشاء
في زاويته المهملة في صالة الضيوف
زاويته الميتة في حساب المثلثات
زاويته الميتة في النظر
في يوم ممطر
اليوم هو الثامن والعشرون من سبتمبر
لم تعد في الكالندر مناسبات حروب
أو تحرير أو ميلاد قائد
لم تعد في الكالندر غير مناسبات حزينة
أيام السنة سوداء قاتمة
تتخللها مناسبات موت
وأخبار انتشار السرطان في كل مكان
سرطان الثدي لدى النساء
سرطان البروستات لدى الرجال
سرطان المخ عند الشعراء
سرطان المعدة عند الحكام واللصوص
سرطان المفاصل لدى الجنود
سرطان الحكم عند العبيد
فيما عدا ذلك كلّ شيء على ما يرام
صارت النساء تترمل قبل وفاة الزوج
والأطفال يتامى بوجود الأبوين
كلّ ما في الأمر حضارة جديدة تولد
ومدنية تتجدد
والبشر خرجوا من طور إلى طور
لماذا لا يندم الخزاف على تمرد الخزف
هل دار بذهنك هذا السؤال يا جيرميا
من حق الخزف أن يتحرك خارج نطاق الجاذبية
كما يحق للروبوت مخالفة كهرباء البطارية
هل كان أوغسطين على حق في اعترافه
ان الخير عندما زاد انقلب إلى شرّ
عندما في الأعالي
هوزانا في الأعالي
إنوما أليش
في البدء كان آدم لوحده
وكانت حواء له معينا
يلعبان في حديقة السيد
لكن ابليس (أبى واستكبر)
نسخ من كلّ منهما ملايين وبلايين
واختلط أبناء الله ببنات الجن
وولد الطواطم والعماليق والديناصورات
ندم السيد.. ندم الأب
ناح كل الأنبياء والحجارة لاحقتهم
لن تنفع دموعك يا جيرميا
ولا انذاراتك يا صفنيا
ولا قصائدك الرتيبة في حوار التمدن
أيها الناقد
سوف أبكي بدموع من حجر
لأزيح الحجرات/ الحسرات من قلبي
أخلط النهايات بالبدايات
وأعلن قنوطي من العالم
لأن القيامة تأخرت كثيراً..
والأمطار لم تعد كافية
ولا الأعاصير والزلازل
لقد تبلدت القلوب وصدئت
ولم تعد كلماتك تلمسها
لقد قمت وحدك يا يسوع
في اليوم الثالث
أما العالم فما زال نائما/ ميتا
في الألفية الثالثة
نحن ما زلنا موتى
تعبنا من هذه الجثث المسربلة بالحروب
تعبنا من ألعاب الشرّ
ولمرة واحدة، واحدة وأخيرة
نريد أن نموت موتا حقيقيا
خارج صفقات السياسة
السماوية أو الأرضية..
أخيرا....
من حقنا أن نرفض
وننتهي من كل شيء!
*
ــــــــــــــــــ
• من شعر لأمرئ القيس حندج ابن عمرو (المعلقة الأولى)
• من سورة يوسف في القرآن
• من شعر ابي نؤاس الحسن ابن هانئ
•
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟